الاثنين، 22 مارس 2010

وربما يودُّ أحد أصحاب بيان الأرقام أن يقول:"انظر يا ناصر محمد الآية رقم عشرة السعير {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)} أليست تلك إشارة إلى الكوكب العاشر لكونه كوكب السعير؟"

وربما يودُّ أحد أصحاب بيان الأرقام أن يقول: "انظر يا ناصر محمدالآية  رقم عشرة السعير
{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } 
  أليست تلك إشارة إلى الكوكب العاشر لكونه كوكب السعير؟
 فمن ثم يرد الإمام المهدي على السائلين وأقول:
 إنّ الإمام المهدي المنتظَرلايفسّر القرآن بالأرقام للآيات؛بل أنطق بالحقِّ بآياتٍ محكمات بيّناتٍ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين وكلّ ذي لسانٍ عربيٍ مبينٍ أعجميٍّ أوعربيٍّ.
وعلى كل حالٍ: 
 يا عباد الله لقد دخل البشر في عصر أشراط الساعة الكبرى وأنتم في غفلةٍ معرضون، ومنها بعث المهدي المنتظَر لينذر البشر بمرور الكوكب العاشر في سماء أرضكم فيمطر عليها حجارةَ شررٍ من نارٍ ويسبب طلوع الشمس من مغربها والله على ما أقول شهيد ووكيل، ولكن لا يعني ذلك انتهاء الحياة الدنيا؛ بل طلوع الشمس من مغربها ليس إلا إحدى أشراط الساعة الكبرى، ويليه بعث أصحاب الكهف والرقيم المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليهم وأسلم تسليماً، وكذلك تهدم سدّ ذي القرنين وخروج يأجوج ومأجوج وملكهم المسيح الكذّاب إبليس ذاته؛ ينتحل شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم ويمهّد لهذه الفتنة منذ أمدٍ بعيدٍ، وهو الذي جعل طائفةً من النصارى من أصلٍ يهوديّ يعتقدون أنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم وذلك حتى إذا خرج فيصدق عقيدتهم.
 ولذلك قال الله تعالى:
 {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيِمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)}
  صدق الله العظيم [المائدة].
وفي هذه الآيات توجد عقيدتين من عقائد النصارى بالباطل:
1- فأما طائفةٌ من النصارى من أصل يهوديّ تنصّروا وقالوا:
 إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم،وتلك عقيدةُ تمهيدٍ لخروج المسيح الكذّاب والذي سوف يقول إنّه الله المسيح عيسى ابن مريم حتى يأتي مصدقاً لعقيدتهم الباطلة وهم يعلمون. 
2- وأما طائفةٌ من النصارى:
 فيعتقدون أنّ الله ثالثُ ثلاثةٍ فأضافت إليه المسيح عيسى ابن مريم، وقالوا ولد الله وأمّه إله مثله والله الإله الثالث. سبحانه وتعالى علواً كبيراً!
وعلى كل حالٍ يا علماء أمّة الإسلام، 
والله الذي لا إله غيره لا أعلم لكم سبيل نجاةٍ من فتنة المسيح الكذّاب حتى تتبعوا البيان الحقّ للقرآن العظيم وتذروا خزعبلات الروايات المخالفة لما جاءكم في محكم القرآن العظيم، ولا أعلم أنّ المسيح الكذّاب أعور كما تزعمون بأنّ الفرق بين المسيح الكذّاب وربّ العالمين هو أنّ المسيح أعور وربّكم ليس بأعور، ويا سبحان الله! وكأنّ الله إنسانٌ في نظركم وإنما تُميِّزونه أنه ليس بأعور! 
ألا تعلمون أنّ الله أكبر من الملكوت الكوني بأسره وأينما تولوا وجوهكم شرقاً أو غرباً فثمّ وجه الله؟ ألستم تقولون في صلواتكم وذكركم الله أكبر الله أكبر؟ فهل تعلمون المقصود بذلك؟ إنّه الأكبر من كل شيءٍ خلقه الله. بمعنى أنه أكبر من ملكوت الكونيين الاثنين،
 فأمّا ملكوت الكون الأول فإنّه ملكوت السماوات والأرض، وأمّا الملكوت الثاني فإنه ملكوت الجنّة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، والأكبر من ملكوت الكونيين عرشه العظيم سدرة المنتهى فما بعدها الخالق وما دونها الخلائق، وهي منتهى المعراج إلى الربّ، وهي حجاب الربّ في محكم الكتاب تحجب الخلق عن رؤية الخالق جهرةً، سبحانه! وبما أنّ سدرة المنتهى هي أكبر من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض ولذلك جعل الله السدرة علامةً ظاهرةً يُستدل بها على موقع الجنّة برغم أنّ الجنة عرضها كعرض السماوات والأرض. وبما أنّ السدرة أكبر من الجنة في حجمها ولذلك قال الله تعالى:
 {سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} 
 صدق الله العظيم [النجم].
وذلك وصفٌ غير مباشرٍ لتعلموا عظيم حجم سدرة المنتهى الأكبر من ملكوت الجنّة، وهي العرش الأكبر من ملكوت الكونيين، والله هو الأكبر من عرشه العظيم، ولا يوجد هناك شيءٌ من خلق الله هو أكبر من الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ المستوي على العرش العظيم يدرك الأبصار ويحيط بها أجمعين ولا تدركه الأبصار، كونه لن يتحمل رؤية الله إلا شيءٌ مثله وليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
فهل رأيتم طور سينين الجبل الكريم العظيم فهل تحمّل رؤية ذات الله لكون ذلك هو شرط الرؤية بين الله وعبده موسى صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال الله تعالى:
 
 {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
  صدق الله العظيم [الأعراف:143].
فهل تحقق شرط الرؤية لذات الله في الدنيا أو الآخرة؟ قال الله تعالى
: 
 {قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.
 فهل استقر الجبل مكانه؟ فلو استقر الجبل العظيم مكانه متحملاً رؤية عظمة ذات الله سبحانه فهنا تحقق شرط الرؤية لكون الله قادرٌ أن يجعل عظمة البشر كعظمة الجبال حتى يتحملوا رؤية عظمة ذات الله سبحانه، ولكنْ لم يتحمل الجبل العظيم رؤية عظمة ذات الله وجعله رماداً ناعماً حتى إذا حضر السبعون الذي اختارهم بنو إسرائيل ليكونوا شهداء رؤيةِ ذات الله حين طلبوا من موسى أن يريهم الله جهرةً وكانوا حاضرين حين طلب موسى من ربّه رؤيته جهرةً، فأخذت السبعون الرجفة فماتوا! وأمّا نبيّ الله موسى فخرَّ صعقاً مغشيّاً عليه فاقداً وعيه، حتى إذا أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أوّل المؤمنين. فسبح ربّه أن يراه جهرة. وقال الله تعالى: 
 {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} 
صدق الله العظيم [الأعراف:143].
فمن ثمّ نظر إلى السبعين الذين حضروا مع نبيِّ الله موسى في الميقات المحدد بعد انقضاء أربعين ليلةً ليروا الله جهرةً حسب طلبهم، فنظر إليهم موسى فوجدهم ماتوا جميعاً. قال الله تعالى: 
 {وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ}
 [الأعراف:155]. 
 ثم بعثهم الله وبعث الله الجبل الرماد ورفعه فوقهم وجعله عليهم كالظلّ كأنّه واقع عليهم فخرّوا لربّهم سجداً وبُكياً.... 
لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وقال الله تعالى: 
 {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)} 
صدق الله العظيم [الأعراف]،
 وعلموا أنّه يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار فخرّوا سجداً وبُكياً. 
فاتقوا الله يا معشر المسلمين..
ــــــــــ
الامام ناصر محمد اليماني