الإِمَامُ ناصِرُ مُحَمَّدٍ اليَمَانِيُّ
22 - 05 - 1435 هـ
23 - 03 - 2014 مـ
22 - 05 - 1435 هـ
23 - 03 - 2014 مـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار، أمّا بعد..
لقد سبقت فتوانا بالحقّ بعدم حصر العلم على الأنبياء من دون الصالحين حتى لا يناقضوا فتوى الله في محكم كتابه في قصة كليمِ الله موسى عليه الصلاة والسلام
وعبدٍ من عباد الله الصالحين، فقال كليم الله موسى لعبدٍ من عباد الله الصالحين:
{قَالَ
لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ
رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ
تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن
شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ
اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ
ذِكْرًا (70)}
صدق الله العظيم [الكهف]
ويا رجل، ألا تعلم أنّ القيادة والإمامة حسب مستويات الدرجات العلميّة؟
ألم تجد كليمَ الله موسى عليه الصلاة والسلام يقول لعبدٍ من عباد الله الصالحين:
{هَلْ
أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ
إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا
لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ
صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا
تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}
صدق الله العظيم؟
فانظر لقول كليم الله موسى للرجل الصالح أن سيخضع لكافة أوامره وينقاد له
ويتعلم منه العلم ولذلك قال نبيّ الله ورسوله موسى للرجل الصالح:
{قَالَ
سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ
لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}
صدق الله العظيم.
ويا معشر السائلين،
والله
الذي لا إله غيره إنّ من يحصر العلم على الأنبياء من دون الصالحين فإنه قد
بالغ فيهم بغير الحقّ وأنه لن يقبل أن ينافسهم في حبّ الله وقربه ثم يكون
من المشركين.
ويا رجل، إنّ القرآن كلام الله تَنَزَّلَ على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد
رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبيّن له جبريل ما هو مُكَلَّفٌ به
بتبليغ بيانه للأمّة التي في عصره وعلى قدر عقولهم. تصديقاً لقول الله
تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
صدق الله العظيم [النحل:44].
ونهاهم
الله أن يسألوا عن آياتٍ في القرآن العظيم لم يُعلِّم بيانَها جبريلُ
للنبيّ لكونه سوف يعلِّمها لنبيِّه ثمّ يُعلِّمهم النّبيّ عليه الصلاة
والسلام، ثم تكون سببَ كفرهم بالحقّ من ربّهم لكونها لن تتحمل بيانَها
عقولُهم. ولذلك قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ
لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ
تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ
﴿١٠١﴾قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا
كَافِرِينَ ﴿١٠٢﴾}
صدق الله العظيم [المائدة:101].
ولذلك قال الله تعالى:
{وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
صدق الله العظيم [الحشر:7].
وعلى
كل حالٍ، والله الذي لا إله غيره لا يهمّ لدى الإمام المهديّ أن يثبت
درجته العلميّة شيئاً، ولكن الذي أجبرني على بيان ذلك هو كسر المبالغة في
الرسل والأنبياء لكونكم جعلتم الله حصرياً لهم من دونكم، فحرّمتم على
الصالحين منافسة الأنبياء والرسل في حبّ الله وقربه وكأنّهم أولاد الله
سبحانه! بل الأنبياء والمهديّ المنتظَر عبيدٌ لله مثلكم ولكم الحقّ في ذات
الله ما لأنبيائه ورسله، فاتقوا الله.
ويا حبيبي في الله الباحث المنصف،
فما
دام كَبُرَ عليك فتوى الإمام ناصر محمد اليماني أنَّ من الصالحين من هو
أعلم من الرسل، وبما أن هذه الفتوى كَبُرَت عليك فمن خلال ذلك نعلم علم
اليقين أنك لن تتمنى أن تنافس محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله
وسلّم- في حبّ الله وقربه، وما دمت تعتقد أنه لا يحقّ لك أن تنافس محمداً
رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في حبّ الله وقربه فقد أصبحت من
المشركين المبالغين في الأنبياء والرسل، وما دعاكم رسل الله إلى تعظيمهم
بغير الحقّ على العبيد؛ بل قالوا:
وما نحن إلا بشر مثلكم، فلا تفتروا على رسل الله فما دعوكم إلا إلى عبادة الله وحده
لا
شريك له وإلى التنافس في حبّ الله وقربه كما يدعوكم المهديّ المنتظَر في
عصر الحوار من قبل الظهور ومن بعد الظهور أن تنافِسوا المهديّ المنتظَر
وكافة الأنبياء والمرسلين في حبّ الله وقربه فتكونوا من ضمن العبيد
المتنافسين إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب دونما أن يعظم بعضهم بعضاً
بغير الحقّ؛ بل كلٌّ منهم يسعى ليكون
هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ . تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}
صدق الله العظيم [الإسراء:57].
ويا
أيّها الباحث المنصف، نافِسِ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في حبّ
الله وقربه كما كان يتنافس محمدٌ رسول الله هو وصحابته المكرمين في حبّ
الله وقربه.وقال الله تعالى:
{وَاصْبِرْ
نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ ربّهم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن
ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }
صدق الله العظيم.[الكهف:28]
ويا
رجل، كنْ من الشاكرين إذ قدّر الله وجودك في الأمّة التي يبعث فيها الإمام
المهديّ، وكن من الشاكرين إذ أعثرك الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر
الحوار من قبل الظهور لعلك تكون من الأنصار السابقين الأخيار الذين أعلنوا
التنافس مع كافة العبيد إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب ولا تكنْ من
المشركين، فاعلمْ أنّ لك الحقّ في ذات الله ما لأنبيائه ورسله والمهديّ
المنتظَر، فمتى سوف تفقهون القول الصواب وفصل الخطاب يا أمّة الإسلام؟
وصارت الدعوة المهديّة العالميّة في بداية العام العاشر منذ بدئها ولم تحدث
لكم ذكراً كلُّ هذه البيانات الحقّ للقرآن العظيم إلا قليلاً من أولي
الألباب المتدبرين للبيان الحقّ للقرآن العظيم، وما يتذكر إلا أولوا الألباب.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.