الخميس، 30 يناير 2014

سنةٌ في الكتاب للاختبار والتمحيص لمدى الإيمان بالحق في صدوركم ..

    
سنةٌ في الكتاب للاختبار والتمحيص لمدى
 الإيمان بالحق في صدوركم ..
بسم الله الرحمن الرحيم،
 قال الله تعالى:
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ 
 نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }
صدق الله العظيم [البقرة:214]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إنما هذه سنة الله في الأنصار للحق في كُل زمان ومكان يا محمد، وليست حصرياً لأنصار المهدي المنتظر ولا أنصار محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في عصر التنزيل؛ بل تدبر قول الله تعالى:
 {وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ}،
 بمعنى: إنها سنة في الكتاب للاختبار والتمحيص لمدى الإيمان بالحق 
في صدوركم، ويبلوَ الله أخباركم.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31) }

صدق الله العظيم [محمد:31]
فأما الذين في قلوبهم مرض وغير موقِنين فبمجرد ما يؤذَى من الذين هم للحق كارهون فسوف ينقلب على وجه فيقول كما قال الذين من قبل:

{ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }

صدق الله العظيم [آل عمران:154]
ويامعشر الأنصار السابقين الأخيار، 
إن إيذاء الناس لكم أهون من عذاب الله بكثير الذي لهُ ينتظرون، فاثبتوا. 
وقال الله تعالى:
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ }
صدق الله العظيم [العنكبوت:10]
ويا معشر الأنصار
 حين آتيكم بايآت من محكم الكتاب لنثبتكم بها بالحق فما بالكم يظن بعضكم أن هذه الآية حصرياً لأنصار المهدي المنتظر! وإنما قصص الذين من قبلكم؛ كما كان يقص الله لنبيه ومن معه أنباء الذين من قبلهم. وقال الله تعالى:
{ وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }
صدق الله العظيم [هود:120]
ولا أقصد حين آتيكم بآية أنها تخصّكم وحدكم فلا تكونوا من الجاهلين، بل هي مثلٌ للمؤمنين بالحق في أول الأمر في كل زمان ومكان، يؤذَون بادئ الأمر حين يتبعون الحق الذي يكون على الناس غريباً، فيؤذونهم الذين لا يعلمون إن يشاء الله أن يبتليهم إلى ما يشاء الله، ثم يأتيهم نصر الله ولا مُُبدل لكلمات الله إن الله لا يخلف الميعاد.
 وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
وقولوا كما قال الذين من قبلكم:

{ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا 
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }
صدق الله العظيم [إبراهيم:12]
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.