الاثنين، 21 يوليو 2014

لم يجعل الله التوراة والإنجيل المحرّفة حجّةً على العرب وعلم الله بما سوف يقول العرب، فمن ثمّ أقام الحجّة عليهم بتنزيل القرآن العربي المبين..

[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيــان ]
الإمام ناصر محمد اليماني
24 - شوال - 1435 هـ
21 - 07 - 2014 مـ
10:35 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    
لم يجعل الله التوراة والإنجيل المحرّفة حجّةً على العرب وعلم الله بما سوف يقول العرب،
 فمن ثمّ أقام الحجّة عليهم بتنزيل القرآن العربي المبين..

بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلام على رسول الله إلى النّاس كافةً خاتم الأنبياء محمد رسول الله بالقرآن العظيم حجّة الله على كافة الإنس والجنّ ورحمة للعالمين، أمّا بعد..
               وعَلِمَ الله أنّ العرب سوف يقولون ذلك، ويرى الله أنّ قولهم :
 { إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ }،
 وبما أن الله يرى ذلك حجّة لهم ولذلك أقام عليهم الحجّة بالحقّ بالقرآن العربي المبين حتى لا تكون لهم حجّة على ربّهم.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)}
صدق الله العظيم [الأنعام].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

البيان الحقّ لقول الله تعالى: { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ }..

البيان الحقّ لقول الله تعالى: { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ }..
بسم الله الرحمن الرحيم، 
والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ومن تبعهم بإحسانٍ 
إلى يوم الدين، والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..
قال الله تعالى:
 { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) }
  صدق الله العظيم [الشعراء].
والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
 { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) }
  صدق الله العظيم،
 أي: توكل على الله الذي يراك حين تقوم الليل تتهجد بالقرآن نافلةَ الليل.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) }
 صدق الله العظيم [المزمل].
والمهم: إنّه يقصد بأنّه جعل عبده بأعينه التي لا تنام، أي الذي يرى عبده حين يقوم 
 في صلاته فهو بأعينه التي لا تنام.
 تصديقاً لقول الله تعالى: 
 { وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) } 
 صدق الله العظيم [الطور].
 ولذلك أمره بالتوكل على ربّه الذي يراه حين يقوم بنافلة الليل.
وأما البيان الحق لقول الله تعالى:{ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } 
 ويقصد:
 وكذلك يراك في تقلبك في صلاة الفرض في جماعة الركّع السّجود في صلاة الجماعة.
وخلاصة البيان : 
 إنّه يراه حين يقوم في صلاته لوحده حين يقوم الليل، ويرى تقلبه في صلاة الجماعة في بيوت الله، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
وبالنسبة للذين أسسوا معتقدهم بأنّ الصالحين لا بدّ أن يكون آباؤهم صالحين
 من الذين لا يشركون بالله شيئاً: 
 فإنهم لخاطئون؛ أصحابَ ذلك المعتقد هداهم الله، وإن أصرّوا وقالوا بل يقصد تقلّبه في ذرّيات الساجدين فسوف يواجهون معضلاتٍ كثيرةٍ جداً في كتاب الله تنفي معتقدهم نفياً مطلقاً صريحاً فصيحاً لكونهم يعتقدون أنّ ذرِّيات الأنبياء وأئمة الكتاب جميعُهم ساجدون صالحون. ويا أحبتي في الله، إنّ الصالحين يتقلبون في أصلاب الصالحين والغافلين، ولكنّه لا يقصد هذا على الإطلاق، فهل عبد الله بن عبد المطلب كان من الساجدين لله وحده؟ ولكنّ الله لم يبعث إلى عبد الله بن عبد المطلب نذيراً، فهو من الغافلين. ولكن لا حجّة لله عليه ليعذبه. 
تصديقاً لقول الله تعالى: 
 { يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) }
  صدق الله العظيم [يس].
إذاً عبد الله بن عبد المطلب كان من الغافلين من الذين لم تقُم الحجّة عليهم ببعث الرسل، ولذلك فله ولأمثاله حجّةٌ على ربّهم بسبب أنّه لم يبعث إليهم رسولاً. 
وقال الله تعالى: 
 { رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ 
عَزِيزًا حَكِيمًا (165) }  
صدق الله العظيم [النساء].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل أبو الرسول من المعذبين؟ 
وتجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى :  
{ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15) }
  صدق الله العظيم [الإسراء]. 
 برغم أنه مات وهو يعبد الأصنام كمثل ملّة قومه من قبل أن يبعث الله إليهم رسولاً. وعلى كل حالٍ فهو لم يكن من الساجدين لله وحده لا شريك له.
ويا أحبتي في الله، لقد أسس أحبتي في الله الشيعة معتقدهم على مفهومهم الخاطئ لهذه الآية
{ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } ولذلك يعتقدون أنّ ذرِّيات الأنبياء وأئمة الكتاب جميعهم صالحون، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ سوف يهيمن عليهم بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم وأفتي بالحقّ أنّ ذرّيات الصالحين ليست كلها صالحة؛ بل منهم الصالحون ومنهم الظالمون لأنفسهم تصديقاً لقول الله تعالى:
 { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ } 
 صدق الله العظيم [الصافات:113].
وربّما يودّ أحد الذين لا يعقلون أن يقول:
 "يا ناصر محمد، فلم تأتِ بجديدٍ وسبقك من قال هذا".
 فمن ثمّ نردّ على الجاهلين وأقول: 
إنّما يبعث الله الإمام المهدي حكماً بين المختلفين، فيقول:
 تلك الطائفة معها الحقّ في المعتقد الفلاني فأثبته مستنبطاً حكم الفصل مباشرةً من كتاب الله القرآن العظيم، فمن ثم أقول ولكنها على خطأ في المسألة الفلانية فأستنبط ما يبطل معتقدها الباطل مباشرةً من محكم كتاب الله، ويكون الحقّ في تلك المسألة مع طائفةٍ أخرى، وهكذا.. 
وإنّما جعل الله الإمام المهدي حكماً بين الذين فرَّقوا دينهم شيعاً بسبب اختلافهم في مسائلَ ومعتقداتٍ في دين الله فجعل الله الإمام المهدي حكماً عدلاً وذا قولٍ فصلٍ وما هو بالهزل. وأحياناً أحكم أنّ كافة الطوائف على باطلٍ في مسألة ما جميعاً، فمن ثم آتيهم بالحكم الحقّ وحقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، وما ينبغي للإمام المهدي أن يبعثه الله متبعاً لأهوائكم؛ بل حكماً عدلاً وذا قولٍ فصلٍ.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

السبت، 19 يوليو 2014

فتوى من الإمام المهديّ عن حبس العصافير الطائرة الحرّة في أقفاص..

[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
فتوى من الإمام المهديّ عن حبس العصافير الطائرة الحرّة 
في أقفاص..
بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
ويا أيها السائل عن حبس العصافير الطائرة الحرّة في أقفاص،
 ونفتيك بالحقّ:
 أنّ ذلك محرم على كل مسلمٍ حبس الطائر الحرّ كونكم تمنعون العصافير الطائرة من الصلاة لله ربّ العالمين، وهي ليست كالدجاج لكون الطيور الطائرة طيورٌ حرةٌ حسّاسةٌ تتعذب نفسياً من حبس الأقفاص الضيقة كما يتعذب أحدكم نفسيّاً حين يُلقى به في سجنِ غرفةٍ مترٍ في متر، لكون طيور جوِّ السماء طيوراً حرةً تسبّح لله في فضاء جوِّ السماء. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ}
  صدق الله العظيم [الملك:19].
وقال سبحانه: 
 {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
  [النحل:79]. وتصديقاً لقول الله تعالى: 
 {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)}
 صدق الله العظيم [النور].
فانظروا إلى منطق طائر الهدهد الحرّ. قال الله تعالى:
  {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)} 
 صدق الله العظيم [النمل].
فانظروا لعقيدة هذا الطائر الحرّ كيف أنّه يحتقر كفار البشر فيقول: 
 {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26)} 
 صدق الله العظيم.
 فلا تكونوا من الجاهلين معشر الأنصار فمن كان لديه طائراً يحبّه فليطلق حريته في داره، فإن بقي في الدار كان بها، وإن رحل فليجعله حراً طليقاً. وإن كان طيراً يُؤكل فلا حرج عليه أن يذبحه إن كان محتاجاً إليه فيشويه، وأمّا أن تعذبوا الطيور الحرّة بالحبس في الأقفاص سنيناً فهذا محرمٌ في كتاب الله لكون الطيور الحرّة حسّاسةٌ وليست كالطيور التي تأتيكم سعياً كطيور إبراهيم كمثل الدجاج والبط. فاتقوا الله وأطيعون لعلكم ترشدون.
ويجب رفع الظلم عن الإنسان والحيوان والطير، وكلّ ما في الأرض أممٌ أمثالكم.
تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} 
 صدق الله العظيم [الأنعام:38].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

الخميس، 17 يوليو 2014

ردُّ الإمام المهديّ إلى علي الفرج ضيف طاولة الحوار من الشيعة الاثني عشر من الكويت

ردُّ الإمام المهديّ إلى علي الفرج ضيف طاولة الحوار 
من الشيعة الاثني عشر من الكويت
بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله إلى الناس أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى جميع المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين،أمّا بعد..
أيا علي الفرج ضيف طاولة الحوار من الشيعة الاثني عشر من الكويت، فمِمَنْ ستثأرون لأئمة آل بيتي؟ فهل علمتم أنّ قتلة أئمة الكتاب المصطفين لا يزالون أحياءً في الحياة الدنيا بين الناس يرزقون!! إذاً فدلُّوني على مكانهم ولو حبوت لهم حبواً على الجمر إن استطعت لكي آخذ بثأر أبتي الإمام علي والحسين والحسن وشهداء آل بيتي. وإن كان جوابك هو أن تقول:
 "يا ناصر محمد قد ماتَ قتلة الأئمة في أممٍ قد خلت منذ أكثر من ألف سنة"
. فمن ثم نترك الردّ عليك من الله مباشرةً ويقول: 
 {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 
 صدق الله العظيم [البقرة:134].
بمعنى: أنّ الله لن يحاسب أحداً من أمّة اليوم بذنب تلك الأمم الأولى في فجر الإسلام.

 تصديقاً لقول الله تعالى:  {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} 
 صدق الله العظيم [فاطر:18].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾}
 صدق الله العظيم [الكهف].
فهل أنتم محزونون لأّن الله كتب لبعض أئمة آل البيت الشهادة ورفعهم إليه أحياءً عند ربّهم يرزقون، فجعلهم ملائكةً من البشر يطيرون في رياض نعيم الجنّة؟ فلمَ الحزن عليهم وقد صاروا في النّعيم العظيم وقَتَلَتُهم ومن والاهم على قتلِهم في الجحيم والعذاب الأليم؟ إذاً لمَ الحزن حبيبي في الله على أئمة آل البيت المكرمين؟ 

بل الحزن هو على أمّة اليوم الضالين عن الصراط المستقيم؛ بل الحزن هو على الذين يدْعون أئمة آل البيت من دون الله ويحسبون أنّهم مهتدون؛ بل الحزن هو على المؤمنين اليوم الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون؛ بل الحزن هو على المؤمنين اليوم الذين تفرّقوا إلى أحزابٍ وطوائفَ واستحلّوا دماء بعضهم البعض؛ بل الحزن هو على أمَّة الإسلام اليوم؛ مسلمون بالاسم ولم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه إلا قليلاً؛ بل الحزن هو على أمّة الإسلام اليوم الذين جعلوا القرآن العظيم وراء ظهورهم ويحسبون أنهم على شيء وهم ليسوا على شيءٍ.ويا حبيبي في الله تعال لنفتيك في الشيعة والسُّنة، فالشيعة يقولون ليس أهل السُّنة على شيءٍ، وأهل السُّنة يقولون ليست الشيعة على شيءٍ، ولكنهما في الحقيقة هما ليسا على شيءٍ كليهما لكونهم جعلوا كتاب الله المحفوظ من التحريف وراء ظهورهم واعتصموا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم في بحار الأنوار أو في كتاب البخاري ومسلم، برغم أني الإمام المهديّ ناصر محمد لا أكذب بالحقّ في بحار الأنوار أو في كتاب البخاري ومسلم ولكني مُكذِّبٌ بما جاء فيهما مخالفاً لمحكم القرآن العظيم كمثل عقيدتكم في شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود برغم أننا نؤمن بالتّقدم بين يدي الله لتحقيق الشفاعة في نفس الله وليس للشفاعة عند الله لعبيده.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
  صدق الله العظيم [يونس:18].
فلا ترجوا شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود إنّي لكم منه نذيرٌ مبينٌ بالقرآن العظيم كما أنذرَكم به جديّ محمدٌ رسول الله من قبل. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ 
لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)}
 صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا حبيبي في الله، إنّ أئمة الكتاب لا يسمعون نداءكم حين تنادونهم من جانب قبورهم ولو سمعوا دعاءكم ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم. 
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)} 
صدق الله العظيم [فاطر].
ويا حبيبي في الله علي الفرج، والله الذي لا إله غيره إنّ الذين يدعون أئمة آل البيت ليشفعوا لهم عند ربّهم فإنهم قد أشركوا بالله ربّ العالمين وحبط عملهم إلا من رحم ربّي وجاء بقلبٍ سليمٍ من الشرك بالله؛ إنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ، فكن من الشاكرين يا قرة العين فوالله الذي لا إله غيره إنّ جميع الأنبياء وأئمة الكتاب سوف ينكرون عقيدتكم الباطلة بين يدي الله ويتبرأون من شرككم وينفون بمنطق لسانٍ واحدٍ أنهم أفتوكم بهذه العقيدة الباطلة وهي أن تدعوهم من دون الله، ولسوف يوجِّه الله السؤال إلى أئمة الكتاب لتسمعوا ما الجواب في علم الغيب. وقال الله تعالى: 
 {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18) فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا(19)}
 صدق الله العظيم [الفرقان].
ويا علي الفرج، إني لك ناصحٌ أمينٌ فكن من الشاكرين إذ قدَّر الله وجودك في عصر بعث الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد ليخرجكم من الظلمات إلى النور، وكن من الشاكرين إذ قدَّر الله عثورك على دعوة الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور، وكن من الشاكرين إذ خصَّك الإمام المهديّ بهذا البيان المبين رحمة لك أو يريد الله أن يقيم عليك الحجّة بالحقّ فيعذبك عذاباً عظيماً، فاستغفر الله إن الله كان بعباده رحيماً إلا من يئس من رحمة ربّه وظلم نفسه ظلماً عظيماً باليأس من رحمة الله أرحم الراحمين.وأنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أولى منكم بأبتي الإمام الحسين وعليّ فلن أثأر لهما من أحدٍ على وجه الأرض ظلماً، وأعوذ بالله أن أكون من الظالمين المسرفين في القتل، فتعالوا لنخرجكم من الظلمات إلى النور بالبيان الحقّ للقرآن المجيد فنهديكم به إلى صراط العزيز الحميد.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

الأربعاء، 16 يوليو 2014

بيان بعضٍ من أسرار الكتاب ذكرى لأولي الألباب..

[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
 
بيان بعضٍ من أسرار الكتاب ذكرى لأولي الألباب..

بسم الله الرحمن الرحيم، 
 والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم المطهّرين من الشرك وجميع الذين لا يشركون بربّهم شيئاً في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين،
 أمّا بعد.. 
ويا أحبتي في الله السائلين عن نَذْرِ الإمام الصدِّيق عليّ بن أبي طالب صلّى الله عليه وآله وسلّم والصدِّيقة القدِّيسة فاطمة بنت محمدٍ رسول الله صلّى الله عليهم جميعاً وأسلّم تسليماً، وعلى كل حالٍ نبدأ القصة باختصار فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. فبعد رجوع الإمام عليّ بن أبي طالب من غزوة بدرٍ أخبرته فاطمة بنت محمد عليهما الصلاة والسلام بانقطاع الحيض عنها وأوشك الانقطاع أنْ يبلغ ثلاثة أشهرٍ إلا قليلاً، فقالت:
 فإذا بلغ انقطاع الحيض ثلاثة أشهرٍ ولم يأتِ الحيض فهذا يعني أنّي حاملٌ. ففرح الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام بهذا الخبر السار فقال الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام: لئن تبيّن لي بأنّك حاملٌ فأشهدك أنّي نذرت لربّي صيام ثلاثة أيّامٍ. فقالت:
وأنا كذلك نذرت مثلك لكونه مضى على زواجنا ما يقارب سنتين ولم ننجب بعد، ونرجو من الله أن يهبَ لنا ذريّة طيِّبةً، إنّ ربّنا سميع الدعاء.وعلى كل حالٍ لقد وعدا ربَّهما الإمام الصدِّيق والصدّيقة بأنَّهما نذرا صيامَ ثلاثة أيام لئن تحقق أنّها حاملٌ من بعد انقضاء زواجهما بما يقارب السنتين إلا قليلاً. وعلى كل حالٍ فقد حقق الله ذلك الشيء من لدنه ليهب لهما من لدنه رحمةً ورُحماً، فمن ثمّ أرادا أنْ يفيا بنذرهما وأراد الله أن يعلّمهما أنّ نذر الإنفاق أحبّ عند الله من صيام النّافلة، فصاما اليوم الأول وعندما كانا يتناولان التّمرة والقهوة فمن ثمّ طرق الباب عليهما مسكيناً وكان معهما قرصٌ واحدٌ من الشعير كبيرٌ بعض الشيء ويكفي لسدِّ جوع صائمَين إضافةً إلى التّمرة والقهوة. وعلى كل حالٍ؛ فنظر الإمام الصدِّيق عليّ بن أبي طالب إلى وجه المسكين فرقَّ له قلبُه لشدَّة جوعه فقال للصدِّيقة القدِّيسة فاطمة بنت محمد عليهم الصلاة والسلام، قال:أما أنا فسوف أعطي نصيبي نصف قرص الشعير للمسكين لوجه ربّي، وأما أنتِ فكلي نصيبك لكونك حامل ويحتاج الجنين إلى غذاء. فقالت: 
هيهات هيهات! وكذلك منافستك في حبّ الله وقربه؛ كذلك سوف أعطي نصيبي النّصف الآخر. فمن ثمّ أعطَيَا المسكين القرص كاملاً لم يُنقصا منه شيئاً برغم أنّ نفسيهما في تلك اللحظة تتوقان إلى الطعام وتحبّه بشدّةٍ بسبب جوع الصيام. وتحريّاً للصدق لا أستطيع أنْ أفتيَ أنّ فاطمة عليها الصلاة والسلام لم تصنع لهما قرصاً جديداً خلال تلك الليلة لكون العقل والمنطق يقول ذلك أنّهما لن يباتا بجوعهما، فلن أتّبع أهواءكم إلا ما قد سلف.وعلى كل حال؛ فمن ثمّ صاما اليوم الثاني وفي ميقات تناولهما التّمرة والقهوة طرقَ البابَ عليهما يتيمٌ، فقام الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام إلى الباب، فوجد يتيماً يشكو من ألم الجوع فقال للصدِّيقة فاطمة بنت محمد عليهم الصلاة والسلام، قال: أمّا أنا فسوف أعطي نصف القرص نصيبي لهذا اليتيم، وأمّا أنتِ فكلي نصيبك النّصف الآخر لكون الجوع قد يؤثر على الجنين بسبب نقص الغداء، ولكون النّصف سوف يسدّ جوع اليتيم. فقالت: 
 هيهات هيهات! فكذلك منافستك في حبّ الله وقربه فسوف أعطي لليتيم نصيبي النّصف الآخر. فأعطيا اليتيم قرص الشعير كاملاً، فانصرف فرحاً مسروراً.وعلى كل حالٍ صاما اليوم الثالث، وبالضبط في ميقات تناولهم التّمرة والقهوة فمن ثمّ طرق الباب عليهم الطارق، فنظرا إلى بعضهما البعض فتبسما ضاحكين وعلما أنّهما في ابتلاء من ربّهما، فمن ثمّ قام الإمام الصدِّيق عليّ بن أبي طالب وفتح الباب فوجد رجلاً من أسرى غزوة بدرٍ تمَّ إطلاق سراحه مَنّاً بعد أنْ استيأس من كان بحوزته من الفداء، بسبب أنّ أهل الأسير لا يملكون المال ليفتدوا به صاحبهم، ويتبيّن لي أنّ الذي أطلق سراح الأسير هو من الذين حضروا غزوة بدرٍ ولكنه من الذين يريدون الدنيا.تصديقاً لقول الله تعالى:
 {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ}
  صدق الله العظيم [آل عمران:152].
 فمن بعد ما استيأس من الفداء أطلق سراح ذلك الأسير من قريش بعد أن أرهقه طعامه، وذات مرةٍ قال الأسير:
 "أريد طعام العشاء باكراً فأنا جائع"، فهو يريد طعامه. فقال الرجل:
 فاذهب فقد أطلقت سراحك. وفرح الأسير وذهب مباشرةً بجوعه حتى لا يرجع الرجل في قراره برغم أنّه جائعٌ.وعلى كل حالٍ؛ فمرّ الأسير على بيت الإمام عليّ بن أبي طالب فطرق الباب، وكما قلنا من قبل فنظرا إلى وجهي بعضهما بعضاً فتبسما ضاحكين، فعلما أنّه ومن المؤكد أنه جائعٌ جديدٌ وأنّهما في ابتلاء من الله لا شك ولا ريب. وعلى كل حالٍ قام الإمام عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام وفتح الباب فوجد أسيراً يشكو من شدّة الجوع، وأخبره أنّه تمَّ إطلاقه بجوعه. فمن ثمّ قال الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام:
لسوف أعطيه نصف القرص نصيبي لوجه ربّي قربةً إليه، وأمّا أنتِ فلا بد أنْ تأكلي نصيبك الآن حتى لا يتضرر الجنين بسبب قلّة الغذاء. فقالت فاطمة بنت محمد عليهم الصلاة والسلام، قالت:
 ولكني من الذين قال الله تعالى عنهم:
 {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} 
 صدق الله العظيم [الإسراء:57]، 
 فكذلك فاطمة بنت محمد قالت:
 أشهدُ الله أنّي أعطيت نصيبي لوجّه ربّي برغم حبّي للطعام الآن بسبب جوعي الشديد. فمن ثمّ أعطى الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام قرص الشعير إلى الأسير، فمن ثمّ انطلق الاثنان عليٌّ وفاطمةُ تجاه بيت محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ليلحقا بالعشاء معه فقد مسَّهما جوعٌ شديدٌ، وما إنْ وصلا الباب وطرقا إلا وقال النّبيّ عليه الصلاة والسلام لإحدى زوجاته افتحي الباب للجائعين عليّاً وفاطمة صلّى الله عليهم وملائكته. فمن ثمّ فتحت زوجته الباب فدخل عليٌّ وفاطمة إلى النّبيّ عليهم الصلاة والسلام وما إن نظر إليهما إلا وتبسَّم ضاحكاً حتى قَهْقَه النّبيّ من الضحك وهو لا يُقهقه، فأخذتهما الدّهشة فقالا: 
 وما يضحكك يا نبيّ الله؟ صلّى الله عليك وسلم. فباشرهما بالجواب وقال:
 لقد أخبرني الله ورسوله جبريل عليه الصلاة والسلام بما حدث لكما طيلة هذه الأيام الثلاثة، فقد اقتحمتما العقبة وجاءت البشرى لكما من الله بالجنّة فأنزل في شأنكما قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، فقد أنزل الله سورةً عليّ نبيِّه الآن تنزيلاً جملةً واحدةً وجاء فيها ذكر ما صنعتما أيّها الجائعان. فقالا: فأسمعنا السورة عليك الصلاة والسلام يا نبيّ الله. فقال قال الله تعالى: 
{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شيئاً مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثمّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)}
 صدق الله العظيم [الإنسان]. 
فمن ثمّ بشّرهم النّبيّ كما بشّره جبريل وجاءت البشرى من الله ربّ العالمين بأنّ الله يبشرهم بالإمام العليم الحسين بن عليّ يخرج من ذريته الإمام المهديّ من يؤتيه الله علم الكتاب فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، فيتمُّ الله به نوره ولو كره المجرمون ظهوره. واعلموا أن البيان الحقّ لقول الله تعالى:
 {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23)} 
 صدق الله العظيم 
 إنما يقصد قرآن هذه السورة نزل جملةً واحدةً، ولا يقصد أنّه أنزل القرآن جملةً واحدةً بشكلٍ عامٍ، وعلّمناكم حتى لا تعتقدوا بما يناقض قول الله تعالى:
 {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)}
 صدق الله العظيم [الفرقان]. 
 والبيان المقصود لقول الله تعالى :{وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} أي شيئاً فشيئاً. وعلى كل حالٍ يا أيّها السائل أبا محمد، فلتعلم حتى لو كنتُ أعلمُ تاريخ ميلاد أبتي الإمام الحسين بن عليّ عليه الصلاة والسلام لما أخبرتُ به أحداً لا في عصر الحوار من قبل الظهور ولا من بعد الظهور وذلك حتى لا يعاود للتاريخ ميلاد أعياد الأئمة والأنبياء، ثمّ يبالغون فيهم في كل مناسبة عيد ميلادٍ حتى يدعونهم من دون الله.
 وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.. 
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.