الخميس، 30 يناير 2014

سلسلة ردود الإمام على أبي فراس الزهراني: لماذا لا تعبدون الله كما يعبده رسله؟

    
سلسلة ردود الإمام على أبي فراس الزهراني:
 لماذا لا تعبدون الله كما يعبده رسله؟ 
بسم الله الرحمن الرحيم، 
وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
ويا أبا فراس أفلا تتقِ الله فتكون من خيار الناس؟ بل أنا أولى بجدي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - منك حُباً وقُرباً، ولكني لا أعظِّمه من دون الله كما تعظّمونه فتجعلونه حداً بين العبيد والربّ المعبود.
ولم يفتِكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنهُ لا تحق الوسيلة إلا له وحده من دون المسلمين، وإنما يبتغي أن يكون هو ذلك العبد كما يبتغي ذلك غيره من عبيد الله الذين لا يشركون بالله شيئاً، وإنما أفتاكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الحقّ:
[سلوا الله الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله،
 وأرجو أن أكون هو]
صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ومن ثم يفهم ويعلم الجاهل والعالم أن العبد الفائز بالوسيلة قد جعله الله مجهولاً،
 ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:
[وأرجو أن أكون هو]
وتبين لكم أن العبد الفائز بها قد جعله الله مجهولاً من بين عبيده،
 ولذلك قال محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم:
[وأرجو أن أكون هو]
وهذا الحديث جاء بياناً لقول الله تعالى:
{يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
صدق الله العظيم [المائدة:35]
فتدبر قول الله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم،
 فهل ترى هذه الآية تحتاج إلى تفسير؟
 بل فتوى من ربّ العالمين في محكم كتابه الى كافة المؤمنين أن يبتغوا إليه الوسيلة فيتنافسوا أيهم أقرب إلى الله، ولكن للأسف بدل أن تعبدوا الله كما يعبده أنبياؤه ورسله بالغْتُم فيهم بغير الحقّ وحصرتم لهم الوسيلة لهم من دون الصالحين، فأصبحتم من المشركين يا من ترجون شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، وهو أرحم بكم من عبيده، ولكن للأسف!! قال الله تعالى:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ‌ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَ‌بُ وَيَرْ‌جُونَ رَ‌حْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَ‌بِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾}
صدق الله العظيم [الإسراء]
ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، 
 كونوا شُهداء بالحقّ على علمائكم وعلى أنفسكم، ألم تجدوا في هذه الآية أن الفائز بالوسيلة هو عبد مجهول ولم يجعلها الله حصرياً على عبد في العالمين؟ ولا يزال صاحبها عبد مجهول وأفتاكم إن الذين ترجون شفاعتهم بين يدي الله إنما هم عباد لله أمثالكم يتنافسون إلى ربّهم أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه، 
وأفتاكم الله في عبادتهم بالحقّ. ولذلك قال الله تعالى:
 {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}
 صدق الله العظيم.
ولماذا قال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}؟
 وذلك لأنها لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ من عباد الله وجعله الله مجهولاً حتى لا يبطل تنافس العبيد إلى الربّ المعبود وكُلٌ منهم يرجو أن يكون هو ذلك العبد المجهول، وبهذه الحكمة العظيمة يخرج المؤمنون من عبادة العبيد إلى عبادة الربّ المعبود مُتنافسين إلى ربّهم جميعاً ونجوا من الشرك بالله، فإذا لم يفُز بها من يطلبها فأضعف الإيمان نجى من الشرك بالله.
ويا سبحان ربي! إني أراك تُحاجني برواية من كتب الشيعة حتى وجدتها توافق هواك، لو لم توافق هواك لما آمنت بها حتى لو أراد لها الشيعة مليون سندٍ، وهيهات هيهات.. أن أرضى أن نحتكم إلى الطاغوت وذلك لأن ما خالف لمحكم كتاب الله فهو حكم مُفترى من عند غير الله أي من عند الطاغوت الشيطان الرجيم.
ويا حافظ القرآن من زهران، إني أراك تفتي أن ناصر محمد اليماني من الذين يضلّون عن صراط الرحمن، أفلا تتقِ الله فمن الذي يصدّ عن صراط العزيز الحميد هل أبو فراس أم ناصر محمد اليماني؟ فمن يُنجيك من عذاب يوم عقيم؟ وتالله إني الإمام المهديّ أدعوكم بالقرآن المجيد لنهديكم إلى صراط العزيز الحميد، ونفتيكم أن الوسيلة قد جعل الله صاحبها مجهولاً ومن وراء ذلك حكمةٌ عظيمةٌ من ربّ العالمين، وذلك حتى يتمنى كلّ عبد أن يكون هو صاحب هذه الدرجة، ولذلك لم يقُل لكم محمد رسول الله أنها لا تنبغي أن تكون إلا لنبي وأرجو أن يكون أنا هو بل قال عليه الصلاة والسلام:
[لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون هو]
أفلا ترى أنه لم يقل لا تنبغي أن تكون إلا لنبي بل قال لعبدٍ من عباد الله بمعنى:
إن التنافس مسموح لكافة عبيد الله من الجنّ والإنس ومن كل جنس ولم تكن حصرياً للإنس من دون الجنّ إذاً لماذا خلقهم الله سبحانه؟
ويا أبا فراس، هداك الله، ووالله الذي لا إله غيره إنك لتصدّ عن دعوة العبيد إلى التنافس إلى الربّ المعبود، ويا رجل اتقِ الله فكيف ترون الحقّ باطلاً والباطل حقاً! إذاً فما الفرق بينكم وبين النّصارى إلا قليلاً، فقد عظّم النّصارى نبيهم المسيح عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وعلى أمه وآل عمران وسلم - حتى قالوا: "ولدُ الله"، وأما أنتم فعظّمتم محمداً رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فحصرتم له الوسيلة من دون المسلمين، إذاً فلماذا خلقكم؟ 
فكيف إنكم تقولون غير الذي قيل لكم في محكم كتاب الله وسنة رسوله الحقّ؟ أفلا تعلم بأمر الله في محكم كتابه إلى نبيه أن يقتدي بهدى الذين لا يشركون بالله شيئاً؟ 
وقال الله تعالى :
{يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِ‌كُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ ربّي شَيْئًا وَسِعَ ربّي كلّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٨٠﴾ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَ‌كْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَ‌كْتُم بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سلطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِ‌يقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْ‌فَعُ دَرَ‌جَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَ‌بَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِهِ دَاوُودَ وَسليْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِ‌يَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كلّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مستَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾}
صدق الله العظيم [الأنعام]
فأولاً: ما يقصد الله بأمره لرسوله {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}؟
 والسؤال الذي يطرح نفسه فما هو الاقتداء؟
 والجواب: إنه الاتّباع. 
وثمة سؤال آخر، فما هو الاتّباع؟
 والجواب: أن تعبد الله كما يعبده الذين لا يشركون بالله شيئاً، فهل وجدتم محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك الله لهم فعظمهم وقال لا ينبغي له أن ينافسهم إلى ربّهم كونه مأمور أن يقتدي بهم؟ بل تجدونه اقتدى بهم وعبد الله كما يعبدونه ونافسهم إلى ربّهم ويرجو أن يكون هو العبد الأقرب
وقال الله تعالى:
{ربّكم أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْ‌حَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَرَ‌بُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورً‌ا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ‌ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَ‌بُ وَيَرْ‌جُونَ رَ‌حْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَ‌بِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾}
صدق الله العظيم [الإسراء]
فبرغم أن الأنبياء ليعلمون أن الله فضل بعضهم على بعض ولكنكم تجدونهم لم يفضلوا بعضهم بعضاً إلى الله بل تجدونهم جميعاً مُتنافسين إلى ربّهم أيهم أقرب.
 والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
 لماذا لا تعبدون الله كما يعبده رسله؟ ألم يأمرونكم أن تعبدوا الله كما يعبدونه عليهم الصلاة والسلام؟ 
 وقال الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}
صدق الله العظيم [الأنبياء:25]
ولكنكم كفرتم بدعوة الحقّ التي يدعو إليها كافة الأنبياء والمرسلين. ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، أفلا تعلمون من هم المقصودون في قول الله تعالى:
{فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:89]
{يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}
صدق الله العظيم [المائدة:54]
فكيف يكون على ضلالٍ من يدعوا العبيد بشكل عام أن يتنافسوا إلى الربّ المعبود فيعبدونه كما ينبغي أن يعبد لا يشركون به شيئاً! ولكن أبو فراس يفتي أن ناصر محمد اليماني لفي ضلال كبير، فكيف تكون الدعوة إلى الحقّ باطل يا أبا فراس؟ فهل تراني دعوتكم إلى غير الله سبحانه؟ فما بعد الله الحقّ يا أبا فراس إلا الضلال.
 وقال الله تعالى:
{الر‌ ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ﴿١﴾ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَ‌جُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ‌ النَّاسَ وَبَشِّرِ‌ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ ربّهم قَالَ الْكَافِرُ‌ونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ‌ مبينٌ ﴿٢﴾ إِنَّ ربّكم اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ ۖ يُدَبِّرُ‌ الْأَمْرَ‌ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٣﴾ إِلَيْهِ مَرْ‌جِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا لَهُمْ شَرَ‌ابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُ‌ونَ ﴿٤﴾ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ‌ نُورً‌ا وَقَدَّرَ‌هُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّـهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بالحقّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥﴾ إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‌ وَمَا خَلَقَ اللَّـهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ ﴿٦﴾إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْ‌جُونَ لِقَاءَنَا وَرَ‌ضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ﴿٧﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ‌ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ ربّهم بِإِيمَانِهِمْ ۖ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ‌ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٩﴾ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سبحَانَكَ اللَّـهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ‌ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحمد لِلَّـهِ ربّ الْعَالَمِينَ ﴿١٠﴾ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّـهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ‌ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ‌ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ‌ الَّذِينَ لَا يَرْ‌جُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١١﴾ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ‌ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّ‌هُ مَرَّ‌ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ‌ مَّسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمسرِ‌فِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢﴾ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُ‌ونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا ۙ وَجَاءَتْهُمْ رسلهُم بِالْبيّنات وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِ‌مِينَ ﴿١٣﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْ‌ضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ‌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴿١٤﴾وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بيّنات ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْ‌جُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْ‌آنٍ غَيْرِ‌ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ ربّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥﴾ قُل لَّوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَ‌اكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرً‌ا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِ‌مُونَ ﴿١٧﴾ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّ‌هُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْ‌ضِ ۚ سبحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿١٨﴾ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أمّة وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّ‌بِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١٩﴾ وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن ربّه ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّـهِ فَانتَظِرُ‌وا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِ‌ينَ ﴿٢٠﴾وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَ‌حْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّ‌اءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ‌ فِي آيَاتِنَا ۚ قُلِ اللَّـهُ أَسْرَ‌عُ مَكْرً‌ا ۚ إِنَّ رسلنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُ‌ونَ ﴿٢١﴾ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُ‌كُمْ فِي الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَ‌يْنَ بِهِم بِرِ‌يحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِ‌حُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِ‌يحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كلّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الحقّ يَا أيّها النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْ‌جِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٣﴾ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْ‌ضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْ‌ضُ زُخْرُ‌فَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُ‌ونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُ‌نَا لَيْلًا أَوْ نَهَارً‌ا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُ‌ونَ ﴿٢٤﴾ وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ‌ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مستَقِيمٍ ﴿٢٥﴾ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْ‌هَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ‌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٦﴾ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْ‌هَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ‌ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧﴾ وَيَوْمَ نَحْشُرُ‌هُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَ‌كُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَ‌كَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَ‌كَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هنالِكَ تَبْلُو كلّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُ‌دُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الحقّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُ‌ونَ ﴿٣٠﴾ قُلْ مَن يَرْ‌زُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْ‌ضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ‌ وَمَن يُخْرِ‌جُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِ‌جُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ‌ الْأَمْرَ‌ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣١﴾ فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم الحقّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَ‌فُونَ ﴿٣٢﴾ كَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَ‌بِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٣﴾قُلْ هَلْ مِن شُرَ‌كَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ قُلِ اللَّـهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿٣٤﴾ قُلْ هَلْ مِن شُرَ‌كَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الحقّ ۚ قُلِ اللَّـهُ يَهْدِي للحقّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الحقّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٥﴾ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُ‌هُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظنّ لَا يُغْنِي مِنَ الحقّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْ‌آنُ أَن يُفْتَرَ‌ىٰ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَ‌يْبَ فِيهِ مِن ربّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَ‌اهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَ‌ةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿٣٩﴾ وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لَّا يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَرَ‌بُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ ﴿٤٠﴾ وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ۖ أَنتُم بَرِ‌يئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٤١﴾ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ‌ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُ‌ونَ ﴿٤٣﴾ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٤﴾ وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ‌ يَتَعَارَ‌فُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ‌ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّـهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿٤٥﴾ وَإِمَّا نُرِ‌يَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْ‌جِعُهُمْ ثُمَّ اللَّـهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ ﴿٤٦﴾ وَلِكُلِّ أمّة رَّ‌سُولٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ رَ‌سُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٤٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّ‌ا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ لِكُلِّ أمّة أَجَلٌ ۚ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُ‌ونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴿٤٩﴾ قُلْ أَرَ‌أَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارً‌ا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِ‌مُونَ ﴿٥٠﴾}
صدق الله العظيم [يونس]
ويا أبا فراس هداك الله، فتذكر يوم تقوم بين يدي ربّي وربّك وربّ العالمين الله العليّ العظيم، ومن ثم يلقي إليك الله بسؤال ويقول: يا أبا فراس، فهل تعلم إلى ما كان يدعوكم إليه عبدي ناصر محمد اليماني؟ ومن ثم يقول أبو فراس: "كان يدعونا إلى عبادة الله وحده لا شريك له فيأمر كافة العبيد إلى التنافس إلى الربّ المعبود أيهم أقرب إلى الله ويحذرنا من الشرك تحذيراً كبيراً، فلا يكاد يخلوا أي بيان له من التحذير من الشرك بالله". ومن ثمّ يردّ الله عليك بقوله تعالى:
{فَذَلِكُمُ اللَّهُ ربّكم الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}
صدق الله العظيم [يونس:32]
ويا أبا فراس، إني لم أقُل لكم أعبدوني من دون الله، وأعوذُ بالله أن أقول ما ليس لي بحقٍّ، بل قلت لكم اعبدوا الله ربّي وربّكم. فهل اختلفت دعوة ناصر محمد اليماني عند دعوة الأنبياء والمرسلين؟ وقال الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}
صدق الله العظيم [الأنبياء:25]
وكذلك أمرتكم يا أبا فراس أن تبتغوا إلى الله الوسيلة فتكونوا في حزبه المُتنافسين في حُبه وقربه، فهل أمرتكم بغير ما أمركم به الله ورسوله؟ وقال الله تعالى:
{يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
صدق الله العظيم [المائدة:35]
وكذلك أفتيتكم إن العبد الذي يفوز بالدرجة العالية قد جعله الله مجهولاً، والحكمة 
من ذلك لكي لا يستيئس العبيد من التنافس إلى الربّ المعبود.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ
 إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}
صدق الله العظيم [الإسراء:57]
ويا أبا فراس، كن من خيار الناس واتبع دعوة الحقّ من ربك على بصيرةٍ من الله.
وأما بالنسبة للرؤيا:
 فإنني أبشرك أن الله لن يُحاسبك كونك أنكرت رؤيا ناصر محمد اليماني إلا أن يصدقني ربّي فتجد أن الإمام ناصر محمد اليماني قد أصدقه الله بالحقّ فإنه حقاً لا يُحاجه أحد من القرآن إلا غلبه بالحقّ، فأصبحت الحجّة الحقّ هي القرآن وليست رؤيا ناصر محمد اليماني، فقد أقمنا عليك الحجّة بالحقّ ولن تجد لك من دون الله ولياً ولا نصيراً، أم إنك تظن أن الدرجة العالية تهمني شيئاً؟ كلا وربي الله الذي يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور إنه لا يهمني ملكوت الدُنيا والآخرة، بل أنا مهتم بربّي الله وأسعى إلى تحقيق رضوان نفسه على عباده، فذلك هو النعيم الأعظم بالنسبة لي.
 وأما بالنسبة للدنيا والآخرة فهي مجرد ملك مادي، غير أن الآخرة خير لك من الأولى وهي خير وأبقى، فتمنى تحقيق رضوان الله، والمُلك لله يؤتيه من يشاء. 
 وقال الله تعالى:
{أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَ‌ةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾}
صدق الله العظيم [النجم]
ولا تخف فلن نحظر بيانك فإنا على إلجامك بالحقّ لقادرون بسلطان العلم المبين بما تحفظه يا أبا فراس من محكم القرآن العظيم فلا تأخذك العزة بالإثم، فإن رأيت ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط مستقيم فشُدّ أزري يشركك الله في أمري وانصر دعوتي إلى الحقّ للناس أجمعين، وإن كنت تراني على ضلال يا أبا فراس فادمغ سلطان علمي ولن تستطِع أبداً، وهل تدري لماذا؟ وذلك لأن سلطان علمي هو آيات بيّنات هن أمّ الكتاب، فكيف تستطيع أن تدمغ آيات الله بما يخالفها يا أبا فراس؟
 وقال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}
[الحج:51]
{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ}
[سبأ:5]
{وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ}
[سبأ:38]
{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا}
[غافر:4]
{وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ}
[الكهف:56]
{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُون}
[الأنعام:121]
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سلطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كلّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}
[غافر:35]
{أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ أَنَّىٰ يُصْرَ‌فُونَ ﴿٦٩﴾ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْ‌سَلْنَا بِهِ رسلنَا ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿٧٠﴾ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ﴿٧١﴾ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ‌ يُسْجَرُ‌ونَ ﴿٧٢﴾}
[غافر]
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}
صدق الله العظيم[الجاثية:6]
اللهم اغفر لأبي فراس واجعله من خيار الناس فإنه لا يعلم أني الإمام المهديّ المنتظَر، يامن وسعتَ كل شيء رحمةً وعلماً فأنت أرحم من عبدك بعبادك 
ووعدك الحقّ وأنت ارحم الراحمين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.