الاثنين، 24 نوفمبر 2008

{ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }

  

{ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }
أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم،
 بسم الله الرحمن الرحيم،
 قال الله تعالى:
 {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ(4)} 
صدق الله العظيم [الحج].
وقال تعالى:
 
 {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنغام:121]. وقال تعالى:
 {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} 
صدق الله العظيم [البقرة:169].
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار
  تعالوا لأُعلمكم كيف تُميِّزون بين الداعي إلى الصراط المُستقيم بوحي التفهيم لاستنباط سُلطان العلم من محكم القرآن العظيم ليدحض به الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق فيُهيمن عليه بسُلطان العلم من كتاب الله القرآن العظيم بالحجّة الداحضة من مُحكم القرآن العظيم فتجدونه يُجادل بعلم وهُدىً من الكتاب المُنير على بصيرةٍ من ربه، فذلك لا يتبع خطوات الشيطان فيُجادل في آيات الله بغير علم ولا هُدىً ولا كتابٍ مُنيرٍ، وأنا الإمام المهدي آمنت بالله وحده لا شريك له وآمنتُ أنَّ مُحمداً عبدُه ورسولًه وآمنتُ بأني المهديّ المنتظَر عبده وخليفته الحقّ وأحكمُ بالحقّ ولا أقول على الله غير الحقّ 
من الكتاب، تصديقاً لقوله الحق: {وَبِالحقّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالحقّ نَزَلَ} 
صدق الله العظيم [الإسراء:105].
وعلمني رَبِّي أن أردَّ على المُستشار ومن والاه من الذين يجادلون في آيات الله بغير سُلطان أتاهم فأعلِّمهم برد الله عليهم وعلى أمثالهم، وقال لي ما قاله لجدي
 من قبل أن يقول لهم: 
{قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}
 صدق الله العظيم [الأنعام:148].
وأما بالنسبة لأخذ الذُرية من الظهور: 
 فقد أخذها الله من ظهر أبي الذُرية آدم عليه الصلاة والسلام بعد أن علَّمه بكافة أسماء الخُلفاء من ذُريته ومن ثم أخذ بقدرته تعالى كافة ذُرية آدم من ظهورهم والملائكة ينظرون، ولم يأخذ إلا ذات الأنفس الحية من التي سوف يذرأها في الأرحام في قدره المعلوم، ثم اصطفى من بينهم خُلفاء الله في الأرض وكان ذلك الحدث بُقدرة الله عن مشهدٍ من كافة الملائكة فعرضهم على الملائكة وقال تعالى: 
 {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} 
 صدق الله العظيم [البقرة:31].
وتجدون في هذا الكلام الذي يُخاطب الله به ملائكته بإقامة الحجّة عليهم و قولاً غليظاً ومُهيناً وهو قوله تعالى:
{إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}وذلك بسبب اعتراضهم على ربّهم في شأن اصطفاء خليفته من البشر بقولهم: 
 {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء} [البقرة:30].
 ولكن التحدي من الله بإقامة الحجّة على ملائكته كان خارج عن الخليفة الأول آدم الذي اتبع نصيحة الشيطان فأكل من الشجرة وعصى آدم ربِّه وغوى ولذلك تجدون التحدي خارج عن نطاق آدم خليفة الله الأول، بل التحدي كان في نطاق الذُرية ممن اصطفاهم الله وعرضهم على الملائكة وقال لهم: 
 {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، 
تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، 
وذلك بعد أن أخذ الذُرية البشرية من الظهور من الظهر الأصل أبا البشرية آدم عليه الصلاة والسلام وذلك يدخل في علم الروح بقدرة الله، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا، فأنطقهم بقدرته ونطقوا بالحقّ بقدرة الله 
 إلا واحدٌ من الخُلفاء لم يكُن موجوداً في ذُرية آدم؛ 
بل مثله كمثل آدم ويُريد الله أن يجعله بُرهاناً مُبيناً للممترين بغير الحقّ من الذين سوف يجادلون في الميثاق الأزلي فيقولون وكيف تنطق ذُرية لا تزال في الظهور فتنطق بكلمة التوحيد فتشهدُ لله بالوحدانية والعبودية له وحده لا شريك له وهي لم تعلم ولم تتعلم وما يُدريهم بذلك مالم يكبروا ويعقلوا ثم يبعث الله إليهم رسولا ليُعلمهم بذلك؛ بل إن هذا مُخالف للعقل؟ وحتى يخرس اللهُ بالحقّ ألسنةَ المُمترين الذين يُجادلون في آيات الله وقُدراته بغير علمٍ ولا هُدىً ولا كتاب مُنير، ولذلك أخرَّ اللهُ خلقَ أحدِ الخُلفاء فلم يخلقه في ذُرية آدم ولم يكن موجوداً بين الخُلفاء من الذين عرضهم على الملائكة، والحكمة من ذلك ليجعله الله البرهان للعهد الأزلي على الواقع الحقيقي
 أمام البشر وقالوا: 
 {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}
  [مريم:28].
ومن ثم جاء بُرهان المعجزة من ربّ العالمين الذي أنطق الإنسان المنوي بالعهد الأزلي فأنطقه بالحقّ كما أنطقُ من كان في المهد صبياً برغم أن ذلك يستحيل في نظر العقل البشري أن ينطق طفل حديث الولادة بالكلام وشهادة الحقّ ولذلك قالوا:
 {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}؟ فأراهم الله بُرهان قُدرته كما أرى الملائكة من قبل يوم أنطق الذُرية بكلمة التوحيد وكذلك أنطق الذي كان غائباً وهو في المهد صبياً،
وقال الله تعالى:
 {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شيئاً فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحقّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ما كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (34)} 
 صدق الله العظيم [مريم].
والآن تبين لك الحقّ أيها المُستشار إن كنت تُريد الحقّ أنَّ الذي أنطق ذُرية آدم فشهدوا بالحقّ إنما كان بقُدرة الله كُن فيكون.
وأنا لم أفتِ في شأنك بعد بأنك من شياطين البشر، والآن أصدر فيك هذه الفتوى الحقّ بأنه يوجد فيك مسُّ الغفلة شيطان رجيم فيصدك عن الحقّ إلى غير الحقّ وتحسبُ أنك على الحقّ ولن يتبين لك ذلك أنه من كان يصدك عن الحقّ ويأمرك أن تقول على الله مالم تعلم إلا يوم لقاء ربّك فيقول رَبِّي ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد، ثم يتبين لك قرينك الشيطان فينطق ضدك بمنطق لسانك لأنه يسكن فيك، ومن ثم تكرهه كرهاً شديداً وهو في جسدك لا يُفارقك وأنتم في العذاب مُشتركون في جسدٍ واحدٍ ولا يُفارقك وأنت تكرهه كُرهاً شديداً وتتمنى لو أن بينك وبينه بُعد المشرقين فبئس القرين،
 تصديقاً لقول الله تعالى:
  {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)} 
صدق الله العظيم [الزخرف].
وأقسم بربّ العالمين أني لم أظلمك شيئاً، وأعلم إنَّ هذا الشيطان الذي يسكُنك هو من يوحي إليك بهذا الجدل العقيم وأنت لا تعلم أنه من يوسوس لك بذلك ولكني علمت بهدفه وما يُريد التوصل إليه وهو اقناع الآخرين بأنه توجد حروث لذُريات البشر من غير ذُرية آدم بحُجة أن هابيل وقابيل كيف يتزوجون من أخواتهم! وقد علمني رَبِّي ما يُريده شيطانك بالضبط. والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. وذلك تمهيدٌ من مكر الشياطين لاقناع البشر بيأجوج ومأجوج إنما هم إخوتهم، ولكني أعلم أنهم إخوان الشياطين وأولياؤهم نبتوا في حروث خبيثةٍ لا يخرج نباتها إلا نكِداً ويعبدون الطاغوت من دون الله ويريدون أن يُضِلّوا الناس أجمعين عن الصراط المُستقيم بغض النظر هل تعلم بذلك أنه من أمر الشيطان لك أن تُجادلني بغير علم وتقول على الله مالم تعلم، والمهم أني علمت أنه من إلهام الشيطان وليس من الرحمان لأنه يفتقد لسلطان العلم من الكتاب.
ويا أيها المُستشار إني أنصحك نصيحة لوجه الله الكريم أن لا تأخذك العزة بالإثم، وأقُسم بالله العظيم ومنه التثبيت لو كنت مكانك لما استمريت في اتباع الباطل بعدما تبين لي الحقّ لأنه من يُنقذني من بأس الله الشديد وعذابه الخالد فانظر إلى مصيبة ومصير الشيطان إبليس بسبب التكبر غضب الله عليه ولعنه إلى يوم الدين، ولو أنه قال رب اغفر لي لأجابه الله ووجد الله غفوراً رحيماً، ولكنه قال رب أخِّرني فكذلك أجابه الله ولعنه وأعد له ولمن اتبعه عذاب جهنم موعد جنود إبليس أجمعين، وأنت تنصحني أن أتبعك؟ وأقسم بالله العلي العظيم ومنه التثبيت لو كنت أعلم بأن الحقّ معك لكُنت من أول التابعين وأنصرك بكُل ما أوتيت من قوة وأفتديك بنفسي فلا أعصي لك أمراً طاعةً وخضوعاً وسجوداً لله الذي أمر بطاعة الذين يؤتيهم علم الكتاب وذلك لو وجدت بأن الله جعلك المُهيمن على ناصر محمد اليماني ولأن الحقّ مع ناصر مُحمد اليماني جعله الله مُهيمناً عليك وعلى كافة عُلماء الأمّة، ولا أزال أفتي الأنصار في شأن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وأقول لهم:
 إن الله يؤتي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم علم الكتاب فيجعله الله المهيمن على كافة عُلماء الأمّة فلا يُجادله عالم من القرآن إلا غلبه بالحقّ حتى يُسلم للحقّ تسليماً أو تأخذه العزة بالإثم وحسبه جهنم وساءت مصيراً. وأرجوا من الله أن لا يزيدك البيان الحقّ رجساً إلى رجسك فتأخذك العزة بالإثم بعدما تبين لك أنه الحقّ من ربك، فاتّقِ الله واتبعني أهدِك إلى صراط العزيز الحميد إن رَبِّي على صراطٍ مُستقيمٍ ولا تتبع من لا يغني عنك من الله شيئاً إني لك ناصحٌ أمين، وحتى تتأكد من فتواي في شأنك بالحقّ أن تذهب إلى شيخ يتلو آيات القرآن لشفاء المرضى وإحراق الشياطين بنور القرآن لكي يتلو عليك قدر ساعة كاملة وسوف يتبين لك أني لم أظلمك شيئاً
 والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ
يا أيها الناس، 
 اتقوا الله حق تُقاته وصدِّقوا بالحقّ إن كنتم تريدون الحقّ فما بعد الحقّ إلا الضلال وأُقسم ُ لكم بمن خلقكم وأخذ منك ميثاقاً غليظاً إني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم وإياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تزكوني بالتصديق بغير علم ولا هُدىً ولا كتاب مُقنع بالحقّ نظراً لأني أقسمت لكم أني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ومن أجل القسم صدقتم ناصر محمد اليماني إذا فأنتم جاهلون، تصديقاً لقول الله تعالى:
 {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} 
 صدق الله العظيم [النجم:23].
فليس هذا أمر يُصدق بالقسم ولا بالاسم بل بالعلم، فلا تتبعوا ما ليس لكم به علم من ربّكم إن كنتم تعقلون، وعن سمعكم وأبصاركم وأفئدتكم سوف تُسألون.
وإني أرى من يُسمي نفسه الشاهد يُناديني بالكذاب! وأرد عليه وأفتيه بأنه لم يكُذب حديثي بل كذب بكلام الله ربّ العالمين ويصدف عن آياته بغير الحقّ،
 تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].
اللهم إني عبدك أعبد رضوان نفسك حتى تكون أنت راضٍ في نفسك رغبة مني بحُبك وقربك وليس طمعاً في العطاء من مُلكك، بل ذلك وسيلة لتحقيق الغاية أن تغفر للذين لا يعلمون فتريهم الحقّ حقاً وترزقهم اتباعه من الناس أجمعين إلا الذين لو تبين لهم بأني الإمام المهدي الحقّ من ربّهم الذي يُعلِّم الناس بالبيان الحقّ للقرآن حتى يتبين لهم أنه الحقّ ثم يكونون للحقّ لمن الكارهين ويريدون أن يطفِئوا نورَ الله بأفواههم، اللهم إني لا أدعوك أن تغفر لهم شيئاً فإن شئت عذبتهم وإن شئت هديتهم وإنما أريدُ أن تهدِ بعبدك ما دونهم من الناس أجمعين ومن كافة الأمم أمثالهم من البعوضة فما فوقها
 تصديقاً لوعدك الحقّ في الكتاب: 
 {إنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ مِن ربّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(27)}
  صدق الله العظيم [البقرة].
وفي هذا الموضع تجدون شأن الإمام المهدي الحقّ من ربّكم الذي يهدي الله به الناس أجمعين ما دون الشياطين الذين لو تبين لهم أنه البيان الحقّ من ربّهم لما زادهم إلا رجساً إلى رجسهم ولجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقّ وهم يعلمون أني الإمام المهدي الحقّ من ربّهم، وحسبي الله عليهم أجمعين 
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.
وأراك تقول أيها الشاهد أو المُستشار بأني أُطالبكم بُسلطان بيّن وأنتم من تطالبوني بسلطان فكيف يكون العكس وكأني أفتيت بأنهُ يوجد حرث آخر ذرأ الله فيه ذُرية أولاد آدم حتى تطالبوني بسلطان العلم! وأعوذ بالله أن أفتري على الله بغير الحقّ؛ بل أنتم من أفتى بذلك بحجة أنهُ لا يجوز لأولاد آدم أن يتزوجوا بأخواتهم وتريدون أن تقنعوا الناس أنه يوجد حرثٌ آخر ذرأ الله فيه ذُرية أولاد آدم ولذلك طالبتكم بالفتوى الحقّ من ربّكم من مُحكم الكتاب، مالم فأنتم تقولون على الله مالا تعلمون فاتبعتم أمر الشيطان وعصيتم أمر الرحمن، وأما ناصر محمد اليماني فقد أقام عليكم الحجّة والبُرهان بالحقّ أن حرثَكم منكم منذ أن خلق الله أبوكم آدم، تصديقاً لقول الله تعالى:
  {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا ربّكم الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}
  صدق الله العظيم [النساء:1].
وهذه من الآيات المُحكمات أنه لم يأتِ بأزواجٍ من غير ذرية آدم منذ الأزل القديم وجاء الشرع وحرم الزواج بالمحارم ومن اتقى وأصلح فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، وأنا لم أجد في الكتاب أن أزواج البشر منذ الأزل الأول في الحياة خلقهن الله من غير أنفسنا، تصديقاً لقول الله تعالى:
 
 {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} 
 صدق الله العظيم [الروم:21].
وأما زواج المُحارم:
  فأنا أحرِّمه كما حرمه الله ورُسله منذ أول تشريع أتى من ربّ العالمين ولم يحدث ما تفندون فيه إلا بين الذُرية الأولى لآدم، ثم جاء الشرع وحرم ذلك ولا يزال مُحرماً إلى يوم الدين، فإن كنتم تعلمون بأن الله خلق حرثاً آخر يذرأ فيه ذُرية هابيل وقابيل
 فأقول لكم ما قاله الله لأمثالكم: 
 {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}
  صدق الله العظيم [الأنعام:148].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.