السبت، 24 يناير 2009

الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّة ..

[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
 
  الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّة ..
أعوذُ بالله السميعُ العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى:

{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}

صدق الله العظيم [الفرقان:٥٩]
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
إلى الباحث عن الحقّ طريد والباحث نسيم وكافة عُلماء المُسلمين، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ لمن أراد أن يتّبع الحقّ فإني أُفتي بالحقّ أنّه لا وحيٌّ جديدٌ ولا كتابٌ جديدٌ ولا نبيٌّ جديدٌ من بعد خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رسول الله إلى النّاس كافة، واكتمل الوحي بالدّين على خاتم الأنبياء والمُرسلين باكتمال تنزيل القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}
صدق الله العظيم [المائدة:٣]
وذلك لأن مُحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - 
هو خاتم الأنبياء والمُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ
 وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}
صدق الله العظيم [الأحزاب:٤٠]
إذاً عقيدتكم بانتظار وحيٍّ جديدٍ يوحي به الله إلى الإمام المهدي عقيدة باطلة تُخالف لمُحكم القرآن العظيم، وذلك لأن الإمام المهدي الحقّ إنّما سيبعثه الله ناصراً لما جاء به خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - 
بمعنى: أنّه لن يأتي بوحيٍّ جديدٍ إلا من افترى على الله كذباً، وليس الإمام المهدي الحقّ من ربّ العالمين من افترى على الله كذباً.وأما فتوانا بوحي التّفهيم فهي طريقةٌ لتعليم البيان الحقّ للقرآن العظيم ولا أقول لكم حدّثني قلبي وأريدكم أن تُصدقوني، وسبحان الله!! وما أنا من الجاهلين. وإنما يوحي إليّ الله بفهم البيان الحقّ للقرآن فيُعلّمني بسلطان البيان من ذات القرآن، ولا ينبغي لكم تصديقي بأنّني حقاً أتلقى وحي البيان من الرحمن ما لم آتيكم بُسلطان العلم من ذات القرآن حتى لا تجدوا في أنفسكم حرجاً 
مما قضيت بينكم بالحقّ وتُسلموا تسليماً إن كنتم مؤمنين بالقرآن العظيم.
ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة على 
مُختلف فرقهم ومذاهبهم، 
إني أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن مُحمداً رسول الله وأشهدُ أني الإمام المهدي المبعوث من الله بالبيان الحقّ للقرآن العظيم لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون فإن لم أستطِع فلستُ الإمام المهدي الحقّ من ربّ العالمين، ولكنكم تجهلون كيف التمييز بين الإمام المهدي الحقّ وبين المهدي الباطل المُفترى ولذلك أنتم في شأنه مُختلفون، فتعالوا لأعلمكم وأفتيكم بالحقّ كيف لكم أن تعلموا الإمام المهدي المبعوث من ربّ العالمين وأضع له شروطاً بالحقّ وهي:
أن لا يقول أنه نبيٌّ ولا رسولٌ بل إمامٌ ناصرٌ لما جاء به خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وحتماً لا بُدّ أن يواطئ اسمه لاسم مُحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم الإمام المهدي لذلك جعل الله التواطؤ للاسم مُحمد في اسمي في اسم أبي (ناصر مُحمد)، والحكمة من ذلك حتى يجعل الله في اسمي حقيقة على الواقع ناصراً لما جاء به خاتم الأنبياء محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك لأنّكم لا تنتظرون كتاباً جديداً من بعد القرآن العظيم ولا سُنّةَ جديدةً من بعد سُنة نبيّه المُهديّة إلى الحقّ، ولا يجوز ولا ينبغي للمهدي الحقّ أن يأتي بشيء جديد غير الذي يوجد في كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، ولا ينبغي للمهدي الحقّ أن يتجاوز كتاب الله وسُنّة رسوله شيئاً فإن تجاوز فهذا يعني أنه يقصد أنهُ يوحى إليه ولكنه لا ينبغي له أو يوحى إليه شيء بعد اكتمال وحي الدّين للناس أجمعين على لسان خاتم الأنبياء والمُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى:

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}

صدق الله العظيم [المائدة:٣]
فلماذا تريد أخي الكريم طريد أن يأتيكم المهدي بوحيٍّ جديدٍ؟ فهذه عقيدة مُخالفة لمُحكم القرآن العظيم ومخالفة لسُنة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك لأنه لا كتابٌ جديدٌ من بعد القرآن حتى يأتي تأويله الكُليّ في يوم الدّين يوم يقوم النّاس لربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ 

رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ}
صدق الله العظيم [الأعراف:٥٣]
بمعنى: أن النّاس لا ينتظرون كتاباً جديداً من بعد القرآن بل ينتظرون تأويله على الواقع الحقيقي في الدنيا وفي الآخرة، فلماذا أخي طريد تُريد تنتظر مهديّاً بوحيٍّ جديدٍ من بعد محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ بل البيان الحقّ للقرآن المجيد من ذات القرآن وليس بوحيٍّ جديدٍ.

تالله لو كفر بشأني الإنس والجنّ وقالوا يا ناصر مُحمد اليماني إننا لا نُصدقك حتى تخبرنا أنّ الله يوحي إليك لما افتريتُ على الله كذباً، وإنّما يوحى إليّ بالتّكليم من ربّي مُباشرةً إلى قلبي بوحي التّفهيم بالبيان الحقّ لما بين أيدكم من آيات الذكر الحكيم.
ولا أزال أراك تُنكر أخي (طريد) وحيَ التّكليم إلى القلب برغم ما أتيناك من السُلطان المُبين على ذلك، ونزيدك علماً بإذن الله ربّ العالمين.
 وقال الله تعالى:
{أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخرة وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ}

صدق الله العظيم [آل‌عمران:٧٧]
فإذا استمرَرْت أخي طريد في إنكار التّكليم بوحي التّفهيم إلى القلوب وأصرَرْت بأنّه لا بُدّ أن يكون التّكليم بالصوت فسوف تجعل بين القرآن تناقضاً! وسُبحان الله أن يكون تناقضاً في كلامه! وذلك لأنك سوف تجد آيات أخرى تفتيك وتؤكد لك أنّ الله يُكلّم الكافرين يوم القيامة. وقال الله تعالى:

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النّار مَثْوَاكُمْ خَالدّين فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ ربّك حَكِيمٌ عَلِيمٌ}
صدق الله العظيم [الأنعام:١٢٨]
إذا أخي طريد فانظر للآيتين إذا أصررت على فتواك فسوف تجعل لأعداء الله عليك سُلطاناً فيكذبون بالقرآن العظيم ويصفونه بالتناقض ومن ثم يقولون وجدنا 
آية تنفي تكليم الله للكافرين يوم القيامة وهي:
{أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخرة وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ}
صدق الله العظيم [آل‌عمران:٧٧]
ومن ثم وجدنا آيات أُخر عكس ذلك وهن مُحكمات وتفيد أنه سوف
 يُكلمهم في الآخرة وهي:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النّار مَثْوَاكُمْ خَالدّين فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ ربّك حَكِيمٌ عَلِيمٌ}
صدق الله العظيم [الأنعام:١٢٨]
ومن ثم تجعل للشيطان عليك سبيلاً فيأتيك فيوسوس لك و يقول لك: "ألا ترى أن هذا القرآن مُفترًى نظراً للتناقض بين آياته؟" .
 ولكن الإمام المهدي لهم لبالمرصاد يأتيهم بالبيان الحقّ للقرآن فيخرس ألسنة المُكذبين وأقول لهم: لا يوجد تناقض في كلام الله كما يُدعي ذلك اليهود وكتبوا بياناً بعنوان
 (تناقض القرآن) ومن ثم آتيهم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: 
{أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخرة وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ}
 صدق الله العظيم،
 فأبيّن لهم الحقّ والبُرهان المُبين لوحي التّكليم إلى القلب بالتّفهيم؛ ولكنّ المُجرمين لا يُكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم أي لا يُكلمهم بوحي التّفهيم إلى قلوبهم فيتلقون التّكليم من ربّهم بالتّفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته  كما تلقى آدم وحواء
 فيقولوا كمثل قولهم:
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:٢٣]
وهذا هو البيان الحقّ لقوله تعالى:

{أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخرة وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ}

صدق الله العظيم [آل‌عمران:٧٧]
وأما البيان لقوله تعالى:
{وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} 
 أي: ولا يرحمهم من ذات نفسه وهم لم يسألوه رحمته، وسبب عدم سؤالهم رحمة ربّهم لأن الله لم يُكلّم قلوبهم أن يسألوه رحمته ولذلك تجد قلوبهم مُبلِسةً يائسةً من رحمة الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ}

صدق الله العظيم [الروم:١٢]
ومعنى قوله يُبلس: أي ييأسوا من رحمة الله.
 وقال الله تعالى:
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جهنّم خَالِدُونَ ﴿٧٤﴾ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿٧٥﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ﴿٧٦﴾ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا ربّك ۖ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴿٧٧﴾}
صدق الله العظيم [الزخرف]
فما سبب مكوثهم؟
 وذلك لأنهم يائسون من رحمة ربّهم. وقال الله تعالى:
{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أنتم مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ}

صدق الله العظيم [ابراهيم:٢١]
وسبب يأسهم من رحمة الله وذلك لأنّ الله لم يُكلمهم بوحي التّفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته، ولذلك لم يدعوا الله أن يرحمهم لأنهم من رحمته يائسون، ولذلك لا يدعون ربّهم وتجدهم يلتمسون الرحمة ممن هم أدنى رحمةً من الله.إذاً هم لا يزالون كما كانوا في الدُنيا بسبب إعراضهم عن ذكر ربّهم فلم يقدّروا الله حقّ قدره في الدُنيا أي لم يعرفوه حقّ معرفته في الدنيا نظراً لإعراضهم عن ذكر ربّهم، وكذلك من أعرض عن ذكر الرحمن في الدُنيا فهو أعمى في الدنيا عن معرفة الحقّ وكذلك يأتي يوم القيامة أعمى عن معرفة الحقّ، والحقّ هو الله وما دونه باطل؛ بل الحقّ هو معرفة الله والذين لم يعرفوا الله في الدنيا فتجدونهم يدعون من دونه عباده وذلك هو الشرك بالله، وكذلك يوم القيامة أعمى أي فهم عُميان عن الحقّ، وكذلك يأتون يوم القيامة فيبحثون عن شفعائهم ليدعونهم أن يدعوا الله أو يدعوا ملائكته من دون ربّهم أن يُخفف عنهم. 

وقال الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النّار لِخَزَنَةِ جهنّم ادْعُوا ربّكمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾
 قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾}
صدق الله العظيم [غافر]
فانظر أخي طريد لقول الملائكة لأصحاب جهنم:
  {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم،
 فلم يفقه الكفار هذا القول الواضح من الملائكة،
 والملائكة ردّوا عليهم بالحقّ: {قَالُوا فَادْعُوا}
 أي: ادعوا الله أن يرحمكم فهو أرحم بكم منا وهو أرحم الراحمين،
 ولذلك كان التعليق هو قوله تعالى:
 {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم،
 والضلال أنهم لا يزالون يدعون من هم أدنى رحمة من الله إذاً هم لا يزالون عُمياناً عن الحقّ، فما هو الحائل بينهم وبين دعاء ربّهم؟! 
ولكن سبب عدم دُعائهم لربّهم هو لأن الله لم يُكلمهم بالتّفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه رحمته ولو سألوه رحمته لأجابهم، فانظر لأهل الأعراف حين سألوا الله رحمته أجابهم وإنما كلمهم الله أن يسألوه رحمته ولذلك دعو ربّهم. وقال الله تعالى:
{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النّار قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:٤٧]
ومن ثم انظروا لإجابة دُعائهم من ربّهم:

{ادْخُلُوا الجنّة لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أنتم تَحْزَنُونَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:٤٩]
وأولئك كلمهم الله بوحي التّفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه رحمته
 فأجابهم وهو أرحم الراحمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا}
صدق الله العظيم [الإسراء:١٥]
وأصحاب الأعراف هم من الذين يموتون قبل مبعث رسُل الله إليهم ولذلك لم يجعلهم الله في ناره ولم يجعلهم في جنته، وكذلك استنكروا على الكفار عدم  الاتّباع لرسول ربّهم، وقال أهل الأعراف لأهل النّار:

{أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ}
صدق الله العظيم [الأعراف:٤٩]
ويقصدون أهل الجنّة الذين صدقوا بالحقّ حتى إذا ذكروا رحمة الله
 ومن ثم جاءت الإجابة لدعائهم مُباشرة:
{ادْخُلُوا الجنّة لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أنتم تَحْزَنُونَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:٤٩]
أما المُجرمون فهم من رحمة الله مُبلسين ولذلك لا تجدهم دعوا ربّهم؛ بل يلتمسون الرحمة ممن دونه ومن التمس الرحمة من مُحمدٍ رسول الله أن يشفع له فأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّه لمن المُشركين بالله ربّ العالمين ولن يغني عنه من الله شيئاً ولا الإمام المهدي ولا النّاس أجمعين.
وسرّ الشفاعة أراكم لا تحيطون به وليس كما يزعم الذين لا يعلمون ولم يُقدّروا الله حقّ قدره فهم ينتظرون الشفاعة من عباده المُقربين وذلك لأنهم لم يعرفوا ربّهم حقّ معرفته فيجدون أنّه حقاً أرحم الراحمين، فيا عجبي للذين يلتمسون الرحمة ممن هم أدنى رحمة من الله برغم أنهم يؤمنون أن الله أرحم الراحمين ولكنهم ما قدروا الله حقّ قدره فكيف يدعون عبادَ الله المُقربين وهم عبادٌ أمثالهم يخشون الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه!! وقال الله تعالى:

{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}

صدق الله العظيم [الإسراء:56-57]
إذاً دُعاء أحد من دون الله شرك وظلم عظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:

{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٦﴾ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ‌ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِ‌دْكَ بِخَيْرٍ‌ فَلَا رَ‌ادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿
١٠٧﴾}

صدق الله العظيم [يونس]
وقال الله تعالى:
{قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو ربّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا}
صدق الله العظيم [الجن:20]
وقال الله تعالى:

{وَقَالَ ربّكمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جهنّم دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنّهار مُبْصِرًا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاس وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لَا يَشْكُرُونَ ﴿٦١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ ربّكمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿٦٢﴾ كَذَٰلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيات اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴿٦٣﴾ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ ربّكمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ ربّ العالمين ﴿٦٤﴾ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّين ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين ﴿٦٥﴾قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}

صدق الله العظيم [غافر من الآية 60 وحتى الآية 66]
ويا معشر أمّة الإسلام والنّاس أجمعين، 
إنما أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والكُفر بالشفعاء بين يدي الله يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}

صدق الله العظيم [البقرة:٢٥٤]
وتصديقاً لقول الله تعالى:

{وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدّين ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴿٤٨﴾}

صدق الله العظيم [المدثر]
وتصديقاً لقول الله تعالى:

{وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}

صدق الله العظيم [الأنعام:٥١]
ولربّما يودّ أن يُقاطعنى الأخ طريد أو الأخ نسيم ويقولون:
 "كيف تكفر بالقرآن الذي تزعم أنك تُحاج النّاس به؟ ألم يقل الله تعالى:
{يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا}
صدق الله العظيم [طه:١٠٩]
وقال الله تعالى:

{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}

صدق الله العظيم [الأنبياء:٢٨]
ومن ثم أردّ عليهم وأقول لهم:

 "يا قوم استمسكوا بالمُحكم وذروا المُتشابه الذي
 لا تحيطون به علماً، وذلك لأنّكم إن اتّبعتم المُحكم الواضح والبيّن فقد نجيتم وهُديتم إلى صراطٍ مُستقيمٍ، وإن نبذتموه وراء ظهوركم واتّبعتم آيات أخرى تعاكس المُحكم
 في ظاهرها ولا تزال بحاجة للتأويل من ربّ العالمين بل الشفاعة لله جميعاً. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شيئاً وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}

صدق الله العظيم [الزمر:43-44]

إذاً يا قوم ما دامت لله الشفاعة جميعاً فليس لكم غير رحمة الله تشفع لكم من عذابه، أما الشُفعاء إنّما يُحاجّون ربّهم في نعيمهم الأعظم وهو أن يكون راضٍ في نفسه ولم يكتفوا برضوان الله عليهم ودخولهم جنته بل يريدون الله هو راضٍ في نفسه ويرون ذلك نعيماً أعظمَ من جنّة النّعيم أن يكون الله راضٍ في نفسه، وكيف يكون الله راضٍ في نفسه؟ حتى يدخل النّاس في رحمته ومن ثم تأتي الشفاعة من الله فجأة. وقال الله تعالى:

{وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ ربّكمْ ۖ قَالُوا الحقّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}

صدق الله العظيم [سبأ:٢٣]
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.