الاثنين، 21 مايو 2012

قصة نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وتحكيم العقول

        
 قصة نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وتحكيم العقول
ويا أُمَّة الإسلام،
 والله الذي لا إله غيره إنكم لن تتبعوا الحقّ حتى تنسوا الروايات التي بين أيديكم عن أسلافكم فقد أضلّكم علماؤكم عن سواء السبيل بسبب تفسيرهم لكلام الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وأعوذُ بالله أن أكون كمثل عُلمائكم الذين اتبعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن، ولربما يزأر على المهديّ المنتظَر أحد علماء الشيعة أو السنة والجماعة وكأنه ليث غضنفر وهو مُعرض عن الذكر فيقول: "احترم نفسك يا من تزعم أنك المهديّ المنتظَر فتقول على علماء المسلمين أنهم أطاعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن، فكيف تكون المهديّ المنتظَر وأنت تفتري علينا نحن علماء الأمَّة المرشدين للبشر في جميع الأقطار؛ بل نحن أنوارٌ على المنابر في بيوت الله لتذكير البشر". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: 
فبئس الذكر ذِكركم و بئس الوعظ وعظكم وبئس العلم عِلمكم إلا قليلاً.
وأقسمُ بمن رفع السبع الشداد وثبت الأرض بِالأوتاد أنكم اتبعتم أمر الشيطان الذي أمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وعصيتم أمر الرحمن الذي أمركم وحرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فأعرضتم عن أمر الرحمن واتبعتُم أمر الشيطان وفسرتُم القرآن من ذات أنفُسِكُم بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، ولذلك اتبعتم مُتشابهه وأعرضتم عن مُحكمه الذي لا يحتاج لتأويل وهو الحقّ المُحكم من ربّكم.
ولكن في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ الأبلج في الآيات المحكمات، وأمركم الله أن تتبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات لِعالمكُم و جاهِلكُم، وأما الآيات المتشابهات فلم يأمُركم الله 
إلا بالإيمان بها فقط فتردون علم تأويلها للذي لا يعلم بتأويل المتشابه سواه الله ربّ العالمين، ويُعلّم بِهنَّ من يشاء من عباده، فبالله عليكم ألم نحاجكم بِالآيات المحكمات ولكِنكم تذروها وراء ظهوركم ثم تحاجوني بالآيات المتشابهات ومن ثم آتيكم بتأويلها الحقّ فأخرس ألسنتكُم ومن ثم تصمتون يا معشر علماء الأمَّة الذين حاوروني كثيرٌ منكم حتى إذا وجدوا أني هيمنت عليهم بالآيات المحكمات ثم هيمنت عليهم بسلطان
 علم المتشابه من القرآن فإذا هم يصمتون فيقولون:
 فهل هذا هو المهديّ المنتظَر أم شيطانٌ أشر؟ ولا يزالون في ريبهم يترددون كمثل الكافرين حتى يرون العذاب الأليم.ولكن الحمد لله الذي جعل من أنصار المهديّ المنتظَر في ذات البشر، وهي عقولهم ، ولكنهم عصوا عقولهم التي لا تعمى، وذلك لأن سبب صمت علماء المسلمين هي أن عقولهم لا تخالف لدعوة المهديّ المنتظَر وتقول لهم إنكم أنتم الظالِمون، ولكنهم لا يوقنون بحكم عقولِهم بينهم وبين المهديّ المنتظَر كما لم يوقن قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام بحكم الطرف الثالث الذي حكم بين رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وبين قومه، غير أن نبيّ الله إبراهيم لم يعلم بهذا الحكم الحقّ ولكن قومه علموا بالحكم بينهم وبين إبراهيم ولكنهم لم يستجيبوا للحكم الحقّ.
و لربّما يودّ أحد علماء الأمَّة أن يقاطعني فيقول: ومن هم هؤلاء الحكام (العقول) الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه؟ ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول:
 {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أنتم الظَّالِمُونَ} 
صدق الله العظيم [الأنبياء:64]
فانظر أيّها العالم من هم الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه،
وقالوا لقوم إبراهيم: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أنتم الظَّالِمُونَ} 
 صدق الله العظيم،
وسوف تجد أن هذا الحُكم الحقّ صدر من عقول قوم إبراهيم فتوى إلى أنفُسِهم حين رجعوا إلى أنفُسِهم بالتفكير، فقالت عقولهم لأنفسِهم إنكم أنتم الظالمون، وكلّ واحدٍ من قوم إبراهيم تلقى الفتوى من عقله حين جعلهم إبراهيم يتفكرون بعقولهم وقال:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَ‌اهِيمَ رُ‌شْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أنتم لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أنتم وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مبين ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بالحقّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل ربّكم رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرض الَّذِي فَطَرَ‌هُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِ‌ينَ ﴿٥٧﴾فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرً‌ا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْ‌جِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إنّه لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُ‌هُمْ يُقَالُ له إِبْرَ‌اهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النّاس لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَ‌اهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُ‌هُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَ‌جَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أنتم الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُ‌ءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّ‌كُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾}
صدق الله العظيم [الأنبياء]
فانظروا لقول الله تعالى :
{فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أنتم الظَّالِمُونَ}
 صدق الله العظيم،
 أي أنهم رجعوا إلى أنفُسِهم بالتفكير ثم جاءتهم الفتوى من عقولهم إلى أنفُسِهمْ {فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أنتم الظَّالِمُونَ}
 صدق الله العظيم.
وذلك لأن الأبصار هي حقاً لا تعمى عن الحقّ ولكن ليس لها سلطان على الإنسان، ولكنها مستشارٌ أمينٌ لا يخون صاحبه ولا ربّه أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
صدق الله العظيم [الحج:46]
فانظروا إلى عقول قوم إبراهيم المجرمين فهل عميت عقولهِم عن الحقّ؟ كلا وربي، إنها أفتتهم أنهم هم الظّالِمُونَ والحقّ مع رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أنتم الظَّالِمُونَ} 
صدق الله العظيم. 
فَمِنهُم الذين قالوا: {إِنَّكُمْ أنتم الظَّالِمُونَ} ألا وإنها عقول قوم إبراهيم حين رجعوا إلى أنفُسِهمْ بالتفكير برهةً في شأن الأصنام فأفتتهُم عقولهم بالحقّ، ولكنهم لم يتبعوا عقولهم بسبب عدم يقينهم بفتوى عقولهم وقالوا إن آباءهم هم أعلم وأحكم فنحن على آثارهم مهتدون، فلم يتبعوا فتوى عقولهم كما لم يتبع كثيرٌ من المسلمين ممن أظهرهم الله على بيانات ناصر محمد اليماني فرضخت عقولهم ولكنهم رفضوا فتوى عقولهم وقالوا: "أرجلٌ واحد منا نتبعه ونذر كثيراً من الأئمة وعلماء الأمَّة هيهات هيهات؟". ألا لعنة الله على من أعرض عن كتاب الله بعدما تبين له الحقّ من ربّه،
 فانظروا لقول نبيّ الله إبراهيم لقومه:
{فَرَ‌جَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أنتم الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُ‌ءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّ‌كُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٦٧﴾}
صدق الله العظيم [الأنبياء]
وقوله: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٦٧﴾} 
 صدق الله العظيم ،
 وكذلك المهديّ المنتظَر يقول: ذروا ما وجدتم عليه أسلافكم واتبعوني أهدكم صراطاً مستقيماً وإياكم أن تتبعوني في شيء يخالف للعقل والمنطق فترفضه عقولكم،
وهيهات هيهات فهل حجّة الله عليكم إلا العقل والمنطق:
 {أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٦٧﴾}  صدق الله العظيم.