الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

لم يجعل الله الحُجّة في الصورة ولا في الاسم و لا في الرؤيا بالمنام، بل الحُجّة الداحضة هي في العلم..

 لم يجعل الله الحُجّة في الصورة ولا في الاسم و لا في الرؤيا بالمنام، بل الحُجّة الداحضة هي في العلم..
بسم الله الرحمن الرحيم 
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
ويا زيد ابن حارثة، فبرغم أني أعلم أني أشبه جدي إلى حد كبير و لكني لا أحاجكم بالرؤيا والرؤيا تخص صاحبها ولكن لي سؤال أوجهه إلى زيد ابن حارثة وليس كمثل زيد في شيء، فلنفرض أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ترك صورة أربعة في ستة للمهدي المُنتظر و ذات يوم وجد الناس رجلاً قد انطبقت عليه الصورة طبق الأصل ثُمّ نادى مُنادي أيها الناس أبشروا فقد ظهر المهدي المُنتظر فنظر إليه عُلماء الأُمة
 و طابقوا الصورة فقالوا له عُلماء الأُمة:
 إذا أنت الإمام المهدي فاحكم بيننا فيما كُنّا فيه نختلف وعلّمنا بالبيان الحق للقُرآن مُحكمه و مُتشابهه وعلّمنا بأسراره وآتنا بالعلم الذي يقبله العقل والمنطق..
 ثُمّ قال الرجل : لا أعلم.. برغم أن الصورة قد انطبقت عليه ولكن للأسف لم يستطع أن يحكم بين عُلماء الأُمة برغم أنهم قد اتفقوا على أنه المهدي المُنتظر نظراً لأن الصورة انطبقت عليه و كذلك اسمه مُحمد ابن عبد الله أو مُحمد ابن الحسن العسكري ولكنه لم يستطع أن يحكم بين السنة والشيعة فيما كانوا فيه يختلفون فوقف عاجزاً ثُمّ تولوا عنه الشيعة و السنة فتركوه قائماً من بعد أن أجمعوا عليه أنه هو المهدي المُنتظر نظراً لتطابق الصورة و الاسم سواء مُحمد ابن الحسن أو مُحمد ابن عبد الله حتى إذا لم يجدوه يفقه أي شيء من علوم البيان الحق للكتاب ولم يستطع أن يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ثُمّ تولّوا عنه السنة و الشيعة نظراً لأن الله لم يؤيّده بسُلطان العلم.. 
إذاً أصبح الذي انطبقت عليه الصورة والاسم لا يُسمن و لا يُغني من جوع! 
فاتقِ الله يا رجل، و أقسم بالعظيم من يُحيي العظام وهي رميم أن البُرهان هو البيان الحق للقُرآن العظيم فمن ذا الذي يُحاجني من القُرآن إلّا هيمنت عليه بالعلم و السُلطان من ذات القُرآن، و ليس كتفسير المُفسرين بل آتيكم بالبُرهان للبيان من ذات القُرآن فكم أنتم جاهلون فكيف تترك البيان الحق للقُرآن فتحاجني بأقنى الأنف و أنت لا تعلم كيف يكون أقنى الأنف و قد اختلف عُلماؤك في بيان أقنى الأنف و لن أُحاجك بأقنى الأنف برغم أني أعلم أنه يطابق لصورتي و لكني أعلم أن الناس تتشابه ولم يجعل الله الحُجّة في الصورة ولا في الاسم و لا في الرؤيا بالمنام، بل الحُجّة الداحضة هي في العلم 
ولذلك قال الله تعالى: 
{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ }
  صدق الله العظيم [آل عمران:61]
وذلك لأن الحُجّة هي في العلم و لذلك قال الله تعالى:
 { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾ } 
 صدق الله العظيم [آل عمران]
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.