الخميس، 6 فبراير 2014

فتلك هي العقيدة الكاذبة فلن يتحقق منها شيئاً لأنهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربهم..

    
 فتلك هي العقيدة الكاذبة فلن يتحقق منها شيئاً لأنهم
لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربهم.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 
 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) } 
 صدق الله العظيم [المائدة] 
 ويا حبيب المهدي المنتظر الحُسين بن عُمر تذكر قول الله الواحدُ القهار في مُحكم الذكر أنه يتقبل العفو منا حتى عن شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر. وقال الله تعالى:
 { وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ
 إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) } 
 صدق الله العظيم [المائدة] 
وعليه فإني أشهدُ الله الواحدُ القهار أني قد عفوت عن الذي كان يُسمي نفسه الناصر للإمام ناصر محمد، وعفوت عنه لكي يزيدني ربي بحبه وقربه، وذلك من أعظم الإحسان في الكتاب نفقة العفو. تصديقاً لقول الله تعالى:
 { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } 
 صدق الله العظيم [219] 
وليس معنى ذلك أني استغفر الله لهم، فكيف يغفر الله لهم مالم يغيروا ما بأنفسهم فيتوبون إلى ربهم؟! وإنما أعفو عنهم في حقي لوجه الله ليزيدني بحبه وقربه عسى الله أن يعفو عنهم فيهديهم، إن ربي على كل شيء قدير. فصبرٌ جميلٌ حبيي في الله الحُسين بن عمر، وصبرٌ جميلٌ أحبتي الأنصار السابقين الأخيار وما صبركم إلا بالله ليزيدكم بحبه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وسنزيد المُحسنين... 
ولا نزال نُذكركم بالهدف الذي يعيش من أجل تحقيقه المهدي المنتظر وكافة أنصاره الربانيين أقرب المُقربين، فجميعنا نحيا في هذه الحياة من أجل تحقيق النعيم الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة، وهو: 
 أن يكون الله راضٍ في نفسه لا مُتحسراً ولا غضباناً. وكيف يتحقق ذلك؟ حتى يدخل الله عباده في رحمته جميعاً ومن ثم يكون الله راضٍ في نفسه وليس مُتحسراً على عباده وليس حزيناً، ألا والله إن حُزن الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم لهو أعظم من حُزن الوالد على ولده وأعظم من حُزن الأم التي هي أرحم من الأب بولدها، ولكن حُزن الله على عبده هو أعظم. وذلك بسبب أنّ الله هو أرحم الراحمين فلم يَهِن عليه عباده برغم أنه لم يظلمهم شيئاً، ولكنهم أنفسهم يظلمون فيكذبون رسل ربهم ويكفرون بآيات ربهم، ومن ثم يدعو عليهم رسلُ الله وأنصارُهم، ومن ثم يجيبهم الله فيهلك عدوهم ويستخلفهم في الأرض من بعدهم، تصديقاً لوعد الله لرُسله وأوليائه، إن الله لا يخلف الميعاد..
 ومن ثم يسكت غضب الرب في نفسه من بعد الانتقام من عبيده الظالمين بعد 
أن حلّ الندم في أنفسهم على ما فرّطوه في جنب ربهم،
 فقال الظالم منهم:
{ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ } 
 صدق الله العظيم [الزمر:56] 
 ومن ثم يسكت الغضب في نفس الرب بعد أن حلت الحسرة في أنفسهم على
 ما فرطوا في جنب ربهم، ومن ثم يتحسر أرحم الراحمين على عبيده الذين ظلموا أنفسهم، ويقول: 
 { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (31) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (32) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (33) } صدق الله العظيم [يس]
 ويا أحباب الله يا من يحبهم الله ويحبونه، فهل تستطيعون أن تتنعموا فتستمتعوا بنعيم الجنة وحورها وحبيبكم الأعظم مُتحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟
 إذاً لا فائدة من جنّة النعيم وحورها وقصورها وخمورها وعسلها ولبنها مالم يتحقق النعيم الأعظم منها فيكون الله راضٍ في نفسه لا مُتحسرٌ ولا حزينٌ، ولن يتحقق رضوان الله في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته جميعاً، فلا تيأسوا من روح الله يا عباد الله جميعاً، وتوبوا إلى الله متاباً، وأنيبوا إلى ربكم وقولوا: ربي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين. تجدون لكم رباً غفوراً رحيماً، وتجدون أنه حقاً لا مجال للمُقارنة بين رحمة الله في نفسه ورحمة عبيده لبعضهم بعضاً، بل تجدون أن الفرق جداً عظيم، وأن الله هو حقاً أرحم الراحمين، ومن يئس من رحمة الله فقد ظلم نفسه ظُلماً عظيماً،
 وما قدر ربه حق قدره. سُبحانه وتعالى علواً كبيراً.. 
فمن ذا الذي افتاكم باليأس من رحمة الله ارحم الراحمين !! فقط حتى تصروا على الاستمرار في حرب الله وأوليائه يا معشر الشياطين وأنتم تعلمون بالنهاية أنه الانتصار للحق على الباطل ثم يلقي الله بكم في أشدُ العذاب في نار جهنم وذلك لأنكم يئستم أن يرحمكم الله في الدُنيا والآخرة كما يئس الكُفار من اصحاب القبور وذلك هو سبب إصراركم على إطفاء نور الله وتريدون أن يضلوا معكم عبيد الله جميعاً حتى يكونوا معكم سواء في نار جهنم ولكن الله ابتعث الإمام المهدي ليفتيكم بالحق أن سبب ظُلمكم لأنفسكم هو اليأس من رحمة فمن ذا الذي أفتاكم أن تيأسوا من رحمة الله فإنه لمن الكاذبين فليتب إلى الله متاباً ولسوف يجد له رباً غفوراً رحيما فلا تحرموني وأنفسكم نعيم رضوان الله أستحلفكم بالله العظيم وذلك لأني الإمام المهدي الذي يعبدُ رضوان الله كغاية وليس كوسيلة لتحقيق نعيم الجنة وحورها وقصورها كلا وربي الله 
لا ارضى ولا اريد أن ارضى حتى يكون من أحببت راضي في نفسه لا مُتحسراً 
ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم فلا تظلموني وتظلموا انفسكم يا معشر شياطين الجن والإنس اليائسين من رحمة الله فوالله إن حتى الشياطين أنهم جُزء من هدف الإمام المهدي ولا أكاد ان افتي المُسلمين بهذا من قبل خشية أن يزيدهم ذلك فتنة إلى فتنتهم فيقولوا وكيف يكون هذا هو الإمام المهدي وهو يريد أن ينقذ حتى الشياطين من خلود العذاب ومن ثم يقول لهم الإمام المهدي :
  يا قوم ماظنكم بقول الله تعالى:
 { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) } 
صدق الله العظيم [المائدة]
 وإنما العفو عنهم هو لوجه الله في حقكم وقد جعل الله العبد حُراً في حقّه إن أراد أن يعفو عن عباد الله لوجه ربه، ولم يأمركم الله أن تستغفروا للشياطين والكافرين لأن الله لن يغفر لهم ما داموا مُصرّين على ما يغضب الله، ولن يغفر الله للعبد حتى يتوب وينيب إلى ربه حتى ولو استغفر له كافة أهل السماء والأرض.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80 ) }
 صدق الله العظيم [التوبة]
 وليس معنى ذلك أن الله كتب في كتابه إنه لن يغفر لهم أبداً ولذلك لم يتقبل استغفار الرسول لهم، كلا وربي فمن أفتاكم بذلك فقد ظلم نفسه، بل سبب عدم قبول الاستغفار لهم هو بسبب إصرارهم على ما يفعلون مالا يحبه الله ولا يرضاه لهم.
 وقال الله تعالى: 
 { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ 
وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } 
 صدق الله العظيم [آل عمران:135]
 ولكن شياطين البشر فهموا هذه الآية خطأً فيئسوا من رحمة الله، ولذلك يريدون أن يضلوا عباد الله عن الصراط المُستقيم حتى يكونوا معهم سواء في نار جهنم. فاتقوا الله يا معشر الشياطين فوالله الذي لا إله غيره إن الإمام المهدي هو الأعلم بكتاب الله وبيان آياته وإني لا أخدعكم حتى تكفوا حربكم عن دين الله كلا وربي الله لأني أعلمُ أن الله ناصري عليكم مهما مكرتم، فإنا فوقكم قاهرون بإذن الله الواحدُ القهار، وأعلمُ أنكم مهما مكرتم فلن تمكروا إلا بأنفسكم فيجعل الله مكركم هو لصالح المهدي المنتظر لإتمام نور الله على العالمين ولوكرهتم. إذاً يا قوم فلمَ أخدعكم حتى ولو كنتم من ألدِّ أعداء المهدي المنتظر؟ فلا ينبغي لي خداعكم فأقول بيان آية بغير المقصود، كلا وربي الله الذي تولى تعليمي أني لا أُعلمكم إلا بالبيان الحق المقصود من كلام الله في آياته، والله على ما أقول شهيد ووكيل. وإنما الفخ الذي أعمله في بعض بياناتي هو من أجل التجرؤ للحوار فيزعم أحد عُلماء الأمة أنه سوف يقيم الحُجة على ناصر محمد اليماني في الحُجة الفلانية، ومن ثم يسجل لدينا على عجل شديد، ويبدأ في الردّ تلو الردِّ، ومن ثم يتفاجأ بما لم يكن يحتسبه ممن آتاه الله علم الكتاب ليُعلمكم مالم تكونوا تعلمون. ويا عباد الله جميعاً إنكم جميعاً في نطاق هدف الإمام المهدي الذي ابتعثه الله الرحمة الكُبرى للعالمين ليجعل الناس أمة واحدة على صراط مُستقيم، فإذا كان الإمام المهدي يتمنى حتى هداية الشياطين فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ وأُعاهدكم بالله أن أكون صادقاً بالبيان الحق للقرآن ويهدي الله بالبيان الحق للإمام المهدي كثيراً، ولكن للأسف فإنه أيضاً يُضلُّ الله بالبيان الحق للإمام المهدي كثيراً، وما يضل به إلا الذين علموا أنّه حقاً المهدي المنتظر، فلما رأوه ظهر وجاء القدر لبعث المهدي المنتظر ساءت وجوههم ولم يفرحوا برحمة الله الكُبرى بسبب عقيدتهم أنها لن تنالهم رحمة ربهم، فمن ذا الذي افتاكم إن الله كتب على نفسه أن لا يرحمكم أبداً، ولذلك لم تتوبوا إلى ربكم؟ وإنكم لخاطئون بهذه العقيدة التي كانت سببَ هلاك كثيرٍ منكم. ولكن الإمام المهدي أبطل هذه العقيدة بسُلطان العلم الحق من محكم كتاب الله فألقي إليكم بهذا السؤال وأقول:
 يا معشر شياطين الجن والإنس 
 ألستم تعلمون إنكم من ضمن عبيد الله الذين خلقهم الله لعبادته؟ 
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) } 
 صدق الله العظيم [الذاريات:56]
 والسؤال بالضبط فما دُمتم من عبيد الله:
 فلماذا تعتقدون أنه لا يشملكم نداء الله أرحم الراحمين في مُحكم كتابه
 في قول الله تعالى: 
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾ } 
 صدق الله العظيم [الزمر]؟
 ولكن حتى يغفر الله لكم فاعلموا أنه لا استغفار مع إصرار، كمثل أن يزني الزاني أو يظلم نفسه فيقول ربي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، فلن يغفر الله له حتى ولو استغفر الله في اليوم مليار استغفار فلن يغفر لهُ ربه الواحدُ القهار بسبب الإصرار على الفعل الذي يستغفر الله فيه، فكيف يغفر الله له وهو لا يزال مُصراً على الفعل الذي لا يحبه الله ولا يرضاه؟! ولذلك قال الله تعالى: 
 { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
  صدق الله العظيم [آل عمران:135]
 ومن استغفر الله في ذنبٍ وهو ينوي أن لا يعود إليه أبداً غفر الله له ذلك الذنب كون الله ينظر إلى نيّة عبده الحالية فهل ينوي عدم الإصرار على ذلك الفعل؟ ومن ثم يغفر الله له ذلك حتى ولو يعلم الله أنه سوف يعود إليه مرة أخرى غفر الله له ولا يبالي بعودته إلى ذلك الذنب مرة أخرى، حتى إذا عاد إليه مرة أخرى ثم استغفر الله وهو ينوي عدم الإصرار كذلك سيغفر الله لهُ ولا يبالي بعودته إليه مرة اخرى، كون الله ينظر إلى نيّة قلب عبده الحالية حين الاستغفار، والأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فما دام يستغفر العبد من الذنب وهو ينوي عدم العودة إلى ذلك الفعل غفر الله له حتى ولو يعلم الله أن عبده سوف يعود إليه مرة أُخرى. وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: 
 { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُ‌كُمْ فِي الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَ‌يْنَ بِهِم بِرِ‌يحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِ‌حُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِ‌يحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ }
  صدق الله العظيم [يونس:22-23] 
 والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
 فهل الله لا يعلم سبحانه أنهم سوف يعودون لشركهم بعد أن ينقذهم؟
 بل يعلم ذلك. ولكنهم يدعون الله مُخلصين لهُ الدين قلباً وقالباً. 
وقال الله تعالى:
 { وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ }
 صدق الله العظيم وقال الله تعالى:
  { أَلَمْ تَرَ‌ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِ‌ي فِي الْبَحْرِ‌ بِنِعْمَتِ اللَّـهِ لِيُرِ‌يَكُم مِّنْ آيَاتِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ‌ شَكُورٍ‌ ﴿٣١﴾ وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ‌ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ‌ كَفُورٍ‌ ﴿٣٢﴾ }
 صدق الله العظيم [لقمان] 
وقال الله تعالى:
 { قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ‌وَالْبَحْرِ‌ تَدْعُونَهُ تَضَرُّ‌عًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٦٣﴾قُلِ اللَّـهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْ‌بٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِ‌كُونَ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]
 إذاً في لحظة الدُعاء كانوا مُخلصين لربهم منيبين إليه فيقولون:
  {لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ}، 
 ومن ثم ينجّيهم الله لأن نيتهم كانت صادقة، ولذلك غفر الله لهم فأنجاهم مع أنه يعلم أنَّ منهم من سوف يعود إلى ما كان عليه من قبل، ولكن الله لم ينظر إلى علم الغيب لعمل عبده، ولو ينظر إلى علم الغيب لعباده لما غفر لأحد عمل سوء بل ينظر إلى النيّة الحالية في القلب حين الدُعاء والاستغفار، ولكنهم في الحقيقة كاذبون فقد يندهش الباحثون عن الحق ويقولون:
 "فكيف يكونون كاذبين وقد أفتيت إنهم صادقون في دُعائهم قلباً وقالباً؟" . 
ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول: كاذبين في العقيدة وليس في القول، وبسبب عقيدتهم الكاذبة يعودون لما نهوا عنه. وحتى تفهموا البيان المقصود للعقيدة الكاذبة سوف اضرب لكم على ذلك مثلاً في العقيدة الكاذبة لدى أهل النار.
 وقال الله تعالى: { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } 
 صدق الله العظيم [المؤمنون:107]
 وقال الله تعالى:
 { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) } 
صدق الله العظيم [الأنعام:28] 
 والسؤال الذي يطرح نفسه أولاً للعقل والمنطق:
 فهل من المعقول أنهم يكذبون على ربهم فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم برغم أنهم يصطرخون في نار جهنم؟ فما هو جواب العقل في هذه المسألة؟ 
 فحتماً ستكون فتوى العقل إنه ليس من العقل والمنطق أن يكونوا كاذبين في القول فيقولون لربهم ماليس في قلوبهم وهم لا يزالون مصرّين على العودة لما نهوا عنه، فكيف يكون ذلك وهم يصطرخون في نار جهنم! فلا بُد أنهم فعلاً يريدون أن يعملوا غير الذي كانوا يعملون حتى لا يدخلوا نار جهنم مرة أخرى. ولكن يا قوم 
فماذا يقصد الله بقوله تعالى:
 { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) } 
 صدق الله العظيم [الأنعام:28]
 فهل يقصد أنهم كاذبون في القول أم في العقيدة؟ ونفتيكم بالحق إنّ الله يقصد إنهم لكاذبون في العقيدة، لأنه ليس الهدى هداهم حتى يعتقدون من غير استثناء أنهم لو يعودوا إلى الدُنيا لعملوا غير الذي كانوا يعملون، ولكنهم لكاذبون في هذه العقيدة. فما يدريهم والهدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه! ولكنهم واثقون في أنفسهم أن الله لو يخرجهم من النار فيعيدهم إلى الدُنيا إنهم سوف يعملون غير الأعمال التي كانت سبباً لدخولهم النار، فيزعمون أنهم لا ولن يعودوا لذلك، ولذلك سوف يصرف الله قلوبهم لو أرجعهم حتى يعودوا لما كانوا يفعلون، وذلك ليعلموا أنهم لكاذبون بأن الهُدى هداهم بل الهُدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه. إذاً يا قوم إنهم كاذبون في العقيدة اليقينيّة التي في أنفسهم أنهم لن يعودوا إلى ما نهوا عنه، ولذلك حكموا على أنفسهم بسبب يقينهم أنهم لن يعودوا
 لذلك وقالوا: { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } 
 صدق الله العظيم [المؤمنون:107] ولذلك قال الله تعالى:
 { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) } 
 صدق الله العظيم [الأنعام:28] 
ويقصد إنهم لكاذبون في العقيدة اليقينية في أنفسهم فهم لا يستثنون فيقولون إن شاء الله لن نعود لذلك بل حكموا على أنفسهم وقالوا:
 { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ }
 صدق الله العظيم، فهم لا يعلمون أن الله يحول بين المرء وقلبه ويصرف قلوبهم كيف يشاء، وكانت العقيدة الكاذبة هي سبب ضلال كثير من الأمم.وأضرب لكم على ذلك مثلاً في الذين كفروا في الحياة الدُنيا فهم يطلبون من رُسل ربهم أن يؤيّدهم بمُعجزات الآيات، فتجدونهم يعدون الرسول لإن أيّده الله بمُعجزة فأنهم سوف يصدقونه لا شك ولاريب في أنفسهم. فتلك هي العقيدة الكاذبة فلن يتحقق منها شيئاً، لأنهم لا يعلمون أن قلوبهم بيد ربهم فما يدريهم أنهم حقاً سيهتدون لو يؤيد رُسله بالآيات وربهم يحول بين المرء وقلبه! وقال الله تعالى: 
 { وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ }
  صدق الله العظيم [الأنعام:109]
 وبما أنها عقيدة كاذبة فلن يتحقق منها شيءٌ على الواقع الحقيقي، فسوف يؤيّد الله رسله بالآيات بناءً على طلب قومهم ومن ثم يصرف قلوب قومهم أصحاب العقيدة الكاذبة فيزدادون كفراً فيقولون إن هذا إلا سحر مُبين.
 وقال الله تعالى: 
 { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) }
 صدق الله العظيم [الأنعام] 
 فهل فهمتم الآن البيان الحق لقول الله تعالى:
  { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) } صدق الله العظيم ؟
 أي: كاذبون في العقيدة وليس في القول وذلك لأنهم لم يقولوا بألسنتهم قولاً وهم ينوَوْن ذلك في قلوبهم للعودة إلى ما كانوا يعملون، حاشا لله رب العالمين فليس ذلك من العقل والمنطق في شيء، فكيف إنهم في نار جهنم وقودها الحجارة يصطرخون من الحريق ثم يكذبون على ربّهم؟! كلا وربّ العالمين إنْه ليس في قلوبهم أي نيّة للكذب على الله بل إنهم يريدون فعلاً من ربهم أن يرجعهم إلى الدُنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وإنما عقيدتهم كاذبة فهي ليست عقيدة حق، فلا بدّ لهم أن يعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، ولذلك فإن الهدى هدى الله. 
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } 
صدق الله العظيم [الأنفال:24]
 فحذار يا معشر الأنصار أن توقنوا أنكم لن تضلوا عن الهدى بعد أن علمتم أن البيان الحق للقرآن العظيم أنه بيان الإمام ناصر محمد اليماني، فإن فعلتم فسوف يزيغ الله قلوبكم حتى تعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، بل الحق أن تقولوا 
يا معشر الأنصار السابقين الأخيار: 
 { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9) }
  صدق الله العظيم [آل عمران]
 ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار 
 إن الإمام المهدي سوف يُسافر إلى قوم اعتدوا على قوم آخرين فإن فاءت إحداى الفئتين فسوف يُقاتل التي تبغي حتى تفييء إلى أمر الله، ومع الإمام المهدي من قومه آلاف المُقاتلين ومؤنتهم على أنفسهم، وإنما نعدّ ما استطعنا من السلاح الثقيل، والحمدُ لله تمّ شراء هذا اليوم قطعتين أحدهم يُسمى عيار (14 ونص)، والآخر يُسمى (عيار ثلاثة وعشرين) بعيد المدى يُستخدم في الحروب وكذلك يُستخدم مُضاداً للطيران، والحمدُ لله لدينا أسلحة أخرى من نوع العيار الثقيل من قبل على أنواعها كمثل الكاتيوشة قاذفة الصواريخ، وكذلك الرشاش عيار اثني عشر سبعة، والبُندقيات نوع بي عشرة، وما أريد قوله لمعشر الأنصار الذين سوف يعلمون بذلك فيقولون: "ما بال الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يشترك في حرب بين قبيلته وقبيلة أخرى؟" . ومن ثم يرد عليهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بالحق وأقول: والله الذي لا إله غيره لولا إنني أعلمُ أنّ الحرب نُصرة للمظلوم ضد الظالم لما شديت أزْرَ هذه الحرب بالسلاح، والمظلوم هو ربيع لدى قبيلتي وليس من قبيلتي، بل جاءنا ربيع يشكو مظلمته من قوم آخرين، برغم أنه ليس ربيع فخذ القبيلة التي أنا منها بل ربيع فخذ آخر من أفخاذ القبيلة الكُبرى، وقام قوم آخرون بقتل أحد أفراد هذا الربيع المظلوم وقتل امرأة من نساء الرباعة، فقلنا إنا لله وإنا إليه لراجعون.. حتى إذا جاءت الطامة الكُبرى فإذا هو يبلّغني إن الذي عليهم الدم وارتكبوا الإثم والعدوان رفضوا أن يعطوا صلحاً عدة أيام ويريدون أن يعلنوا الحرب! فكيف إنهم من قتل واعتدى وتحمل قتل أبرياء ومن ثم يأبون أن يعطوا صلحاً عدة أيام للسعي للإصلاح من قبل الوساطة؟!!
 مما أجبرني على الاستعداد للحرب. وصحيح ان الإمام المهدي لمن أشد الناس حُلماً في العالمين، ولكني من أشدّ الناس غضباً إذا اُنتهكت محارم الله وتمّ التعدي على حدود الله بظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فوالله الذي لا إله غيره ليجدوا الإمام المهدي ناصر محمد اليماني شخصية أُخرى ذا بأس شديد ويضرب بيد من حديد، فلا اُبالي على أي جنب كان في الله مصرعي، فلا يغرنّكم حلمي وإنما نعفو في الأذى والسبّ والشتم، وأما أن أعفو في حدٍّ من حدود الله فهيهات هيهات... 
 ومن تعدى حدود الله فقد ظلم نفسه، ولكن لا يزال الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر على قدر جُهد الإمام المهدي حسب ما مكني فيه
 ربي إلى حدِّ الآن، ولا يُكلف الله نفساً إلا وسعها.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } صدق الله العظيم [الحج:41]
 واضطر الإمام المهدي أن يعلن بهذا الحدث عبر موقعه العالمي حتى لا يستغل ذلك أعداء الله فيقولون: "ما بال ناصر محمد اليماني الذي يزعم أنه المهدي المنتظر الذي يدعو إلى السلام العالمي بين شعوب البشر، فما باله يتدين السلاح ذو العيار الأكبر ليشدّ أزر الحرب لقبيلته ضد قبيلة أخرى وهم جميعاً من المؤمنين؟"
 ثم يرد عليهم الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى:
{ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) } 
 صدق الله العظيم [الحجرات]
 فسل ياهذا واخبر من الذي ارتكب الجريمة النكراء وقتل أُنثى وذكراً فسعى آخرين للإصلاح فاستجاب أولياء الدم إلى الصلح، والصلح خير. فإذا الطامة الكُبرى إنّ الذي ارتكب المٌُنكر أبى واستكبر عن الصلح ويريد أن يخرج الرباعة من ديارهم ويحتل أرضهم ويريد أن يشعل نيران الحرب، ونحنُ لها فلن نضعف ولن نستكين ولن نهن ونحنُ الأعلون بإذن الله العزيز الحكيم، والحمدُ لله أن هذه الحرب لم تكن من أجل فرد من أفراد قبيلة المهدي المنتظر الكبرى بل من أجل طائفة أخرى ليست من قبيلتنا وإنما جاؤوا يستنصرونا ويطلبون رفع الظُلم عنهم ويشكون قبيلةً أخرى قتلوهم ويريدون أن يخرجوهم من ديارهم، فكيف لا ننصرهم بعد أن تبين لنا أنهُ قد تمّ ظلمهم واُعتدي عليهم وعلى حُرماتهم؟؟ فكيف لا ننصر المظلوم ونحنُ قادرون على نُصرته بإذن الله العزيز الحكيم؟ فاعذروني يا معشر الأنصار فهل ترضون أن يعتدي على أحدكم قوم آخرون فيخرجونه من أرضه ودياره ويقتلون رجاله ونساءه؟ وكذلك هذا المظلوم الذي اعتدوا عليه قوم تجبروا وطغوا واستكبروا كونهم أغنياء وجارهم فقير وحقير في نظرهم نسباً، ولذلك يريدون أن يعتدوا عليه وهوربيع لدينا فقد وجب علينا حمايته. 
 وأقسمُ بالله العظيم رب السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لأنصرنّ هذا الضعيف المظلوم بعد أن علمت علم اليقين أنه مظلوم بكل ما أوتيت من قوة، فلا تحزنوا يا معشرالأنصارالسابقين الأخيار فوالله ما إن علموا هذا اليوم أن الشيخ ناصر محمد قد اشترى سلاح عيارثلاثة وعشرين بعيد المدى يدحرالعدو من بعيد ورشاش عيارأربعة عشرونصف متوسط المدى ذو القصف الشديد إلا وبدؤوا يخضعون فيقبلون الوساطة تمشي بين القبيلتين لحل الإشكال، غير أنّهم لا زال منهم من يريد الحرب ولا نعلم ما تسفر إليه الوساطة. ولربما أتغيب عن الموقع من غد لانشغالي بالتجهيز للحرب نٌُصرةً للمظلوم على الظالم، وإنما النصر من عند الله العزيز الحكيم فلا تحزنوا يا معشر الأنصار، فو الله الذي لا إله غيره إنه لا يستطيع أحد قتل الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلا بإذن الله حتى يتم الله بعبده نوره ولو كره المُجرمون ظهوره،
 فإنا إليكم عائدون بإذن الله وإلى الله تُرجع الأمور.
 وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.. 
 أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.