[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
الإمام ناصر محمد اليماني
15 -07 - 1427 هـ
10 - 08 - 2006 مـ
تذكير بخطاب المهديّ المنتظَر إلى الملك عبد الله وجميع عُلماء الأمّة وقادات البشر
والنّاس أجمعين ..
بسم الله الرحمن الرحيم،
من خليفة الله على البشر المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهر وخاتم خُلفاء الله أجمعين عبده الحقّير الصغير بين يديه الإمام ناصر محمد اليماني إلى أخي الكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود المُحترم وإلى جميع قادة العربّ والعجم وكذلك إلى هيئة كبار العلماء بمكة المُكرمة وإلى جميع عُلماء الدّين في العالمين وإلى جميع عُلماء الكون الفلكيين الفيزيائيين الذين لا يدّعون علم الغيب وليسوا من المُنجمين الكاذبين أولياء الشياطين، وإلى جميع عُلماء البشريّة بمختلف مجالاتهم العلميّة وإلى النّاس أجمعين، والسلام على من اتّبع المهديّ إلى الصراط ـــــــــــــ المُستقيم، ثمّ أمّا بعد..
يا معشر عُلماء الأمّة من المسلمين والنّصارى،
هل ينبغي لكم أن تصطفوا خاتم الأنبياء والمُرسلين محمداً عبد الله ورسوله -صلّى الله عليه وآله وسلم- أو تصطفوا عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وسلم؟ ولا ينبغي أن يكون جوابكم إلا كجواب ملائكة الرحمن حينما عارضوا الرأي لخلافة الإنسان وأنّهم أولى بخلافة الملكوت من غيرهم، ويُفهم ذلك من قولهم: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}
صدق الله العظيم [البقرة:30].
ثمّ علّم آدم أسماءَ خُلفاء الله أجمعين ثمّ عرضهم على الملائكة، وقال الله لهم قولاً ممزوجاً بالغضب:
{فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾}
صدق الله العظيم [البقرة].
ومن ثمّ أدركت الملائكة ما في نفس ربّهم عليهم وأنّهم تجاوزوا حدودهم وكأنّهم أعلم من ربّهم، فخشعوا وخضعوا
وقالوا مُسبحين لربّهم: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾}
صدق الله العظيم [البقرة].
إذاً يا معشر عُلماء الأمّة، إن كان لا يحقّ لملائكة الرحمن الرأي في اصطفاء خليفة الله في الأرض فكيف يحقّ لكم أن تصطفوا خاتم خُلفاء الله أجمعين إمام الأنبياء والمرسلين الأوّلين منهم والآخرين الذي يفخر به محمد رسول الله بأن جعله من أهل بيته؟ وفوق كُل ذي علمٍ عليم؛ فضّل الله بعض النّبيين على بعضٍ ورفع بعضهم على بعض درجات بالعلم: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴿٧٦﴾}
صدق الله العظيم [يوسف].
وعبد الله المسيح عيسى ابن مريم أعلم من الأنبياء الذين من قبله؛ ذلك بأنّ الله علّمه الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل، ولكن الله أمر ابن مريم في الكتاب أن ينقاد لأمري ويتّبعني ويتّخذني إماماً وهو نبيٌّ ورسولٌ وجيهٌ في الدنيا وفي الآخرة ومن المُقربين من الله ربّ العالمين ومن الصالحين في عهد إمامة المهديّ المنتظَر صاحب علم الكتاب الشامل والمُهيمن على الإنجيل والتّوراة وجميع كُتب المُرسلين، ذلك كتاب الله الشامل الذي ابتعث الله به محمداً -صلّى الله عليه و سلم- إلى كافة الإنس والجنّ أجمعين ذلك القُرآن العظيم كتاب الله الجامع ذكركم وذكر من كان قبلكم فيه خبركم وخبر من كان قبلكم وخبر ما بعدكم، والذي سوف يعطيه الله علم هذا الكتاب كُلّه فقد أصبح أعلم عبدٍ في عبيد الله في السماوات والأرض، وفاز بالدرجة العالية التي لا ينبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ من عباد الله الصالحين فيجعله الله خليفته الشامل على ملكوت كُلّ شيء ولا ينبغي أن تكون درجة الخلافة لعبدين من عباد الله الصالحين؛ بل لا ينبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ من عباد الله الصالحين، وكان حبيبي وجدي يرجو أن يكون هو نظراً لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين حتى إذا نزل قوله الله تعالى:
{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾}
صدق الله العظيم [الفرقان].
ومن ثمّ علّم خاتم الأنبياء والمرسلين بأنّه يوجد في علم الكتاب رجلٌ من أمّته هو أعلم بالرحمن منهُ برغم أنَّ محمداً رسول الله هو خاتم الأنبياء والمرسلين وأكرم نبيّ عند الله ربّ العالمين وأحبّ وأقربّ نبيٍّ إلى الله في أنبياء الله أجمعين، حتى إذا تبيّن لمحمدٍ رسول الله بأنَّ هذا الرجل الصالح قد جعله الله في أمّته ومن أهل بيته وخاتم خُلفاء الله أجمعين ولم يجعله الله نبياً ولا رسولاً بل إماماً لأمّة الملكوت أجمعين من عالمٍ من النّور وعالمٍ من النّار وعالم من صلصال كالفخار، ومن ثمّ بحث محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- مع أخيه ومُعلمه جبريل في شأن الخبير وعَلِمَ محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- بأن مَثَله ومثل المهديّ صاحب علم الكتاب كمثل عبد الله ورسوله الذي كلمهُ الله تكليماً، ورغم ذلك التكريم أمره الله أن يذهب فيتعلم المزيد من العلم فيكون تلميذاً بين يدي عبد من عباد الله الصالحين، وأمر الله نبيّه موسى أن يكون سامعاً مُطيعاً لأمره نظراً لأنه أرفع درجةً من موسى بالعلم لذلك عليه أن ينقاد لأمره، غير أنّ هذا الرجل الصالح يرى بأنّ موسى نبيُّ الله وكليمه لا يستطيع معه صبراً برغم ما أعطاه الله من العلم فليس علم موسى إلى علم هذا الرجل الصالح إلا يسيراً، لذلك قال له موسى:
{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾}
صدق الله العظيم [الكهف].
ولكنّ الرجل واثقٌ من علمه بأنه حقّاً أعلم من موسى كليم الله لذلك تكلم بنتيجة الرحلة مُقدَّماً وقال جازماً:
{قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا
وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾}
صدق الله العظيم [الكهف].
وحدث الحُكم الذي قاله الرجل الصالح قبل بدء الرحلة: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾}...
ويا معشر عُلماء المُسلمين والنّصارى،
لا ينبغي لكم أن تحصروا علم الله على الأنبياء والرسل فتجعلوهم أكرم من الصالحين أجمعين وتحصروا العلم عليهم من دون الصالحين فذلك تدخل في شؤون الله. تصديقاً لقوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف:32].
وهل ابتعث الله نبيّه ورسوله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام إلى الرجل الصالح إلا لكي يعلّم موسى والنّاس أجمعين بأنّه لا ينبغي لهم حصر علم الله على الأنبياء والرسل؟ وإنّ لله في خلقه شؤون، وإن الله للجميع وليس حصراً على طائفةٍ منكم بل للجميع، وإلى ربّهم فليتنافسوا أيّهم أقربّ وأحبّ.
وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- فإنه لأحبّ نبيٍّ ورسولٍ إلى الله ربّ العالمين على مستوى الأنبياء والرُسل، وأما المهديّ المنتظَر فإنّه أحبّ خلق الله على مستوى الخلائق أجمعين، وأعلمهم بكتاب الله ربّ العالمين وخاتم خُلفاء الله أجمعين عبده الحقّير الصغير بين يدي الرحمن والخبير بالرحمن من النّاس أجمعين.ومن ثمّ تباحث رسول الله مع مُعلمه جبريل عليهم الصلاة والسلام عن شأن هذا الرجل الخبير الذي هو أعلم بذات الرحمن من محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين وأعلم من المُعلم جبريل عليه الصلاة والسلام، حتى إذا بيّن لهُ حقيقة إيمان هذا الرجل الخبيرُ بالرحمن وفرجُ الله للمظلومين والمحرومين والضعفاء والمساكين؛ الرحمةُ التي كتب الله على نفسه، وإنّه سوف يأتي لمُبايعة المسلمين عند الركن اليماني وهو من اليمن، لذلك قال رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- مُبشراً ومحدداً أرض الرجل الصالح: [نَفَس الله يأتي من اليمن]،
ومعنى نَفَسُ الله أي فَرَجُ الله، فالنَّفَسُ هو الفَرَجُ لكافة المُسلمين.ثم حدد لكم جنسيّته ودرجة معرفته بحقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله الله حقيقة في ذات نفسه تعالى،
ولن يستطيع معرفة اسم الله الأعظم إلا اليماني الخبير بالرحمن، وذلك هو المعنى المراد من حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلم: [الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية].
فتعالوا يا معشر عُلماء الدّين والمُسلمين لأعلّمكم حقيقة اسم الله الأعظم والحكمة التي تتجلى فيه من خلق ملكوت السماوات والأرض، وخلق عالمٍ من نور وعَالَمٍ من نارٍ وعَالَمٍ من صلصال كالفخار، وتتجلى فيه الحكمة من خلق كُل دابةٍ في الأرض أو طائرٍ يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم خلقهم الله لنفس الحكمة التي خلقكم الله من أجلها، وتتجلى الحقّيقة في اسم الله الأعظم الهدف الإلهي من خلقه للسماوات والأرض وملكوت كُلّ شيء حيٍّ من البعوضة وما فوقها، فلا تستعجلوا التكذيب يا معشر عُلماء الأمّة، ولا ينبغي لكم التصديق ما لم أثبت لكم الحقّيقة الكُبرى من هذا القرآن العظيم في حقيقة السرّ العظيم لاسم الله الأعظم، ولماذا نبَّأكم الله بتسعة وتسعين اسماً ولم ينبئكم باسمه الأعظم الذي استأثره في علم الغيب عنده وجعله في نفسه حقيقةً يعلمها الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد، عبده الحقّير الصغير بين يديه العالم باسمه الأعظم في ذات نفسه الله تعالى عمَّا يشركون علوَّاً كبيراً.
ويا معشر عُلماء الدّين وجميع المُسلمين من الذين يريدون معرفة اسم الله الأعظم لكي يسألوا به في الدنيا أو الآخرة، لقد ألحدتم في أسماء الله ذلك بأنّكم تظنون بأنّهُ اسمٌ أعظم من أسمائه التسعة والتسعين وإنكم لخاطئون، وسبحان الله عمّا تقولون علوَّاً كبيراً! لا إله إلا هو وحدهُ لا شريك له في خلقكم ولا في خلق السماوات والأرض، ولا إله غيره لهُ الأسماء الحُسنى فادعوه بها بلا تفريق أيمّا تدعون الله أو الرحمن أو أيّ اسمٍ آخر من أسمائه المائة اسم، فلا تُلحِدوا في أسماء الله بظنّكم بأنّ اسم الله الأعظم هو أعظم من أسمائه الأخرى، فذلك هو الإلحاد بذاته، فهل جزَّأتم ربّكم إلى أجزاء؟ يا سبحان الله العظيم! فكيف يكون له اسمٌ أعظمَ من اسمٍ وهو واحدٌ أحدٌ الصمدُ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد؟ فتعالوا لأعلمكم بسرّ عظمة اسم الله الأعظم يا معشر عُلماء المسلمين والنّاس أجمعين.إنَّهُ ((( النّعيم ))) الذي ألهى النّاسَ عنهُ الهلعُ والطمعُ في التكاثر، فذلك هو النّعيم الذي عنهُ سوف تُسألون؛ إنّهُ حقيقةٌ لرضوان نفس ربّكم، فهل أنتم لربّكم عابدون؟ وحقيقة ذلك الاسم الأعظم تتجلّى فيه الحكمة من خلقكم:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
ولكن يا معشر العابدين لربّهم، هل أنبّئكم لماذا وصف الله رضوان نفسه بالنّعيم الأعظم؟
وإليكم الإجابة الحقّ من القرآن العظيم وذلك لأنهُ:
نعيمٌ تشعر به قلوب المُقربين من عباده بنعيم عظيم في أنفسهم وسكينة وطمأنينة وانشراح؛ أولئك هم على نورٍ من ربّهم انعكاساً لرضوان نفس ربّهم عليهم، وذلك النّعيم الأعظم من نعيم الجنّة هو الروح والريحان في قلوب عباده المُقربين أعظم من جنّة النّعيم ولذلك يُسمى النّعيم الأعظم، أي نعيمٌ أعظمُ من الجنّة والحور العين، إنّما الدُنيا والآخرة مُلكٌ ماديٌّ يتفاوت في عظمته والآخرة خيرٌ وأبقى، ولا ينبغي لنعيم الدنيا والآخرة أن يكونا أعظم من نعيم رضوان نفس الله على عباده، وذلك هو المزيد نعيمٌ أعظم من نعيم جنات النّعيم فمهما عظُمت فهي صغيرة حقيرة إلى نعيم رضوان نفس الله على عباده، فصدقوني بأنّ نعيمَ رضوانِ نفس الله لهو أكبر من نعيم الجنّة.تصديقاً لقول الله تعالى في مُحكم القُرآن العظيم:
{وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾}
صدق الله العظيم [التوبة].
إي وربّي، فإنّ رضواناً من الله نعيمٌ أعظمُ وأكبرُ من الجنّةِ والحور العين.
يا معشر العاشقين الذين يجعلون لله أنداداً بالحبِّ للحور الطين يحبونهم كحبّ الله الذي لا ينبغي أن يكون لسواه فيجعله لامرأة أمَة من إماءِ الله، ومن أحبّ شيئاً أكثر من الله فهو إلهه وهواه فلا أستطيع إنقاذه من النّار شيئاً، وذلك لأنّهم يعبدون من دون الله إناثاً ويعبدون من دونه شيطاناً رجيماً لعنهُ الله، وأقسم ليتَّخِذ من عباد الله نصيباً مفروضاً.
يا معشر المُسلمين في كل زمانٍ ومكانٍ،
ما خطبكم إذا كرّم الله من عباده المُقربين والذين يتنافسون إلى ربّهم يبتغون إليه الوسيلة أيّهم أقربّ؛ حتى إذا كرّم الله من يشاء منهم فبالغتم في أمرهم بغير الحقّ؟ وتعبدونهم ليقربوكم إلى الله زُلفى! فأشركتم يا من تفعلون ذلك وغويتم وهويتم عن الصراط المُستقيم، ومن أشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطّفه الطيرُ أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ، فاتقوا الله يا معشر المُشركين بالله عباده المُقربين، وأقسم بالله العلي العظيم بأنّهم لن يُغنوا عنكم من الله شيئاَ، وسوف يكفرون بعبادتكم ويكونوا ضداً، ويقولون:
{مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾}
صدق الله العظيم [يونس].
فهذه هي النتيجة لمن يدعو من دون الله أحداً فلن يجد له من دون الله من وليّ ولا نصير، ويا حسرةً على كثيرٍ من عباد الله المؤمنين ، وذلك لأنّه لا يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركون بربّهم عبادَه المُقربين.
فهل تعلمون يا معشر عُلماء الأمّة ما سبب عبادة الأصنام؟ إنّها المُبالغة من قِبل المسلمين في كُلّ زمانٍ ومكانٍ، فكلما بعث الله نبيَّاً ليُخرِج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد فمن بعد موت أنبيائهم يُبالغون في نبيّهم أو في صحابته السابقين أو في الذين من بعدهم من عباد الله المكرمين، وحتى إذا مات أحدُ عبادِ الله المُقرّبين من الذين كانت لهم كرامات تكريماً من ربِّهم ولعلَّ الآخرين من النّاس يعلمون بكرامات هؤلاء فيفعلون كما يفعلون ليتنافسوا على ربّهم أيّهم أقربّ فيتسابقوا بالخيرات والباقيات الصالحات قربة إلى الله ليكرّمَهم ويحبّهم ويقربّهم ويرضى عنهم، ولكن للأسف الشديد فقد حصر المسلمون الذين عرفوا ما شاء الله من عباده المقربين فجعلوا الله حصرياً لهؤلاء المقربين فعبدوهم ليقربوهم إلى الله زُلفى، وتلك هي حقيقة عبادة الأصنام تكون بدايتها تماثيل لعباد الله المُقربين في كُل زمانٍ، غير أنّ السرّ في عبادة الأصنام يتلاشى جيلاً بعد جيلٍ ومن ثمّ تأتي الأنبياء فتسألهم عن سرّ ذلك، وما كان جوابهم إلا أن قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون، فهم على آثارهم يُهرعون! وضلّ عنهم السرّ في عبادة الأصنام جيلاً بعد جيلٍ غير أنّ سرّها هو المُبالغة في عباد الله الصالحين من المُقربين فيدعونهم الذين في عصرهم من بعد موتهم من دون الله. وذلك هو التأويل الحقّ لقول الله تعالى في مُحكم القُرآن العظيم:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾}
صدق الله العظيم [الإسراء].
يأ أيّها النّاس ما خطبكم لا ترجون لله وقاراً ولا تريدون أن تقدروا ربّكم حقّ قدره؟ أفكلما كرّم طائفةً منكم فإذا أنتم بهم تشركون بربّكم؟ فاتقوا الله! وتالله بأنّ اليماني المنتظَر لهو أعلم وأكرم عبدٍ في ملكوت السماوات والأرض ولن أغني عنكم من الله شيئاً، من ذا الذي يشفع عنده سبحانه إلا بأمر من الحيّ القيوم؟
أم إنّكم تظنّون بأنّ المُتقين يملكون من الله خطاباً فيشفعوا لكم؟ سبحان الله العظيم! بل حتى الروح القُدس والملائكة لا يملكون منهُ خطاباً إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً، أم لم تقرأوا القول الحقّ:
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾}
صدق الله العظيم [النبأ].
فهل تجدون في هذه الآية المحكمة الواضحة البيّنة بأنّ المُتقين يملكون من ربّهم الخطاب ومنهُ الجواب بقبول الشفاعة؟ سبحان الله بل لله الشفاعة جميعاً! فمن ذا الذي هو أرحم من أرحم الراحمين حتى يتجرَّأ بين يدي الرحمن طالباً الشفاعة؟ فهل تجرَّأ المسيح عيسى ابن مريم بأن يشفع للنصارى الذين بالغوا في ابن مريم وأمّه بغير الحقّ:
{وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ قَالَ اللَّـهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}
صدق الله العظيم [المائدة]؟
فهل تجرَّأ أن يشفع ابن مريم لأمّته؟ بل ردّ الشفاعة لله. تصديقاً لقوله تعالى:
{مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} صدق الله العظيم [البقرة:256].
وكذلك ملائكة الرحمن هل يستطيعون أن يُخاطبوا ربّهم لطلب الشفاعة لأحد؟ ويا سبحان الله العظيم! لا.. وتالله لئن تجرّأ أحدٌ منهم ليبطش الله به في نار جهنّم فما بالكم بالذين من دونهم؟ وقال تعالى:
{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨﴾ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الحقّ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا ﴿٣٩﴾ إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا ﴿٤٠﴾}
صدق الله العظيم [النبأ].
ويا معشر المُسلمين هل تريدون أن تُبالغوا في محمدٍ رسول الله بغير الحقّ وأنّهُ يتجرَّأ للشفاعة بين يدي الله فيشفع لأمّته؟ ويا سُبحان الله! وهل ابتعث الله محمداً عبده ورسوله إلا لينذر النّاس أن يخافوا ربّهم وأن ليس لهم من دونه من وليٍّ ولا شفيعٍ لعلهم يتقون؟ وقال الله تعالى:
{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾}
صدق الله العظيم [الأنعام].
وليس لمحمدٍ رسول الله ولا غيره من الأنبياء من أمر الشفاعة شيئاً، ثمّ بيّن الله في القُرآن بأنه ليس لمحمدٍ رسول الله من أمر الشفاعة شيئاً، وقال الله تعالى:
{لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿١٢٧﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٢٨﴾ وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢٩﴾}
صدق الله العظيم [آل عمران].
يا أيّها النّاس هل تدرون لماذا لا يتجرَّأون على الشفاعة إلا بأمر من الله أن يشفع؟ وذلك لأنّ الله هو أرحم الراحمين ولو تجرَّأوا على الشفاعة فكأنّهم أرحم من الله بعباده لذلك لا ينبغي لهم، وذلك لأنّ الله هو أرحم الراحمين، فيا عجبي من الذين يلتمسون الرحمة من الشافعين ممن هم أدنى رحمةً من الله! وذلك لأنّهم لا يعلمون بأنّ الله هو أرحم الراحمين في السماوات وفي الأرض لا ينبغي أن يكون هُناك أحدٌ هو أرحم من الله، ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الظالمون.
ويا معشر عُلماء الأمّة،
تيّقظوا لهذه المُعجزة الكبرى والتي جعلها الله بُرهان المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر وفي مكة المَقَر مركز العالَم والأرض بمركز هذا الكون العظيم هي الأرض كوكب الماء، وفي الماء سرّ الحياة ولا حياة لحيّ بدون الماء.
يا معشر المسلمين،
فصدِّقوني وصدِّقوا كلام الله ذلك بأنّ الله يقول في القُرآن العظيم أنّ مركز الكون وأمّه التي انفتق منها جميع هذا الكون العظيم هي: هذا الكوكب الذي يوجد عليه الماء والحياة، وقبل أن يخلق الله السماوات السبع والأراضين السبع كان عرش الملكوت الكونيّ على أرضكم هذه أمّ الكون التي انفتق منها، وذلك هو التأويل الحقّ لقوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} صدق الله العظيم [هود:7].
أي الكوكب الذي أوجد فيه الماء، وجعل من الماء كُلّ شيء حيّ. وقال تعالى:
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾}
صدق الله العظيم ا [الأنبياء].
ويا معشر عُلماء الفلك،
إنّ الله يقول في القُرآن العظيم أّن من بعد هذه الأرض الأمّ التي تعيشون عليها سبعة أراضين بلا شك أو ريب، وأما هذه الأرض فهي الأمّ التي انفتق منها السماوات السبع والأراضين السبع من بعدها وإنا لصادقون، وقال الله بأنه لو يجعل بحر الماء الذي في الأرض مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً، ثمّ كرر الله لكم بأن لو يجعل ما في الأرض من شجرٍ أقلاماً والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله، فتبينوا يا معشر عُلماء الأمّة هذه الآية:
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} صدق الله العظيم [لقمان:28].
أي جميع الأشجار التي على وجّه الأرض لو يجعلها الله أقلاماً ليُكتب بها كلماته والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ أي من بعد الأرض وذلك لأنّ الآية تتكلم عن جميع الأشجار التي على وجّه الأرض؛ لو يجعلها الله أقلاماً لكتابة كلماته، ثمّ قال:
{وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ} صدق الله العظيم [لقمان:28].
أي البحر الذي على وجّه الأرض يمدّه من بعده أي من بعد الأرض التي يوجد عليها البحر والبشر فيمد سبعة أبحرٍ من بعد الأرض، أي يمد الأقطار السبعة من بعد الأرض، وهي سبعة كواكب من بعد الأرض بسبعة أبحر ما نفدت كلمات الله، أي لنفد المداد قبل أن تنفد كلمات الله.
ويا معشر عُلماء الفلك،
إنَّ الله يقول في القُرآن بأنّ من بعد الأرض الأميّة سبعة أراضين وتلك هي الأراضين السبع، وأما هذه الأرض التي تعيشون عليها فهي الأميّة التي انفتقت منها السماوات السبع والأراضين السبع، وتوجد الأراضين السبع من بعد هذه الأرض الأميّة وليست مُلتصقة بها بل مُنفصلة بالفضاء من بعدها والسماوات السبع من فوقها وتحيط بها من كُل الجوانب، ومركز الجاذبيّة الكونيّة هي في أرضكم هذه الأميّة لهذا الكون العظيم؛ ذلك لأنّها الأمّ وحتى الشّمس تدور نحو الأرض أي نحو مركز الجاذبية الكونيّة، ويقول الله تعالى في القُرآن العظيم بأن لولا رحمته لوقعت السماوات السبع بما فيها من نجوم على مركز الجاذبية الكونيّة على هذه الأرض الأميّة، وإنها بما يسمونه الكوكب النيتروني، وأمّا القُرآن فهو يسميه الرتق أي المقر الجامع مُستقر الشّمس والقمر وجميع الكواكب والنّجوم، وكذلك يسميه الساعة ذلك بأنّ الساعة تقوم من باطنها، وقد أوشكت أن تقوم وتهيَّأت لتنفيذ أمر الوحي الإلهي إذا أوحى لها أن تقوم. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿١﴾}
صدق الله العظيم [الحج].
وما هي الساعة التي تُزلزل مُنفّذة أمر الوحي الإلهي إذا أمرها أن تتجلى لكم؟
إنها في باطن الأرض الكوكب الأم، وقد تهيَّأت للاستعداد لتنفيذ الأمر وزلزلة الساعة أي أرض الساعة. وقال الله تعالى:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴿١﴾ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴿٢﴾ وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ﴿٣﴾ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴿٤﴾ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا ﴿٥﴾ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴿٦﴾ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾}
صدق الله العظيم [الزلزلة].
والأرض هي الساعة، وتأتي الساعة بغتةً من باطن الأرض فلا يستطيع الذين كفروا ردّها وتلفح وجوههم النّار، وذلك لأنّ الأرض تتفجر براكيناً في كُلّ شبرٍ على وجّه الأرض وتنسف الجبال نسفاً.
يا معشر عُلماء الأمّة،
هل صدّقتم بأنّ مركز الكون والسماوات السبع والأراضين السبع هي أرضكم الرتق والأميّة؟ وهي مركز هذا الكون العظيم والسماوات من حولها سبع سماوات طباقاً، وتوجد من بعدها سبع أراضين طباقاً وهي الأرض الأمّ كوكب الماء؟
{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} صدق الله العظيم [هود:7].
وإلى أرض الماء تتجمع السماوات السبع والأراضين السبع من بعدها، فلو ينظر عُلماء الفلك لوجدوا بأنّه حقّاً من بعد الأرض سبعة كواكب أرضيّة وإنا لصادقون، وإنّ الأرض وضعها الله ميزاناً لهذا الكون العظيم، وتلك هي الأرض التي وضعها الله للأنام وهي مركز هذا الكون العظيم، ويمسك الله السماوات أن تقع عليها وذلك لأن مركز الجاذبية الكونيّة توجد بهذه الأرض الأمّ، والله سبحانه يمسك السماوات السبع وما فيها والأراضين السبع وما فيها أن تزولا على الأرض الأميّة والتي انفتق منها هذا الكون العظيم، فهل تكفيكم هذه الحقّيقة الكُبرى بأنّي بيّنت لكم من القُرآن العظيم مركز الكون؟ وتلك آية من الله لتعلموا بأنّي خليفة الله ولتعلموا بأنّ الله على كُل شيء قدير، ولتعلموا بأنّ الله أحاط بكُل شيء علماً، وهذه الآية قد جعلها مُعجزة التحدي للمهديّ المنتظَر فانظروا إلى تأويلي الحقّ على الواقع الحقّيقي 1+1 = 2، وهذه آيةٌ من الله لتعلموا بأنّ الله على كُل شيءٍ قديرٍ وأنّ الله قد أحاط بكُلِّ شيءٍ علماً، وأنّ اليمانيَّ المنتظَر هو حقا المهديُّ المنتظرُ، فقد بيَّنا لكم مركز الكون. تصديقاً لقوله تعالى:
{اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢﴾}
صدق الله العظيم [الطلاق].
فهل تعلنوا بأمري يا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وذلك حتى أستطيع الظهور عند الركن اليماني؟ أم تريدوني أن أفعل كما فعل جهيمان فأظهر للمُبايعة قبل الحوار بالعلم والمنطق؟ فذلك شيءٌ غيرُ منطقيٍّ ولا ينبغي للمهديّ المنتظَر أن يظهر إلى جانب الكعبة للمُبايعة قبل الإقناع بشأنه وعلمه، وكانت الإنترنت العالميّة على قَدَرٍ من الله وذلك حتى أخاطبكم من مكانٍ خفي فأظهر لكم بعد الإيمان بشأني، ولن يُعذبَ اللهُ النّاس إذا آمنوا بأمري، وإن كفروا فسوف يكون لزاماً.
وكذلك كما نبأتُكم بأنّ الأراضين سبع أراضين من تحت أرضكم الأرض الأمّ لهذا الكون العظيم، وأريد أن أنبّئكم باقتراب كوكب سجيل، فما هو كوكب سجيل؟ والجواب: إنّه أسفل الأراضين السبع وأبعدها على الإطلاق، وقد مرّ كوكب سجيل في زمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ودمّر الله به قوم لوطٍ وإبراهيم وأمطر عليهم بحجارةٍ مُسوَّمَةٍ منضودةٍ مُجهَّزةٍ من طينٍ من كوكب سجيل، فأمطر عليهم بحجارته المُسوّمة ودمّرهم أجمعين، وذلك هو التأويل الحقّ:
{جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾}
صدق الله العظيم [هود].
والمقصود من قوله تعالى: {جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا}، أي جعل أعلى الأرض الأميّة أسفل الأراضين السبع فأمطر عليهم الحجارة مطر السوء، وما تلك الأرض من الظالمين ببعيدٍ وقد صار اقترابها وشيكاً.
يا معشر عُلماء الأمّة،
إني لا أثبت لكم فقط بلفظ القُرآن بل بتطبيق تأويلي على الواقع الحقّيقي وحتما سوف تجدونه 1+1=2، فهل تبيّن لكم أنّه الحقّ؟
فأعلنوا شأني للعالمين، والسلامُ على من اتبع الهادي إلى الصراط المُستقيم.
خليفة الله وعبده الحقير إليه الناصر لمحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلم الإمام ناصر محمد اليماني.
الإمام ناصر محمد اليماني
15 -07 - 1427 هـ
10 - 08 - 2006 مـ
تذكير بخطاب المهديّ المنتظَر إلى الملك عبد الله وجميع عُلماء الأمّة وقادات البشر
والنّاس أجمعين ..
بسم الله الرحمن الرحيم،
من خليفة الله على البشر المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهر وخاتم خُلفاء الله أجمعين عبده الحقّير الصغير بين يديه الإمام ناصر محمد اليماني إلى أخي الكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود المُحترم وإلى جميع قادة العربّ والعجم وكذلك إلى هيئة كبار العلماء بمكة المُكرمة وإلى جميع عُلماء الدّين في العالمين وإلى جميع عُلماء الكون الفلكيين الفيزيائيين الذين لا يدّعون علم الغيب وليسوا من المُنجمين الكاذبين أولياء الشياطين، وإلى جميع عُلماء البشريّة بمختلف مجالاتهم العلميّة وإلى النّاس أجمعين، والسلام على من اتّبع المهديّ إلى الصراط ـــــــــــــ المُستقيم، ثمّ أمّا بعد..
يا معشر عُلماء الأمّة من المسلمين والنّصارى،
هل ينبغي لكم أن تصطفوا خاتم الأنبياء والمُرسلين محمداً عبد الله ورسوله -صلّى الله عليه وآله وسلم- أو تصطفوا عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وسلم؟ ولا ينبغي أن يكون جوابكم إلا كجواب ملائكة الرحمن حينما عارضوا الرأي لخلافة الإنسان وأنّهم أولى بخلافة الملكوت من غيرهم، ويُفهم ذلك من قولهم: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}
صدق الله العظيم [البقرة:30].
ثمّ علّم آدم أسماءَ خُلفاء الله أجمعين ثمّ عرضهم على الملائكة، وقال الله لهم قولاً ممزوجاً بالغضب:
{فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾}
صدق الله العظيم [البقرة].
ومن ثمّ أدركت الملائكة ما في نفس ربّهم عليهم وأنّهم تجاوزوا حدودهم وكأنّهم أعلم من ربّهم، فخشعوا وخضعوا
وقالوا مُسبحين لربّهم: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾}
صدق الله العظيم [البقرة].
إذاً يا معشر عُلماء الأمّة، إن كان لا يحقّ لملائكة الرحمن الرأي في اصطفاء خليفة الله في الأرض فكيف يحقّ لكم أن تصطفوا خاتم خُلفاء الله أجمعين إمام الأنبياء والمرسلين الأوّلين منهم والآخرين الذي يفخر به محمد رسول الله بأن جعله من أهل بيته؟ وفوق كُل ذي علمٍ عليم؛ فضّل الله بعض النّبيين على بعضٍ ورفع بعضهم على بعض درجات بالعلم: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴿٧٦﴾}
صدق الله العظيم [يوسف].
وعبد الله المسيح عيسى ابن مريم أعلم من الأنبياء الذين من قبله؛ ذلك بأنّ الله علّمه الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل، ولكن الله أمر ابن مريم في الكتاب أن ينقاد لأمري ويتّبعني ويتّخذني إماماً وهو نبيٌّ ورسولٌ وجيهٌ في الدنيا وفي الآخرة ومن المُقربين من الله ربّ العالمين ومن الصالحين في عهد إمامة المهديّ المنتظَر صاحب علم الكتاب الشامل والمُهيمن على الإنجيل والتّوراة وجميع كُتب المُرسلين، ذلك كتاب الله الشامل الذي ابتعث الله به محمداً -صلّى الله عليه و سلم- إلى كافة الإنس والجنّ أجمعين ذلك القُرآن العظيم كتاب الله الجامع ذكركم وذكر من كان قبلكم فيه خبركم وخبر من كان قبلكم وخبر ما بعدكم، والذي سوف يعطيه الله علم هذا الكتاب كُلّه فقد أصبح أعلم عبدٍ في عبيد الله في السماوات والأرض، وفاز بالدرجة العالية التي لا ينبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ من عباد الله الصالحين فيجعله الله خليفته الشامل على ملكوت كُلّ شيء ولا ينبغي أن تكون درجة الخلافة لعبدين من عباد الله الصالحين؛ بل لا ينبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ من عباد الله الصالحين، وكان حبيبي وجدي يرجو أن يكون هو نظراً لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين حتى إذا نزل قوله الله تعالى:
{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾}
صدق الله العظيم [الفرقان].
ومن ثمّ علّم خاتم الأنبياء والمرسلين بأنّه يوجد في علم الكتاب رجلٌ من أمّته هو أعلم بالرحمن منهُ برغم أنَّ محمداً رسول الله هو خاتم الأنبياء والمرسلين وأكرم نبيّ عند الله ربّ العالمين وأحبّ وأقربّ نبيٍّ إلى الله في أنبياء الله أجمعين، حتى إذا تبيّن لمحمدٍ رسول الله بأنَّ هذا الرجل الصالح قد جعله الله في أمّته ومن أهل بيته وخاتم خُلفاء الله أجمعين ولم يجعله الله نبياً ولا رسولاً بل إماماً لأمّة الملكوت أجمعين من عالمٍ من النّور وعالمٍ من النّار وعالم من صلصال كالفخار، ومن ثمّ بحث محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- مع أخيه ومُعلمه جبريل في شأن الخبير وعَلِمَ محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- بأن مَثَله ومثل المهديّ صاحب علم الكتاب كمثل عبد الله ورسوله الذي كلمهُ الله تكليماً، ورغم ذلك التكريم أمره الله أن يذهب فيتعلم المزيد من العلم فيكون تلميذاً بين يدي عبد من عباد الله الصالحين، وأمر الله نبيّه موسى أن يكون سامعاً مُطيعاً لأمره نظراً لأنه أرفع درجةً من موسى بالعلم لذلك عليه أن ينقاد لأمره، غير أنّ هذا الرجل الصالح يرى بأنّ موسى نبيُّ الله وكليمه لا يستطيع معه صبراً برغم ما أعطاه الله من العلم فليس علم موسى إلى علم هذا الرجل الصالح إلا يسيراً، لذلك قال له موسى:
{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾}
صدق الله العظيم [الكهف].
ولكنّ الرجل واثقٌ من علمه بأنه حقّاً أعلم من موسى كليم الله لذلك تكلم بنتيجة الرحلة مُقدَّماً وقال جازماً:
{قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا
وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾}
صدق الله العظيم [الكهف].
وحدث الحُكم الذي قاله الرجل الصالح قبل بدء الرحلة: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾}...
ويا معشر عُلماء المُسلمين والنّصارى،
لا ينبغي لكم أن تحصروا علم الله على الأنبياء والرسل فتجعلوهم أكرم من الصالحين أجمعين وتحصروا العلم عليهم من دون الصالحين فذلك تدخل في شؤون الله. تصديقاً لقوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف:32].
وهل ابتعث الله نبيّه ورسوله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام إلى الرجل الصالح إلا لكي يعلّم موسى والنّاس أجمعين بأنّه لا ينبغي لهم حصر علم الله على الأنبياء والرسل؟ وإنّ لله في خلقه شؤون، وإن الله للجميع وليس حصراً على طائفةٍ منكم بل للجميع، وإلى ربّهم فليتنافسوا أيّهم أقربّ وأحبّ.
وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- فإنه لأحبّ نبيٍّ ورسولٍ إلى الله ربّ العالمين على مستوى الأنبياء والرُسل، وأما المهديّ المنتظَر فإنّه أحبّ خلق الله على مستوى الخلائق أجمعين، وأعلمهم بكتاب الله ربّ العالمين وخاتم خُلفاء الله أجمعين عبده الحقّير الصغير بين يدي الرحمن والخبير بالرحمن من النّاس أجمعين.ومن ثمّ تباحث رسول الله مع مُعلمه جبريل عليهم الصلاة والسلام عن شأن هذا الرجل الخبير الذي هو أعلم بذات الرحمن من محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين وأعلم من المُعلم جبريل عليه الصلاة والسلام، حتى إذا بيّن لهُ حقيقة إيمان هذا الرجل الخبيرُ بالرحمن وفرجُ الله للمظلومين والمحرومين والضعفاء والمساكين؛ الرحمةُ التي كتب الله على نفسه، وإنّه سوف يأتي لمُبايعة المسلمين عند الركن اليماني وهو من اليمن، لذلك قال رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- مُبشراً ومحدداً أرض الرجل الصالح: [نَفَس الله يأتي من اليمن]،
ومعنى نَفَسُ الله أي فَرَجُ الله، فالنَّفَسُ هو الفَرَجُ لكافة المُسلمين.ثم حدد لكم جنسيّته ودرجة معرفته بحقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله الله حقيقة في ذات نفسه تعالى،
ولن يستطيع معرفة اسم الله الأعظم إلا اليماني الخبير بالرحمن، وذلك هو المعنى المراد من حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلم: [الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية].
فتعالوا يا معشر عُلماء الدّين والمُسلمين لأعلّمكم حقيقة اسم الله الأعظم والحكمة التي تتجلى فيه من خلق ملكوت السماوات والأرض، وخلق عالمٍ من نور وعَالَمٍ من نارٍ وعَالَمٍ من صلصال كالفخار، وتتجلى فيه الحكمة من خلق كُل دابةٍ في الأرض أو طائرٍ يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم خلقهم الله لنفس الحكمة التي خلقكم الله من أجلها، وتتجلى الحقّيقة في اسم الله الأعظم الهدف الإلهي من خلقه للسماوات والأرض وملكوت كُلّ شيء حيٍّ من البعوضة وما فوقها، فلا تستعجلوا التكذيب يا معشر عُلماء الأمّة، ولا ينبغي لكم التصديق ما لم أثبت لكم الحقّيقة الكُبرى من هذا القرآن العظيم في حقيقة السرّ العظيم لاسم الله الأعظم، ولماذا نبَّأكم الله بتسعة وتسعين اسماً ولم ينبئكم باسمه الأعظم الذي استأثره في علم الغيب عنده وجعله في نفسه حقيقةً يعلمها الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد، عبده الحقّير الصغير بين يديه العالم باسمه الأعظم في ذات نفسه الله تعالى عمَّا يشركون علوَّاً كبيراً.
ويا معشر عُلماء الدّين وجميع المُسلمين من الذين يريدون معرفة اسم الله الأعظم لكي يسألوا به في الدنيا أو الآخرة، لقد ألحدتم في أسماء الله ذلك بأنّكم تظنون بأنّهُ اسمٌ أعظم من أسمائه التسعة والتسعين وإنكم لخاطئون، وسبحان الله عمّا تقولون علوَّاً كبيراً! لا إله إلا هو وحدهُ لا شريك له في خلقكم ولا في خلق السماوات والأرض، ولا إله غيره لهُ الأسماء الحُسنى فادعوه بها بلا تفريق أيمّا تدعون الله أو الرحمن أو أيّ اسمٍ آخر من أسمائه المائة اسم، فلا تُلحِدوا في أسماء الله بظنّكم بأنّ اسم الله الأعظم هو أعظم من أسمائه الأخرى، فذلك هو الإلحاد بذاته، فهل جزَّأتم ربّكم إلى أجزاء؟ يا سبحان الله العظيم! فكيف يكون له اسمٌ أعظمَ من اسمٍ وهو واحدٌ أحدٌ الصمدُ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد؟ فتعالوا لأعلمكم بسرّ عظمة اسم الله الأعظم يا معشر عُلماء المسلمين والنّاس أجمعين.إنَّهُ ((( النّعيم ))) الذي ألهى النّاسَ عنهُ الهلعُ والطمعُ في التكاثر، فذلك هو النّعيم الذي عنهُ سوف تُسألون؛ إنّهُ حقيقةٌ لرضوان نفس ربّكم، فهل أنتم لربّكم عابدون؟ وحقيقة ذلك الاسم الأعظم تتجلّى فيه الحكمة من خلقكم:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
ولكن يا معشر العابدين لربّهم، هل أنبّئكم لماذا وصف الله رضوان نفسه بالنّعيم الأعظم؟
وإليكم الإجابة الحقّ من القرآن العظيم وذلك لأنهُ:
نعيمٌ تشعر به قلوب المُقربين من عباده بنعيم عظيم في أنفسهم وسكينة وطمأنينة وانشراح؛ أولئك هم على نورٍ من ربّهم انعكاساً لرضوان نفس ربّهم عليهم، وذلك النّعيم الأعظم من نعيم الجنّة هو الروح والريحان في قلوب عباده المُقربين أعظم من جنّة النّعيم ولذلك يُسمى النّعيم الأعظم، أي نعيمٌ أعظمُ من الجنّة والحور العين، إنّما الدُنيا والآخرة مُلكٌ ماديٌّ يتفاوت في عظمته والآخرة خيرٌ وأبقى، ولا ينبغي لنعيم الدنيا والآخرة أن يكونا أعظم من نعيم رضوان نفس الله على عباده، وذلك هو المزيد نعيمٌ أعظم من نعيم جنات النّعيم فمهما عظُمت فهي صغيرة حقيرة إلى نعيم رضوان نفس الله على عباده، فصدقوني بأنّ نعيمَ رضوانِ نفس الله لهو أكبر من نعيم الجنّة.تصديقاً لقول الله تعالى في مُحكم القُرآن العظيم:
{وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾}
صدق الله العظيم [التوبة].
إي وربّي، فإنّ رضواناً من الله نعيمٌ أعظمُ وأكبرُ من الجنّةِ والحور العين.
يا معشر العاشقين الذين يجعلون لله أنداداً بالحبِّ للحور الطين يحبونهم كحبّ الله الذي لا ينبغي أن يكون لسواه فيجعله لامرأة أمَة من إماءِ الله، ومن أحبّ شيئاً أكثر من الله فهو إلهه وهواه فلا أستطيع إنقاذه من النّار شيئاً، وذلك لأنّهم يعبدون من دون الله إناثاً ويعبدون من دونه شيطاناً رجيماً لعنهُ الله، وأقسم ليتَّخِذ من عباد الله نصيباً مفروضاً.
يا معشر المُسلمين في كل زمانٍ ومكانٍ،
ما خطبكم إذا كرّم الله من عباده المُقربين والذين يتنافسون إلى ربّهم يبتغون إليه الوسيلة أيّهم أقربّ؛ حتى إذا كرّم الله من يشاء منهم فبالغتم في أمرهم بغير الحقّ؟ وتعبدونهم ليقربوكم إلى الله زُلفى! فأشركتم يا من تفعلون ذلك وغويتم وهويتم عن الصراط المُستقيم، ومن أشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطّفه الطيرُ أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ، فاتقوا الله يا معشر المُشركين بالله عباده المُقربين، وأقسم بالله العلي العظيم بأنّهم لن يُغنوا عنكم من الله شيئاَ، وسوف يكفرون بعبادتكم ويكونوا ضداً، ويقولون:
{مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾}
صدق الله العظيم [يونس].
فهذه هي النتيجة لمن يدعو من دون الله أحداً فلن يجد له من دون الله من وليّ ولا نصير، ويا حسرةً على كثيرٍ من عباد الله المؤمنين ، وذلك لأنّه لا يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركون بربّهم عبادَه المُقربين.
فهل تعلمون يا معشر عُلماء الأمّة ما سبب عبادة الأصنام؟ إنّها المُبالغة من قِبل المسلمين في كُلّ زمانٍ ومكانٍ، فكلما بعث الله نبيَّاً ليُخرِج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد فمن بعد موت أنبيائهم يُبالغون في نبيّهم أو في صحابته السابقين أو في الذين من بعدهم من عباد الله المكرمين، وحتى إذا مات أحدُ عبادِ الله المُقرّبين من الذين كانت لهم كرامات تكريماً من ربِّهم ولعلَّ الآخرين من النّاس يعلمون بكرامات هؤلاء فيفعلون كما يفعلون ليتنافسوا على ربّهم أيّهم أقربّ فيتسابقوا بالخيرات والباقيات الصالحات قربة إلى الله ليكرّمَهم ويحبّهم ويقربّهم ويرضى عنهم، ولكن للأسف الشديد فقد حصر المسلمون الذين عرفوا ما شاء الله من عباده المقربين فجعلوا الله حصرياً لهؤلاء المقربين فعبدوهم ليقربوهم إلى الله زُلفى، وتلك هي حقيقة عبادة الأصنام تكون بدايتها تماثيل لعباد الله المُقربين في كُل زمانٍ، غير أنّ السرّ في عبادة الأصنام يتلاشى جيلاً بعد جيلٍ ومن ثمّ تأتي الأنبياء فتسألهم عن سرّ ذلك، وما كان جوابهم إلا أن قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون، فهم على آثارهم يُهرعون! وضلّ عنهم السرّ في عبادة الأصنام جيلاً بعد جيلٍ غير أنّ سرّها هو المُبالغة في عباد الله الصالحين من المُقربين فيدعونهم الذين في عصرهم من بعد موتهم من دون الله. وذلك هو التأويل الحقّ لقول الله تعالى في مُحكم القُرآن العظيم:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾}
صدق الله العظيم [الإسراء].
يأ أيّها النّاس ما خطبكم لا ترجون لله وقاراً ولا تريدون أن تقدروا ربّكم حقّ قدره؟ أفكلما كرّم طائفةً منكم فإذا أنتم بهم تشركون بربّكم؟ فاتقوا الله! وتالله بأنّ اليماني المنتظَر لهو أعلم وأكرم عبدٍ في ملكوت السماوات والأرض ولن أغني عنكم من الله شيئاً، من ذا الذي يشفع عنده سبحانه إلا بأمر من الحيّ القيوم؟
أم إنّكم تظنّون بأنّ المُتقين يملكون من الله خطاباً فيشفعوا لكم؟ سبحان الله العظيم! بل حتى الروح القُدس والملائكة لا يملكون منهُ خطاباً إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً، أم لم تقرأوا القول الحقّ:
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾}
صدق الله العظيم [النبأ].
فهل تجدون في هذه الآية المحكمة الواضحة البيّنة بأنّ المُتقين يملكون من ربّهم الخطاب ومنهُ الجواب بقبول الشفاعة؟ سبحان الله بل لله الشفاعة جميعاً! فمن ذا الذي هو أرحم من أرحم الراحمين حتى يتجرَّأ بين يدي الرحمن طالباً الشفاعة؟ فهل تجرَّأ المسيح عيسى ابن مريم بأن يشفع للنصارى الذين بالغوا في ابن مريم وأمّه بغير الحقّ:
{وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ قَالَ اللَّـهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}
صدق الله العظيم [المائدة]؟
فهل تجرَّأ أن يشفع ابن مريم لأمّته؟ بل ردّ الشفاعة لله. تصديقاً لقوله تعالى:
{مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} صدق الله العظيم [البقرة:256].
وكذلك ملائكة الرحمن هل يستطيعون أن يُخاطبوا ربّهم لطلب الشفاعة لأحد؟ ويا سبحان الله العظيم! لا.. وتالله لئن تجرّأ أحدٌ منهم ليبطش الله به في نار جهنّم فما بالكم بالذين من دونهم؟ وقال تعالى:
{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨﴾ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الحقّ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا ﴿٣٩﴾ إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا ﴿٤٠﴾}
صدق الله العظيم [النبأ].
ويا معشر المُسلمين هل تريدون أن تُبالغوا في محمدٍ رسول الله بغير الحقّ وأنّهُ يتجرَّأ للشفاعة بين يدي الله فيشفع لأمّته؟ ويا سُبحان الله! وهل ابتعث الله محمداً عبده ورسوله إلا لينذر النّاس أن يخافوا ربّهم وأن ليس لهم من دونه من وليٍّ ولا شفيعٍ لعلهم يتقون؟ وقال الله تعالى:
{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾}
صدق الله العظيم [الأنعام].
وليس لمحمدٍ رسول الله ولا غيره من الأنبياء من أمر الشفاعة شيئاً، ثمّ بيّن الله في القُرآن بأنه ليس لمحمدٍ رسول الله من أمر الشفاعة شيئاً، وقال الله تعالى:
{لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿١٢٧﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٢٨﴾ وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢٩﴾}
صدق الله العظيم [آل عمران].
يا أيّها النّاس هل تدرون لماذا لا يتجرَّأون على الشفاعة إلا بأمر من الله أن يشفع؟ وذلك لأنّ الله هو أرحم الراحمين ولو تجرَّأوا على الشفاعة فكأنّهم أرحم من الله بعباده لذلك لا ينبغي لهم، وذلك لأنّ الله هو أرحم الراحمين، فيا عجبي من الذين يلتمسون الرحمة من الشافعين ممن هم أدنى رحمةً من الله! وذلك لأنّهم لا يعلمون بأنّ الله هو أرحم الراحمين في السماوات وفي الأرض لا ينبغي أن يكون هُناك أحدٌ هو أرحم من الله، ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الظالمون.
ويا معشر عُلماء الأمّة،
تيّقظوا لهذه المُعجزة الكبرى والتي جعلها الله بُرهان المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر وفي مكة المَقَر مركز العالَم والأرض بمركز هذا الكون العظيم هي الأرض كوكب الماء، وفي الماء سرّ الحياة ولا حياة لحيّ بدون الماء.
يا معشر المسلمين،
فصدِّقوني وصدِّقوا كلام الله ذلك بأنّ الله يقول في القُرآن العظيم أنّ مركز الكون وأمّه التي انفتق منها جميع هذا الكون العظيم هي: هذا الكوكب الذي يوجد عليه الماء والحياة، وقبل أن يخلق الله السماوات السبع والأراضين السبع كان عرش الملكوت الكونيّ على أرضكم هذه أمّ الكون التي انفتق منها، وذلك هو التأويل الحقّ لقوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} صدق الله العظيم [هود:7].
أي الكوكب الذي أوجد فيه الماء، وجعل من الماء كُلّ شيء حيّ. وقال تعالى:
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾}
صدق الله العظيم ا [الأنبياء].
ويا معشر عُلماء الفلك،
إنّ الله يقول في القُرآن العظيم أّن من بعد هذه الأرض الأمّ التي تعيشون عليها سبعة أراضين بلا شك أو ريب، وأما هذه الأرض فهي الأمّ التي انفتق منها السماوات السبع والأراضين السبع من بعدها وإنا لصادقون، وقال الله بأنه لو يجعل بحر الماء الذي في الأرض مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً، ثمّ كرر الله لكم بأن لو يجعل ما في الأرض من شجرٍ أقلاماً والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله، فتبينوا يا معشر عُلماء الأمّة هذه الآية:
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} صدق الله العظيم [لقمان:28].
أي جميع الأشجار التي على وجّه الأرض لو يجعلها الله أقلاماً ليُكتب بها كلماته والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ أي من بعد الأرض وذلك لأنّ الآية تتكلم عن جميع الأشجار التي على وجّه الأرض؛ لو يجعلها الله أقلاماً لكتابة كلماته، ثمّ قال:
{وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ} صدق الله العظيم [لقمان:28].
أي البحر الذي على وجّه الأرض يمدّه من بعده أي من بعد الأرض التي يوجد عليها البحر والبشر فيمد سبعة أبحرٍ من بعد الأرض، أي يمد الأقطار السبعة من بعد الأرض، وهي سبعة كواكب من بعد الأرض بسبعة أبحر ما نفدت كلمات الله، أي لنفد المداد قبل أن تنفد كلمات الله.
ويا معشر عُلماء الفلك،
إنَّ الله يقول في القُرآن بأنّ من بعد الأرض الأميّة سبعة أراضين وتلك هي الأراضين السبع، وأما هذه الأرض التي تعيشون عليها فهي الأميّة التي انفتقت منها السماوات السبع والأراضين السبع، وتوجد الأراضين السبع من بعد هذه الأرض الأميّة وليست مُلتصقة بها بل مُنفصلة بالفضاء من بعدها والسماوات السبع من فوقها وتحيط بها من كُل الجوانب، ومركز الجاذبيّة الكونيّة هي في أرضكم هذه الأميّة لهذا الكون العظيم؛ ذلك لأنّها الأمّ وحتى الشّمس تدور نحو الأرض أي نحو مركز الجاذبية الكونيّة، ويقول الله تعالى في القُرآن العظيم بأن لولا رحمته لوقعت السماوات السبع بما فيها من نجوم على مركز الجاذبية الكونيّة على هذه الأرض الأميّة، وإنها بما يسمونه الكوكب النيتروني، وأمّا القُرآن فهو يسميه الرتق أي المقر الجامع مُستقر الشّمس والقمر وجميع الكواكب والنّجوم، وكذلك يسميه الساعة ذلك بأنّ الساعة تقوم من باطنها، وقد أوشكت أن تقوم وتهيَّأت لتنفيذ أمر الوحي الإلهي إذا أوحى لها أن تقوم. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿١﴾}
صدق الله العظيم [الحج].
وما هي الساعة التي تُزلزل مُنفّذة أمر الوحي الإلهي إذا أمرها أن تتجلى لكم؟
إنها في باطن الأرض الكوكب الأم، وقد تهيَّأت للاستعداد لتنفيذ الأمر وزلزلة الساعة أي أرض الساعة. وقال الله تعالى:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴿١﴾ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴿٢﴾ وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ﴿٣﴾ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴿٤﴾ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا ﴿٥﴾ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴿٦﴾ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾}
صدق الله العظيم [الزلزلة].
والأرض هي الساعة، وتأتي الساعة بغتةً من باطن الأرض فلا يستطيع الذين كفروا ردّها وتلفح وجوههم النّار، وذلك لأنّ الأرض تتفجر براكيناً في كُلّ شبرٍ على وجّه الأرض وتنسف الجبال نسفاً.
يا معشر عُلماء الأمّة،
هل صدّقتم بأنّ مركز الكون والسماوات السبع والأراضين السبع هي أرضكم الرتق والأميّة؟ وهي مركز هذا الكون العظيم والسماوات من حولها سبع سماوات طباقاً، وتوجد من بعدها سبع أراضين طباقاً وهي الأرض الأمّ كوكب الماء؟
{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} صدق الله العظيم [هود:7].
وإلى أرض الماء تتجمع السماوات السبع والأراضين السبع من بعدها، فلو ينظر عُلماء الفلك لوجدوا بأنّه حقّاً من بعد الأرض سبعة كواكب أرضيّة وإنا لصادقون، وإنّ الأرض وضعها الله ميزاناً لهذا الكون العظيم، وتلك هي الأرض التي وضعها الله للأنام وهي مركز هذا الكون العظيم، ويمسك الله السماوات أن تقع عليها وذلك لأن مركز الجاذبية الكونيّة توجد بهذه الأرض الأمّ، والله سبحانه يمسك السماوات السبع وما فيها والأراضين السبع وما فيها أن تزولا على الأرض الأميّة والتي انفتق منها هذا الكون العظيم، فهل تكفيكم هذه الحقّيقة الكُبرى بأنّي بيّنت لكم من القُرآن العظيم مركز الكون؟ وتلك آية من الله لتعلموا بأنّي خليفة الله ولتعلموا بأنّ الله على كُل شيء قدير، ولتعلموا بأنّ الله أحاط بكُل شيء علماً، وهذه الآية قد جعلها مُعجزة التحدي للمهديّ المنتظَر فانظروا إلى تأويلي الحقّ على الواقع الحقّيقي 1+1 = 2، وهذه آيةٌ من الله لتعلموا بأنّ الله على كُل شيءٍ قديرٍ وأنّ الله قد أحاط بكُلِّ شيءٍ علماً، وأنّ اليمانيَّ المنتظَر هو حقا المهديُّ المنتظرُ، فقد بيَّنا لكم مركز الكون. تصديقاً لقوله تعالى:
{اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢﴾}
صدق الله العظيم [الطلاق].
فهل تعلنوا بأمري يا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وذلك حتى أستطيع الظهور عند الركن اليماني؟ أم تريدوني أن أفعل كما فعل جهيمان فأظهر للمُبايعة قبل الحوار بالعلم والمنطق؟ فذلك شيءٌ غيرُ منطقيٍّ ولا ينبغي للمهديّ المنتظَر أن يظهر إلى جانب الكعبة للمُبايعة قبل الإقناع بشأنه وعلمه، وكانت الإنترنت العالميّة على قَدَرٍ من الله وذلك حتى أخاطبكم من مكانٍ خفي فأظهر لكم بعد الإيمان بشأني، ولن يُعذبَ اللهُ النّاس إذا آمنوا بأمري، وإن كفروا فسوف يكون لزاماً.
وكذلك كما نبأتُكم بأنّ الأراضين سبع أراضين من تحت أرضكم الأرض الأمّ لهذا الكون العظيم، وأريد أن أنبّئكم باقتراب كوكب سجيل، فما هو كوكب سجيل؟ والجواب: إنّه أسفل الأراضين السبع وأبعدها على الإطلاق، وقد مرّ كوكب سجيل في زمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ودمّر الله به قوم لوطٍ وإبراهيم وأمطر عليهم بحجارةٍ مُسوَّمَةٍ منضودةٍ مُجهَّزةٍ من طينٍ من كوكب سجيل، فأمطر عليهم بحجارته المُسوّمة ودمّرهم أجمعين، وذلك هو التأويل الحقّ:
{جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾}
صدق الله العظيم [هود].
والمقصود من قوله تعالى: {جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا}، أي جعل أعلى الأرض الأميّة أسفل الأراضين السبع فأمطر عليهم الحجارة مطر السوء، وما تلك الأرض من الظالمين ببعيدٍ وقد صار اقترابها وشيكاً.
يا معشر عُلماء الأمّة،
إني لا أثبت لكم فقط بلفظ القُرآن بل بتطبيق تأويلي على الواقع الحقّيقي وحتما سوف تجدونه 1+1=2، فهل تبيّن لكم أنّه الحقّ؟
فأعلنوا شأني للعالمين، والسلامُ على من اتبع الهادي إلى الصراط المُستقيم.
خليفة الله وعبده الحقير إليه الناصر لمحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلم الإمام ناصر محمد اليماني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.