الأربعاء، 31 أغسطس 2011

تتمة رد الإمام المهدي على المدعو "ضياء الدين" في فتوى الوسيلة..

    
  تتمة رد الإمام المهدي على المدعو "ضياء الدين"
 في فتوى الوسيلة..
 بسم الله الرحمن الرحيم
 والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المسلمين..
 أما بعد يا أيها المدعو ضياء يامن يتحدى إمام الهدى، إني أعلم أنك على اطلاع شامل لبينات الإمام المهدي وأعلم أنك لو حفظت كافة بيانات الإمام المهدي عن ظهر قلب فإنها لن تزيدك إلا رجساً إلى رجسك كونك لا تبحث عن الحق فيها بل تبحث عن أي مدخل فيها حسب ظنك أنها ثغرة فتستغلها للتشكيك بدعوة الإمام المهدي لعل أنصاره يرجعون عن عبادة الله وحده لا شريك والتنافس في حب الله وقربه !! 
 وتالله إن ذلك ما يريد أن يصل إليه ضياء الذي يريد أن يخرجكم من النورإلى الظلمات، ولكن لا مشكلة يا ضياء ولسوف تعلم أن مكرك هذا سوف تصبح نتيجته بإذن الله عكسية على غير ما كنت ترجو فتموت بغيظك . فنحن يارجل نعلم أنك تريد أن يبالغ الأنصار في محبة جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تجعلهم يعتقدون أنه صاحب الدرجة العالية الرفيعة،ومن ثم تقول:
إذاً فلا داعي لتنافسكم على الدرجة إلى أقرب درجة إلى ذات عرش الرب فقد فاز بها محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم . ومن ثم يقول ضياء:
 إذاً محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شفيعكم يوم الدين ، حتى تعيدهم إلى الاعتقاد بذلك كسائر المسلمين فتعيدهم إلى الشرك مرة أخرى بعد أن أنقذهم الله منه ، وهيهات هيهات.... ورب الأرض والسماوات لا تستطيع يا ضياء الذي يصدُّ عن البيان الحق للذكر وكافة شياطين البشر أن يصدوا قوماً من الأنصار يحبهم ويحبونه ألا والله الذي لا إله غيره ليفتيك الإمام المهدي عن هدفهم في أنفسهم وهو لا يعرفهم ولم يراهم ولكنهم سوف يكونون على هذه الفتوى لمن الشاهدين .
 فقد أخبرني جدي محمد رسول الله عنهم عليه الصلاة والسلام أن القوم الذي يحبهم الله ويحبونه من هذه الأمة وكانت آخر رؤيا في شأنهم بتاريخ واحد شوال يوم العيد في منام الظهيرة لعامكم هذا 1432 ويا ليتها كانت خالية من النثر حتى لا تكون فتنة للذين في قلوبهم مرض ولكن أحباب الرحمن سيعلمون أنها الحق من ربهم وهم الأهم وهي كما يلي بالحق قال لي عليه الصلاة والسلام :
  [يا أيها المهدي المنتظر فوالذي بعث محمداً بنور القرآن وعلَّم ناصر محمد البيان لِيَتحدى به علماء الإنس والجان لِيَنسف به افتراء الشيطان المتناقض في سنة البيان مع محكم القرآن ، أن من القوم الذي يحبهم الله ويحبونه يوجدون الآن في أنصارك وآخرين لمّا يلحقوا بهم ويتخذون ذات سبيلهم إلى ربهم ، فوالذي نفس محمد عنده فتنطق روحه لك كيف يشاء الله في الرؤيا الحق ، أنهم قومٌ لا يرضيهم ربهم بالفوز بالدرجة العالية الرفيعة في جنة النعيم ولا بملكه أجمعين ولا بكلمات ربك التامات
 كن فيكون ، حتى يرضى،ولكن الأنبياء رضوا بنعيم الآخرة ومنهم محمد رسول الله تصديقاً لوعد ربي الحق:
 {وَلَلْآخِرَ‌ةُ خَيْرٌ‌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ ﴿٤﴾ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَ‌بُّكَ فَتَرْ‌ضَىٰ ﴿٥﴾} 
صدق الله العظيم. 
 ولكن قوماً يحبهم ويحبونه لن يرضوا بنعيم الآخرة والأولى مالم يتحقق لهم النعيم الأعظم من نعيم الملكوت كله كما أفتاهم عبد النعيم الأعظم الإمام المهدي ، ناصر محمد رسول الله .. فوجدوا في أنفسهم أنه ينطق بالحق ويهدي إلى صراط مستقيم وفي ذلك سر يقينهم أن المهدي المنتظر هو حقاً الإمام ناصر محمد اليماني لا شك ولا ريب الخبير بحال ربه فقد أطاع ناصر محمد رسول الله ربَّه . وسألتُ الخبير بالرحمن عن حال الرحمن فقال :
 يا حبيبي محمد رسول الله صلى الله عليك وآلك الأخيار وسلم تسليما ، كيف وجدتَ تحسرك على عباد الله في قلبك ؟ فقلتُ ياحبيب الله ورسوله :
 قد أفتاكم الله عن حال عبده ورسوله محمد في قوله الحق:
 {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ}صدق الله العظيم ، فقال الإمام المهدي:
 فما بالك ياحبيب الله وعبده بعظيم حسرة من هو أرحم بالناس من محمد عبده ورسوله ، الله أرحم الراحمين ؟ 
ومن ثم تعجبتُ من نفسي ومن أنبياء الله أجمعين في الجن والإنس كيف لم نتفكر بحال الله وقد علمنا بعظيم حسرتنا في أنفسنا على عباده المعرضين عن اتباع الهدى إذاً فكيف عظيم حسرة من هو أرحم بعباده من عبيده جميعا ؟
 الله أرحم الراحمين.. فما أعظم وأقوى حجتك على الناس يا أيها الإمام المهدي ناصر محمد فسوف يتم الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره، فلا تخشى فتنة النثر على الأنصار إنما تنطق به روحي إليك بإذن الله وكذلك تنطق أنت بإذن الله ، فلماذا يحزنك التشابه لرؤيا في البيان الحق المبين فلا يعيبه وإنك لتكتم كثيرا من الرؤيا خشية الفتنة للذين في قلوبهم مرض ولا يزالون في ريبهم يترددون.ولكن حين يكون في الرؤيا 
ما يخص يقين أنصارك فلا تكتمه شيء ففي ذلك حكمة بالغة سيجدون تأوليها الحق في أنفسهم، ومن ثم يقولون:
 صدقت يا أيها الإمام المهدي فنحن على ذلك من الشاهدين فلن نرضى بجنة النعيم وقصورها وحورها حتى يتحقق لنا النعيم الأعظم ويرضى فكن على ذلك من الشاهدين. ومن ثم يشدوا أزرك ويشركهم الله في أمرك أولئك خير البرية وأعداؤهم أشر البرية ومن ألد أعدائهم شياطين الجن والإنس من الذين يسعون ليطفئوا نور الله بعدما تبين لهم أن ناصر محمد يدعو إلى الحق ويهدي إلى صراطٍ مستقيم بالبيان الحق للقرآن العظيم.أولئك يحذرهم الله غضب نفسه فقد كرهوا رضوانه النعيم الأعظم من نعيم جنانه] 
 انتهت الرؤيا بالحق،
 ولا ولن يجعلها الله الحجة عليكم كون الله لو يغيّر الأمر في دين الله بناء على الرؤيا لبدل الشياطين دين الله تبديلا ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون أنهم لكاذبون كمثل ضياء بل بيني وبين العالمين سلطان العلم المبين في محكم القرآن العظيم. وأما بالنسبة للرؤيا التي كانت تخص البشرى بالفوز بالدرجة العالية الرفيعة لناصر محمد اليماني، إنما أراد الله أن يعلمِّكم لماذا لا تزال تسمى الدرجة العالية بالوسيلة. فهل وجدتم أن ناصر محمد اليماني قَبِلَها؟ بل أنفقها لجده محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنتخذها وسيلة لتحقيق النعيم الأعظم فلا تهمني الدرجة المادية الأقرب إلى ذات عرشه بل الحب في نفسه ونعيم رضوانه. غير أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفتاني في رؤيا من بعد ذلك مباشرة أن الدرجة عادت للعبد المجهول والله شهيدٌ على ما أقول أنهاعادت للعبد المجهول. وإنما أراد الله أن يرفع درجات عبادة الأنصار كونهم كانوا يتنافسون على الدرجة العالية الرفيعة طيرمانة الجنة حتى إذا بشِّر بها ناصر محمد اليماني فأباها وأنفقها فتفكروا إنها حقاً وسيلة لتحقيق الغاية وذلك حتى لا يجعلوها منتهى أملهم ومبلغ مرادهم. ففي تلك الرؤيا حكمة بالغة لتطوير ورفع مستوى عبادة الأنصار لربهم حتى يقدِّروا ربهم حق قدره فيعبدوه كما ينبغي أن يعبد. وأنتم تعرفونه هذا الشيطان منذ زمن فهو لا يزال يراسل الأنصار على الخاص والفيسبوك سرا ليحاول فتنتهم عن اتباع ناصر محمد خصوصاً من يراه موقناً بالإمام المهدي ناصر محمد اليماني فاحذروا فتنة هذا الشيطان وتالله إنه من الذين
 قال الله تعالى عنه:
{أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ‌ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَ‌ةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ‌ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُ‌ونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْ‌ضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴿٤٧﴾وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر]
 وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
 عدو شياطين البشر المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني. 

الإمام ناصر محمد اليماني يأمر الأنصار بعدم كتابة الرؤيا عنه، وبتدبر القرآن قبل حفظه..

الإمام ناصر محمد اليماني يأمر الأنصار بعدم كتابة الرؤيا عنه، وبتدبر القرآن قبل حفظه..
بسم الله الرحمن الرحيم 
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
ويا أيها الأنصاري محمد العربي، جمعَ كلماتها في قلبي ربي الذي جمع كلمات القرآن
 في قلب جدي وقرآنه على لسانه ليقرأه للناس على مكث. غير أن الإمام المهدي بمجرد ما يخبر بالرؤيا أو يكتبها لم يعد يحفظها قلبي كما نطق بها جدي بالضبط ويتبقى فهمها بقلبي كما أفهم البيان الحق للقرآن.
وفي ذلك حكمة من الله كون الرؤيا ليست كتاباً جديداً من بعد القرآن المجيد فلا تكتبوها عني في كتيبات ويكفي ذكر ما شاء الله منها بالموقع ولا ضير إن كانت منسوخة ضمن البيان الحق للقرآن. ولكني أنهاكم أن تجعلوا لها كتيبات حتى لا يعتقد الناس بها يوما ما كتابٌ من الله جديد ويذرون القرآن وراء ظهورهم، فاحذروا فصلها عن البيان في كتيب واتقوا الله وأطيعوا أمري.
وكذلك لم نأمركم بحفظ البيان الحق للقرآن بل نأمركم أن تفهموه بعقولكم حتى
 لا تنسوه كون الحفظ يُنسى ومن فهم المضمون لن يَنسى ما فهمه قلبه وأدركه عقله، وكذلك الله أمركم بتدبر القرآن من قبل حفظه. تصديقا لقول الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
  صدق الله العظيم [ص:29]
وأما إذا حفظتم القرآن من قبل الفهم والتدبر فسوف يكون مثلكم كمثل الحمار يحمل الأسفار في وعاء على ظهره ولا يفهم ما يحمل على ظهره! ألا وأن فهم القرآن وتدبر بيانه هو النور والفرقان المبين ومن ثم يكون حفظه عليكم يسير ولن تنسوا حفظه 
من بعد فهمه فكونوا من الشاكرين. 
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

السبت، 27 أغسطس 2011

الإمام المهدي يثبت تحسر الله على عباده الضالين ..

    
الإمام المهدي يثبت تحسر الله على عباده الضالين ..
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وجميع المؤمنين إلى يوم الدين أما بعد..
ويا ضياء الذي ينفي حزن الله على عباده الضالين ماظنك بحديث محمد رسول الله الحق قال عليه الصلاة والسلام ما يلي:
[لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة] 
متفق عليه.وفي رواية لمسلم:
 [لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح] 
 صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فمن خلال هذا الحديث يتبين لكم أن الله يحزن ويفرح ويتأذى نفسياً ويتحسر ويغضب ويتأسف، 

ونقوم باستنباط البرهان على ذلك الحال في نفس الله من محكم كتابه 
كما يلي:
سـ 1 - فهل الله يتأذى في نفسه بسبب الذين يؤذون أولياءه بغير الحق؟
جـ 1 - قال الله تعالى:
{إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿٥٧﴾ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ‌ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴿٥٨﴾} 

 صدق الله العظيم [الأحزاب]
ونستنبط من ذلك أن الله يتأذى نفسياً بسبب الأذى النفسي في أنفس أولياءه بسبب افتراء الجاهلين.
سـ 2 - وهل الله يتأسف على الذين أعرضوا عن اتباع الحق من ربهم ثم يدمرهم تدميراً؟
جـ 2 - وقبل أن نستنبط لكم الجواب من محكم الكتاب عن بيان أسف الله سوف ننظر تفسير المفسرين عن المقصود من قوله تعالى:
(فقال تعالى: فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ [الزخرف:55]، ومعنى: (فلما آسفونا): أغضبونا، فيكون المعنى: فلما أغضبونا انتقمنا منهم، ثم نقول: الانتقام هو لازم للغضب، فإن الله إذا غضب على عبد انتقم منه، فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)) فالأسف محرك يستعمل في لغة العرب بمعنى شدة الحزن و بمعنى شدة الغضب و هو المراد في الآية والانتقام مكافأة بالعقوبة فيكون المعنى (فلما أسخطونا بأعمالهم السيئة عاقبهم الله تعالى) .
قال الإمام ابن كثير : ((عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: آسَفُونَا أَسْخَطُونَا ،وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْهُ :أَغْضَبُونَا وَهَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ)) وعَنْ طَارِق بْن شِهَاب قَال َ "كُنْت عِنْد عَبْد اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَذُكِرَ عِنْده مَوْت الْفَجْأَة فَقَالَ تَخْفِيف عَلَى الْمُؤْمِن وَحَسْرَة عَلَى الْكَافِر ثُمَّ قَرَأَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ (فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)، وَقَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز رَضِيَ اللَّه عَنْهُ "وَجَدْت النِّقْمَة مَعَ الْغَفْلَة يَعْنِي قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ( فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ).
 
 انتهى تفسير قوم يقولون على الله مالا يعلمون إلا من رحم ربي.
ونأتي لبيان الأسف في نفس الله فنجد أن المقصود بالأسف هو الحزن على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأعرضوا عن دعوة رُسل ربهم وسبب أسف الله على المعرضين كونه سوف يصدق رُسله ما وعدهم فيدمر عدوهم ويرثهم الأرض من بعدهم تصديقاً لوعده لرُسله وأولياءه بالحق. ولذلك قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا إِلَىٰ فِرْ‌عَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَ‌سُولُ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٦﴾ فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ ﴿٤٧﴾وَمَا نُرِ‌يهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ‌ مِنْ أُخْتِهَا ۖ وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْ‌جِعُونَ ﴿٤٨﴾ وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ‌ ادْعُ لَنَا رَ‌بَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ ﴿٤٩﴾ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ﴿٥٠﴾ وَنَادَىٰ فِرْ‌عَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ‌ وَهَـٰذِهِ الْأَنْهَارُ‌ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُ‌ونَ ﴿٥١﴾ أَمْ أَنَا خَيْرٌ‌ مِّنْ هَـٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴿٥٢﴾ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَ‌ةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِ‌نِينَ ﴿٥٣﴾ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَ‌قْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴿٥٥﴾ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾} 
 صدق الله العظيم [الزخرف]
والتأسف من الرب على فرعون وقومه جاء بعد أن دعاء نبي الله موسى عليهم عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى:
{وَقَالَ مُوسَىٰ رَ‌بَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْ‌عَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَ‌بَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَ‌بَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَ‌وُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٨٨﴾ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٨٩﴾ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ الْبَحْرَ‌ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْ‌عَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَ‌كَهُ الْغَرَ‌قُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَ‌ائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩٠﴾ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴿٩٢﴾} 

 صدق الله العظيم [يونس]
السؤال الذي يطرح نفسه:
 فهل تأسف الله في نفسه على فرعون وقومه حين الانتقام من فرعون وقومه؟
 والجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَ‌قْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٥﴾ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾} 
 صدق الله العظيم [الزخرف]
وبقي السؤال عن بيان الأسف في النفس وأجد بيانه المقصود في الكتاب أنه الحزن 

في النفس. وقال الله تعالى:
{وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٨٤﴾}   

 صدق الله العظيم [يوسف]
ونستنبط من هذه الآية:

البيان الحق من الأسف في النفس أنه يقصد به الحزن في النفس على شيء ما، 
وكذلك نستنبط البيان المقصود من الأسف في قول الله تعالى:
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً}
  صدق الله العظيم [الكهف:6]
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل التأسف هو ذاته التحسر في النفس؟
 ونجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ}  صدق الله العظيم [فاطر:8]
ولكن الحسرة في نفس الله أعظم على عباده الذين ضل سعيهم وأعرضوا عن دعوة رسل ربهم فدعوا عليهم فأصدقهم الله ما وعدهم فأهلك عدوهم ومن ثم جاءت الحسرة في نفس ربهم عليهم بعد أن جاءت الحسرة في أنفسهم على ربهم الذي فرّطوا فيه وعبدوا ما دونه. وقال الله تعالى:
{يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾}

  صدق الله العظيم [يس]
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا حسرة الله على عباده المعرضين لهي أشد وأعظم من حسرة مُحمد رسول الله على المُعرضين عن دعوة الحق من ربهم؟
 والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: 
{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
  صدق الله العظيم [يوسف:64]
وبسبب درجة الرحمة في نفس الله من أعلى أرقام الرحمة في النفس وفي ذلك سر حسرة الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم ولم يتخذوا السبيل سبيل ربهم بسبب ضلالهم عن الصراط المستقيم، ولا نقصد أن الله نادم على ما صنع بهم سبحانه كما يزعم ضياء وإنما يندم من أخطأ، ولكن الله لم يندم على تعذيبه لهم كونه لم يظلمهم شيء بل هم ظلموا أنفسهم، وإنما الحسرة في نفس الرب على ظلمهم لأنفسهم فكانوا من المعذبين وبرغم أن الله لم يظلمهم شيء ولكن ما أصابهم لم يكن هين في نفس الله أرحم الراحمين. ولذلك يقول:
{يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ﴿٣٢﴾} 

صدق الله العظيم [يس]
إذاً يا عباد الله المؤمنين الذين يحبهم الله ويحبونه فكيف سوف تهنأون بنعيم الجنة وحورها وأحب شيء إلى أنفسكم متحسرٌ حزينٌ أسفاً على القوم الضالين المعرضين عن دعوة رُسل ربهم إليهم ويعبدون غير الله قربة إلى الله ويحسبون أنهم مهتدون؟
فلا تدعون الله بهلاك الذين لا يعلمون أنهم على ضلال مبين واصبروا عليهم ولا تعجّلوا عليهم بالهلاك عسى الله أن يهدي الناس جميعاً. تصديقا لقول الله تعالى:
{أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِ‌عَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِ‌يبًا مِّن دَارِ‌هِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٣١﴾}

 صدق الله العظيم [الرعد]
فهل تعلمون المقصود بقول الله تعالى:
 {حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} صدق الله العظيم؟
وذلك إظهار المهدي المنتظر خليفة الله على البشرمن بعد الحواروتحقيق الإيمان بآية العذاب الأليم واستغفروا الله إنه هو الغفورالرحيم،وما كان الله ليعذب المستغفرين تصديقا لقول الله تعالى:
{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
  صدق الله العظيم [الأنفال:33]
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

الجمعة، 26 أغسطس 2011

الإمام المهدي يُبين أن لا تنازل عن أقرب درجة لحبّ الله وحتى ولو قربة لرسول الله صلى الله عليه وسلم..

  الإمام المهدي يُبين أن لا تنازل عن أقرب درجة لحبّ الله 
وحتى ولو قربة لرسول الله صلى الله عليه وسلم..

بسم لله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر..سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وكل عام وأنتم طيبين وعلى الحق ثابتين. وقال الله تعالى:
{عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} 

صدق الله العظيم [المائدة:105]
أحبتي الأنصار لا تنسوا أمر الله إليكم في محكم كتابه
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ 

 رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
  صدق الله العظيم [النحل:125]
ويا أيها الضيف ضياء بارك الله فيك وهدانا وإياك إلى الصراط المستقيم، ما خطبك جئت لجادلنا في موضوع لا خلاف فيه وهو في محبة جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ 

فاسمع ما أقول:
 أقسم بمن خلق الجان من مارج من نار، وخلق الإنسان من صلصال كالفخار الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار الله الواحد القهار، أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحبُّ إلى نفسي في عبيد الله بملكوت الله جميعاً، فهو أحبُّ إليَّ من أمي وأبي ونفسي والناس أجمعين. فلماذا تجادلنا في شيء لا خلاف عليه بين المسلمين أجمعين أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أولى بهم من أنفسهم؟ فهو أولى بهم من أمهاتهم ومن آباءهم ومن أبناءهم ومن عشيرتهم ومن أموالهم. ألا والله أن منْ أحبَّ مسلماً أكثر من حبه لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا يحب الله ولا يحبه الله، كون سرّ محبة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو بسبب محبة الله حبيبنا الأعظم، ولذلك نحب رسول الله إلى العالمين، كونه رسول الله، حبيبنا الأعظم الغفور الودود.فكيف لا نحب الرسول الحبيب يالبيب؟ ولكن الخلاف بيننا وبينك هو أنك تريد أن نجعل حبَّ الرسول عليه الصلاة والسلام مساوياً لحب الله. ولكن ليس لله ندٌّ في الوجود كله حتى يتساوى حبّ الله ورسوله. بل الفرق لعظيمٌ بين حب الله ورسوله كالفرق بين الله وخلقه.ويارجل نحن نحب محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحبَّ الأعظم على مستوى محبتنا لبعضنا بعضاً جميعاً نحن المُسلمين المؤمنين برسالة الله التي جاء بها إلينا وكذلك كل أتباع الأنبياء يحبون رسول ربهم بالحب الأعظم على مستوى حبهم لبعضهم بعضاً كونه أخرجهم الله برسله من الظلمات إلى النور. تصديقا لقول الله تعالى:
{الر‌ ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِ‌جَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِ رَ‌بِّهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ‌ضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِ‌ينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴿٢﴾}  

صدق الله العظيم [إبراهيم]
فلا خلاف بين المُسلمين في هذه المسألة فنحن متفقين أن محمداً رسول الله

 صلى الله عليه وآله وسلم 
أولى بالمؤمنين من أنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{‏‏النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}

  صدق الله العظيم [الأحزاب:6]
ولكنك لست على هذا النهج الحق ياضياء كونك تبالغ في محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ويا ضياء لو يخاطبك الله من وراء الحجاب فيقول: يا ضياء فهل أجعلك أحب عبد إلى ربك وأقرب أم أجعل محمداً رسول الله أحب 

منك يا ضياء وأقرب؟ لقال ضياء: بل اجعل محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أحبّ منى إلى نفسك وأقرب إلى ذات عرشك. ومن ثم يقول لك الإمام المهدي:
 لقد تنازلت يا ضياء عن أقرب درجة في حبّ الله وقربه لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.والسؤال، هو قربة إلى من فعلت ذلك ياضياء؟ فإن قلت قربة إلى ربي تنازلتُ عن أقرب درجة في حب الله وقربة لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومن ثم يكرر لك المهدي المنتظر السؤال مرة أخرى وأقول:
 قربة إلى من تنازلت عن التنافس في حب الله وقربه يا ضياء؟
 فإن قلت قربة إلى ربي تنازلت عن منافسة محمد رسول الله في حب الله وقربه، 
ومن ثم يرد عليك الإمام المهدي وأقول: 
لن أتزحزح عن هذا السؤال حتى تجبني للمرة الثالثة قُربةٌ إلى من تنازلت عن منافسة محمد رسول الله في حبّ الله وقربه؟ فاتقي الله حبيبي في الله وما بعد الحق إلا الضلال! فلا يوجد هناك إله آخر حتى تتنازل عن منافسة أنبياء الله في حب الله وقربه قربةً إلى إله آخر. سبحان الله العظيم وما بعد الحق إلا الضلال؟ 
تصديقا لقول الله تعالى:
{فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}

 صدق الله العظيم [يونس:32]
ويارجل بل الحق هو أن تُنفقَ لأجل الله قربةً إلى الله، وتحبَّ من أجل الله قربة إلى الله، وتُبغض من أجل الله وكل صلاتك ونسكك ومحياك ومماتك من أجل الله وقربة إلى الله. ولكن حين تتنازل عن التنافس مع العبيد في حب الله وقربه فقد أشركت بالله، فقربةً إلى منْ؟ وما بعد الحق إلا الضلال..ويارجل إن الإمام المهدي لا يدعو الناس إلى تعظيمه، ولا يقول لهم أنا أولى بالله منكم كوني خليفة الله، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. 

وقال الله تعالى:
{وَمَا أَرْ‌سَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّ‌سُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّ‌حْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَ‌مُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِ‌هِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْ‌تَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ

 نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴿٢٩﴾} 
صدق الله العظيم [الأنبياء]
بل أقول :

ياأيها الناس 
من كان يحب الله فليتبعني وينافسني في حب الله وقربه يحبه الله ويغفر له ذنوبه ويجعله من عباده المقربين. وما الإمام المهدي وكافة أنبياء الله ورسله إلا عبيد لله أمثالكم، فاتقوا الله ولا تحصروا الله لأنبياءه ورسله فيعذبكم الله، ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً.ألا والله الذي لا إله غيره لا يغني عنكم محمد رسول الله ولا المهدي المنتظر ولا كافة أنبياء الله ورسله من الله شيئاً لو لم تُقدِّروا ربكم حق قَدْرِه فتعبدوا الله وحده لا شريك له.
ولربما أحد الانصار الجدد يود أن يقاطعني فيقول:
 يا أيها الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لقد صدّقتك أنك المهدي المنتظر وبايعتك ولكن كيف تريدني أن أطمح أن أكون العبد الأقرب إلى الرب منك وأنت المهدي المنتظر الذي جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم؟ ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:
 إني أبشرك بأنك قد أشركت بالله ولم يتخذ الله الإمام المهدي ولداً حتى يكونَ هو الأولى بربه فتُوقِفَ الأعمال والتنافس إلى الرب، وإنما الإمام المهدي وكافة أنبياء الله ورسله عباد أمثالكم، فمالكم لا ترجون لله وقاراً؟ وماخطبكم لا تقدروا ربكم حق قدره؟ أم تريد يا ضياء أن تجعل حب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متساوياً بحبك لله؟ ومن ثم نقول فكم الفرق بين الله ومحمد عبده ورسوله!! فكيف يتساوى قَدْرُ الله ورسوله في الحبّ؟؟ 
فهل جعلت لله ندا ياهذا ونسيت قول الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ}   

صدق الله العظيم [البقرة:165]
بل حبنا لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون أشدّ من حب المؤمنين لبعضهم بعضاً، كونه رسول حبيبهم الأعظم، الله الغفور الودود. فحبنا لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو بسبب عظيم محبتنا لله ولذلك أحببنا رسوله عليه الصلاة والسلام. ولكني أعلم ما تريد أن تصل إليه يا ضياء، هو أنك تحاول أن تثني الأنصار عن التنافس في حب الله وقربه وتريد أن تفتيهم أنه قد فاز بأعلى درجة في حب الله وقربه هو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا ما يريده ضياء.وإنك والله العظيم لتدعوهم إلى الشرك بالله سواء يكون بتعمدٍ منك من المغضوب عليهم أم أنك 

من الجاهلين الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا إلى ربهم ويحسبون أنهم مهتدون.
 فما خطبك يارجل وماذا دهاك تصد عن التنافس في حب الله وقربه وتحصر الله لأنبياءه ورسله فمن يجيرك من عذاب الله؟ وأتحداك بحكم الله في محكم القرآن العظيم وفي سنة البيان الحق من عند الرحمن هل صدرت الفتوى من الله في القرآن أو في سنة البيان عن العبد المجهول صاحب الدرجة الأقرب إلى الرب؟ كون الله لو أفتى عباده بهذا السر لتوقف التنافس في حب الله وقربه منذ الأزل القديم، ولكن الحكمة البالغة من رب العالمين أنه لم يفتي كافة أنبياءه ورسله عن العبد المجهول صاحب أقرب درجة إلى الرب، ولذلك تجدهم يتنافسون إلى ربهم أيّهم العبد الأقرب.
 تصديقا لقول الله تعالى:{يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} 
 صدق الله العظيم [الإسراء:57]
فتدبر يا ضياء قول الله تعالى {أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}  صدق الله العظيم،

 ومن ثم تعلم أن العبدَ الأقرب مجهول فعلا لا شك ولا ريب، فكلٌ منهم يسعى ليكون هو ذلك العبد المجهول. ونستخلص أن العبد الأحب والأقرب لا يزال عبداً مجهولاً، فهل هذا العبد من الملائكة أم من الجن أم من الإنس؟ فالله أعلم. وإنما الحكمة أن جعله الله مجهولاً حتى يتم التنافس لكافة العبيد إلى الرب المعبود وكلٌ عبد من عباد الله المقربين يرجو أن يكون هو ذلك العبد. ولذلك قال الله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}
  صدق الله العظيم [الإسراء:57]
وكذلك بيّن الله لكم هذه المسألة فسَنَّ سنة البيان الحق. 

قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ

 وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ] 
صدق عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار.
وذلك تصديقاً لأمر الله في محكم كتابه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

صدق الله العظيم [المائدة:35]
ولكنك يا ضياء حصرتها للأنبياء من دون الصالحين فوقعت في الشرك وأنت لا تعلم. ويارجل بالله عليك كيف تريد أن يكون نهج الذين اتبعوا أنبياء الله مختلف عن نهج أنبياء الله في طريقة هداهم إلى ربهم وطريقة التنافس إلى الرب أيهم أقرب إلى الرب؟ تجدها طريقة هدي كافة أنبياء الله ورسله برغم أن الله فضل بعضهم على بعض ولم يثنيهم ذلك عن التنافس في حب الله وقربه كون العبد الأحب والأقرب إلى الرب عبد مجهول. وقال الله تعالى:
{وَرَ‌بُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورً‌ا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ‌ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَ‌بِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَ‌بُ وَيَرْ‌جُونَ رَ‌حْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَ‌بِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْ‌يَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً‌ا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾}
صدق الله العظيم [الإسراء]
فاتقِ الله يارجل ولا تصد عباد الله في التنافس في حب الله وقربه ولا تفتي بشيء لم يفتِ به الله ورسوله عن العبد المجهول. فهو لا يزال عبداً مجهولاً، ولا يزال التنافس مستمر بين العبيد بملكوت الرب المعبود سبحانه وتعالى علوا كبيراً.ولم يقل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقرب درجة إلى الرب لا تنبغي إلا أن تكون

 إلا لعبد من الأنبياء بل بشكل عام لعبد من عباد الله. 
وقال عليه الصلاة والسلام:
 [سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ
وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ] 
صدق عليه الصلاة والسلام.
فانظر لفتوى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

 [لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ] 
 فلماذا تفتري على الله ورسوله أنه قد فاز بها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فهل تريد أن تقطع التنافس في حب الله وقربه وكأنه قد قضي الأمر وصار العبد المجهول معروف؟ ولكن الله ورسوله جعله مجهولاً وأنت تجعله معروفاً، فهل أنت من يقسّم رحمة لله يا هذا؟ وقد جئناك بسلطان مبين من كتاب الله القرآن وسنة البيان الحق وأثبتنا أن صاحب الدرجة العالية الأقرب إلى الرب عبد مجهول لحكمة كبرى من رب العالمين، وأعلمُها.. وذلك لكي ينقذ الله عباده من الشرك بالله.ألا والله الذي لا إله غيره لو أن كافة عبيد الله في الملكوت تنافسوا إلى ربهم أيهم أقرب لما وجدنا بينهم مشرك بالله ولنجوا من الشرك جميعاً، وذلك أضعف الإيمان إذا لم تفز بالدرجة العالية فحتما تفوز بعدم الشرك بالله، ولكن أكثركم يجهلون. وقال الله تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} 

صدق الله العظيم [يوسف:106]
ويا أيها الضيف ضياء لا تصد عن سبيل الله بلهو الحديث الفارغ من البرهان 

المبين بل نقول لك ولأمثالك:
{إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُ‌ونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴿٦٩﴾}

  صدق الله العظيم [يونس]
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
عبد الله وخليفته الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

الاثنين، 22 أغسطس 2011

ما معنى كلمــــة الزبور؟

بسم الله الرحمن الرحيم 
 والصلاة والسلام على جدي محمد وآله الأطهار وجميع أنصار الله إلى اليوم الآخر
 أما (بعد).. 
وخواتَمٌ مباركةٌ عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخياروعلى جميع المسلمين،
 وأقول: اللهم نعم..
 إنما الزبور:
  كتاب أُنزل على نبي الله داوود ويطلق على الكتب بشكل عام كلمة الزُبُر وقال الله تعالى: 
 {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾ نَزَلَ بِهِ الرُّ‌وحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِ‌ينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَ‌بِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥﴾ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ‌ الْأَوَّلِينَ ﴿١٩٦﴾ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ ﴿١٩٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء] ويقصد الله تعالى بقوله :{وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ‌ الْأَوَّلِينَ ﴿١٩٦﴾} 
 صدق الله العظيم،
 ويقصد كتب الأولين التي أنزلها على رسله.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْ‌هَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ‌ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ‌ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُ‌هُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِ‌ضُونَ ﴿٢٤﴾}
 صدق الله العظيم [الأنبياء].
 وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
. أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
 

التسبيح لله لهو من أعظم أنواع الاستغفار.وبيان لمنهج الإمام بالإعتصام بكتاب الله وسنة رسوله الموافقة لكتاب الله.

[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
      
  التسبيح لله لهو من أعظم أنواع الاستغفار.
وبيان لمنهج الإمام بالإعتصام بكتاب الله وسنة رسوله الموافقة لكتاب الله.
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة أنصار الحق في كل زمان ومكان إلى يوم الدين
 وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
والسائل يسأل عن صحة الحديث النبوي عن النبي عليه الصلاة والسلام

قال:
[من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه، وإن كانت مثل 

زبد البحر متفق عليه]
وبما أن ناصر محمد اليماني لا يعتمد على الاتفاق على الحديث ولا يبحث في صحة الرواة هل هم ثقات فمالي مالهم وربهم أعلم بما في أنفسهم ولا أطعن في أيٍ من رواة الأحاديث النبوية، بل أقوم بمهمتي كما أمرني ربي أن أقوم بعرض الأحاديث المروية على محكم القرآن العظيم، وعلمني ربي أن ما كان فيها حديثاً مفترىً أني سوف أجده يأتي مخالفاً لآية محكمة في القرآن العظيم أو مخالفاً لعدة آيات، وأما الحق من الأحاديث فتأتي موافقة لما في محكم كتاب الله أو لا تخالفه.
وعليه فسوف نقوم بعرض هذا الحديث على الكتاب فهل نجد التسبيح هو من الاستغفار؟ ومن ثم نجد الحُكم الحق في محكم الكتاب أن التسبيح لله لهو من أعظم أنواع الاستغفار إذا رافقه الإقرار بالذنب وعدم الإصرار على الإستمرار. بل استطاع رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام أن يغير حكم الله في القدر المقدور في الكتاب أن يلبث في بطن الحوت إلى يوم البعث ويُعَمِّرَ، وكذلك يُعَمِّرُ الله سجنَة الحوتَ الذي يتجول به في باطن البحر في ظلمات بعضها فوق بعض. وقال الله تعالى:
{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ‌ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]
إذاً تبين لكم أنَّ الاستغفار مع نطق شهادة التوحيد الحق والتسبيح والإقرار بالذنب مع عدم الإصرار لهو من أعظم الاستغفار، وتُغَيِّرون بهذا الدعاء القدر المقدور في الكتاب المسطور كما غيَّره رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام 

حسب فتوى لكم في محكم كتابه:
{ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾} 

صدق الله العظيم [الأنبياء]
بل غيّر بهذا الدعاء القدر المقدور في الكتاب، كون الحكم عليه في الكتاب بالسجن المؤبد إلى يوم البعث، وحكم الله عليه بعدم الموت وعدم موت سجنة المتحرك (الحوت) إلى يوم البعث ولكنه بالتسبيح مع الاعتراف بالظلم وعدم الإصرار استطاع أن يغير القدر الحكم الذي قدّر الله له في الكتاب في علم الغيب وإنما غيّره بالدعاء.

 إن الله على كل شيء قدير. ولذلك قال الله تعالى:
{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿١٣٩﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿١٤٠﴾ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَ‌اءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴿١٤٥﴾ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَ‌ةً مِّن يَقْطِينٍ ﴿١٤٦﴾ وَأَرْ‌سَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾} 

 صدق الله العظيم [الصافات]
وبذلك التسبيح واعترافه بظلم نفسه غفر الله له وأعاد إليه مكانته وأتم به 

رسالته إلى قومة مرة أخرى:
{وَأَرْ‌سَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾}

  صدق الله العظيم [الصافات]
وسبق تفصيل قصة نبي الله يونس من الكتاب وسبب إيمان قومه أجمعين وسبب كشف العذاب عنهم وفصلناها تفصيلاً..
ويا أحبتي في الله إياكم والطعن في أيٍ من الأحاديث النبوية حتى تعرضوه على مُحكم كتاب الله لكشف حقيقته هل هو حديث من عند الرحمن ورسوله، أم حديث من عند الشيطان عن طريق أولياءه؟ وقد علّمكم الله أن الحديث النبوي المفترى عن النبي زورا وبهتاناً أنكم سوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، كون الأحاديث النبوية الحق التي نطق بها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي كذلك من عند الرحمن كما القرآن من عند الرحمن. تصديقا لقول الله تعالى:
{فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} 

صدق الله العظيم [القيامة]
ومن خلال ذلك نعلم أن القرآن وأحاديث سنة البيان جميعهم من عند الرحمن وما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، غير أن الله علّمني أن الأحاديث النبوية لم يَعِدكم بحفظها من التحريف بل وعدكم بحفظ القرآن العظيم من التحريف، وأمركم أن تَعْرُضوا الأحاديث النبوية على آيات الكتاب المحكمات البينات، وأفتاكم الله أن الحديث النبوي إذا كان من عند غير الرحمن أي من عند الشيطان فسوف تجدون بينه وبين حديث القرآن المحفوظ في محكم القرآن اختلافاً كثيراً، كون الحق والباطل نقيضان لا يتفقان. وذلك هو البيان لقول الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} 

 صدق الله العظيم [النساء]
ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث المهدي المنتظر لاتبعتم أمر الشيطان المُخالف لمُحكم القرآن إلا قليلاً. فاتقوا الله واكفروا بما يخالف لمُحكم القرآن العظيم في أحاديث السنة النبوية كونه حديث مُفترى من عند غير الله ورسوله، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ولا تتفرقوا، ولكنكم تفرقتم فطائفة اعتصمت بمجمل القرآن بشكل عام وأعرضت عن سنة البيان، وأخرى اعتصموا بسنة البيان الباطل منها والحق وأعرضوا عن محكم القرآن. هيهات هيهات...

 بل الحق هو أن تعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله وإذا وجدتم ما يخالف لمحكم القرآن في السنة النبوية فلا تتفرقوا بل اعتصموا بحبل الله القرآن العظيم أصدق الحديث. كونه حديث محفوظ من التحريف والتزييف فذلك هو حبل الله الذي أمركم بالإعتصام به وعدم الاختلاف، وهو حبل الله الممدود للناس جميعاً من السماء إلى الأرض لمن أراد ان يعتصم بالله العظيم فعليه أن يعتصم بحبل الله القرآن العظيم ويكفر بما يخالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السنة النبوية. وقال الله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا}

 صدق الله العظيم [آل عمران:103]
ومن ثم بيَّن الله لكم حبله الذي أمركم بالإعتصام به والكفر بما يخالف لمُحكمه كونه البرهان المبين لمن يريد أن يعتصم بحبل الله القرآن العظيم. 

تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} 

صدق الله العظيم [النساء]
ولربما يود أن يقاطعني أحد علماء القرآنيين فيقول: لماذا أمر الله جاء بالمفرد

 قال الله تعالى: {وَاعْتَصَمُوا بِهِ} ولم يقل فاعتصموا بهما أليس هذا دليل على أن الله أمرنا فقط بإتباع القرآن العظيم؟
ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إنك لمن الجاهلين يا من فرقتم بين الله ورسوله، بل أمركم الله أن تتبعوا كتاب الله وسنة رسوله الحق. وأما أنكم تجدون أمر الله في هذا الموضع جاء بالمفرد أن تعتصموا بالقرآن العظيم

 في قول الله تعالى :{وَاعْتَصَمُوا بِهِ} فذلك عندما يأتي ما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السنة النبوية فقد أمركم الله بترك ما يخالف لمحكم القرآن العظيم وراء ظهوركم وأن تعتصموا بما يخالف لهم في محكم القرآن، كون الأمر جاء إلى الناس بشكل عام سواء النصارى أو اليهود أو المسلمين أو غيرهم أمرهم جميعاً أن يعتصموا بحبله القرآن العظيم ويكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم وذلك جاء الأمر بالإعتصام بحبل الله:
 {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} 
 صدق الله العظيم
وهذا أمر الله إلى المسلمين ومن ثم كذلك أمر الله به الناس أجمعين أن يعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وأن يكفروا بما يخالف لمُحكمه كونه البرهان الحق لمن يريد الحق. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء]
ولكن القرآنيين زعموا أن هذا الأمر من الله يقصد به إتباع القرآن العظيم فقط وترك السنة النبوية! وإنهم لخاطئون. بل يقصد أن نعتصم بمحكم القرآن العظيم حين تجدون ما يخالف لمُحكمه في السنة النبوية أو في التوراة أو في الإنجيل. فاتقوا الله أحبتي علماء القرآنيين فأنكم تبيّنون القرآن العظيم بياناً خاطئاً بغير سلطان من عند الله آتاكم بل سلطانكم من عند أنفسكم. وكم الفرق عظيم بينكم وبين الإمام ناصر محمد اليماني ياقوم كوني لم أجدكم مُتبعين كتاب الله وسنة رسوله الحق جميعاً! فأما القرآنيين فنبذوا سنة البيان المحمدية وراء ظهورهم واتبعوا القرآن ففسَّروه على هواهم وحسبهم ذلك وضلوا عن الصراط المستقيم.
وأما الشيعة والسنة فهؤلاء نستطيع أن نقول عليهم أنهم كلهم سُنّيين، شيعة وسنة، كونهم معرضين عن كتاب الله القرآن العظيم واتبعوا الأحاديث والروايات وحسبهم الثقات، وكذلك ضلوا عن الصراط المستقيم إلا من رحم ربي منهم ومن الناس أجمعين فاتبع كتاب الله وسنة رسوله الحق ولا يفرق بين الله ورسله فلا ينبغي أن ينطق النبي بقول يخالف قول ربه أفلا تعقلون؟ 

وقال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُ‌ونَ بِاللَّـهِ وَرُ‌سُلِهِ وَيُرِ‌يدُونَ أَن يُفَرِّ‌قُوا بَيْنَ اللَّـهِ وَرُ‌سُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ‌ بِبَعْضٍ وَيُرِ‌يدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿١٥٠﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُ‌ونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِ‌ينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿١٥١﴾} 

صدق الله العظيم [النساء]
كون منطق أنبياء الله منطقاً واحداً موحداً يدعوا الناس إلى كلمة واحدة أن يعبدوا الله وحده لا شريك له فتلك هي دعوة رُسل الله أجمعين. 

تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} 

 صدق الله العظيم [الأنبياء:25]
ولكن للإسف صار عمر دعوة المهدي إلى العالمين في العام السابع ولا يزالون مُعرضين عن دعوة الإحتكام إلى القرآن العظيم لتحقيق الهدف من تنزيل القرآن العظيم ألا وأن الهدف بالحق من تنزيل القرآن العظيم هو للفصل بين المختلفين.

 تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [النحل:64]
فاتقوا الله يا عباد الله.. وما كان للحق أن يتبع أهواءكم فيطيعكم بإتباع ما يخالف لمُحكم القرآن العظيم حتى لو كنتم الأكثرية على الباطل فليس الإتباع حسب الأكثرية كمثل الحديث المفترى الذي يقول عليك بالسواد الأعظم وقالوا إن ذلك من أمر النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:

 [ذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الاعظم]
ومن ثم يرد عليهم المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني: ولكن هذا برهان مخالف لأمر الله في محكم القرآن العظيم كون الله يفتي أن ليس الإتباع للحق أنه حسب الأكثرية بل حسب سلطان العلم البيِّن من رب العالمين. وقال الله تعالى:
{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَ‌بِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ‌ مَن فِي الْأَرْ‌ضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُ‌صُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَ‌بَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} 

صدق الله العظيم [الأنعام]
إذاً الإتباع ليس حسب الأكثرية وإنما يريد أعداء الله أن يخالفوا لأمر الله في محكم كتابه فأمروا بإتباع الأكثرية، والله أمر بعدم إتباع الأكثرية بحجة كثرتهم فقد يكونون على باطل إذا كانت علومهم ظنّية وليَست على بصيرة من ربهم.

 ولذلك قال الله تعالى:
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ‌ مَن فِي الْأَرْ‌ضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُ‌صُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَ‌بَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]
بل هذا نظام الديمُقرطية لديكم أن الإتباع حسب الأكثرية بالتصويت، ولكن لا ديمُقراطية للعبيد بين يدي ربي المعبود فهم ليس بأحرار يفعلون ما يريدون، بل هُناك دستور قرآني عظيم فرض الله عليهم الإلتزام به والكفر بما يخالف لمُحكمه فذلكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين.. فاتقوا الله وأطيعونِ لنهديكم بالقرآن المجيد

 إلى صراط العزيز الحميد.
ولربما يود آخر أن يقاطعني فيقول: لا تجتمع أمتي على ضلالة. ومن ثم يرد عليهم الإمام المهدي وأقول: بل اجتمعتم على ضلالة فأشركتم بالله جميعاً وتركتم التنافس إلى الله لرُسله وأولياءه من دون الصالحين منكم وانتظرتم لشفاعتهم بين يدي الله ونسيتم أن الله هو أرحم بكم من عبيده وهو أرحم الراحمين فكم أنذركم رُسل الله من عقيدة الشفعاء من الأنبياء والأولياء بين يدي الله. وقال الله تعالى:
{وَأَنذِرْ‌ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُ‌وا إِلَىٰ رَ‌بِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ 

وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} 
 صدق الله العظيم [الأنعام]
وبرغم أن هذه الآية محكمة بيّنه من آيات أم الكتاب ولكنكم سوف تجدون الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون أنبياءَه وأولياءَه سوف يعرضون عنها وكأنهم لا يسمعونها. ألا والله إن ظاهرها كباطنها ويفقهها كل ذو لسان عربي مبين إلا الأعمياء عن الحق. فما خطبكم تعرضون عن الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى التنافس في حب الله وقربه إن كنتم إياه تعبدون؟ فاتبعوني يحببكم الله.
وأُشهد الله وكفى بالله شهيداً أني الإمام المهدي متبعٌ لكتاب الله وسنة رسوله

ولا أفرق بين منطق الله ومنطق رسوله ولا أؤمن ببعض الكتاب وأعرض عن بعض 
كما تفعلون، وحسبي الله على الذين لا يريدون أن يهتدون.
 وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.