الجمعة، 29 أبريل 2016

سأل سائل فقال: لماذا جعل الله الفائز (بالوسيلة) أعلى درجةٍ في الجنان وأقربُ درجةٍ إلى ذات الرحمن في قمّة جنّة النّعيم مجهولاً ؟

[ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصليّة للبيـــان ]
 سأل سائل فقال:
لماذا جعل الله الفائز (بالوسيلة) أعلى درجةٍ في الجنان وأقربُ درجةٍ 
إلى ذات الرحمن في قمّة جنّة النّعيم مجهولاً ؟ 
الجواب تجدونه في مُحكم الكتاب: 
 وذلك لكي يستمر تنافس العباد إلى ربّهم أيّهم أقرب ليفوز بالوسيلة. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
 {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}
صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].
فلماذا تركتم التنافس إلى الله حصرياً للأنبياء والمرسلين أن كنتم
تعبدون الله وحده لا شريك له؟{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أن كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
 صدق الله العظيم [البقرة:111].
فإن كنتم تحبون الله، فلماذا لم تتّبعوا المُرسلين المُتنافسين على حُبِّ الله وقربه أيّهم أقرب إلى الرحمن فيؤتيه الله الوسيلة، أم لم يأمركم الله يا عباد الله في محكم كتابه أن تتّقوا ربّكم فتعبدوا الله وحده لا شريك له فتبتغوا إليه الوسيلة كما يفعل كافة عباده المُتنافسين على حبِّه وقربه؟ فلماذا حصرتم الوسيلة على رسل الله من دون التّابعين إن كنتم تعبدون الله ولا تعبدون أنبياءه ورسله من دونه؟ فلماذا حصرتم الوسيلة ليتنافسوا على ربّهم وحدهم وخالفتم أمر اللهفي محكم كتابه:
 {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

  صدق الله العظيم [المائدة:٣٥]. 
لا قوة إلا بالله وقال الله تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مشركونَ}
صدق الله العظيم [يوسف:١٠٦].
ويا معشر عُلماء المسلمين وأمّتهم، 

 أن كنتم تحبّون الله فافعلوا كما يفعلُ الأنبياء والمرسلون وتنافسوا على حُبِّ الله وقربه فتكونوا من ضمن عباده المُتنافسين أيّهم أقرب،لذلك جعل الله صاحب الوسيلة مجهولاً من بين كافة عباده المسلمين من الأنبياء والصالحين ولم يخبركم الله بالفائز بها من عبيده، وذلك لكي يستمر التنافس بين عباده أيّهم أقرب فيفوز بالوسيلة التي لا تنبغي إلا لعبدٍ واحدٍ من عباد الله، ولذلك جعله الله مجهولاً وقد بيّنتُ لكم الحكمة بالحقّ،فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾}
صدق الله العظيم [النجم]. وإنا لله وإنا إليه لراجعون،
 وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
مُفتي البشر بالبيان الحقّ للذكر؛ المهديّ المنتظَرالإمام ناصر محمد اليماني.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.