الخميس، 29 يناير 2009

تعالوا لحكم الله بيننا بالحق في مُحكم القرآن العظيم


تعالوا لحكم الله بيننا بالحق في مُحكم القرآن العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
 والصلاة على محمد وآله الطيبين والتابعين للحق إلى يوم الدين، وبعد ..
ويا نسيم الذي يُحرف كلام الله عن مواضعه إني لا أراك أُوتيت من العلم شيئاً، فلا تُجادل في آيات الله بغير الحق، وأراك تفتي وتقول أن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله ومن ثم تأتي بقول الله تعالى:
{ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ }
صدق الله العظيم، [آل عمران:7]
ومن ثم أرد عليك بالحق حقيق لا أقول على الله غير الحق بأن الله يقول أن المُتشابه فقط لا يعلم تأويله إلا الله ولم يقـُل أن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله فهذا افتراء على الله بغير الحق، فلنحتكم إلى حُكم الله بيننا بالحق، وقال الله تعالى:
{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) }
صدق الله العظيم، [آل عمران]
فانظر لقول الله تعالى:
{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ }
صدق العظيم،
بمعنى: أن آيات القرآن تنقسم إلى قسمين اثنين، آيات مُحكمات جعلهن الله أم الكتاب باطنهن كظاهرهن لا يزيغ عنهن إلا من في قلبه زيغ عن الحق فينبذهن وراء ظهره ويتبع المُتشابه الذي لا يزال بحاجة إلى التأويل لأن باطنه غير ظاهره ابتغاء الفتنة، أي إن الذي يتبعه يبتغي البرهان لأحاديث الفتنة وابتغاء تأويله بهذه الأحاديث السنية الموضوعة فتنة للمُسلمين ومن ثم قال الله عن المُتشابه فقط قال:
{ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (7) }
صدق الله العظيم، [آل عمران]
ولكن نسيم يقول غير ذلك إن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله ومن ثم أقول لك رد الله على أمثالك قال الله تعالى:
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
[البقرة:111] 
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ  } 
[النمل:64] صدق الله العظيم
وقال الله لكما ولأمثالكما:
{ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) }
صدق الله العظيم، [يونس]
إذاً أصبحت يا نسيم تفتري على الله الكذب، ذلك لأن الله يقول إن المُتشابه فقط من القرآن هو الذي لا يعلمُ تأويله إلا الله ولم يقـُل إن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله:
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
صدق الله العظيم.
وأما بالنسبة لبيانك لقول الله تعالى:
{ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }
صدق الله العظيم، [فاطر:8]
أي يُولّيه ما تولّى، حسب اختيار العبد يصرّف الله قلبه إلى ما اختاره العبدُ، وقال الله تعالى:
{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (115) }
صدق الله العظيم، [النساء]
بمعنى:أن الله صرف قلبه إلى الضلال ليستمسك به نظراً لأن العبد اختيار ذلك، بمعنى أن الله يهدي من يشاء الهدى من عباده ويُضل من لم يرد إلا ما وجد عليه أباءه فيصرفه إلى ذلك فيستمسك به حتى الموت، فإليكم البيان الحق في نفس وقلب الموضوع، قال الله تعالى:
{ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) }
صدق الله العظيم، [الرعد]
وقال تعالى:
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) }
صدق الله العظيم، [الصف]
بمعنى: أن الله يهدي من يشاء الهدى ويضل من يشاء الضلال،
 تصديقاً لقول الله تعالى :
{ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }
صدق الله العظيم، [فاطر:8]
بمعنى: أن الله يهدي إليه من يريد الهُدى من عباده، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ (16) }
صدق الله العظيم، [الحـج]
بمعنى: أن الله يهدي إليه من ينيب، تصديقاً لقوله تعالى:
{ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) }
صدق الله العظيم، [الرعد].
وكذلك يانسيم لم تكتفي بتحريف القرآن عن طريق البيان بل كذلك حتى في اللفظ وتقول إن الله قال: ( فإنه لا يخاف عندي المرسلون ) ولكن الحق في الكتاب:

{ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ }
صدق الله العظيم، [النمل:10]
وأما بيانك لقوله تعالى:

{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }
صدق الله العظيم، [محمد:17]
فهي برهان للحق وليس حسب ما تشتهي بغير الحق، بل يقول الله إن الذين اختاروا سبيل الحق زادهم هُدىً وأتاهم تقواهم لتحقيق الإشاءة الفعلية أما الإشاءة الإختيارية فهي من العبد ولكن العبد لا يستطيع أن يحقق إشاءته الفعلية على الواقع مالم يصرف الله قلبه إلى ذلك لكي يحقق مشيئته بالفعل، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) }
صدق الله العظيم، [التكوير]
فأما الإشاءة الإختيارية فهي:
  من العبد، ولكنه لا يستطيع أن يُحققها مالم يُنِبْ إلى ربه ليَهدي قلبه إلى ذلك، وذلك لأن الله يحول بين المرء وقلبه، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) }
صدق الله العظيم، [الأنفال]
إذاً البيان لقول الله تعالى:
{ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) }
صدق الله العظيم، [التكوير]
أي أن المرء لا يستطيع أن يحقق إشاءته الإختيارية مالم يُسير الله قلبه فيصرفه إلى ذلك ومن ثم يأتي تحقيق الإشاءة الفعلية بالعمل على الواقع، ولكن هذا يأتي من بعد الإشاءة الإختيارية وهي من العبد تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) }
صدق الله العظيم، [التكوير]
وذلك إنه لا يكفي الإنسان أن يعلم طريق الحلال والحرام، ولكنك تجد الذي لم يصلّي يتمنى أن يصلي ويعبد الله، ولكن مالذي حال بينه وبين ذلك؟ إنها الإشاءة الفعلية، وهي من الله، ولكن كيف نجعل الله يصرف قلوبنا التي ليس لنا عليها سلطان إلى الحق؟ إنه بالإنابة إليه ومن ثم يهدي الله قلبه إلى الحق فيبصر أنه كان لمن الغافلين وأنه لفي خطر عظيم فينطلق نحو عبادة ربه بخضوع وخشوع ودموع أفلا تتقون؟
ويامعشر الأنصار، لا ينبغي لكم مُجاملة إمامكم إن رأيتموه لم يأتي بالبرهان المُبين، فهل ترون سلطان علمي لا يزال ليس واضحاً؟ فلا تُجاملوني، واعلموا علم اليقين إذا لم آتيكم بسلطان مُبين لعالمكم وجاهلكم فلستُ الإمام المهدي الحق من ربكم، وذلك لأن الإمام المهدي لا يأتي بسلطان جديد، بل جعله الله حكماً بين علماء الأمة فيما كانوا فيه يختلفون، ولا بُد أن يكون سلطان الحكم واضحاً مُحكماً للعالم والجاهل، لكل ذي لسان عربي مُبين، ولن يستطيع أي عالم أن يُهيمن علينا بسلطان العلم من القرآن أبداً مالم فلست الإمام المهدي الحق من ربكم، وذلك لأن الإمام المهدي لا بُدَّ له أن يزيده الله بسطة في علم البيان للقرآن على كافة عُلماء الأمة.
ويامعشر الباحثين عن الحق، كلا و لا ولن تستطيعوا أن تتبعوا الحق مالم تحتكموا للمُحكم الواضح والبيّن، ولربما يأتي عالم آخر ويقول كلا يا ناصر محمد اليماني، بل إن الهدى لا علاقة للعبد به شيئاً ومن ثم يُجادلني من القرآن ويقول قال الله تعالى:
{ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) }
صدق الله العظيم، [الكهف]
ومن كان يجهل القرآن المُحكم فسوف يضله الله نظراً لتمسكه بهذه الآية التي لا تزال بحاجة للبيان فتضل الأمة بها، ومن ثم تدعو الشباب، وتقول له:

 يا بني أنب إلى ربك ليهديك حتى تتبع ما أمرك الله به. 
ومن ثم يرد عليك ويقول:
 إن الهدى هدى الله وسوف يهديني الله حينما يشاء ووقت ما يشاء. 
ومن ثم أقول له: تالله لو تعمر ألف سنة ما هداك الله ومن ثم تموت فلا يُزحزحك من العذاب شيء ومن ثم تقول:
{ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) }
صدق الله العظيم، [الزمر]
إذاً ماهي حُجة الله على الذين سوف يقولون:

{ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57 ) }
صدق الله العظيم
وإليكم الفتوى بالحق أن حُجة الله عليه أنه لم يُنِب إلى ربه لكي يهدي قلبه وجاءت حجة الله من قبل قول العبد لو أن الله هداني لكنت من المتقين فحجة الله عليه هو عدم الإنابة ولذلك قال الله تعالى:
{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) }
صدق الله العظيم، [الزمر]
وأما قول الله تعالى:
{ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) }
صدق الله العظيم، [الكهف]
وذلك الذي هدى الله قلبه من بعد الإنابة فهو على نور من ربه وأما القلوب التي
 لا تنيب إلى الرب فسوف يصرفها الله عن اتباع الحق حتى تُنيب إليه 
 تصديقاً لقول الله تعالى:
((((((((((((((((((( وَ يَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ))))))))))))))))))
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
إمام الهدى ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.