الجمعة، 29 مايو 2009

إجابة الإمام على أسئلة عمر فاروق..

    
إجابة الإمام على أسئلة عمر فاروق..
بسم الله الرحمن الرحيم،
 وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخي الكريم، إن بعض أسئلتك عجيبة كمثل قولك:
وهل تنزل جبريل على محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟!
لا أظنّ يوجد في هذه المسألة جدلٌ بين علماء الأمّة، ولذلك استغربت سؤالك، وعلى كُل حال سوف نردّ عليك باختصار حتى لا تصفنا بالتكبر بغير الحقّ.

 
أولاً: هل اعترف بك أحدٌ من علماء المسلمين بغض النظر عن اختلافهم المذهبي؟
الجواب: إنّما العالِم من يُفرق بين الحقّ والباطل ولا يُعرض عن محكم كتاب الله الذي أحاجّهم منه، ومن تابع بياناتنا ودرسها وفهمها وعقلها وعلمها وأيقن بها والله ليصبح من أكبر علماء المسلمين ومرجعيّة بالحقّ للمؤمنين، وهل تعلم إن صدقني أحد علماء المسلمين فسوف تُصدِّق، فهل هو البرهان بالنسبة لك هذا العالم؟ فافرض أنّ هذا العالم على ضلالٍ وكذلك ناصر محمد اليماني على ضلالٍ فحتماً سوف يضلونك عن الحقّ، فيا أخي استخدم عقلك الذي ميّز الله به الإنسان عن الحيوان وهو التفكّر والتدبّر، ولا تقفُ ما ليس لك به علم حتى ولو صدق بناصر محمد اليماني أكثر النّاس، فافرض أن أكثر النّاس على ضلالٍ وصدقوا ناصر محمد اليماني وهو على ضلالٍ فإن اتبعتهم أضلّوك إذا كانوا على ضلالٍ مبين. ألم يقل الله تعالى:
{وَإِن تُطِعْ أكثر مَن فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظنّ
 وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:116]
إذاً أخي الكريم، نصيحتي لك بالحقّ أن لا تصدق ناصر محمد اليماني لأنك رأيت أكثر النّاس قد صدّقوه، وكذلك لا تصدق ناصر محمد اليماني لأنّه قد اتّبعه السادة والكُبراء فلعلّ السادة والكُبراء على ضلالٍ، فلا تكن إمّعة إن أحسن النّاس أحسنت وإن أساءوا هرعت على أثارهم، كلا بل استخدم عقلك من قبل الاتّباع واعلم أنّ عقلك هو حُجّة الله عليك، وإذا أُخذ منك عقلك رُفع عنك القلم حتى يُعاد لك عقلك الذي تفكر به، ونصيحتي لك لا تقفُ ما ليس لك به علم حتى ولو رأيت أكثر النّاس اتّبعوا ناصر محمد اليماني ما لم تجد الإمام ناصر محمد اليماني مُسلّحاً من ربّه بالعلم والسلطان المُقنع من كتاب الله حُجّة الله على العالمين، ولم يجعل الله الحجّة لكم سادتكم ولا كُبراءكم إن صدقوا صدقتم وإن كذبوا كذبتم فقد رأيتم مصير الذين اتّبعوا السادات والكُبراء، وكذلك العلماء لم يجعلهم الله حُجّتك إذا لم تصدق بالحقّ، وإذا كنت طالب علمٍ فلا تتبع العلماء ولا تتبع ناصر محمد اليماني بغير علمٍ، واعلم أنّ الله سوف يسألك عن عقلك لما اتّبعتهم بغير التدبر والتفكر في سلطان علمهم هل يقبله عقلك إذا كنت طالب علم.
 وقال الله تعالى:
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}
صدق الله العظيم [الإسراء:36]
وكن من الذين قال الله عنهم:

{إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَ‌بِّهِم مُّشْفِقُونَ ﴿
٥٧﴾ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَ‌بِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٨﴾ وَالَّذِينَ هُم بِرَ‌بِّهِمْ لَا يُشْرِ‌كُونَ ﴿٥٩﴾وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَ‌بِّهِمْ رَ‌اجِعُونَ ﴿٦٠﴾ أُولَـٰئِكَ يُسَارِ‌عُونَ فِي الْخَيْرَ‌اتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴿٦١﴾}
صدق الله العظيم [المؤمنون]
وأمّا ناصر محمد اليماني فهو يتّبع بصيرةَ جدِّه؛ القرآنَ العظيم، ولا نتبع أهواء
 الذين لا يعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ}
صدق الله العظيم [الرعد:37]
وقال الله تعالى:
{هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}
صدق الله العظيم [البقرة:120]

 
وسؤالك الثاني يقول:
ثانياً: هل لديك دليل من كتاب الله أو من سنة رسول حول زعمك أقصد
 أثرٍ من حديثٍ أو كتاب؟
والجواب: لئن هيمنتُ على كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود بسلطان العلم الحقّ والمُلجم بالحقّ فلكل دعوى بُرهان، وقل لعلماء المسلمين هلمّوا لموقع ناصر محمد اليماني فإما أن تقيموا عليه الحجّة بسلطان العلم أو يقيم عليكم الحجّة بعلم أهدى وأقوم سبيلاً حتى تُسلموا للحقّ تسليماً، فهذا هو برهان المهديّ المنتظر الحقّ حتى ولو يوجد في القرآن بلفظ واضح (الإمام ناصر محمد اليماني) فليس ذلك هو الحجّة، فلربّما أن ناصر محمد اليماني رجل آخر وناصر محمد اليماني هذا يظن نفسه هو، إذاً أخي الكريم إن الحجّة الحقّ هو سلطان العلم الشامل والحكم الحقّ والقول الفصل بين جميع المختلفين فيوَّحد صفّهم ويجمع شملهم فإن أجابوا فلم أفعلْ فلست المهديّ المنتظر الحقّ من ربّ العالمين، فلكل دعوى برهان فهل تنتظرون نبيّاً جديداً أم إماماً يزيده الله عليكم بسطة في العلم فيحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فيوَّحد صفّكم فيجمع الله به شملكم فتقوى شوكتكم من بعد تفرقكم وفشلكم؟

 
وسؤالك الثالث يقول:
ثالثاً: كم مضى من الدنيا؟
والجواب: منذ أن بدأت حركة الدهر إلى لحظة ردّي على سؤالك فهذا ما مضى
 من الدُنيا إلى حد الساعة لصدور ردّي عليك.
 
رابعاً: هل انت متزوج واذا كان نعم كم لديك من الأولاد؟
والجواب: هذا سؤال يخصني ولم يجعل الله لكم البرهان في نسائي ولا أولادي
 بل في سلطان العلم الحقّ.
 
 خامساً: هل ينزل جبريل على محمد؟
والجواب: قال الله تعالى:
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بالحقّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمسلمين}
صدق الله العظيم [النحل:102]
بمعنى: أن الله أرسل إلى محمد رسول الله رسولَه جبريل عليهما الصلاة والسلام: وقال الله تعالى:بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ
{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَ‌تْ ﴿١﴾ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَ‌تْ ﴿٢﴾ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَ‌تْ ﴿٣﴾ وَإِذَا الْعِشَارُ‌ عُطِّلَتْ ﴿٤﴾ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَ‌تْ ﴿٥﴾ وَإِذَا الْبِحَارُ‌ سُجِّرَ‌تْ ﴿٦﴾ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ﴿٧﴾ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴿٨﴾ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ﴿٩﴾ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَ‌تْ ﴿١٠﴾ وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ﴿١١﴾ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَ‌تْ ﴿١٢﴾ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ﴿١٣﴾ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَ‌تْ ﴿١٤﴾ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ﴿١٥﴾ الْجَوَارِ‌ الْكُنَّسِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿١٨﴾ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَ‌سُولٍ كَرِ‌يمٍ ﴿١٩﴾ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْ‌شِ مَكِينٍ ﴿٢٠﴾ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴿٢١﴾ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ﴿٢٢﴾ وَلَقَدْ رَ‌آهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴿٢٣﴾ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴿٢٤﴾ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّ‌جِيمٍ ﴿٢٥﴾ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ‌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ربّ العالمين ﴿٢٩﴾}
صدق الله العظيم [التكوير]

 
 سادساً: كم شاهدت رسول الله في منامك؟ وكم شاهدت رسول الله في يقظتك؟
والعجيب في سؤالك هذا (وكم شاهدت رسول الله في يقظتك)!
والجواب عليه: 
 شاهدت قبره - عليه الصلاة والسلام - في المدينة المنورة يوم حجيت إلى بيت الله وزرت جدّي إلى المدينة عليه الصلاة والسلام. وأمّا الرؤيا فهي تخصني فتواها ولم أحاجّكم بها حتى تُصدقوا وأقول لكم لا بد أن تصدقوا فأنا رأيت جدّي فيجب عليكم أن تصدقونِ! إذاً لفسدت الأرض من جرّاء كثرة الرؤيا الكذّب والافتراء، وسبق وأن أفتيتكم أن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال لي في إحدى الرؤى الحقّ:
[ وما جادلك عالم من القرآن إلا غلبته ]
فيا أخي إذا كنتُ حقاً الإمام المهديّ المنتظر الحقّ من ربّكم فأقسمُ بالله العظيم لو اجتمع كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود الأحياء منهم والأموات أجمعين ليحاجوا ناصر محمد اليماني من القرآن العظيم ليجعل الله المهديّ المنتظر هو المُهيمن عليهم أجمعين بسلطان العلم تصديقاً للرؤيا الحقّ التي أفتاني بها جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإذا لم يُصدقني الله الرؤيا على الواقع الحقّ فأصبحت رؤيةً كاذبةً، وبيني وبين علماء الأمّة هو الاحتكام إلى القرآن لننظر هل سوف يصدقني الله بالحقّ على الواقع الحقّيقي فلا يحاجوني من القرآن إلا أتيتهم بالحقّ وأحسن تفسيراً، فلكل دعوى بُرهان والعلم المُحكم من القرآن العظيم هو الحكم وليس كثرة رؤيا جدّي محمد رسول الله حتى لو قلت لكم أنّي رأيته مليون مرة لما جعل الله الرؤيا هي الحجّة عليكم ولأنكم لم تصدقوا يعذبكم! حاشا لله؛ بل الحجّة عليكم هي أن أحاجّكم بسلطان العلم من القرآن العظيم حتى تسلموا للحقّ تسليماً.

 
 سابعاً: أين الله بالنسبة لك؟
والجواب: إن الله في السماء مستوٍ على عرشه، يعلم ما في نفسي ونفسك ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وهو معكم أينما كنتم وليس بذاته سُبحانه بل بعلمه لا يغيب ولا يخفى عنه شيء لا في السماء ولا في الأرض، ذلكم الله الرحمن على العرش استوى. تصديقاً لقول الله تعالى:بسم الله الرحمن الرحيم
{سَبَّحَ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿
١﴾ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ ﴿٢﴾ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ‌ وَالظَّاهِرُ‌ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣﴾هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْ‌ضِ وَمَا يَخْرُ‌جُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُ‌جُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‌ ﴿٤﴾ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْ‌جَعُ الْأُمُورُ‌ ﴿٥﴾ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النّهار‌ وَيُولِجُ النّهار‌ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ‌ ﴿٦﴾}
صدق الله العلي العظيم [الحديد]
بسم الله الرحمن الرحيم

{لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقرآن عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَ‌أَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِ‌بُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُ‌ونَ ﴿
٢١﴾ هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّ‌حْمَـٰنُ الرَّ‌حِيمُ ﴿٢٢﴾ هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ‌ الْمُتَكَبِّرُ‌ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿٢٣﴾ هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِ‌ئُ الْمُصَوِّرُ‌ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٤﴾}
صدق الله العلي العظيم [الحشر]

 
 ثامناً: متى تعرف الله؟
والجواب: ويا سُبحان الله ومن قال لك أني أحيانا أعرف الله وأخرى أجحد به؟ وأعلم أن ذلك لغزٌ منك ولا أحاجّكم بالألغاز فليكن سؤالك واضحٌ جليٌّ لتأتيك إجابةٌ مُفصّلةٌ تفصيلاً فيفهم الآخرون ويستفيدون، أما الألغاز فلا مكان لها عندنا وحتى ولو كنت أعلم الجواب على ألغازك لما رددت، أو أتجاهلها تعمداً مني، ولو قلت لي متى تعرف أنّ الله راضٍ عنك؟ لقلت لك إذا أرضيت ربّي وتقربت إليه تغشاني رحمته وتتنزل على قلبي السكينة والطمأنينة، ومن ثم أعلم أن الله في تلك اللحظة راضٍ عليّ لا شك ولا ريب. وأمّا إذا الإنسان يرى أن قلبه قاسٍ عن ذكر الله وإذا ذُكر الله عنده لا يوجل قلبه وإذا تُليت عليه آياته لا تزيده إيماناً فليعلم أنّ الله غاضب عليه. فويل للقاسية قلوبهم عن ذكر الله.

 
 تاسعاً: هل رب النّصارى نفس ربّ اليهود ونفس ربّ المسلمين؟
والجواب: سُبحان الله ربّ كُل ما كان وما سيكون إلى يوم الدّين ربّ المسلمين والنّصارى واليهود والنّاس أجمعين، ولكن أكثرهم للحقّ كارهون وبالحقّ مُشركون، وإذا ذُكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يعرفون ربّهم وإذا ذُكر الذين من دونه 
فإذا هم يستبشرون. وقال الله تعالى:
{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشمأزت قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ 
 مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
صدق الله العظيم [الزمر:45]
وما أرجوه منك ومن كافة الذين يريدوا من ربّهم أن يزيد قلوبهم نوراً هو أن تتدبروا سورة الزُمر تدبر المُتفكر لينير الله بها قلوبكم ويزيدكم الله بها خشوعاً ويشرح الله بها صدوركم فيريكم الله بها الحقّ ويجعل الله لكم بها فرقاناً لعلكم توقنون.
سورة الزمر بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ
{تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿١﴾ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ فَاعْبُدِ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿٢﴾ أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّ‌بُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ‌ ﴿٣﴾ لَّوْ أَرَ‌ادَ اللَّـهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‌ ﴿٤﴾ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ بالحقّ يُكَوِّرُ‌ اللَّيْلَ عَلَى النّهار‌ وَيُكَوِّرُ‌ النّهار‌ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ‌ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ‌ كُلٌّ يَجْرِ‌ي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ‌ ﴿٥﴾خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَ‌فُونَ ﴿٦﴾ إِن تَكْفُرُ‌وا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْ‌ضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ‌ وَإِن تَشْكُرُ‌وا يَرْ‌ضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ‌ وَازِرَ‌ةٌ وِزْرَ‌ أُخْرَ‌ىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَ‌بِّكُم مَّرْ‌جِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ‌ ﴿٧﴾ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ‌ دَعَا رَ‌بَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِ‌كَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ‌ ﴿٨﴾ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ‌ الْآخِرَ‌ةَ وَيَرْ‌جُو رَ‌حْمَةَ رَ‌بِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ‌ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٩﴾ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَ‌بَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْ‌ضُ اللَّـهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُ‌ونَ أَجْرَ‌هُم بِغَيْرِ‌ حِسَابٍ ﴿١٠﴾قُلْ إِنِّي أُمِرْ‌تُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿١١﴾ وَأُمِرْ‌تُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمسلمين ﴿١٢﴾ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَ‌بِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٣﴾ قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِ‌ينَ الَّذِينَ خَسِرُ‌وا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَ‌انُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ‌ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّـهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿١٦﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَ‌ىٰ فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ‌ ﴿١٩﴾ لَـٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَ‌بَّهُمْ لَهُمْ غُرَ‌فٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَ‌فٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ‌ وَعْدَ اللَّـهِ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ الْمِيعَادَ ﴿٢٠﴾ أَلَمْ تَرَ‌ أَنَّ اللَّـهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْ‌ضِ ثُمَّ يُخْرِ‌جُ بِهِ زَرْ‌عًا مختلفا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَ‌اهُ مُصْفَرًّ‌ا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَ‌ىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿٢١﴾أَفَمَن شَرَ‌حَ اللَّـهُ صَدْرَ‌هُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ‌ مِّن رَّ‌بِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ‌ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٢﴾ اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ‌ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَ‌بَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ‌ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾ أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿٢٤﴾ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٢٥﴾ فَأَذَاقَهُمُ اللَّـهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَ‌ةِ أَكْبَرُ‌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ وَلَقَدْ ضَرَ‌بْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقرآن مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٢٧﴾ قُرْ‌آنًا عَرَ‌بِيًّا غَيْرَ‌ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٢٨﴾ ضَرَ‌بَ اللَّـهُ مَثَلًا رَّ‌جُلًا فِيهِ شُرَ‌كَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَ‌جُلًا سَلَمًا لِّرَ‌جُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الحمد لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُ‌هُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٩﴾ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَ‌بِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّـهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٢﴾ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿٣٣﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَ‌بِّهِمْ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٣٤﴾ لِيُكَفِّرَ‌ اللَّـهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَ‌هُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٣٥﴾ أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٦﴾ وَمَن يَهْدِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّـهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ﴿٣٧﴾ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلْ أَفَرَ‌أَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنْ أَرَ‌ادَنِيَ اللَّـهُ بِضُرٍّ‌ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّ‌هِ أَوْ أَرَ‌ادَنِي بِرَ‌حْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَ‌حْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٣٨﴾ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣٩﴾ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿٤٠﴾إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بالحقّ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴿٤١﴾ اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْ‌سِلُ الْأُخْرَ‌ىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُ‌ونَ ﴿٤٢﴾ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ‌ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَ‌ةِ وَإِذَا ذُكِرَ‌ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُ‌ونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْ‌ضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴿٤٧﴾ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤٨﴾ فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ‌ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ‌هُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٩﴾ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٥٠﴾ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَـٰؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ ﴿٥١﴾ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَبْسُطُ الرِّ‌زْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ‌ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَ‌ى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٦٠﴾ وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿٦٢﴾ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا بِآيَاتِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُ‌ونَ ﴿٦٣﴾ قُلْ أَفَغَيْرَ‌ اللَّـهِ تَأْمُرُ‌ونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿٦٤﴾ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَ‌كْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٦٥﴾ بَلِ اللَّـهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٦٦﴾ وَمَا قَدَرُ‌وا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِ‌هِ وَالْأَرْ‌ضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿٦٧﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ‌ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْ‌ضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَ‌ىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُ‌ونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَ‌قَتِ الْأَرْ‌ضُ بِنُورِ‌ رَ‌بِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بالحقّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرً‌ا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُ‌سُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَ‌بِّكُمْ وَيُنذِرُ‌ونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَ‌بَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرً‌ا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الحمد لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَ‌ثَنَا الْأَرْ‌ضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ‌ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ وَتَرَ‌ى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْ‌شِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَ‌بِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بالحقّ وَقِيلَ الحمد لِلَّـهِ ربّ العالمين ﴿٧٥﴾}
صدق الله العظيم

 
عاشراً: هل محمد رسول الله خليفة الله الآن أم أنت؟
والجواب: كان خليفة لله مثله كمثل داوود - عليه الصلاة والسلام -
 وقال الله تعالى:
{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأرض فَاحْكُم بَيْنَ النّاس بالحقّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى
 فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}
صدق الله العظيم [ص:26]
ثم مات - عليه الصلاة والسلام - وقال الله تعالى:
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَ‌بِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١﴾}
صدق الله العظيم [الزمر]
وأراك تقول أن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - خليفة الله في الأرض الآن! فأقول: كلا فقد ذهب من الدُنيا فلا حاجة له بها، فلماذا تريد أن تبقيه فيها فقد كانت عليه الدُنيا طويلة حتى لقي ربّه - عليه الصلاة والسلام وآله - وكم أنا مُستعجل أن الحقّ به لولا مُهمتي بالحقّ ولولا ذلك لما تمنيت ان أبقى ثانيةً واحدةً في هذه الحياة فليس لنا حاجة بها شيئاً لولا الله فمن أجله نحيا فيها ولم يتحقق الهدف من أجله بعد، وسوف يتحقق بإذن الله إن الله لا يخلف الميعاد، فهل أريد أن يمكنني الله في الأرض إلا لكي آمر بالمعروف وأنهَ عن النكر فارفع ظُلم العباد عن العباد وأدعو جميع العباد إلى الخروج من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد؟ وسوف يَفِيَني ربّي بما وعدني وأمثالي من الصالحين فأهدي النّاس جميعاً إلى الصراط المستقيم ومن كفر بعد ذلك فاتّبع المسيح الدجال فأولئك هم الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى:

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شيئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفاسقون}

صدق الله العظيم [النور:55]
وذلك لأن فتنة المسيح الدجال تأتي بعد أن يهدي الله بالمهديّ المنتظر النّاس ومن بعد الإيمان بالحقّ من النّاس كافة بالمهديّ المنتظَر ومن ثم تأتي الفتنة لاختبار التقوى. وقال الله تعالى:
{الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَ‌كُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣﴾}
صدق الله العظيم [العنكبوت]
ويا أخي الكريم أني لم أرَ قلبك طاهراً نحونا فلا تكن للحقّ من الكارهين، وأرجو من الله أن يغفر لك ويعفو عنك فيطهر قلبك تطهيراً إن ربّي غفورٌ رحيمٌ، فأنب إلى ربك باكياً بين يديه أن يريك الحقّ حقاً فيرزقك اتّباعه إن ربّي سميع عليم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.

الثلاثاء، 26 مايو 2009

تُعرضون عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله وإتّباعه فلبئس ما يأمركم به إيمانكم إن كُنتم مؤمنين

 ولربما يود أن يقاطعني أحد عُلماء المُسلمين 
أو من أُمّتهم فيقول:
مهلاً مهلاً يا ناصر مُحمد اليماني ولكننا نحن المُسلمون لن يُعذّبنا الله ما دام 
العذاب هو بسبب الكفر بالكتاب وذلك لأننا نحن المُسلمون بالقُرآن العظيم مؤمنون.
ومن ثُمّ يردُّ عليكم الإمام ناصر مُحمد اليماني وأقول:
إذاً فلماذا تُعرضون عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله وإتّباعه فلبئس ما يأمركم به إيمانكم إن كُنتم مؤمنين بأن تُعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فيما كُنتم فيه تختلفون وذلك لأنكم اتّبعتم مِلة طائفةً من أهل الكتاب حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين فقلتم كمثل قولهم: سمعنا وعصينا. وقال الله تعالى:
{قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ
 إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
صدق الله العظيم, [البقرة:93]
وقال الله تعالى:
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٦٤﴾ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٦٥﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴿٦٦﴾ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
صدق الله العظيم, [المائدة]
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين 
 الإمام ناصر محمد اليماني 
 

سلسلة / فلربما يود أن يقاطعني: ومن ثم نرد

من إعداد / alawab

الأحد، 24 مايو 2009

سلسلة القول المختصر في المسيح الكذاب الأشر .5.

      
   القول المختصر في المسيح الكذاب الأشر .5.
أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أيها الدارس فهل عندك سُلطان بهذا أن النفر من الجن ليلة حضروا بقدر مقدور في الكتاب المسطور على رجل يتلوا القرآن وهو محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهل لديك برهان أنه قرأ لهم القرآن كُله؟ حاشا لله.. وإنما استمعوا لما تُلي من القرآن تلك الليلة، فلما قُضي ولَّوا إلى قومهم مُنذرين، بل لم يكن يعلم بهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما أوحي إليه من بعد ذلك أنه استمع 
إليه نفر من الجن أثناء نافلة الليل،
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً }
صدق الله العظيم، [الجن:1]
وبما أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يتلو لهم القرآن جميعاً لأنه 
لا يعلم تلك الليلة أنه يستمع إليه نفر من الجن ولو علم بهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما استطاع أن يتلو عليهم القرآن جميعاً في ليلة واحدة،
 وذلك لأنه لا يتلوه سريعاً بل أمره الله أن يتلوه بالترتيل شيئاً فشيئاً،
 تصديقاً لقول الله تعالى:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَ‌تِّلِ الْقُرْ‌آنَ تَرْ‌تِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ‌ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ‌ اسْمَ رَ‌بِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَّ‌بُّ الْمَشْرِ‌قِ وَالْمَغْرِ‌بِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ‌ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْ‌هُمْ هَجْرً‌ا جَمِيلًا (10) وَذَرْ‌نِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْ‌جُفُ الْأَرْ‌ضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا (14) إِنَّا أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْكُمْ رَ‌سُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْ‌سَلْنَا إِلَىٰ فِرْ‌عَوْنَ رَ‌سُولًا (15) فَعَصَىٰ فِرْ‌عَوْنُ الرَّ‌سُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْ‌تُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ‌ بِهِ ۚ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَ‌ةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَ‌بِّهِ سَبِيلًا (19) }
صدق الله العظيم، [المزمل]
بل حتى ولو قرأه سريعاً ومهما كانت سرعته لا يمكن أن ينتهي من تلاوته من بعد العشاء إلى نصف الليل أو أنقص من نصف الليل بقليل، بل حتى ولو إلى الصباح لما استطاع أن يحصي لهم القرآن كُله، فهو يُرتله ترتيلاً كما أمره ربه ولم يقرأه سريعاً ولو قرأه سريعاً لما أحصاه يا أيها الدارس لأن الله يقدر الليل والنهار ولن يستطيع أن يحصي القرآن في ليلة واحدة والقرآن كثير ولا ولن يستطيع محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحصي القرآن كُله ولا الذين معه، ولذلك عفى الله عنهم أن يقرأوا القرآن كُله في ليلة، وقال لهم أن يقرأوا ما تيسر من القرآن، 
وقال الله تعالى:
{ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) }
صدق الله العظيم، [المزمل]
فهات بُرهانك أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلى عليهم
 القرآن كُله في ليلة واحدة، ولكنك تجد الله يفتيك أنهُ لا يستطيع أن يحصي
 القرآن في ليلة محمد رسول الله ولا الذين معه من صحابته الأخيار،
 ولذلك قال الله لهم أن يقرأوا ما تيسر:
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) }
صدق الله العظيم، [المزمل]
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.


البيان الحق لكلمة(حَفِيّاً)

البيان الحقّ لكلمة {حَفِيّاً}..
بسم الله الرحمن الرحيم،

 والصلاة والسلام على النَّبي الأميّ الأمين وآله الطاهرين والتابعين للحقّ إلى
 يوم الدين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين. .
أخي الكريم الذي يُحاجنا بالأخطاء في الكتابة، هل تعلم إن كنتَ من أولي الألباب بأن أخطائي في الكتابة سوف تزيد أولي الألباب يقيناً في البيان الحقّ؟
 فيقولون: "سبحان الله إن جميع العلماء لم يكن لديهم أخطاء في الكتابة، فبرغم علمهم في اللغة والنحو لم يستطيعوا جميعاً أن يأتوا بالبيان الحقّ للقرآن وتبيانِ أسراره كما بيّنه ناصر محمد اليماني". ومن ثم يفتيه العقل والمنطق فيقول:
 "إذاً ناصر محمد اليماني لو كان عَلِمَ القرآن بسبب علمه في اللغة والنحو والإملاء لعلمه مِنْ قَبْلِه علماءُ الأمّة المتفوقون في النحو والإملاء". 
ومن ثم يخرج بنتيجة منطقية فيقول:
 "إذاً الذي علّم ناصر محمد اليماني البيان الحقّ للقرآن هو الرحمن، علّمه البيان
 لا شك ولا ريب".
وأتحدّاك أن تحاجنا بخطأ في البيان الحقّ للقرآن فتجد فيه باطلاً ما أنزل الله به من سلطان، فإن فعلت فقد جعل الله لك على ناصر محمد اليماني سلطاناً إن وجدتني أقول على الله غير الحقّ من غير سلطان العلم الملجم للعالم والجاهل. ويا أخي الكريم البارع في اللغة فما دمت تعلم اللغة فهل تعلمنا البيان الحقّ لكلمة
{حَفِيّاً} 
 التي جاءت في قول الله تعالى:
{قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ ربّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً}
صدق الله العظيم [مريم:47]
فأما البغوي فقال أن البيان الحقّ لقوله
{إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً}: براً لطيفاً.
ولكن لو تسأل الإمام المهدي الحقّ من ربّكم لعلمك بالبيان الحقّ لكلمة {حَفِيّاً} وأقول لك الحقّ أن المقصود بها (عليماً)، أي: سأستغفر لك ربّي أنه كان بي عليماً. ومن ثم سآتيك بالبرهان الملجم من القرآن أن المقصود بكلمة حفياً أي (عليماً).
 وأما البرهان الحقّ اليقين لمعنى هذه الكلمة فوجدته في قول الله تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ربّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (187) قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أعلم الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}

صدق الله العظيم [الأعراف]
فانظر لقول الله تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ}،
 والبيان الحقّ أي: يسألونك كأنك عليماً بها قل إنما علمها عند الله إلى قوله:
 {وَلَوْ كُنتُ أعلم الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}
وهكذا يُعلّمني الله البيان الحقّ للقرآن فيدلّني على برهان البيان الحقّ المقنع فآتيكم به من ذات القرآن، فأهيمن عليكم بالعلم والسلطان. ولو اجتمع كافة الفطاحلة من علماء النحو واللغة والإملاء جميعاً الأحياء منهم والأموات أجمعين لما استطاعوا أن يأتوا بالبيان الحقّ للقرآن كما أتاكم به المهدي المنتظر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني ولهيمنت عليهم بحُجة العلم والسلطان المقنع والملجم، وليس ذلك مني غروراً وأعوذُ بالله بل ثقة من مُعلمي, فلا يوجد من هو أعلم منه أبداً، وإنّه الله الذي علّم المهدي المنتظر؛ الإنسان؛ البيانَ الحقّ للقرآن، ولذلك أعلمكم مالم تكونوا تعلمون.
وكذلك أفتيك بشأنك فإني أراك إما أنك من الذين يصدّون عن الحقّ صدوداً فقد تبيّن لهم أن ناصر محمد اليماني هو المهدي الحقّ من ربهم، أو إنك رجلٌ أعمى البصيرة نظراً لأن الله لم يجعل له نوراً في القلب ليُفرِّق به بين الحقّ والباطل. وإذا أردت أخي الكريم أن يجعل الله لك نوراً في قلبك لكي تبصر به الحقّ والباطل فعليك بتقوى الله والتوبة والإنابة إليه واللجوء إليه ليعلّمك الحقّ إذا كنت لا تريد أن تقول على الله إلا الحق؛ تقوى منك أن لا تقول على الله غير الحقّ بما لم تعلم علم اليقين، ومن ثم يفيك الله 
بما وعدك بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}

صدق الله العظيم [الأنفال]
فاتقِ الله أخي الكريم فإنك والله لتصدّ عن البيان الحقّ للقرآن العظيم، وإني أتلقاه بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم بل من لدن حكيمٍ عليمٍ وليس بوحي جديد، وإنما يلهمني بسلطان البيان الحقّ من ذات القرآن إن ربّي فعال لما يريد، وذلك حتى لا يحاجني عالم من القرآن إلا غلبته بالحقّ وهيمنت عليه بسلطان العلم، وإذا كان باحث عن الحقّ فلن يجد في نفسه حرج ولا كبرياء من الاعتراف بالحقّ ويُسلم ُ تسليماً.
ويا أخي الكريم هل تعلم بأن أميّة محمد - صلى الله عليه و آله وسلم - جعلها الله برهاناً للتصديق بالحقّ لدى أهل الكتاب من اليهود الذين علموا علم اليقين أنه ينطق بالحقّ وعرفوا أنه النبي الخاتم كما يعرفون أبناءهم؟ 
وسبب هذا الإيمان لديهم هو: لأن محمداً رسول الله أميٌّ فما يدريه بما جاء من الحقّ في التّوراة وفي الإنجيل وهو ليس من الدارسين للتوراة أو للإنجيل؟ فهو أميّ لا يقرأ ولا يكتب ولذلك أيقنوا بالحقّ ثم أعرض شياطين البشر فلم يتخذونه سبيلاً حسداً من عند أنفسهم، وأولئك هم المُبطلون. وقال الله تعالى:
{وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطَّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}
صدق الله العظيم [العنكبوت:48]
وليس لأنه قد بيّن لهم من ناحية لغوية التي هي مبلغ علمكم؛ بل لأنه يقصُّ عليهم أكثر الذي هم فيه مختلفون في التّوراة والإنجيل، فيفصله لهم تفصيلاً في القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:

{إِنَّ هَذَا الْقرآن يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
صدق الله العظيم [النمل:76]
وبما أنّهم يعلمون أن محمداً رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - لبث فيهم عمراً فلا يعلمون أنه قرأ أو كتب وحتى أنه لم يدرس العلم عند أحدهم، فما يدريه بالذي هم فيه مُختلفون؟! حتى أتى بحكمه الحقّ وفصَّله لهم تفصيلاً وهو أميٌّ، فتبين لهم أنه حقاً تلقّاه من لدن حكيم عليم.
وكذلك يا أخي الكريم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، فما يُدريه بهذا البيان الحقّ المُفصّل للقرآن العظيم برغم أخطائه الإملائية؟ ومن ثم تفتيكم عقولكم أن ناصر محمد اليماني حقاً تلقّى البيان الحقّ للقرآن العظيم من لدن حكيم عليم.
وما يدريني أين سلطان علمي في القرآن وأنا والله لا أحفظ القرآن، ولا أحفظ منه إلا قليلاً؟ 
ولربما تودّ الآن أو سواك أن يقاطعني:
 "كيف كيف كيف!! ماذا تقول؟ فهل أنت لا تحفظ القرآن؟ وكيف تقول أنك المهدي المنتظر وأنت لا تحفظ القرآن؟!".
وأما أولوا الألباب فسوف يزيدهم ذلك خشوعاً فيقولون:
 "سبحان من علّم إمامنا جميع هذا البيان للقرآن، ويأتي بالسلطان من ذات القرآن وهو لا يحفظ القرآن! وما يدريه بسلطانه في أي سورة وفي أي آية في القرآن لولا الله الذي علّمه البيان الحقّ للقرآن"، فيزيدهم إيماناً وتثبيتاً على الصراط المُستقيم،
 وأما الذين لا يعلمون ولا يبصرون الحقّ من ربّهم فحتماً ستزيدهم هذه الفتوى رجساً إلى رجسهم حتى يرون العذاب الأليم.
ولو اجتمع جميع الذين حفظوا القرآن عن ظهر قلب لما استطاعوا أن يأتوا بالبيان الحقّ للقرآن وتبيان أسراره كما بيّناه بالحقّ، ولكن أكثركم لا يتفكرون من قبل أن يحكموا، بل سُرعان من يأتي بالرد والمُقاطعة منهم والحكم من قبل أن يعطي لعقله فرصة ليدرس القضية حتى يحكم بالحقّ فلا يصد عن الحقّ، وإن الذين لا يتفكرون أولئك كالأنعام التي لا تتفكر.

ولم يفرض الله عليكم حفظ القرآن جميعاً ؛بل أمركم بالتدبر والتفكر في آياته.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألباب}
صدق الله العظيم [ص:29]
ومن ثم يتيسر عليه حفظه حين يشاء أن يحفظه جميعاً، ومن ثم لن ينساه أبداً.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين. .
أخو الأنصار الأبرار السابقين الأخيار أحباب الرحمن وخليفته،
 الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.