الفتوى الحقّ من صاحب علم الكتاب عمّ يقوله المصلّي
عند الرفع من الركوع في الصلاة..
بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من
أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليهم
وسلِّموا تسليماً، أمّا بعد..
ويا أيّها السائل عمّ يقول المصلي عند الرفع من الركوع؛ فيقول الله أكبر، فينتصب
قائماً فيقول ما أمرنا الله أن نقول:
{{{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ
يَكُن لَّهُ
وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)
}}}
فمن ثم يكبِّر ويخِرُّ راكعاً للسجود، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربِّ العالمين.. وتستنبطون التسبيح من قول الله تعالى:
{قُلِ
ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا
فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا
تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿١١٠﴾وَقُلِ
الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ
شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ
وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴿١١١﴾}
صدق الله العظيم [الإسراء].
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ملاحظـــةٌ بالغة الأهميـــة:
فلم يتمّ إلغاء (سمع الله لمن حمده) لكونها خاصّة بإمام المصلين؛
يقول عند الرفع من الركوع: سمع الله لمن حمده،
وأما المصلون وراء الإمام فيقولون:
{الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ
شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ
مِّنَ الذُّلِّ
وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}،
ويقولون ذلك من بعد تكبيرة الرفع عند الانتصاب. وكذلك الإمام يقول عند الانتصاب:
{الْحَمْدُ
لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ
فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ
مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ
تَكْبِيرًا}،
ومن ثم يكبِّر فيخرّ راكعاً للسجود.
وما يُقال في صلاة الجماعة وراء الإمام يجب أن يكون بين الجهر والتخافت
إلا الإمام يجب أن يكون صوته مرتفعاً لتنبيه المصلين عند الركوع والرفع
وعند السجود. وأقصد مرتفعاً بحيث يستطيع سماعه المصلون وراءَه في التكبيرات
وفي قراءة القرآن
إلا فاتحة الكتاب فيتلوها الإمامُ بين الجهر والتخافت،
وذلك حتى يتسنى للمصلين
وراءه أن يقرأوا فاتحة الكتاب بين الجهر والتخافت ،
تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:
[لا صلاة لمن لم يقرأ فاتحة الكتاب]
صدق عليه الصلاة والسلام.
ولكن الذي لَحِقَ بالمصلين عند الركوع وفاتته فاتحة الكتاب فليركع مع الراكعين نافلةً لربِّه، ولا يُحسب ذلك الركوع والسجود من الصلاة المفروضة؛ بل يُكمل صلاته من بعد تسليم الإمام فيقوم ليستكمل ما فاته؛أي يكمل الركعة التي فاته فيها قراءة فاتحة الكتاب.
ويا أحبتي في الله
ألم نقُل
أنّه يجب تأخير تفاصيل بيان الصلوات حتى لا يضطر أنصار الإمام المهدي
ناصر محمد اليماني أن يبنوا لهم مساجد فمن ثم يصبحون فرقةً جديدةً؟ ألم
نقل صلّوا كما يصلّي أهلُ السُّنة والجماعة؟ إلا حين تصلّون فرادى فلا حرج
عليكم من تطبيق ما علمناكم. ولكني أشهد أنّ الأجر أعظم حين تُصلّون مع
الجماعة كما يصلّون حفاظاً على وحدة المسلمين وعدم ظهور فرقةٍ جديدةٍ في
المسلمين حتى لا تكونوا من الذين فرَّقوا دينهم شيعاً، وكل حزبٍ بما لديهم
فرحون.
فتذكروا قول الله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }
صدق الله العظيم [الأنعام:159]،
فلا بدَّ من الحفاظ على وحده صفِّ المسلمين.
ألا تعلمون أن الإمام المهدي يضمُّ مع الذين يضمُّون في صلاتهم ويُسْبِلُ
مع الذين يُسْبِلونَ في صلاتهم؟ وأزيد على الركعات المفروضات، ويتقبل
الله صلاتي، ويكتب لي الركعات الزائدة نافلةً عنده، ويزيدني أجراً أعظم
من أني لو صليتها كما بينتُها لكون الحفاظ على وحدة صفِّ المسلمين هو الأهم عند الله لو كنتم تعلمون.
إذ انّ التّفرق يؤدي إلى فشل المسلمين وذهاب ريحهم ثم يذهب دين الإسلام
برمته، فصلّوا مع الجماعة كما يصلُّون حين تكونوا في صلاة الجماعة. وأهم
شيءٍ أن تكون الصلاة خاليةً من تراب الحسين ومن الشرك بالله حتى يتقبل الله
صلاتكم، فلا بدَّ أن تَخْلوا من الشرك بالله ومن الرياء ومن الضغط على
الجباه بتعمدٍ لتظهر العمدة بهدف أن يقال
(من كثرة السجود)! فيشرك بالله.
وأفتي بالحقِّ والحقّ أقول بإذن الله:
إنّ من ضغط على جبهته بتعمدٍ بغرض
إظهار عمدة السجود ليرائي بتلك العمدة فإنه يدخل في نطاق الشرك الخفيّ وهو
لا يعلم أنه دخل في شرك الرياء، إلا من ظهرت العمدة في جباههم بغير
تعمدٍ منهم فربّهم بهم عليمٌ ويتقبل الله صلواتهم.
اللهم قد بلغت اللهم
فاشهد.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.