الخميس، 20 نوفمبر 2014

إنما برهان البيان الحقّ للقرآن هو من عند الرحمن، ذلكم هو بيان الإمام المهدي للسائلين لعلّهم يتقون..

إنما برهان البيان الحقّ للقرآن هو من عند الرحمن، 
 ذلكم هو بيان الإمام المهدي للسائلين لعلّهم يتقون.. 
بسم الله الرحمن الرحيم، 
 والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وأئمة الكتاب في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..
 ويا حبيبي في الله الأنصاري (قول الحقّ)، إنّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يجادلك بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب يفقههنّ ويفهمهنّ ويعقلهنّ كلّ ذو لسانٍ عربيٍ مبينٍ. 
والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
 فهل أرسل الله إلى قوم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- رسولاً من قبل محمد رسول الله ليعلّمهم الكتاب والحكمة؟ 
 والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى:
 {يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)}
  صدق الله العظيم [يس]. 
 فركّز على فتوى الربّ يقول: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} 
 صدق الله العظيم. 
وثمت سؤال آخر: 
 فهل من مات من الكفار من قوم محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من قبل أن يبعث الله عبده ونبيّه محمداً رسول الله
 فهل أولئك في النار نظراً لأنّهم كانوا من الكفار يعبدون أصناماً فهم لها عاكفون؟ 
 والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى: 
 {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)}
  صدق الله العظيم [الإسراء]. 
 وثمت سؤال ثالث: 
 فهل لهم الحجّة لويعذبهم الله وهولم يبعث إليهم رسولاًيعلمهم الكتاب ويبيّن لهم آياته؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. 
قال الله تعالى:
  {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} 
 صدق الله العظيم [النساء:165]. 
ونستنبط من ذلك: 
 أنه لو يعذّب الله الذين لم يبعث إليهم رسولاً فإنّ لهم حجّة على ربِّهم، وحتماً سوف يقولون: 
 {رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)} 
 صدق الله العظيم [القصص:47].
 فمن ثمّ نخرج بنتيجةٍ شافيةٍ بناء على هذه الآيات القطعيّة فنعلم علم اليقين أنّ الله لن يعذب الكفار الذين ماتوا 
من أقوام الرسل من قبل أن يبعث الله إليهم رسلَ ربّهم.
 وثمت سؤال آخر: 
 فأين موقعهم بادئ الأمر فهل يدخلهم النار أم يدخلهم الجنة؟
 والجواب تجده في محكم الكتاب: 
 أنّ موقعهم بادئ الأمر يوقفهم الله على سور الأعراف بين الجنة والنار لكونهم ليسوا من أصحاب النار من الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل فكذبوهم وكفروا بآيات ربهم، وكذلك هم ليسوا من أصحاب الجنة من الذين صدّقوا برسل ربّهم وآمنوا بآيات ربّهم واتقوا وأصلحوا وعملوا عملاً صالحاً. وبما أنّ الكفار الذين لم يقِم الله عليهم الحجّة ببعث الرسل فأصبحوا لا هم من أصحاب النار ولا هم من أصحاب الجنة ولذلك أبقاهم الله بين الجنة والنار.  
ويا قرة عين إمامك،
  ليس تفسير القرآن العظيم كما تفسره أنت بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل ومن عند نفسك! ويا حبيبي في الله، فانظر إلى بيان الإمام المهدي ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن فتجدني لا أفسر القرآن من عند نفسي بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فلا أخلط الآيات ولا أغيّر مواضعها المقصودة في نفس الله من كلامه؛ بل نأتيكم بالبيان للقرآن من القرآن فنفصّل القرآن بالقرآن كون تفصيله أنزل فيه. تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} 
 صدق الله العظيم [هود].
 بمعنى: أنّ الله أنزل إلينا الكتاب مجملاً وأنزل التفصيل فيه، وإنما الإمام المهدي يأتيكم بحكم الله بينكم فيما كنتم 
فيه تختلفون فآتيكم بالحكم آيات التفصيل من محكم التنزيل. تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} 
 صدق الله العظيم [الأنعام:114]. 
ويا حبيبي في الله، 
 إنّ الفرق بين بيان الإمام المهدي وبيان المفسرين هو كالفرق بين الظلمات والنور وكالفرق بين الحقّ والباطل، 
ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً هو تفسيرهم لقول الله تعالى: 
 {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69)}  
صدق الله العظيم [النساء]. 
 فتعال لننظر بين تفاسير المفسرين لهذه الآية في بني إسرائيل كما يلي: 
 القول في تأويل قوله:
 وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ. 
 قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم "، ولو أنا فرضنا على هؤلاء الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك، المحتكمين إلى الطاغوت، أن يقتلوا أنفسهم وأمرناهم بذلك 
= أو أن يخرجوا من ديارهم مهاجرين منها إلى دار أخرى سواها (1) 
=" ما فعلوه "، يقول: ما قتلوا أنفسهم بأيديهم، ولا هاجروا من ديارهم فيخرجوا عنها إلى الله ورسوله، طاعة لله ولرسوله =" إلا قليل منهم ". 
* * * 
 وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك:
 9918 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم "، يهود يعني = أو كلمة تشبهها = والعربَ، (2) كما أمر أصحاب موسى عليه السلام. 
 9919 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم "، كما أمر أصحاب موسى أن يقتل بعضهم بعضًا بالخناجر، لم يفعلوا إلا قليل منهم
 9920 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم "، افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من يهود، فقال اليهودي: والله لقد كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم، فقتلنا أنفسنا! فقال ثابت:
 والله لو كُتب علينا أن اقتلوا أنفسكم، لقتلنا أنفسنا! أنـزل الله في هذا:
 وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا . 
 9921 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير، عن إسماعيل، عن أبي إسحاق السبيعي قال: لما نـزلت:
 " وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ"، قال رجل: لو أمرنا لفعلنا، والحمد لله الذي عافانا! فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ من أمتي لَرِجالا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرَّواسي.
 ۩۞۩ــــــ((انتهى التفسير بالباطل))ــــــ۩۞۩ 
فمن ثمّ تعال لبيان الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الحقّ للقرآن بالقرآن كون في هذه الآيات آياتٌ متشابهاتٌ 
ومنها قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} 
 فظنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أنّه يقصد لو يأمرهم أن يقتل المرء نفسه! ويا سبحان الله 
 فكيف يأمرهم أن يقتل المرء نفسه وهو محرم ٌعليهم قتل أنفسهم؟
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}
 صدق الله العظيم [النساء]. 
وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: 
 {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}  
وإنما يقصد لو أمرهم بالخروج من ديارهم بالقتال في سبيل الله ليقتلوا بعضهم بعضاً؛ ويقصد قتال المعتدين على حدود الله من اليهود من الذين يقتلون فريقاً من الضعفاء فينهبون أموالهم ويخرجونهم من ديارهم أسارى ليطلقوهم بفديةٍ وهو محرمٌ عليهم إخراجهم من ديارهم وأسرهم ونهب أموالهم. وقال الله تعالى: 
 {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)}
 صدق الله العظيم [البقرة]. 
ولكن لو أمرهم الله بالخروج من ديارهم للقتال في سبيل الله لقتال بعضهم بعضاً لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان لما استجاب لدعوة القتال في سبيل الله منهم إلا قليلٌ، ولذلك قال الله تعالى : 
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69)}
 صدق الله العظيم [النساء]. 
وكما أفتيناكم من قبل أنما يقصد قتال بعضهم بعضاً وليس أن يقتل المرء نفسه،
  وتجدون البيان الحقّ في محكم القرآن في قول الله تعالى:
 {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)} 
 صدق الله العظيم [البقرة]. 
ووقعوا في كلمة التشابه وهو قول الله تعالى: { أَنفُسَكُمْ }، 
 وإنما يقصد بعضكم بعضاً. ألم يقل الله تعالى:
  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)}
  صدق الله العظيم [الحجرات]. 
وعلماء الأمّة عن بكرة أبيهم وكذلك كافة عامة المسلمين يعلمون 
البيان الحقّ لقول الله تعالى: 
{وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} 
 أي: لا يلمز بعضكم بعضاً ولا ينابز بعضكم بعضاً بالألقاب. فتجدون أنّ المتشابه له بيانٌ من محكم القرآن فتجدون أنه يقصد بقوله أنفسكم أي بعضكم بعضاً 
وقال الله تعالى: 
 {لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)} 
 صدق الله العظيم [النور].
 فانظروا لقول الله تعالى:
 {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)} 
صدق الله العظيم.
 أي: فإذا دخلتم بيوتاً فسلّموا على أنفسكم أي: فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على بعضكم بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ}
 صدق الله العظيم [النور:27]. 
وإنما ذكّرناكم بهذه الآيات كي نستنبط البيان الحقّ لكلمة { أَنفُسَكُمْ } أنه يقصد بعضكم بعضاً ولا يقصد أن يقتل المرء نفسه وأن ذلك خيرٌ له عند بارئه كما زعم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم. فاعتبروا يا أولي الأبصار ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون؛ بل فانظروا كيف أتوا بروايةٍ باطلةٍ مفتراةٍ ليجعلوها بياناً لآياتٍ في القرآن كما نسخنا لكم تفسيرهم من قبل في هذا البيان، وتبيّن لكم أنّها حقاً رواياتٌ مفترياتٌ مخالفةٌ لكلام الله تماماً لكونه لا يقصد أن يقتل المرء نفسه؛ بل بعضهم بعضاً للجهاد في سبيل الله كما فصّلنا البيان الحقّ للسائلين تفصيلاً.
 وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.
 أخوكم وحبيبكم وإمامكم وقائدكم الذليل عليكم العزيز على من عاداكم؛ 
 الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.