الجمعة، 10 أكتوبر 2008

الدفاع عن حقيقة المهدي المنتظر من الكتاب والسنة..

[ لمتابعة رابط المشاركــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــــان ]
          
   الدفاع عن حقيقة المهدي المنتظر من الكتاب والسنة..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جدي خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين والتابعين للحق
 إلى يوم الدين وبعد:
الإجابة على السؤال الأول بطلب الدفاع عن حقيقة المهدي المنتظر من الكتاب
 والسنة المُهداة:قال الله تعالى:
{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ
 عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43) }صدق الله العظيم [الرعد].
وبما أنكم لا تنتظرون نبياً ولا رسول من بعد خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذاً صاحب علم الكتاب هو رجُل صالح من المُسلمين يؤتيه الله علم الكتاب ليُبين للناس ماشاء الله من حقائق لآيات القرآن بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي ويُبين الأسرار التي ذكرها القرآن ولا يُحيط الناس بها علما كمثل:
ياجوج وماجوج وسد ذي القرنيين والأرض ذات المشرقين وتابوت السكينة وأصحاب الكهف والرقيم المضاف إليهم المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وهذه الآيات آيات التصديق والإقناع لحقيقية رسالة القرآن العظيم وكذلك بُرهان التصديق للمهدي المنتظر خليفة الله في الأرض وبيان هذه الأيات للإقناع والتصديق على الواقع الحقيقي جاءت تصديقاً لقول الله تعالى:
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ }
صدق الله العظيم [فصلت:53].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) }
صدق الله العظيم [النمل].
ويبتعث الله عبده المهدي المنتظر بالتحدي العلمي ليُبين لهم حقائق آيات الله بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي فلا ينكرون آيةً إلا وبينها لهم بالحق على الواقع

 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ (81) }
صدق الله العظيم [غافر].
فإن أنكروا الأراضين السبع بيّنها لهم من القرآن على الواقع الحقيقي وإن أنكروا الأرض ذات المشرقين ويأجوج ومأجوج وسد ذو القرنيين ثم يبين ذلك لهم على الواقع الحقيقي وإن أنكروا أصحاب الكهف والرقيم بيّن ذلك لهم على الواقع الحقيقي وإن أنكروا إرم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد ثم يبيّن المهدي المنتظر ذلك لهم على الواقع الحقيقي تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ (81) }
صدق الله العظيم [غافر].
ويأتي المهدي المنتظر لبيان تلك الآيات حصريا من القرآن ومن ثم يعرفونها 
على الواقع الحقيقي تصديقاً لقوله تعالى:
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا }
صدق الله العظيم [النمل:93].
حتى يتبين لهم أنه الحق من ربهم بالعلم والمنطق على الواقع الحق ،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ }
صدق الله العظيم [فصلت:53].
إذاً لا بُد للمهدي أن يجعله الله مؤهل لبيان هذه الآيات بالعلم والمنطق وكذلك جعل الله المهدي المنتظر حكم بين عُلماء المُسلمين فيما كانوا فيه يختلفون فيدعوهم إلى الرجوع إلى الإحتكام إلى كتاب الله المحفوظ من التحريف ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في السنة النبوية وذلك لأن الأحاديث النبوية الحق إنما جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم ولأن الله لم يعدكم بحفظ السنة من التحريف ولكنه أمركم بتدبر مُحكم القرأن للمُقارنة بينهن وبين الأحاديث الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام وعلمكم الله بأن ما كان من الأحاديث النبوية من عند غير الله بأنكم سوف تجدون بينها وبين آيات القرآن المحكمات في نفس الموضوع إختلافاً كثيرا جملةً وتفصيلا ومن ثم تعلمون بأن ما خالف القرآن المحكم من الأحاديث النبوية أنها من عند غير الله تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً (82) وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً(83) }
صدق الله العظيم [النساء].
وفي هذه الآيات ذكر الله المهدي المُنقذ للمُسلمين من فتنة المسيح الدجال وأن لولا فضل الله عليكم يامعشر المسلمين لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ذلك لأن المسيح الدجال هو الشيطان الرجيم بذاته ولكن الله بعث لكم من فضله ورحمته المهدي المنتظر ليُنقذكم فتنة المسيح الدجال ويُفصل لكم حقيقته تفصيلا ثم يُبطل مكر المسيح الدجال الشيطان الرجيم فلا يتبعه المسلمون ومُهمة الإنقاذ كُلف بها من آتاه الله علم الكتاب القرأن العظيم
وجاء المهدي المنتظر بقدر مقدور في الكتاب المسطور ليتم الله به نوره فيظهره 
على الدين كُله ولو كره المجرمون ظهوره تصديقاً لقول الله تعالى:
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) }
صدق الله العظيم [التوبة].
ولم يجعل الله المهدي المنتظر نبياً ولا رسولا بل جاء ناصراً لما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تصديقاً لوعد الله لنبيه ليظهر أمره على يده تصديقاً لوعد الله في قوله تعالى:
{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) }
صدق الله العظيم [القلم].
ثم أقسم الله بحرف أخر من حروف الإسم ناصر وهو الحرف
(ص) ليبعثه الله والذين كفروا في عزة وشقاق في الأرض يحاربون دين الله بحجة الإرهاب ويريدون أن يطفؤا نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره فبعث المهدي المنتظر ناصر ليُحاج الناس بالقرآن العظيم والذين كفروا في عزة وشقاق في عصر الدعوة بالقرآن والرجوع إليه حتى إذا لم يعترف بأمره بوش الأصغر وأوليائه ومن ثم يظهره الله ببئس شديد من لدنه على الناس كافة وهم من الصاغرين تصديقاً لقول الله تعالى:
{ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا
مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) }
صدق الله العظيم [ص].
فأنا صاحب الرمز
(ن) في القرآن العظيم وأنا صاحب الرمز (ص) في القرآن العظيم أقسم الله بعبده وبالقرآن ذي الذكر الذي أحاجكم به ثم يعرض عني المسلمون برغم حاجتهم لمن يقودهم ويوحد صفهم وعدوهم في عزة وشقاق لدينهم ثم لا يصدقه المسلمون ثم يهلك الله عدوهم ويعذب المسلمون عذاباً شديدا فيظهر المهدي المنتظر في ليلة على الناس كافة وهم من الصاغرين وأما سبب العذاب أنه شمل قُرى المسلمون ذلك لأنهم كذلك لم يعترفوا بشأن المهدي المنتظر الذي يحاجهم بالقرأن العظيم وسوف ينصره الله بآية العذاب الشاملة لقُرى الكفار والمسلمين بكوكب العذاب الأليم تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (58) وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (59) }
صدق الله العظيم [الإسراء].
وهذه الآية واضحة وجلية تعد الناس بعذاب يشمل قراهم كافة وذلك لأن هذا القرآن رسالة إلى الناس كافة وهم عنه معرضون برغم أني أحاجهم به وأفصله لهم تفصيلا ولكن لا فائدة فلم يصدق بالبيان الحق حتى الذي هم به يؤمنون ولذلك ترون آية التصديق بالحق آية العذاب الشاملة لجميع قُرى الكفار به والمسلمون وما الفائده من إيمانهم بالقرآن وهم لم يصدقوا بالبيان الحق له على الواقع الحقيقي بلا شك أو ريب فإذا المسلمون عن الحق معرضون ولذلك سوف يهلك عدوهم ويعذبهم عذاباً شديدا ولكنه لن يهلكهم بل سوف يعذبهم عذاباً شديدا إلا أن ينقذوا أنفسهم بالتصديق بالحق وجئتكم أنا وكوكب العذاب على قدر مقدور في الكتاب المسطور لعلكم تعقلون.
وكذلك جعل الله المهدي المنتظر إمام للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) }
صدق الله العظيم [آل عمران].
فأما آية التكليم: في المهد فتلك آية للمسيح عيسى ابن مريم قد مضت وأنقضت يوم كلم الناس وهو في المهد صبيا وتأتي الآن معجزة التكليم لابن مريم وهو كهل وما العجيب أن يُكلمكم كهلا إلا لأن الله سوف يبعث جسده الذي في تابوت السكينة ليُكلمكم وهو كهلاً ومن الصالحين ومعنى قوله ومن الصالحين أي أنه لم يأتي ليدعو الناس إلى إتباعه بل من الصالحين التابعين للمهدي المنتظر الحق من رب العالمين.
وبيان هذه الآية في السنة المهداة في حديث محمد رسول الله
 صلى الله عليه وآله وسلم:
[منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه]
صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلمك
[أبشركم بالمهدي ؛ يبعث على اختلاف من الناس و زلازل فيملأ الأرض
 قسطاً و عدلاً ، كما ملئت جوراً و ظلماً]
صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذه الأحداث كما ترونها في عصر الظهور إختلاف بين عُلماء المسلمين وتفرقهم حتى فشلوا وذهبت ريحهم كما هو حالكم الآن أذلة وعدوكم في عزة وشقاق ولكن محمد رسول الله لم يقول إسم المهدي المنتظر محمد بل قال عليه الصلاة والسلام:
[لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي]
صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:
[لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي]
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:
[لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً ،
 كما ملئت جوراً]
صدق عليه الصلاة والسلام.
ولكن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقول إسم المهدي محمد 

بل قال عليه الصلاة والسلام:[يواطئ إسمه إسمي]
بمعنى: أنه لا بُد أن يأتي الإسم محمد مواطئ في إسم المهدي والحكمة من ذلك لكي يحمل الإسم الخبر وراية الأمر نظراً لأن المهدي لم يجعله الله نبياً ولا رسولا ناصراً لما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولن تتحقق الحكمة البالغة من التواطئ حتى يكون إسم المهدي
(ناصر محمد) وجعل الله التواطئ للإسم محمد في إسمي في إسم أبي لكي تتحقق الحكمة من التواطئ (ناصر محمد) ولو قال عليه الصلاة والسلام إسم المهدي المنتظر محمد لما قالت طائفة إسمه أحمد بسبب عدم فهمهم لحديث الحكمة الحق [يواطئ إسمه إسمي] ويوجد هُناك فرق بين إسمه إسمي ويواطئ إسمه إسمي فلو قال إسمه إسمي لصار إسمه محمد ولما قال عليه الصلاة والسلام يواطئ إسمه إسمي والتواطئ هو التوافق وقد وافق إسم محمد عليه الصلاة والسلام في إسمي في إسم أبي (ناصر محمد) ولا ينبغي أن يكون إسم المهدي الذي يُسميه به أبيه بقدر مقدور في الكتاب المسطور بغير إسم ناصر محمد وأما قوله عليه الصلاة والسلام:[من سماه فقد كفر] 

 بمعنى أن الذين يسمون المهدي المنتظر بغير إسم الصفة (المهدي المنتظر) فسوف يكونوا أول كافراً بشأنه ولا يقصد كفراً بالدين بل يقصد عليه الصلاة والسلام بأن أصحاب التسمية بغير الحق سوف يكونوا أول كافراً بشأن المهدي المنتظر الحق في عصر الدعوة للحوار فيقولون إن إسمك يخالف المُعتقد بل أنت كذاب أشِر وليس المهدي المنتظر فهاؤلاء يكونوا أول من يكفر بالمهدي المنتظر.
وأما نزول المسيح عيسى من السماء إنما يقصد روح المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام تتنزل إلى الجسد ليبعثه الله حيا فيُكلمكم كهلاً ذلك لأن روح المسيح رفعه الله إليه وطُهر الجسد فوضع في تابوت السكينة وأضيف رقم آخر 

إلى رقم أصحاب الكهف وقال الله تعالى:
{ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ }
صدق الله العظيم [آل عمران].
فانظروا وتدبروا في هذه الآية فتجدون التوفي والرفع إلى السماء وهذا يخص توفي ورفع الروح للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ومن أخبرنا الله أنه أنقذ جسد المسيح عيسى ابن مريم من الذين كفروا فلم يصلبوه ولم يقتلوه بل أيده الله بالملائكة والروح القدس وقاموا بتطهير الجسد فلم يلمسه الذين كفروا بسوء ووضعوه في تابوت السكينة ولذلك قال الله تعالى:
{ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ }
صدق الله العظيم [آل عمران].
ومعنى قوله تعالى:
{ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } 
أي روح المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام
وأما قوله تعالى:
{ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } ويقصد الجسد بأنه لم يلمسه الذين كفروا بسوء بل طهروه الملائكة وأنقذوه من الذين كفروا لم يمسوه بسوء ووضعوه في تابوت السكينة فجعلوه رقم مضاف إلى أصحاب الكهف وذلك هو الرقيم المضاف لرقم أصحاب الكهف ومن أراد أن يُعصم من فتنة المسيح الكذاب فعليه أن يفهم العشر الآيات من سورة الكهف وفيهما جاء ذكر المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ودلت على مكانه وأنه الرقيم المضاف إلى أصحاب الكهف وما للنصارى من علم ولا لآبائهم وظنوا بأن الله لم ينقذ جسده من الذين كفروا وقال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4) مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً (10) }
صدق الله العظيم [الكهف].
فهذه هي العشر الآيات الأولى من سورة الكهف وبما أن المسيح الكذاب سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل هو كذاب لذلك يُسمى المسيح الكذاب ولذلك دلكم الله فأخبركم أين يكون المسيح عيسى ابن مريم الحق والذي لا يدعي الربوبية بأنه أضافه مع أصحاب الكهف وجاء ذكره في هذه العشر الآيات الأولى من سورة الكهف ذلك لأن النصارى ظنوا بأن الله لم يُنقذ جسد المسيح عيسى ابن مريم وأن اليهود مثلوا به ومالهم من علم ولا لآبائهم الأولون عن حقيقة الأمر وأن الله رفع روحه إليه وطهر جسده من الذين كفروا جعله رقم يُضاف إلى أصحاب الكهف وذلك الرقيم المعطوف في القصة في الأية رقم (9)
 في قول الله تعالى:
{ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً }
صدق الله العظيم [الكهف].
ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال]
صدق عليه الصلاة والسلام.
فقد أخبركم لكي تعلمون أن المسيح الكذاب سوف يقول أنه المسيح عيسى بن مريم ولذلك أمركم بحفظ هذه الآيات حتى إذا جاء بيانها تكون أمة محمد قد حفظوها فيعلمون حقيقة الحكمة من حفظها فيعلمون المسيح الحق من المسيح الكذاب.
وأما أسماء المهدي المنتظر فله في الكتاب ثلاثة أسماء وجميعهن لهن حقيقة ذاتية وهن:
1- [ناصر محمد]  
وهذا يحمل صفة النصرة لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
 فيكون إسم على مُسمى.
2- [المهدي المنتظر] 
 ويحمل علم الهُدى إلى الصراط المستقيم فيهدي الله به الناس أجمعين إلا من 
 أبى رحمة الله من شياطين الجن والإنس ويهدي الله به ما دون ذلك ولذلك
 يُسمى المهدي المنتظر.
3-[عبد النعيم الأعظم] 
 وهذا الإسم يحمل صفة العبودية للمهدي المنتظر لأنه عبد الله كما ينبغي أن يُعبد وحقق الحكمة من الخلق ذلك لأن المهدي المنتظر يعبد رضوان نفس الله تعالى وكيف يكون الله راضي في نفسه مالم يدخُل كل شئ في رحمته ولن يدخل الناس في رحمته حتى يجعلهم أمة واحدة تحت راية علم الهدى المهدي المنتظر.
ومن ثم تأتي الفتنة بالمسيح الدجال بعد أن يهدي الله بالمهدي الناس جميعاً فيجعلهم أمة واحدة تصديقاً لقول الله تعالى:
{ الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) }
صدق الله العظيم [العنكبوت].
فأما الرمز
{ الم } فذلك ثلاثة أحرف من إسم (المهدي) وهن الثلاثة الأحرف الأولى (الم) الذي يهدي الله به الناس جميعاً ومن ثم تأتي فتنة المسيح الكذاب ولذلك لم يقول الله أحسب الذين آمنوا وذلك للتبعيض من الناس ولكنه في هذه الآية قد جعل الناس أمة واحدة قُبيل فتنة المسيح الدجال ولذلك قال:
{ الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) }
صدق الله العظيم [العنكبوت].
ومعنى قوله:
{ وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } وتلك هي الفتنة بالمسيح الدجال من بعد أن جعل الله الناس أمة واحدة بهدي المهدي المنتظر الحق الذي فيه تمترون بغير الحق.
وأما إسم الله الأعظم فقد بينته من القرأن العظيم وأنه ليس لله إسم أعظم من إسم سبحانه ومثل الإسم الأعظم كمثل أي إسم من أسماء الله الحسنى بلا فرق شيئا ولكن لماذا يُسمى بالأعظم وذلك لأنه نعيم أعظم من جنة النعيم وذلك الإسم جعله الله حقيقة لرضوان نفس الرب على قلب العبد فيشعر من رضي الله عنه بنعيم نفسي عظيم وذلك هو نعيم الريحان النفسي وهو أعظم من نعيم الجنة المادي وقال الله تعال:
{ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) }
‏صدق الله العظيم [الواقعة].
فأما روح الريحان النفسي فهو نعيم روحي إنعكاساً لرضوان الله على عبده وأما قوله وجنة نعيم فهو نعيم الجنة المادي ولكن نعيم الروح والريحان النفسي هو أعظم نعيم من جنة النعيم تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) }
صدق الله العظيم [التوبة].
فكيف تنكر بأن رضوان الله نعيم أعظم من الجنة بل ذلك حقيقة للإسم الأعظم
 (النعيم الأعظم) أي أنه نعيم أعظم من الجنة وليس أعظم من أسماء الله الأخرى سبحانه وتعالى علواً كبيرا بل النعيم الأعظم من الجنة كما بين لكم الله ذلك في القران العظيم بأن حقيقة رضوان نفسه عليكم نعيم أعظم من نعيم الجنة
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) }
صدق الله العظيم [التوبة].
وأما الحسرة في نفس الله على عباده فالسبب يا أيها السائل لأن الله أرحم الراحمين وليس هين عليه أن أن يكفر به عباده فيجبرونه أن يُعذبهم عذاباً نكرا بل لقد علمت بما في نفس ربي ولذلك حرمت على نفسي الجنة حتى يتحقق نعيمي الأعظم وهو أن يكون الله راضي في نفسه وليس متحسر على أحد من عباده فكيف تنكر تحسر أرحم الراحمين على عباده في قول الله تعالى:
{ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
صدق الله العظيم [يس].
فكيف لا يتحسر على عباده وهو أرحم الراحمين ولكنهم ظلموا أنفسهم وليس ذلك هين في نفس أرحم الراحمين ولو لم يظلمهم شيئا وأما حسرتهم على أنفسهم فهذا شيئ آخر حسرة العبد على نفسه وندمه لعصيان ربه لعدم إتباع رسله ولكنك تريد تحريف كلام الله عن مواضعه لكي يستيئس الناس من رحمة ربهم وأنه غليظ ولذلك يئسوا من رحمته شياطين البشر كما يئس الكفار من أصحاب القبور ولكني أفتي الناس أن الله هو أرحم الراحمين وأن يستغفروه فيتوبوا إليه فيجدوا بأن الله وسع كل شئ رحمةً وعلما ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وأنت تقول أن الآية معناها ياحسرتنا على أنفسنا في قول الله تعالى:
{ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
صدق الله العظيم [يس].
وأتحداك وجميع أهل اللغة أن يحرفون هذه الآية عن موضعها وهل تظن حين يهلك الله الكفار أنه مسرور بذلك بل حزين على عباده الذين ظلموا أنفسهم فتحسر عليهم في نفسه سبحانه لأنه أرحم الراحمين ولذلك قال تعالى:
{ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
صدق الله العظيم [يس].
فهل يوجد في الآيات ذكرت تحسر العباد على أنفسهم فقد أهلكهم الله
 ومن بعد هلاكهم ولم يظلمهم شيئاقال تعالى:
{ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
صدق الله العظيم [يس].
وأما سبب تحسره على عباده لأنه أرحم الراحمين أريت لو عصاك أولادك زمن طويل ومن ثم قدرت عليهم فجمعتهم وأوقدت ناراً كبرى فألقيت بهم جميعاً في نار جهنم بالله عليك تخيل مدى حسرتك على أولادك حين ذلك فما بالك بتحسر من هو أرحم بهم من أمهم وأبيهم فهل فهمت أيها الكاشف يامن تصفني بأني ألف وأدور أقول لك هل تبين لك الحق وإن قلت كلا وأستمريت في الإعراض فعند ذلك سوف أعلم علم اليقين من تكون فإن حاولت أن تصد عن الحق بعد هذا الرد من المهدي المنتظر الحق من ربك فأنت من الذين سوف أدعوه للمُباهلة لإن أنكرت الحق وأقسم بالله إذا دعوتك للمباهلة فلأني أعلم علم اليقين أنه تبين لك الحق وإني المهدي المنتظر الحق من ربك ولكنك للحق لمن الكارهين لإن أعرضت عن هذا الرد ووصفتني بغير الحق فعند ذلك سوف أعلم من تكون ولن أرد عليك أيها الكاشف بعد هذا الرد الحق الو اضح والبيّن ولكني سوف أدعوك مُباشرة للمباهلة وسوف يحكم الله بيننا بالحق عاجلاً من بعد المُباهلة ليجعلك عبرة للآخرين 

وسلام على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.