الخميس، 5 أغسطس 2010

وما يقصد الله بقوله { لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ }؟

ولربما يود أن يقاطعني أحد الباحثين عن الحق فيقول:
"وما يقصد الله بقوله { لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ }؟
ومن ثم نفتيه بالحق ونقول :
أنه يقصد الله تعالى بقوله { لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } أي لا تحيط برؤيته، ودليل الإحاطة تجدوه في قول الله تعالى: { قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } 
 صدق الله العظيم [الشعراء:61]
ويقصدون أنه قد أحاط بهم فرعون ومن معه، وإنما ذلك لكي تعلموا أنواع الإدراك ويقصد الإحاطة في هاتين الآيتين بكلمة الإدراك أي الإحاطة، فأما قول أصحاب موسى { إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } أي أحيط بنا، وأما قول الله تعالى: { لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } 
أي: لا تحيط برؤية ذاته سُبحانه.
ومن ثم يأتي تساؤل جديد:فهل عدم رؤية الله بالأبصار جهرةً هو حصرياً 
على البشر أم أنه يقصد أبصار كلِّ شيءٍ في خلقه أجمعين؟
وتجدون الجواب في قول الله تعالى:
{ وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }
 صدق الله العظيم [الأعراف:143]
ومن ثم تعلمون أنه حقاً يقصد الله بقوله تعالى:
 { ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾ }
  صدق الله العظيم
ويقصد أبصار خلقه أجمعين بشكل عام بتاتاً {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}، ولذلك بيّن الله لنبيه موسى عن سبب عدم رؤيته جهرة كون أبصار خلقه أجمعين لا تتحمل رؤية عظمة ذات الله جهرة إلا أن يستقر الجبل وهو جبل مكانه فإن استقر مكانه فسوف تدرك الأبصار يوماً ما ربها، وقال الله تعالى:
{ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تراني }
ومن ثم ننتظر نتيجة الفتوى بالحق على الواقع الحقيقي.
 وقال الله تعالى:
{ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا } صدق الله العظيم
إذاً لم يستقر مكانه، فأصبحت الفتوى الحق عن رؤية الله جهرة هي 
في قول الله تعالى:
{ قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي } صدق الله العظيم
والسؤال الذي يطرح نفسه:
فهل بعد هذه الفتوى من الله لنبيه موسى ينبغي له أن يعتقد برؤية الله 
جهرة في الدنيا والآخرة؟
والجواب تجدونه على لسان نبي الله موسى قال:
{ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } صدق الله العظيم
ويا فضيلة الشيخ المُحترم هواري عجباً قولك:
"يا ناصر محمد اليماني لقد سبقك من قال ذلك."
ومن ثم يرد عليك المهدي المنتظر وأقول:
ياخطيب المنبر إنما المهدي المنتظر يبعثه الله في زمن خلاف عُلماء الأمة المُختلفين في الدين فيجعله الله حَكَمَاً بين المُختلفين في الدين فيحكم بينهم بالحق فيما كانوا فيه يختلفون، ولذلك تجدني أصدق الشيعة في عدم رؤية الله جهرة وأنكر عليهم عقائداً أُخر ما أنزل الله بها من سُلطان،
وكذلك تجد المهدي المنتظر يصدق القُرآنيين في عدم رجم الزاني المتزوج وينكر عليهم فتواهم أن الصلوات ثلاث، ويخالفهم المهدي المنتظر إلى الحق في عقيدة أهل السنة والجماعة أن الصلوات خمس وليس ثلاث كما يعتقد القُرآنيين،
إذاً المهدي المنتظر لن يبعثه الله بشيء جديد ليس في كتاب الله وسنة رسوله بل يحق الحق في كتاب الله وسنة رسوله ويكفر بالباطل المُخالف لكتاب الله وسنة رسوله الحق، فما خطبكم لم تفقهون دعوة المهدي المنتظر الحق الذي بعثه الله ناصراً لما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وبما أن القرآن محفوظ من التحريف ولذلك يدافع المهدي المنتظر عن سنة جده بسلاح العلم من محكم القُرآن العظيم فينكر منها ما خالف لمحكم كتاب الله فيستنبط لكم حكم النفي أو الإثبات، فمالكم كيف تحكمون يافضيلة الشيخ؟ فهل تريدون مهدياً منتظراً يأتي مُتبعاً أم مُبتدعاً! أفلا تعقلون؟
وأرى فضيلة الشيخ إذا رجع للكتاب فلن يتبع إلا ظاهر آيات الكتاب المُتشابهات في موضوع الرؤية ابتغاء البرهان لحديث الفتنة في رؤية الله جهرة، ولكنك يا فضيلة الدكتور أعرضت عن آيات الكتاب المحكمات التي تنفي رؤية ذات الله جهرة واتبعت الآيات المُتشابهات ابتغاء إثبات حديث الفتنة، وتزعم أن ذلك الحديث إنما هو تأويل لتلك الآية المُجملة، وأعلم أنك لا تريد أن تُفسر القرآن بغير الحق بل تبتغي تأويله ولكنك مصر على إثبات ذلك الحديث أنه عن النبي برغم أنه جاء مخالفاً لآيات أم الكتاب المُحكمات في موضوع رؤية الله جهرة، فأعرضَ عنهنّ فضيلة الشيخ واتّبعَ ظاهر آيات الكتاب المتشابهات في موضوع الرؤية، ولذلك ففي قلبك زيغٌ عن الحق البيّن في آيات الكتاب المحكمات هُنّ أم الكتاب لعالمكم وجاهلكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ }
 صدق الله العظيم [البقرة:99]
ولذلك قال الله تعالى:
{ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُإِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7]
ولربما يود أن يقاطعني الدكتور هواري ويقول:
"فما خطبك يا ناصر محمد اليماني تدعونا إلى الاحتكام إلى كتاب الله لنفي الباطل في السنة النبوية، وأفتيتنا أن ما خالف عن محكم القُرآن في السنة النبوية أنه باطل مفترى حتى إذا جئناك بالبرهان من القرآن لأحاديث وروايات فإذا أنت لا تزال مُصر على إنكار تلك الآحاديث"
ومن ثم يرد عليك المهدي المنتظر وأقول:
يا أخي الكريم، إن ليس في قلب المهدي المنتظر زيغٌ عن الحق البين في آيات الكتاب المحكمات البينات في قلب وذات الموضوع. كمثال قول الله تعالى:
{ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾ } 
 صدق الله العظيم
{ قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } 
 صدق الله العظيم
فكيف أُعرضُ عنهنّ وأتبعُ ظاهرَ آيات أُخر متشابهات ظاهرهن غير باطنهن ولذلك لا يزلنّ بحاجة للتأويل؟ ولذلك تزعم أنت أن ذلك الحديث الفتنة الموضوع الذي جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله إنما جاء بياناً لتلك الآية المًتشابهة التي لا تزال بحاجة للتأويل، ولكن المهدي المنتظر يقول: وربي الله لو كان لم يخالف لآيات الكتاب المحكمات لأخذت به واتبعته ما دام تشابه مع القرآن، وإنما سبب كفري به ووصفي لحديث الفتنة أنه باطل موضوع نظراً لأنه تشابه مع آيات لا يزلن بحاجة للتأويل، ومن ثم جاء مُخالفاً لآيات الكتاب المحكمات هُنّ أم الكتاب لأن الله أمركم بالاتّباع لآيات الكتاب المحكمات والإيمان بالآيات المتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلا الله والراسخون في العلم الذين
 لا يكفرون ببعض الكتاب ويؤمنون ببعض بل يتبعون آيات الكتاب المحكمات ويؤمنون بالمتشابهات ويقولون:
{ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }
 صدق الله العظيم [آل عمران:7]
ويا أيها الشيخ الهواري تُبْ إلى الله حبيبي في الله، وتالله أن في قلبك زيغٌ عن الحق ولذلك تعرض عن آيات الكتاب المحكمات البينات من آيات أم الكتاب في نفي عدم رؤية الله جهرة، ومن ثم تعمد إلى المُتشابه من القُرآن الذي يحمل تشابهاً لغوياً في ظاهر الآية، وبما أن ظاهرها غير باطنها ولذلك لا تزال بحاجة للتأويل. مثال قول الله تعالى:
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾ } 
 صدق الله العظيم [القيامة]
برغم أنك لتعلم علم اليقين أن كلمة ناظرة تأتي في مواضع أخرى تفيد الإنتظار.
 كمثال قول الله تعالى:
{ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ } صدق الله العظيم [النمل:35]

وأما قول الله تعالى:
 { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾ } 
صدق الله العظيم،
 فهذه الآية قد تكون محكمة بيّنة ظاهرها كباطنها من آيات الكتاب المحكمات 
هُنّ أم الكتاب، وقد تكون من الآيات المُتشابهات.
والسؤال الذي يطرح نفسه موجه لناصر محمد اليماني افتراضياً فيقول:
"إذاً أفتنا يا من تزعم أنك المهدي المنتظر كيف لنا أن نعلم الآية المحكمة من الآية المُتشابهة حتى لا يختلط علينا الأمر فنتبع ظاهر المُتشابه فنعرض عن المحكم".

ومن ثم يرد عليكم المهدي المنتظر وأقول:
فبناءً على أساس العقيدة لنفي التناقض مُطلقاً في كتاب الله فلا ينبغي لكم أن تأخذوا الآية فتتبعوها دون أن تعرضوا ظاهرها على آيات الكتاب الأخرى مهما كانت واضحة بيّنة في نظركم، فلا تستغنوا بفتواكم من عند أنفسكم مهما كانت واضحة بيّنه في نظركم، فالظن لا يغني من الحق شيئاً لأنها إما أن تكون محكمة أو متشابهة. 
مثال قول الله تعالى:
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾ }
 صدق الله العظيم
فهذه الآية إما أن تكون محكمة ظاهرها كباطنها وإما أن تكون مُتشابهة، فكيف لكم أن تعلموا هل هي من آيات الكتاب المحكمات أم من آيات الكتاب المُتشابهات؟
وحتى تستطيعوا أن تعلموا ذلك فعليكم أن ترجعوا إلى آية محكمة في قلب وذات موضوع رؤية الله جهرة، فإذا لم تجدوا فيها إختلافاً عن قول الله تعالى :
 { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾ } صدق الله العظيم
فعند ذلك يتبين لكم أنها آية محكمة من آيات أم الكتاب، أما إذا وجدتم أن بين تلكم الآيات التي جاءت في قلب وذات الموضوع إختلافاً عن ظاهر قول الله تعالى:
 { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾ } صدق الله العظيم ، ومن ثم تعلمون أنها من الآيات المُتشابهات. فتعالوا ليتم عرض قول الله تعالى:
 { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾ } 
 - صدق الله العظيم - على آيات في قلب وذات الموضوع شرط أن تكون هذه الآيات بيّنات للعالم والجاهل. مثال قول الله تعالى:
{ قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }
 صدق الله العظيم [الأعراف:143]
ولكنه لربما ينفي فقط عدم رؤيته جهرة في الدُنيا ولكن الظن لا يغني من الحق شيئاً، فكيف لكم أن تعلموا أن عدم رؤية الله جهرة هي من صفات ذات الرب سُبحانه، ومن ثم تذهبون للبحث في الكتاب عن صفات الله الآزلية التي لا ينبغي أن تتغير يوماً لا في الدُنيا ولا في الآخرة، فإذا وجدتم بينهنّ النفي لرؤية الله جهرة فقد تبيّن لكم أن من صفات الخالق العظيم عدم رؤيته جهرة، وإلى البحث للتأكيد وقال الله تعالى:
{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]
ومن ثم تعلمون أن عدم رؤية الله جهرة من صفاتٍ لذات الرب الأزلية في الدُنيا والآخرة، وحتى لا يخدعكم المسيح الكذاب الذي يكلّمكم جهرة وأنتم ترونه
 ويقول أنه ربكم وهو ليس بربكم الحق، 
وأكبر حجة لكم عليه أنه يكلمكم جهرة وأنتم ترونه
ولذلك قال الله تعالى:
{ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾ }
صدق الله العظيم
إذاً وبكل بساطة سوف يقول أنصار المهدي المنتظر للمسيح الكذاب:
يامن يدعي الربوبية ويكلم العباد جهرة ونحنُ نراه إنك كذاب أشر ولست الله الواحدُ القهار الذي لا تدركه الابصار فتحيط برؤيته.
تصديقاً لقول الله تعالى:

{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾ } صدق الله العظيم
وبما أنك تكلمنا جهرة ونحن نراك فإنك كذاب أشر ولست الله الوحدُ القهار 
الذي قال في محكم كتابه:
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ 
بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }
 صدق الله العظيم [الشورى:51]
ولذلك فكيف تكلمنا جهرة ونحن نراك؟
ثم يقيم أنصار المهدي المنتظر الحجة على عدو الله بآيات الكتاب المحكمات،

وأما الذين لا يعقلون ولا يتفكرون فسوف يقولون:
فبما أن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبرنا أن المسيح الكذاب أعورٌ ومكتوبٌ على جبينه كافر، فبما أنك لست بأعورٍ ولا مكتوب على جبينك كافر فأنت الله ربنا، أولئك وقعوا في مكر شياطين البشر وتمهيدهم لفتنة المسيح الكذاب، أولئك تجدونهم مُعرضين عن محكم الذكر مهما يحاجّهم به المهدي المنتظر فلن يتبعوا آيات الكتاب المحكمات مهما كانت آيات محكمات بيّنات من آيات أم الكتاب، فلن يتبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات ما دامت جاءت مخالفة لما بين أيديهم من الروايات عن الثقات، ولن يكفروا بكتاب الله بحُجة أنه لا يعلم تأويله إلا الله وحسبنا ما وجدنا عليه سلفنا الصالح أولئك،فهل انت أعلم من محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحابته رجال حول الرسول الذين شهد لهم ربهم في محكم كتابه بالرضوان؟
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }
 صدق الله العظيم [الفتح:29]
ومن ثم يرد عليهم المهدي المنتظر وأقول:
أولئك معه قلباً وقالباً وأصلي عليهم وأسلم تسليماً.
الامام ناصر محمد اليماني

 

سلسلة / فلربما يود أن يقاطعني: ومن ثم نرد
من إعداد / alawab