الأحد، 12 يناير 2014

لن تعرف حقيقة رضوان نفس ربّك ما لم يكُن الله هو أحبّ إليك من أمّك وأبيك ومن ولدك ومن ملكوت الدُّنيا والآخرة،

لن تعرف حقيقة رضوان نفس ربّك ما لم يكُن الله هو أحبّ إليك من أمّك وأبيك ومن ولدك ومن ملكوت الدُّنيا والآخرة،
 بسم الله الرحمن الرحيم،
 وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
كشف الله عنك غطاءك أيّها الكاشف فلن ترى الحقّ ما لم يكشف الله عنك الحجاب المستور على قلبك وهو الذي حال بين رؤيتك للحقّ لدرجة إنكارك لاسم الله الأعظم، وأقسم بالله العظيم لو كنت تعلم علم اليقين بأن رضوان الله هو نعيمٌ أعظم من جنّة النّعيم لما أنكرت الحقّ، وسبق وأن أفتيت في بياني من قبل هذا بأنه لن يُصدّقني بحقيقة اسم الله الأعظم إلا من يعلم علم اليقين بأن رضوان نفسه تعالى على عبده لهو النّعيم الأعظم من الجنّة، وبما أن الكاشف لم يرى بأن رضوان الله نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة ولذلك أنكر حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله الله الصفة لرضوان نفسه على عباده والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
ويا أيّها الكاشف إني لا أقول مثلك على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، بل آتيكم بالبرهان للفتوى بالحقّ من محكم القرآن العظيم،
 
 فإنما أسماء الله صفاته فهو القادر وترى أيّها الكاشف صفة قدرة ربّك على الواقع الحقّ، وكذلك الرحيم وترى صفة رحمته على العباد، وكذلك النّعيم وترى صفة النّعيم في رضوان نفس ربّك عليك، ولكن هذه الصفة لا تراها شيئاً ملموساً على حقيقة الواقع المرئي بل حقيقةٌ محسوسةٌ في قلب العبد الذي نال رضوان ربّه فيمده الله بروح منه، وتلك الرُّوح هي رضوان نفس الربّ على العبد.وأقسم بربّ العالمين بأن الذين لم يُمدهم الله بروح رضوان نفسه في هذه الحياة الدُّنيا بإنهم ليسوا من حزب الله ولم يعرفوا أبداً حقيقة رضوان الله ولا يحبهم الله ولا يحبونه.
ويا أيّها الكاشف كلا ولا ولن تعرف حقيقة رضوان نفس ربّك ما لم يكُن الله هو أحبّ إليك من أمّك وأبيك ومن ولدك ومن ملكوت الدُّنيا والآخرة، وذلك لأن النّعيم الأعظم تجده في حبّ الله وقربه ورضوان نفسه، وإذا لم يمدك بحقيقة اسمه الأعظم الذي جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عبده فإنك لن تُقدِّر الله حقّ قدره بمعنى إنك لم تعرف الله حقّاً معرفته ولذلك لن تُصدّق فتوى المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني في الفتوى بالحقّ عن اسم الله الأعظم، وذلك لأن روح رضوان الله فإنما يمدّ الله بروح رضوانه لحزبه فقط، ومن ثمّ يعلمون علم اليقين بأن حبّ الله وقربه ورضوان نفسه لهو النّعيم الأعظم من أي نعيم، ويعلمون حقيقة الصفة لرضوان نفس الله وهم لا يزالون في الحياة الدُّنيا، وأولئك هم حزب الله من هذه الأمّة ولن يكذبوا بالحقّ فهم على ذلك لمن الشاهدين بأنهم وجدوا حبّ الله لعبادة ورضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من أي نعيم، لأنهم يعلمون بعظيم حبّهم لربّهم وأولئك هم حزب الله الذين يُمدهم الله بروح رضوان نفسه وهم لا يزالون في هذه الحياة الدُّنيا. تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آباءهم أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ إلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)}
صدق الله العظيم [المجادلة]
فتدبر قول الله تعالى:

{أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}
صدق الله العظيم
وذلك ما أقصده يا أيّها الكاشف:

أن اسم الله الأعظم قد جعله الله صفة لرضوان نفسه فيمدهم بروح رضوان نفسه فيشعرون بنعيمٍ نفسيٍّ ليس كمثله نعيم، وذلك هو الصفة لرضوان نفس الله على عباده؛ ذالك هو اسم الله الأعظم.

وكيف تشعر بإن رضوان نفس الله هو حقاً نعيمٌ ليس كمثله نعيم ما لم يُمدّك الله بروح رضوان نفسه لتعلم علم اليقين بأنك فزت بحبّ الله وقربه ورضوان نفسه فلا بُدّ أن يُمدك بالبشرى في الحياة الدُّنيا برُوح رضوان نفسه عليك، وهذه الرُّوح إذا لم يمدك بها في الدُّنيا فلن يُمدك الله بها في الآخرة، ورُوح رضوان نفس الله على عباده يُمدهم الله بها وهم لا يزالون في الدُّنيا لأنهم أحبوا الله أكثر من آباءهم وأولادهم وأزواجهم وأموالهم وعشيرتهم وأحبّ شيء إلى أنفسهم هو الله، فعلم الله بما في أنفسهم فأحبهم وقربّهم ورضي عنهم فأمدهم برُوح رضوان نفسه عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}
صدق الله العظيم [المجادلة:22]
فذلك هو اسم الله الأعظم قد جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده فأيّدهم برُوح منه، وتلك الرُّوح هي رُوح الرضوان تتنزل إلى القلب، وليس معنى ذلك بأن الله تنزل إلى قلب عبده سبحانه وتعالى علواً كبيراً! بل أيّده الله برُوح رضوان نفسه فيرسلها إلى قلب عبده الفائز برضوانه ومن ثمّ يشعر بسكينة وطمأنينة، أي نعيمٌ روحانيٌّ نفسيٌّ يُصلح الله به باله ويطمئن به قلبه فتهدأ نفسه فيرتاح فيشعر بأنه في بحبوحةً من العيش النفسيّ فيشرح الله صدره بنور الرضوان فهو على نور من ربّه.
وأما المعرضين عن رضوان ربّهم الذين ألهتهم عنه أموالهم وأزواجهم وأولادهم والتكاثر في الحياة الدُّنيا فسوف يجدون أنفسهم عكس ذلك.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَمَن يُردّ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُردّ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}
صدق الله العظيم [الأنعام:125]
إذاً المعرضون عن الحقّ لن يصدقونني أبداً لأنهم لا يعلمون بحقيقة ما يقوله ناصر محمد اليماني، وذلك لأنهم لن يجدوا ما يقوله حقيقة في ذات أنفسهم، وذلك لأنهم لم يعرفوا ربّهم كما عرفه داعي الإيمان بنعيم رضوان الرحمن ناصر محمد اليماني تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

[ الإيمان يمان والحكمة يمانية ]
صدق عليه الصلاة والسلام.
وإنّما حزبي هم حزب الله الذين صدَّقوا بحقيقة اسم الله الأعظم بأنه حقاً جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده وأولئك سوف يتّبعون الإمام بالذكر المبين، وأمّا المعرضين عن ذكر ربّهم فسوف يجدون في أنفسهم عكس ما يقوله ناصر محمد اليماني الدّاعي إلى نعيم رضوان نفس الرحمن واُكرر القَسَم وأقول:
أقُسم بالنّعيم الأعظم رضوان نفس ربّ العالمين بأنه لن ينكر آية التصديق للمهدي المنتظر التي جعلها الله في قلوبهم إلا العُميان عن ربّهم فلم يُقدِّروه حقّاً قدره وأولئك هم المعرضون عن الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:

{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتّبع هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ له مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)}‏
صدق الله العظيم [طه]
أي أعمى البصيرة عن ربّه لأنه لم يعبد ربّه ولم يُقدّره حقّاً قدره ولذلك لن يُمده الله برُوح رضوانه فهي النّور الذي ترى برهان الربّ يا أخي الكاشف، ذلك نور الهدى إذا تنزل في القلب فلا يُمكن أن يعصي العبد ربّه أبداً، ولكن هذه الرُّوح النّورانيّة تريد وقوداً فإذا لم تُمدها بالوقود تنطفئ فإذا قلبك في ظلامٍ دامسٍ لا يُبصر شيئاً، وماهو الوقود لهذه الرُّوح النّورانيّة إنها المحافظة على ذكر الله؛ ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وأمّا الذين نسوا الله فينساهم الله عمداً كما نسوه.

ويا أيّها النّاس، 
 أُقسم بالنّعيم الأعظم رضوان نفس ربّي على عباده بأني أنا المهدي المنتظر الحقّ من ربّكم أدعوكم إلى الله فاتبعوني لأهدكم سبيل رضوانه فتفوزوا فوزاً عظيماً.
ويا معشر علماء الأمّة، إنّما جعلني الله خليفته بالحقّ وقائد حزبه في الأرض ضدّ المسيح الدجال الشيطان الرجيم المُبلس من رحمة الله وأوليائه الذين يتخذون سبيل ما يغضب الله وساءت سبيلاً.
ويا معشر علماء الأمّة، 
إني أشهد الله وجميع الذين يعبدون نعيم رضوانه بإني أدعوكم للحوار في موقعي طاولة المهدي المنتظر للحوار، وأما حقيقة دعوتي فهي دعوة المهدي المنتظر للناس إلى نعيمِ هو أعظم من نعيم الدُّنيا والآخرة، وأعِدَكم به من لحظة فور التصديق والاتّباع وعداً غير مكذوب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ إِن كنتم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}
صدق الله العظيم [آل عمران]
ويا أحباب الله يا من تحبون الله ويا من اتّخذتم إليه سبيل الرضوان، كونوا أنصاري إلى الله ولا تُكذبون بنعيم رضوانه فتهلكوا، ويا أخي الكاشف إن كنت تريد الحقّ وسوف تجد حقيقة دعوة المهدي المنتظر فتعلم بأني الحقّ من ربّك، وكيف تعلم ذلك علم اليقين؟ فتصور بأن الله ليس راضياً في نفسه عليك، وتصور ذلك وأنت في خلوة بربك وناجي ربّك وقل له:

 "يا إلهي لقد جئت إليك تائباً مُنيباً راجياً حُبّك وقربك ورضوان نفسك فأنت خلقتني لأكون عبداً لِرضوانك ربّي، وجئت إليك لتحقيق الهدف، وكيف أستطيع ما لم تُمدني برُوح رضوانك؟"
 . وامكُث بين يدي ربّك فلا تقُم من مكانك حتى يُجيبك ولن يطول عليك بل سوف تجده يُرحب بك ربّك، وكيف تعلم ذلك، وسوف أدلك على آية الرضوان فإذا غشّى نور رضوانه قلبك فسوف يخشع قلبك وتدمع عينك وتتمنى بأن لو تكون كذلك طول عمرك فذلك رُوح الرضوان حتى ولو كان قلبك أشد قسوة من الحجارة لجعلته يُقطر بالماء فيسيل الدمع من عيناك مما عرفت من الحقّ، والحق هو ربّك وما دونه باطل. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الحقّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)}
صدق الله العظيم [المائدة]
ويا أخي الكاشف، أقسم بالله الذي رضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من الجنّة بأني أنا المهدي المنتظر أدعوكم يا معشر المسلمين والنّاس أجمعين إلى نعيمٍ عظيمٍ تجدونه أعظم من نعيم الدُّنيا والآخرة، ذلك سبيل رضوان الله ربّ العالمين فاتخذوه معي سبيلاً، وقد أخبرتكم بأنه نعيمٌ أكبرُ من نعيم الدُّنيا والآخرة، فيا معشر المؤمنين بالقرآن العظيم صدّقوا الخبير بالرحمان وصدّقوا خبر الله في القرآن بأنّ رضوان نفسه على عباده نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة. تصديقاً لقول الله تعالى:

{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)}
صدق الله العظيم [التوبة]
فكيف تكذّبني يا أخي الكاشف؟ فإنك لم تكذّبني بأن اسم الله الأعظم جعله حقيقة لرضوان نفسه بل كذبت كلام ربّك الذي أخبرك بذلك في محكم كتابه في قوله تعالى:

{وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)}
صدق الله العظيم
فانظر ماذا ذكر الله قبل هذا القول فتجده يتحدث عن نعيم الجنّة ومن ثمّ وصف بأن نعيم رضوان نفسه على عباده نعيم أعظم من نعيم الجنّة وإن كنت ترى لهذه الآية المُحكمة بيان أخر فأهدني إليه إن كنت من الصادقين وأقسم بربّ العالمين لو أجتمع جميع علماء المسلمين الأولين منهم والآخرين لا يستطيعون أن يأتوا لهذه الآية ببيان أحق من بيان ناصر محمد اليماني وذلك لأنه ما بعد الحقّ إلا الضلال فما بعد رضوان الله إلا غضبه ونعوذ بالله من غضبه بنعيم رضوانه وحبه وقربه إن ربّي غفورا رحيم
.
ويا أيّها الكاشف لماذا خلقك الله؟
 وأعلم إجابتك فسوف تقول لى: " لأعبده"
 . ومن ثمّ أردّ عليك: فهل تعبده لكي تنال رضوانه؟ وسوف تقول: "نعم" .
 ومن ثمّ أقول لك: ولماذا تريد رضوان ربّك؟ فإذا قلت: "لكي يدخلني جنته" 
. ومن ثمّ يَردّ عليك المهدي المنتظر فأقول لك:
 وهل خلقك الله من أجل الجنّة أم إنّه خلقك من أجله؟ وسوف تقول:
 "خلقني الله من أجله" . ومن ثمّ أقول لك: فلماذا تعبد الجنّة والحور العين؟
 وسوف تقول: "أعوذ بالله، بل أعبد رضوان نفس ربّي" . 
ومن ثمّ أردّ عليك وأقول: إنك لم تعبد الله كما ينبغي أن يُعبد، وذلك لأنك اتّخذت رضوانه وسيلة لتحقيق الغاية والتي هي الجنّة والحور العين، فيا عجبي منكم ياعُبّاد الجنّة والحور العين فهل خلقكم الله من أجل الجنّة والحور العين؟ أم إنه خلق الجنّة والحور العين من أجلكم وخلقكم من أجله؟ أفلا تعبدون الله كما ينبغي أن يُعبد؟
 إذاً قد جعلتم الحكمة من خلقكم لكي يدخلكم جنته ويقيكم ناره ولكن الله 
قال في محكم كتابه:
{وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدونِ (56)}
صدق الله العظيم [الذاريات]
إذاً لقد أخطأتم الوسيلة يا معشر جميع المتقين، فاتخذتم رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق الغاية وهي الجنّة والحور العين، ولا تختلف دعوة المهدي المنتظر مع دعوة جميع الأنبياء والرسُل إلا في هذا، فهم يدعون النّاس ليعبدوا الله حتى يدخلهم جنّته وينقذهم من ناره ولكنهم أخطأوا الوسيلة جميعاً فاتّخذوا رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق الغاية وهي الجنّة والحور العين برغم أن الله لم يخلق الجنّة والحور العين إلا من أجلهم وخلقهم من أجله، إذاً لم تقدروا الله حقّاً قدره ولا تزالون مختلفين - يا معشر المُتقين والنّاس أجمعين - فلم تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فتحققون الحكمة من خلقكم، ولم تحققوها ما دمتم تتخذون رضوان نفس الله النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر، فلا تنقضي الحكمة من خلقكم حتى تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فلا تتخذوا سبيل رضوانه وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر بل لتحقيق حبّه وقربه ورضوان نفسه وأنتم موقنون بأن حبّه وقربه ورضوان نفسه هو نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة والحور العين، فاتّبعوا الخبير بالرحمان لأهدكم سبيل النّعيم الأعظم من جنّة النّعيم ذلك رضوان الله عليكم إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أيّها الَّذِينَ آمنوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)}

صدق الله العظيم [المائدة]
ما لم فلا تزالون مختلفين جميع المُتقين والنّاس أجمعين ولم تحققوا الهدف الذي خلقكم الله من أجله، ولم يَعْبُدْ الله كما ينبغي أن يُعبد غير المهدي المنتظر من النّاس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:

{وَلَوْ شَاء ربّك لَجَعَلَ النّاس أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إلا مَن رَّحِمَ ربّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ ربّك لأَمْلأنَّ جهنّم مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ(119)}
صدق الله العظيم [هود]
فتدبروا هذه الآية الجليّة في شأن المهدي المنتظر الذي هو الوحيد الذي عبد الله كما ينبغي أن يعبد وذلك لأنه لم يتخذ رضوان الله النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر نعيم الجنّة والحور العين أو لتحقيق الدرجة العالية الرفيعة التي لا ينبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عباد الله، وكلاً من جميع المقربين والأنبياء والمرسلين يرجو أن يكون هو، ولذلك يتنافسون على الرحمن أيّهم أقرب، وللأسف أكثر المؤمنين يدعونهم من دون الله فيرجون منهم الشفاعة بين يدي الله فأشركوا بالله، وكان من المفروض أن ينافسوهم على ربّهم وليس الله حصرياً للمقربين من الأنبياء والمرسلين فهم عبيد ونحن عبيد ولنا الحقّ في المعبود سوياً، فمن شاء ابتغى إلى ربّه الوسيلة، ولكن للأسف فإن أكثر النّاس لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون يدعون من دونه عباده المقربين. وقال تعالى:

{قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً (56) أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُوراً (57)}

صدق الله العظيم [الإسراء]
إذاً يا معشر المؤمنين الصالحين وجميع الكافرين، لم تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ولا تزالون مُختلفين فمنكم من يعبد الدُّنيا وذلك مبلغهم من العلم فألهتهم عن الهدف الذي خلقهم الله من أجله، ومنكم من يعبد الجنّة والحور العين وإنما اتّخذ رضوان الله وسيلة لتحقيق الغاية، فإذاً لا تزالون مُختلفين ولم تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد، وهنا يأتي حُكم الله الحقّ على الجنّ والنّاس أجمعين بنار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى:

{وَلَوْ شَاء ربّك لَجَعَلَ النّاس أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إلا مَن رَّحِمَ ربّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ ربّك لأَمْلأنَّ جهنّم مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ(119)}
صدق الله العظيم [هود]
وذلك يوم تُسألون عن النّعيم الذي خلقكم من أجله فجعله حقيقة في رضوان نفسه فلم تحققوا الهدف الذي خلقكم من أجله انتم جميع المُختلفين المؤمنين والكافرين، فطائفة أشركوا بربّهم وأخرى لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ولذلك يأتي حكم الله على الجنّ والإنس وتسمعون حكم الله أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:

{وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إلا مَن رَّحِمَ ربّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ ربّك لأَمْلأنَّ جهنّم مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ (119)}

صدق الله العظيم [هود]
وذلك يوم الفزع الأكبر للصالحين والكافرين إلا إنه لن يصيب الصالحين منه سوء برغم فزعهم فلن يحزنهم الفزع الأكبر الذي يشمل جميع من في السماوات والأرض.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرض إلا مَن شَاء اللَّهُ وَكلّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)}

صدق الله العظيم [النمل]
وذلك هو المهدي المنتظر المُستثنى عليه فلن يناله الفزع الأكبر لأنه عَبَدَ الله كما ينبغي أن يُعبد فأتاه الله ملكوت الدُّنيا والآخرة وكُلاً أتوه داخرين، وأعلم أن هذا كلام كبير جداً ولكني على إلجامكم بمحكم القرآن العظيم لقدير بإذن الله الواحد القهّار وفي ذلك اليوم يوم إعلان النتيجة العامة هل تحققت الحكمة من خلق الجنّ والإنس والملائكة؟
 فأجيب عليكم بإذن الله بالحقّ فأقول:
 كلا لم يُحققها غير واحد وهو المهدي المنتظر وهو الذي نال شرف الدرجة العالية الرفيعة لخلافة الله على ملكوت كلّ شيء وهو الوحيد الذي یؤذن له بالقول بين يدي الله
 ومن ثمّ لا يشفع لهم شيئاً وإنما يُحاجّ الله في نعيمه الأعظم فيقول الله له:
 ألم أجعلك خليفتي الشامل على الملكوت كله؟ وإذا المهدي المنتظر يقول:
 أعوذ بك ربّي أن أرضى بذلك النّعيم بل أريد النّعيم الأعظم من ذلك. ومن أجله خلق الله الخلق وقد علمناكم بأن النّعيم الأعظم هو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه ما لم يدخل كلّ شيء في رحمته؟ 
فأمّا الكافرين فلا يملكون من الرحمن يوم القيامة خطاباً فلا يؤذن لهم فيعتذرون وكذلك جميع المتقون لا يملكون يوم القيامة من الرحمن خطاباً نظراً لأنهم أخطأوا الوسيلة فاتّخذوا النّعيم الأعظم رضوان نفس الله والذي خلقهم من أجله فاتّخذوه وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر نعيم الجنّة والحور العين، ولم يخلقهم الله من أجل الجنّة والحور العين بل خلقهم من أجله وخلق الجنّة والحور العين من أجلهم، وكان ذلك خطأهم ولم يحققوا الهدف من خلقهم، وكذلك الملائكة المقربين كانت فتنتهم في الدرجة العالية الرفيعة في خلافة الملكوت على الملائكة والجنّ والإنس وهي نفس الدرجة التي أعطاها الله لآدم من قبل ليكون خليفة الله على الملائكة والجنّ والإنس من ذريّته، ولكن آدم لم يعرف الله حقّ معرفته وكانت الجنّة فتنته ولو كان يعلم بأن نعيم رضوان نفس ربّه أعظم من نعيم الجنّة التي هو فيها لما عصى أمر ربّه وإنما أخافه الشيطان على النّعيم الذي هو فيه:
{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدم هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى (120)}

صدق الله العظيم [طه]

{وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إلا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالدّين (20)}

صدق الله العظيم [الأعراف]
إذاً لو كان يعلم آدم بأن نعيم رضوان نفس ربّه هو نعيم أعظم من النّعيم الذي هو فيه لما حرص على النّعيم الذي هو فيه ليكون فيه من الخالدّين وإنما أكل من الشجرة حرصاً على البقاء في هذا النّعيم إذاً لا يستحق درجة خلافة الملكوت، ولذلك نال بالفشل الذريع ولم يجد الله له عزماً, وكذلك الملائكة المقربين كانت الدرجة العالية الرفيعة فتنتهم:

{وَإِذْ قَالَ ربّك لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعْلًمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(30) وَعَلَّمَ آدم الأسماء كُلَّهَا ثمّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأسماء هَـؤُلاء إِن كنتم صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سبحانكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدم أَنبِئْهُم بأسْمَائِهم فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأسْمَائِهم قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي اعلم غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كنتم تَكْتُمُونَ (33)}

صدق الله العظيم [البقرة]
والملائكة حاجّوا ربّهم لأنهم يرون بأن الخليفة للملكوت الأولى أن يحظى بهذا الشرف أحد الملائكة، ولذلك قالوا:
 
 {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعْلًمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30)} 
  صدق الله العظيم، 
ولذلك كان في نفس الله شيئاً من ملائكته المقربون حتى هم يسبحون بحمد ربّهم ويقدسون له فيتخذون حبّه وقربه ورضوان نفسه وسيلة لتحقيق الغاية وهي الدرجة العالية لخلافة الملكوت، ولكن ملائكة الرحمن أدركت بأن في نفس ربّهم منهم شيء ولم يدركوا ذلك إلا حين عرض عليهم خلفائه من ذريّة آدم فقال:
{وَعَلَّمَ آدم الأسماء كُلَّهَا ثمّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأسماء هَـؤُلاء 
إِن كنتم صَادِقِينَ (31)}
صدق الله العظيم [البقرة]
وعلم الملائكة بأنهم قد أزاغوا عن طريق الحقّ وعلموا ذلك من خلال قول ربّهم الموجّه لهم بالتكذيب من ربّهم بأنهم أولى بها وأنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ولذلك قال الله لهم:

{أَنبِئُونِي بِأسماء هَـؤُلاء إِن كنتم صَادِقِينَ (31)}

صدق الله العظيم [البقرة]
إذاً يا معشر علماء الأمّة، قد تبيّن لنا بأنه لن ينال من الرحمن خطاباً يوم القيامة جميع الكافرين لأنهم كفروا بربّهم، وكذلك جميع المُتقين الصالحين من الإنس والجنّ والملائكة لأنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ولن يملك من الرحمن خطابا غير المهدي المنتظر الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد. وقال الله تعالى:

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً (35) جَزَاء مِّن ربّك عَطَاء حِسَاباً (36)ربّ السماوات وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوح وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إلا مَنْ أَذِنَ له الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الحقّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى ربّه مَآباً (39) إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كنت تُرَاباً (40)}

صدق الله العظيم [النبأ]
فلماذا لا يملك جميع المتقين من ربّهم الخطاب. وقال الله تعالى:

{نَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً (35) جَزَاء مِّن ربّك عَطَاء حِسَاباً (36) ربّ السماوات وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37)}

صدق الله العظيم [النبأ]
وكذلك الملائكة المقربين بما فيهم جبريل الأمين لا يملكون من الرحمن خطاباً. 
وقال الله تعالى:
{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوح وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إلا مَنْ أَذِنَ له الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الحقّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى ربّه مَآباً (39) إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كنت تُرَاباً (40)}

صدق الله العظيم [النبأ]
وذلك هو شأن المهدي المنتظر الحقّ من ربّكم الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد. ولا تحل لأحد الشفاعة إلا لمن فاز بالدرجة العالية ولكنهم جميعاً أخطأوا الوسيلة وأرادوا الفوز بها ولكن المهدي المنتظر اتّخذها وسيلة لتحقيق الغاية وهي أن يكون الله راضياً في نفسه.وأعلم يا معشر علماء الأمّة بأن هذا كلام كبيرٌ فهوِّنوا على أنفسكم وبيني وبينكم شيءٌ واحدٌ وهو أن لا أدَّعي الربوبيّة، وما ينبغي لي أن يؤتيني الله علم الكتاب فأقول للناس ادعوني من دون الله، وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي بحقّ بل أدعوكم أن تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فلا تتخذوا نعيم رضوانه وسيلة من أجل الفوز بنعيم الجنّة أو الدرجة العاليّة الرفيعة لخلافة الملكوت، فلم يخلقكم الله من أجل ذلك كلّه بل خلق الله السماوات والأرض وما فيهم من أجلكم وخلقكم من أجله. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدونِ (56)}
صدق الله العظيم [الذاريات]
وأنا المهدي المنتظر أدعوكم لعبادة الله ربّي وربّكم كما ينبغي أن يُعبد، فهل تتخذون نعيم رضوانه معي سبيلاً أم أني الآن سوف أنال غض اتبكم أجمعين فتروني على باطل وضلالٍ مبين؟ إذاً علِّموني بضلالي إن كنتم صادقين. أم إنكم تعبدون الرسل والأنبياء ولذلك سوف تروني على ضلالٍ مبينٍ لأنكم تركتم الله للرسل والأنبياء يتنافسون عليه أيّهم أقرب وأما أنتم فترون إنه لايحق لكم، تُريدون أن يشفعوا لكم بين يدي الله.
وأقسم بربّ العالمين لا تحل الشفاعة إلا للمهدي المنتظر، وكلا ولا ولن أشفع لكم بين يدي ربّي وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فكيف أشفع بين يدي من هو أرحم بعباده من عبده! وإنما يأذن لي ربّي بالقول الصواب لكي أحاجّه في تحقيق نعيمي الأعظم وهو أن يكون هو راضٍ في نفسه وليس متحسراً على عباده، ونظراً لعلمي لتحسر ربّي على عباده لأنه أرحم بعباده من عبده ولذلك حرَّمت الجنّة على نفسي حتى يحقق الله لي النّعيم الأعظم وهو أن يكون راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه ما لم يدخل كل شيء في رحمته؟ ثمّ تأتي الشفاعة من الله وحده فيقول للمهدي المنتظر أدخل أنت وعبادي جنتي فقد حققت لك نعيم رضوان نفس ربّك، وهنا تكون المُفاجأة فيقول النّاس لبعضهم بعض: ماذا قال ربّكم؟ فيقول الصالحون الذين لم يحزنهم الفزع الأكبر فيقولون: الحقّ وهو العلي الكبير. وقال الله تعالى:

{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأرض وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا له مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ له حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ ربّكم قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)}

صدق الله العظيم [سبأ]
وذلك هو المهدي المنتظر الذي أذن الله له أن يُحاج ربّه:

{وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}
صدق الله العظيم [سبأ: 23]
وذلك لأنه يعبد الله ليكون راضياً في نفسه، ولكنه لم يقُل: ربّي شفِّعني في عبادك!! أعوذ بالله ذلك هو الضلال البعيد، إذاً ما زدناهم إلا ضلالاً، وذلك لأنهم سوف يقولون لولا هذا العبد لهلكنا، قاتلهم الله أنَّى يؤفكون. بل لولا بأن الله أرحم الراحمين وإنما علم المهدي المنتظر بتحسر ربّه في نفسه على عباده لأنه أرحم الراحمين فلا تحرف كلام الله عن مواضعه يا أيّها الكاشف أم إنك تنكر بأن الله أرحم الراحمين؟ فإذا كان كذلك فكيف لا يتحسر على عباده فاتقِ الله.وهذا هو أعظم كلام يكتبه المهدي المنتظر في الكتاب فلا تكفر بحقيقة اسم الله الأعظم إذاً قد كفرت بأن نعيم رضوان الله هو أعظم 
من نعيم الجنّة، وسوف يحكم الله بيني وبينكم أجمعين بالحقّ وهو أسرع الحاسبين، 
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.
كتب البيان عبد النّعيم الأعظم المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.