الأحد، 9 مارس 2014

بيان الحسرتين في محكم القرآن إلى كافة الإنس والجانّ..

الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 05 - 1435 هـ
09 - 03 - 2014 مـ

[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
بيان الحسرتين في محكم القرآن إلى كافة الإنس والجانّ..
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعلى رسل الله من قبله لا نفرق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..
ويا حبيبي في الله (مجتهد للحق)، إني أراك تجادل أنصار الحقّ وتجاهدهم بالباطل جهاداً كبيراً وتجعل سؤالك أحياناً وكأنه منطقيٌّ في ظاهره للسائلين، ووجب علينا أن نقيم عليك الحجّة من محكم حجّة الله عليك القرآن العظيم ونجاهدكم به جهاداً كبيراً.
وأرى كثيراً من علماء المسلمين جعلوا الحسرة لغةً واصطلاحاً تحمل معنًى واحداً فقط وهو الندم، ولذلك أنكروا فتوى الله في محكم كتابه عن حسرة الحزن في نفسه على عباده في قول الله تعالى:

{إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾}

صدق الله العظيم [يس]
ومن ثمّ يردُّ على كافة السائلين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:
 يا معشر المؤمنين بربّ العالمين أنه حقّاً أرحمُ الراحمين ومؤمنون بكتابه القرآن العظيم، إليكم البيان الحقّ، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ، ونقوم أولا ببيان الحسرة في القرآن العظيم نستنبطها لكم من محكم القرآن العظيم أنّ الحسرة في النفس إمّا أن تكون حسرةَ ندامةٍ أو حسرةَ حزنٍ، ونأتي بالبرهان المبين لبيان الحسرة في النفس، فإمّا أن تكون الحسرة في النفس ندماً وإمّا أن تكون الحسرة في النفس حزناً.
ونأتي لبرهان حسرة الندم:
  وتجدونها في محكم كتاب الله في قول الله تعالى:
{ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾}
صدق الله العظيم [الزمر]
وهذه حسرة ندامةٍ في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم، وجاءت حسرة الندامة في أنفسهم من بعد أن أهلكهم الله بعذابه وعلموا أنهم كذبوا برسول ربّهم الحقّ، ولذلك جاءت حسرة الندامة في أنفسهم على كفرهم بالله ورسله.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالحقّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)}

صدق الله العظيم [المؤمنون]
ونأتي لبيان حسرة الحزن والأسف في النفس على الآخرين:
  ونجدها في قول الله تعالى:
{فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}
صدق الله العظيم [فاطر:8]
ألا وإنّ الحسرة في النفس على الآخرين تعني الأسف والحزن.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}
صدق الله العظيم [الكهف:6]
ومثال حسرة نبي الله يعقوب على ابنه يوسف عليهم الصلاة والسلام حسرة حزنٍ وأسفٍ على ولده المفقود. وقال الله تعالى:

{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}
صدق الله العظيم [يوسف:84]
وكذلك حسرة الله على عباده إنما حسرة حزن في نفس الله على عباده من بعد أن أخذتهم الصيحة. وقال الله تعالى:

{إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾}
صدق الله العظيم [يس]
وتبين للسائلين أن الحسرة في محكم القرآن العظيم تحتوي على بيانين اثنين، فإمّا أن تكون الحسرة في النفس ندماً وإمّا أن تكون الحسرة في النفس حزناً على الغير.
فتبين لكم بيان حسرة العباد في أنفسهم ندماً على ما فرطوا في جنب ربّهم كونهم أصبحوا خاسرين وفي جهنم خالدين إلا ما شاء الله، وكذلك تبين للسائلين حسرة الله على عباده أنها حسرة حزنٍ في نفسه وأسفٌ عليهم، تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه القرآن العظيم في قوله تعالى:
{إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾}
صدق الله العظيم [يس]
فهل تبيّن لك الحقّ من الباطل حبيبي في الله مجتهد للحق؟ وصبرٌ عليك جميلٌ ونحن أهدى منك سبيلاً وأقوم قيلاً، ونأمر بإطلاق عضوية مجتهد للحقّ إلى حين ليرد علينا على بيان الحسرتين في محكم القرآن العظيم. وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
وربّما يودّ مجتهد للحق أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، فلنفرض أنك أقمت على مجتهد للحق الحجّة بالحقّ في بيان الحسرتين في محكم القرآن العظيم أنهما حسرةُ الندم في نفس الإنسان على ما فعل أو تكون حسرة حزن في النفس على ما أصاب قوماً آخرين، والسؤال يا ناصر محمد:
 أليس يعني هذا أن الله سوف يستمر حزنه على عباده المعذبين في نار الجحيم؟". 
ومن ثمّ يردُّ على كافة السائلين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:
 بلى وربي الله، إنّ ربّي حزينٌ في نفسه على عباده النادمين على ما فرطوا في جنب ربّهم؛ بل حزينٌ عليهم منذ آلاف السنين منذ لحظة حسرتهم على ما فرطوا في جنب ربّهم؛ بل حزن الله عليهم أعظم من حزن الأمّ على ولدها حين تراه يصطرخ في نار الجحيم حتى ولو عصاها ألف عامٍ، فكذلك حزنها على ولدها حزن عظيم نظراً لوجود الرحمة في قلبها بولدها؛ بل حزن الله أعظم على عبده وهو أرحم الراحمين! ولكنهم كذلك ظلموا أنفسهم باليأس من رحمة ربّهم.
وهنا يقف أولو الألباب برهةً من الوقت للتفكير العميق بعقلٍ ومنطقٍ، 
ومن ثم يقول أحدهم: 
"يا ناصر محمد، ما دام تبين لنا عظيم حزن الله على عباده الظالمين لأنفسهم 
فلماذا خلقنا الله؟". 
ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:
 تجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{ وَمَا خَلَقْت الجنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
صدق الله العظيم [الذاريات:56]
ومن ثم يشمرون لتحقيق هدى الأمّة ليكونوا شاكرين فيسعون لبدْء تحقيق هدف رضوان نفس ربّهم. ومن ثمّ يردُّ على أولي الألباب صاحب علم الكتاب وأقول: إذاً فقد اتّخذتم رضوان الرحمن غايةً وتسعون لتحقيق الهدف المعاكس لهدف المغضوب عليهم من شياطين الجنّ والإنس فلهم غاية في نفس الرحمن كما لكم غاية في نفس الرحمن، فأمّا هدف الشياطين المحصور في نفس الله هو تحقيق غضب الله على عباده أجمعين وكرهوا رضوانه، ولذلك لم يكتفِ شياطين الجنّ والإنس بغضب الله عليهم وحسبهم ذلك؛ بل يسعون إلى تحقيق غضب الله على عباده أجمعين. وبما أن شياطين الجنّ والإنس علموا بقول الله تعالى:
  {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ } [الزمر:7]، 
ولذلك يسعى الشيطان وحزبه بكل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى تحقيق الهدف في نفس ربّهم وهو عدم رضوان الله على عباده. وطريق الشيطان وحزبه إلى تحقيق ذلك الهدف هو أن لا يكون عبيد الله شاكرين، ولذلك بيّن الله لكم هدف الشيطان في نفس الرحمن
 في قصص القرآن:
{ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)}
صدق الله العظيم [الأعراف]
ولذلك يسعى الشيطان إلى إضلال العباد حتى لا يكونوا شاكرين؛ حتى لا يرضى الله عليهم، فيدعوهم الشيطان للكفر كون الله لا يرضى لعباده الكفر.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ }
صدق الله العظيم [الزمر:7]
ويا معشر علماء الأمّة، 
سألتكم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، فهل ترون الإمام ناصر محمد اليماني على باطلٍ بسبب أنه يسعى
 إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين في نفس ربّهم؟
 والحمد لله الذي أيّدني بقومٍ يحبهم الله ويحبونه وأنا لم أعرفهم ولم ترَ أعيني 
كثيراً منهم. فاسمعوا لفتواي المتكررة في شأنهم:
أقسم بالله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه، لا يرضيهم ربّهم بملكوت الجنّة 
التي عرضها السموات والأرض حتى يرضى.
وربّما يود أحد السائلين أن يقول:
 "يا ناصر محمد، ما دام تبيّن لنا الحسرة في نفس الله على عباده المعذبين غير الشياطين فحتماً سوف تستمر الحسرة والحزن في نفس الله عليهم ما داموا يصطرخون في نار الجحيم ولن يذهب الحزن من نفس الله حتى يخرجهم الله من ناره فيدخلهم جنته، والسؤال يا ناصر محمد: فهل سوف يتحقق ذلك بعد أن يذوق الظالمون لأنفسهم وبال أمرهم من غير ظلمٍ وهو محكوم عليهم بالخلود في سجن الجحيم؟". 
ومن ثم نكتفي برد الجواب في محكم الكتاب من الربّ مباشرة قال الله تعالى:
{ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿١٠٥﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾}
صدق الله العظيم [هود]
وربّما يودّ كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود أن يقولوا:
 "يا ناصر محمد، فهل يوجد في هذه الأمّة عبادٌ لله لن يرضوا بملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض كونهم لن يرضوا حتى يتحقق رضوان نفس ربّهم!" 
ومن ثم يفتي الإمام المهدي على السائلين وأقول:
 أقسم بمن أنزل الكتاب وأجرى السحاب وهزم الأحزاب إنّ في هذه الأمّة قومٌ يحبهم الله ويحبونه لن يرضوا بجنات النّعيم والحور العين حتى يتحقق رضوان نفس حبيبهم الله أرحم الراحمين، وكل من كان من قومٍ يحبهم الله ويحبونه سيعلم بهذه الحقيقة في نفسه، أولئك الذين أيقنوا أن ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر لا شك ولا ريب، بسبب أنه علّمهم بحقيقة اسم الله الأعظم، فوجدوه حقاً صفة رضوان الله على عباده، فهم يرون أن تحقيق رضوان الله على عباده لهو النّعيم الأعظم من جنته لا شك ولا ريب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)}
صدق الله العظيم [التوبة]
وربما يودّ أحد السائلين أن يقول:
 "وهل هؤلاء القوم معصومون من الخطيئة؟" ومن ثمّ يردُّ على السائلين عنهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: بل هم كمثل إمامهم لربّما كلَّتْ يدُ عتيدٍ لكثرة ما كتب من ذنوبهم، ولكن الله يحبّ التوابين ويحب المتطهرين!
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.