الثلاثاء، 12 يونيو 2012

تنزيل القرآن من الرحمن على قلب محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فمُعَلِمُه جبريل القوي الأمين..

 تنزيل القرآن من الرحمن على قلب محمدٍ صلّى الله عليه 
وآله وسلّم، فمُعَلِمُه جبريل القوي الأمين..
بسم الله الرحمن الرحيم..
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
 ولا أفرق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، ثم أمّا بعد..
إلى محب المهديّ الباحث عن الحقيقة وإلى جميع المسلمين، هل تعلمون بأن الله وعدكم بالبيان الحقّ للقرآن ونزل القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى:
{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}
صدق الله العظيم [القيامة:18]
والقارئ هو جبريل عليه الصلاة والسلام إلى محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى:

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مرّة فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ ثمّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾}

صدق الله العظيم [النجم]
ومعنى قوله
:
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ}
 أي: وما يتكلم إلا بما كلمه به معلمه جبريل عليه الصلاة والسلام لذلك قال: 
 {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾}، 
 وشديد القوى هو جبريل وهو من أعظم الملائكة في الحجم وبسطةً في العلم، وذلك لأن الملائكة ليسوا بسواء في الأحجام، وذلك لأنهم ليسوا بالتناسل فيأتي الابن مثل أباه؛ بل يخلقهم الله بكن فيكون كيف يشاء. وقال الله تعالى:
{جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رسلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُ‌بَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ}
صدق الله العظيم [فاطر]
وإن جبريل عليه الصلاة والسلام من الملائكة العظام في الخليقة حتى إذا تنزل إلى محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يستوي بإذن الله إلى بشرٍ كما استوى حين ابتعثه الله إلى مريم ليُبشرها بأنها سوف تلد غلاماً بكن فيكون فصدقت بكلمات ربّها وكذلك تمثل لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بشراً سوياً، ثمّ دنا من محمدٍ رسول الله - صلى عليه وآله وسلّم - فكان قاب قوسين وهي المسافة لحبل القوس الرابط بين القوسين المُتقابلين والمُنحنيين وذلك لأنه يشدُّ محمداً رسول الله إليه أثناء الوحي بادئ الرأي، ولكن المسافة غير ثابتةٍ بينهما أثناء الوحي كما يبدو لي في القرآن العظيم في دقة الخطاب. لذلك قال الله تعالى: 
 {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} وليس ذلك قول بالظنّ منه تعالى بقوله {أَوْ أَدْنَىٰ}؛ بل من دقة القول الصدق منه تعالى يقول بأن المسافة لم تكن ثابتة وذلك لأن جبريل كان يشده إليه ثمّ يلين له وذلك لكي يركز محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لما سوف يقوله له المرسل إليه ويعلم عظمة الأمر وأنه القول الفصل وما هو بالهزل من ربّ العالمين. لذلك قال تعالى: {فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ} أي أوحى الله سبحانه إلى محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما أوحاه جبريل إلى محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولكن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رأى جبريل نزلة أخرى ولكن على هيئته ملك عظيم وذلك عند سدرة المُنتهى ليلة الإسراء والمعراج ورأى في تلك الليلة من آيات ربّه الكبرى.
إذاً المُعلم شديد القوى هو جبريل عليه الصلاة والسلام، الذي كان يُعلّم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن، ولكن المهديّ المنتظَر يُعلمه البيان الله الذي خلقه مباشرةً بوحيّ التّفهيم. لذلك قال الله تعالى:

{فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثمّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴿١٩﴾}
صدق الله العظيم [القيامة]
فأمّا القرآن فعلمه الله لجبريل ليُعلمه لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم،
 وأما البيان فكان الله هو المُعلم به مباشرةً إلى المهديّ المنتظَر
 وذلك هو التأويل الحقّ لقوله تعالى {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}.
 وقال الله تعالى:
{الرَّ‌حْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾}
صدق الله العظيم [الرحمن]
والرحمن علم القرآن لجبريل ليُعلمه لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
 وذلك هو التأويل لقوله: {الرَّ‌حْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾}.
وأما المهديّ المنتظَر صاحب علم الكتاب فهو الإنسان الذي علمهُ الله البيان الشامل للقرآن وأن الشمس والقمر بحسبان،
فقد علمناكم بالسنة الشمسيّة في ذات الشمس وكذلك السنة القمرية لذات القمر وفصلنا ذلك من القرآن تفصيلاً.ومعنى قوله {خَلَقَ الْإِنسَانَ} فذلك هو المهديّ المنتظَر حتى إذا جاء العمر المناسب له علمه البيان الحقّ للقرآن ولم يخبئه في سرداب سامراء ثمّ أخرجه وعلمه.وربما يقول الجاهلون إنه يقصد بقوله:
  {خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾}
  أي آدم عليه السلام، ونسي قوله تعالى:
{يَا أيّها الْإِنسَانُ مَا غَرَّ‌كَ بِرَ‌بِّكَ الْكَرِ‌يمِ ﴿٦﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧﴾ فِي
 أَيِّ صُورَ‌ةٍ مَّا شَاءَ رَ‌كَّبَكَ ﴿٨﴾}
[الإنفطار]
ومن ثمّ نقول له إن الإنسان الذي خلقه الله وعلمه البيان لم يكن قبل نزول القرآن بل بعد تنزيل القرآن والقرآن لم يتنزل على آدم بل على محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ويخصه قوله تعالى
{الرَّ‌حْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾} 
 أي علمه لجبريل ليُعلمه لمحمدٍ رسول الله عليهما الصلاة والسلام.ثم من بعد ذلك وفي الوقت المناسب خلق الإنسان الذي يُعلمه الله البيان الحقّ للقرآن وذلك هو المقصود في قوله تعالى {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} صدق الله العظيم.وذلك بعد أن يحيطكم الله ما شاء من علمه لترون آيات ربّكم على الواقع الحقيقي تصديقاً لقوله تعالى: 
 {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥﴾}
صدق الله العظيم [الأنعام]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.