الأربعاء، 27 يونيو 2012

ردّ المهدي المنتظر إلى السائلين عن اسم الله الأعظم..

الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 08 - 1433 هـ
27 - 06 - 2012 مـ
           
ردّ المهدي المنتظر إلى السائلين عن اسم الله الأعظم.. 
بسم الله الرحمن الرحيم 
 والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنبياء الله ورسله وآلهم الأطهار وجميع المسلمين التابعين للحق إلى يوم الدين..
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم ( أسس )،
 وقال الله تعالى:
 { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } 
 صدق الله العظيم [التوبة:109] 
وأرجو أن تكون من أصحاب المسجد الأول وسراجاً منيراً للأمة، وما دمت مشهوراً من خطباء المنابر ودَخلتْ صورتُك كثيراً من بيوت المسلمين عن طريق الفضائيات فنحن نرحب بفضيلتكم للحوار في ركن من أركان الإسلام ألا وهي الصلاة التي جعلها الله الصلة بين العبيد والرب المعبود، ولسوف نفصّلها تفصيلاً بإذن الله ومن محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب ولكن بشرط أن تقوم بتنزيل صورتك واسمك بالحق، ولسوف ننظر هل حقاً دخلت الديار بصورتك عن طريق الفضائيات وشاهدناك في التلفاز كونه لا حِلّ لقسمك غير هذا إنك من الذين يظهرون في الفضائيات. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بأخي الكريم، ونأمر الأنصار أن يحترموك ويقيمون لك وزناً ولكن كن جدياً فالأمر نبأ عظيم وحوار في دين الله فلا تُخفِ نفسك، ومما تخاف يا رجل؟ 
ويا عجبي من كثير من علماء الأمة ممن أظهرهم الله على دعوة الإمام المهدي ناصر محمد في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يتجرأ أحد المشايخ المشهورين أن يقوم بتنزيل صورته واسمه بالحق ليحاور الإمام ناصر محمد اليماني في ركن الصلاة عمود الدين.وربما (أسس) يودّ أن يقول:
 "ولماذا لم تستكمل بيان الصلاة للأنصار يا ناصر محمد أولى من أن تبيّنها 
لشيخ مشهور ولم يكن من أنصارك؟" . 
ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول:
يا رجل إن الإمام المهدي لا يريد أن يزيدكم فرقة جديدة إلى فرقكم كوني لو أبيّنها جميعاً وآمر أنصاري بالالتزام بتطبيق بيان الصلاة بالحق فسوف يضطروا أن يهجروا بيوت الله مساجد المسلمين فيصلوا في بيوتهم مما سوف يضر الدعوة المهدية، فيقول الناس: كان فلان يصلي الصلوات الخمس في المسجد حتى إذا اتّبع الإمام ناصر محمد اليماني فأصبح لا يصلي في بيت الله ولا فرضاً واحداً من فروض الصلوات، ومن ثم يظن الناس أن ناصر محمد اليماني يضلُّ الأمة، ويزيد الناس من ناصر محمد نفوراً كبيراً، فلا يطّلعون على بيانات الإمام المهدي ناصر محمد ويحكمون عليه أنه على ضلال مبين، فيظلمون أنفسهم ويُعرِضُون عن دعوة الحق من ربهم، ولذلك لم نشأ أن نكمل بيان الصلوات لأحبتي الأنصار وأمرناهم أن يصلوا كما يصلي أهل السنة والجماعة حتى ولو كانت صلاتهم فيها زيادة في الركعات فسوف تكتب لهم نافلة عند ربهم، ويتقبل الله صلوات المسلمين حتى ولو كان فيها اختلاف فأهم شيء أن تكون خالية من الشرك بالله فلا يدعو مع الله أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَد}
  صدق الله العظيم [الجن:18]
 فالأهم أننا أخرجناهم من الظلمات إلى النور فلا يدعون مع الله أحداً ولا يرجون شفاعة العبيد بين يدي الرب المعبود، وطهّرناهم من رجس الشيطان بالبيان الحق للقرآن تطهيراً، فأصبحت عبادتهم لربهم عبادة بالحق وليست عادة بل قدّروا الله حق قدره فاتخذوا رضوان الله غاية بسبب عظيم الحب في قلوبهم لربهم وحب الله لهم، فارتقت عبادتهم لربهم عن المادة في الدنيا والآخرة، ولا يجتمع حبُّ الله الأعظم والمادة في قلوب عبيده، وذلك أعظم فضل من الله في الكتاب آتاه قوماً يحبهم ويحبونه أعظم من حبهم لملكوت ربهم في الدنيا والآخرة. 
وأقسم بالله العظيم رب السماوات والأرض وما بينهم ورب العرش العظيم أنهم لن يرضوا بملكوت الدنيا والآخرة ومثله معه ومثله معه مهما زاد ومهما كان ومهما يكون ملك بلا حدود فيؤتيه الله لكل واحد من قوم يحبهم الله ويحبونه إنهم لن يرضوا حتى يتحقق النعيم الأعظم من ملكوت الله أجمعين رضاء نفس ربهم أرحم الراحمين، وذلك من عظيم حبهم لربهم تجاوز المادة في الدنيا والآخرة وقالوا:
 وكيف نرضى بجنات النعيم ونستمتع بالحور العين وأحب شيء إلى أنفسنا 
متحسر وحزين على عباده الضالين النادمين! 
ولربمايود الرجل الذي أرجوأن يكون قلبه أُسس على التقوى أن يقول:
"يا ناصر محمد، فهل وهل تزعم أن الله يتحسر على الكفار المفسدين في الأرض المعرضين عن دعوة الحق من ربهم فيتحسر عليهم ربهم في هذه الحياة؟" 
 ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:أعوذ بالله أن أقول على الله غير الحق، بل غاضبٌ اللهُ على الكفارِ في هذه الحياة وكافةِ المعرضين عن اتّباع الحق من ربهم، ولم أجد أن الله يتحسر عليهم شيئاً سبحانه! بل غاضب عليهم ويمقتهم أكبر من مقت المتقين للكافرين، ولا ينبغي أن تأتي الحسرة في نفس الله عليهم من قبل أن تأتي الحسرة في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربهم، وإنما تأتي الحسرة في أنفسهم من بعد أن يأتيهم عذاب ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
 { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ﴿٥٩﴾} 
صدق الله العظيم [الزمر]
 فانظر يا أسس متى حدثت الحسرة في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربهم، وتجد 
في محكم الكتاب أنه من بعد حدوث صيحة العذاب عليهم من ربهم فيقول أحدهم:
 وقال الله تعالى:
 { وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾ } صدق الله العظيم.
 وأين فتوى الله في محكم كتابه أنه متحسر على المعرضين الضالين الذين أهلكهم بسبب إعراضهم عن دعوة رسل الله؟ فهاتِ برهانك إن كنت من الصادقين. ومن ثم يترك المهدي المنتظر الجواب من الرب مباشرة من محكم الكتاب:
{ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾}
صدق الله العظيم [يس] 
 ومن ثم يتبين لعبيد النعيم الأعظم أن ربهم متحسر وحزين في نفسه على عباده المعذَّبين النادمين، ومن ثم قالوا:
 "إذاً فماذا نبغي من جنات النعيم وأحب شيء إلى أنفسنا متحسر وحزين؟
 هيهات هيهات أن نرضى حتى يرضى، وإن لم يرضى فلماذا خلقنا الله سبحانه؟
 فهل لكي نستمتع بالحور العين وجنات النعيم؟ " . 
ومن ثم وجدوا الجواب من ربهم في محكم الكتاب عن الحكمة من خلقهم أنه لم 
يخلقهم لكي يدخلهم جنات النعيم ولا لكي يعذبهم في نار الجحيم.
وقال الله تعالى:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
 صدق الله العظيم [الذاريات:56]
 فهل ترى قوم يحبهم الله ويحبونه ضلّوا عن الصراط المستقيم بسبب أنهم اتخذوا رضوان الله النعيم الأكبر غاية وليس وسيلة لتحقيق النعيم الأصغر جنات النعيم؟ وهيهات هيهات.. وأقسم بالله العظيم أنهم علموا ومن الآن وهم لا يزالون في الحياة الدنيا أن رضوان الله هو النعيم الأكبر وأن الجنة هي النعيم الأصغر، فكيف يتخذون النعيم الأكبر وسيلة لتحقيق النعيم الأصغر! ألم يفتيكم الله في محكم كتابه إن رضوان الله على عباده هو النعيم الأعظم من نعيم جنته؟ وقال الله تعالى:
 { وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا 
وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
صدق الله العظيم [التوبة:72] 
 والسؤال الذي يوجهه الإمام المهدي عن حقيقة اسم الله الأعظم إلى كافة المسلمين: فهل ترون أنصار الإمام المهدي في عصر الحوار من قبل الظهور الذين اتخذوا رضوان نفس ربهم على عباده غاية في أنفسهم ثابتة في الدنيا والآخرة إنهم ضلّوا عن الصراط المستقيم؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. ألا والله الذي لا إله غيره إن قوماً يحبهم الله ويحبونه حقاً وجدوا أن رضوان الله على عباده هو النعيم الأعظم من جنته لا شك ولا ريب، ولذلك اتخذوا رضوان الله غاية أولئك سوف يفتي المهدي المنتظر كافة البشر في شأن قوم يحبهم الله ويحبونه، وأقول:
 أقسم بالله العظيم رب السماوات والأرض وما بينهم ورب العرش العظيم أنهم لن يرضوا بملكوت ربهم أجمعين في الدنيا والآخرة حتى يحقق لهم النعيم الأعظم ويرضى، وهم على ذلك لمن الشاهدين شهادة الحق اليقين أن الإمام المهدي أفتى في شأنهم بالحق وبين للناس حقيقة خفية في أنفسهم لا يعلم بها إلا الله في أنفسهم، وتلك آية المهدي المنتظر الحق من ربكم وهي أكبر آية في الكتاب على الإطلاق، فليس أكبر من آية النعيم الأعظم آية في الوجود كله... سبحان الله العظيم وتعالى علوا كبيراً. ولن يثبت مع الإمام المهدي في الدنيا والآخرة غير قوم يحبهم الله ويحبونه اجتمعوا على حب الله من بقاع الأرض الشتى، ألا والله الذي لا إله غيره إنه ليغبطهم الأنبياء والشهداء لقربهم ومكانتهم من ربهم وهم ليسوا بأنبياء ولم يكونوا ممن يبتغون الشهادة في سبيل الله، ولذلك فليسوا من الشهداء كونهم لا يتمنون لقاء الكافرين ليقتلوهم ويسفكون دماءهم، بل اتبعوا الأحب إلى نفس الله فتمنوا هداهم، ولا تجدنهم يتمنون قتال الكافرين وسفك دماءهم أو ليقتلهم الكافرون ليدخلوا الجنة بل يتمنون هدى الأمة كلها، وجعلوا هدف هدى الناس جميعاً هدفهم يعملون الليل والنهار على تحقيق هذا الهدف السامي والعظيم، أولئك رحمة من الله للأمة، كم تجهلون قدرهم ولا تحيطون بسرهم. وأقسم بالله العظيم أن تلك حقيقة قوم يحبهم الله ويحبونه الذين وعدكم الله
بهم في محكم كتابه:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءاَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } 
 صدق الله العظيم [المائدة:54] 
ولربما يود أحد السائلين أن يقول:
 "يا ناصر محمد أفلا ترى أن قوماً يحبهم الله ويحبونه يتمنون قتال الكافرين ليسفكوادماءهم فلا يحرصوا على هداهم،والدليل قول الله تعالى:
 {أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} 
 صدق الله العظيم؟ ومن ثم يرد الإمام المهدي على السائلين وأقول:
 والله لا أعلم إلا أنهم يتمنون لقاء شياطين الجن والإنس ولا يتمنون قتال الكافرين من الضالين الذين لا يعلمون، وأما جهادهم المقصود في هذه الآية إنه جهادهم بدعوة البشر إلى تحقيق النعيم الأعظم لا يخافون في الله لومة لائم، وإنما اللوم لا يكون في القتال بل يكون في الدعوة فيلومونهم الذين لا يعلمون سرّ دعوتهم الحق، ألا والله أن أعظم فضل من الله على عباده في الكتاب هو الفضل الذي آتاه قوماً يحبهم ويحبونه، فهل تجدونه ذكر في عبادتهم جنة ولا ناراً؟ بل ذكر السرّ في عبادتهم لربهم بسبب عظيم حبهم لربهم تجاوز حب المادة مهما تكون فيرونها حقيرة وصغيرة في الدنيا والآخرة، فلن يرضوا في أنفسهم حتى يرضى حبيبهم ولذلك لم تجدوا الله ذكر في موضع ذكرهم لا جنة ولا ناراً. قال الله تعالى:
 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءاَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } 
 صدق الله العظيم [المائدة:54]
 ألا والله الذي لا إله غيره إن ذلك أعظم فضل في الكتاب أن يجعل عبادتهم لربهم تطهرت من الماديات تطهيراً:
 { ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } صدق الله العظيم،
 فهل ذكر جنة النعيم في موضع ذكرهم في الكتاب أنها هي فضل الله عليهم العظيم؟
 كلا وربي بل { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } ذلك هو الفضل الأعظم في الكتاب. 
ولذلك قال الله تعالى: 
 { ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
ولربما يود أحد السائلين أن يقول: " وما هو ذلك الفضل المقصود؟
 ومن ثم نترك الجواب مباشرة من الرب في محكم الكتاب:
{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }، ولكن حبهم لربهم عَظُمَ حتى تجاوز المادة فاتخذوا رضوان الله غاية ولن يرضوا حتى يرضى، فكونوا على ذلك من الشاهدين.
وإن لله مائة اسم وعلّم الأنبياء للأمم منها 99 اسماً 
وخصّ الله الإمام المهدي المنتظر أن يُعرّف للبشر حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله الله صفة لرضوان نفسه على عباده، وفي ذلك سر الإمام المهدي المنتظر لو كنتم توقنون.
ولربما يود الذين يلحدون في أسماء الله أن يقاطعني فيقول:
 "يا ناصر محمد إنما ذلك الاسم الأعظم الذي إن دعي به الرب أجاب" . 
ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي: لا فرق بين أسماء الله الحسنى سبحانه وتعالى علواً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَلله الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْالَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِه}
 [الأعراف:180] 
وقال تعالى:
 {قُلِ ادْعُواْ الله أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى }
 صدق الله العظيم [الإسراء:110]
 فكيف تعتقدون إن اسم الله الأعظم أنَّ من عَلِمَهُ ثم يدعو الله به إلا وأجابه الرب؟!
 أليس تلك العقيدة الباطل تفريق بين أسماء الله يا معشر خطباء المنابر ومفتي الديار؟
 بل يجبكم الله بأي اسم تدعونه به من أسمائه الحسنى. 
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 {قُلِ ادْعُواْ الله أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } 
 صدق الله العظيم
 ولكن من عظيم جهلكم أنكم ظننتم إن اسم الله الأعظم هو أعظم من أسمائه الحسنى الأخرى، وإنكم لكاذبون يامن تقولون على الله مالا تعلمون. ولسوف يفتيكم الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني لماذا يُوصف اسم الله الأعظم بالأعظم فليس أنه أعظمُ من أسماء الله الحسنى سبحانه وتعالى إلهٌ واحدٌ فلا فرق في أسماء الله الحسنى، وإنما يُوصف اسم الله الأعظم بالأعظم كون سرّه في نفسه جعله صفة لرضوان نفسه على عباده والذين قدروا ربهم حق قدره سوف يجدون رضوان الله على عباده هو النعيم الأعظم من نعيم جنته، ولذلك يوصف بالاسم الأعظم كونه صفة رضوان الله 
على عباده فيجدون إنه حقاً نعيم أكبر من نعيم جنته حقاً كما أفتاهم في محكم كتابه:
 ( إن رضوان الله على عباده نعيم أكبر من جنته)
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 { وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا 
وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
صدق الله العظيم [التوبة:72] 
ولربما يود أن يقاطعني أحد أولي الألباب فيقول:
 "إن كنت حقاً المهدي المنتظر لا شك ولا ريب فسوف نجد القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه أنه قد بعثهم للعالمين يدعون المسلمين والناس أجمعين على بصيرة من ربهم فصفهم لنا يا ناصر محمد اليماني حتى نعرفهم من بين الدعاة إلى الله"
 . ومن ثم يترك الإمام المهدي للرب الجواب على السائلين في محكم الكتاب:
{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }صدق الله العظيم 
فلن تجدونهم يتكلمون عن الجنة ونعيمها بل يدعون الناس إلى النعيم الأعظم منها أن يتخذوا رضوان الله غاية، وعلّموهم إن ذلك سوف يجدونه هو حقاً النعيم الأعظم من جنته. ولكن هذه الحقيقة لن يدركها إلا أصحاب الحب الأعظم في الكتاب الذين استجابوا لدعوة الإمام المهدي إلى النعيم الأعظم من نعيم الدنيا والآخرة، ومن ثم يجدون في أنفسهم الآن وهم لا يزالوا في الحياة الدنيا أن رضوان نفس ربهم على عباده هو حقاً النعيم الأعظم من نعيم ملكوت الدنيا والآخرة، وإذا لم يوجد هذا الوصف لقوم يحبهم الله ويحبونه في هذه الأمة فلست الإمام المهدي المنتظر فكونوا على ذلك من الشاهدين، وإنهم ليعلمون علم اليقين لا شك ولا ريب إن الإمام المهدي المنتظر هو حقاً الإمام ناصر محمد اليماني من قبل أن يرون وجهه على الواقع الحقيقي وإنما في الصور شاهدوه فما الذي جعلهم موقنين إنه الإمام المهدي المنتظر لا شك ولا ريب؟! 
والجواب بالحق:
 إن سرّ يقينهم هو في الآية التي أيّد الله بها المهدي المنتظر لم ترها أعينهم ولم تسمعها آذانهم برغم أنها أعظم آية في الكتاب على الإطلاق وأكبر آية في الكتاب على الإطلاق بل أعظم من ملكوت آيات الله الكبرى جميعاً في الدنيا والآخرة وتلك الآية هي حقيقة اسم الله الأعظم. ولذلك لن يرضوا بملكوت آيات الله جميعاً في الدنيا ولا بملكوت آيات الله جميعاً في الآخرة حتى يرضى ربهم في نفسه لا متحسر ولا حزين. 
 وسبب حسرة الله في نفسه على النادمين من عباده الضالين هو بسبب صفة الرحمة في نفس الله ذلكم الله ربكم أرحم الراحمين فاعبدوه حتى يأتيكم اليقين. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..ويا أسس، فبرغم اسمك وكانه اسم المستهزئ
 إلا أن تقصد أن لك قلب أُسس على التقوى فنعم الرجل، والله أعلم بما في نفسك 
وإلى ربك إيابك وعليه حسابك. ولربما أسس يود أن يقول:
 " مهلاً مهلاً يا ناصر محمد فهل تظن أن أنصارك قوم يحبهم الله ويحبونه 
أنهم يحبون الله أعظم من رسله وأنبيائه؟" 
 ومن ثم يرد الإمام المهدي على السائلين وأقول:
 حاشا لله رب العالمين، وتالله إنهم ليحبون ربهم بالحب الأعظم، ألا والله العظيم لو علم الأنبياء والرسل بحسرة الله في نفسه على عباده من بعد أن يجِبْ دعوتهم على أقوامهم فيهلكهم إذاً لما دعا نبي على قومه قط حتى يهدهم الله، وإنما القوم الذين يحبهم الله ويحبونه علّمهم الإمام المهدي أن الله أرحم الراحمين متحسرٌ وحزين على عباده الضالين النادمين من بعد صيحة العذاب أو الذين ماتوا وهم على ضلال مبين فصاروا من المعذبين النادمين. ومن ثم قال أنصار المهدي المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور قوم يحبهم الله ويحبونه قالوا:
 "إذاً فكيف نرضى بجنات النعيم والحور العين وحبيبنا الرحمن الرحيم متحسر وحزين في نفسه على عباده الضالين! ونعوذ بالله رب العالمين أن نرضى بملكوت الدنيا والآخرة حتى يكون حبينا الرحمن الرحيم راضٍ في نفسه لا متحسر ولا حزين" 
. ومن ثم يرد عليهم الإمام المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني وأقول:
 هيا جاهدوا بالدعوة إلى تحقيق رضوان النعيم الأعظم بكل حيلة ووسيلة ولا تخافوا
 في الله لومة لائم ولكن حسب جهدكم وفي نطاق قدرتكم ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فأنتم تريدون الله راضٍ في نفسه وقد علمتم أن الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، وحتى يتحقق رضوان الله في نفسه فلا بد أن تجاهدوا بالدعوة إلى الله على بصيرة من ربكم حتى تجعلوا الناس أمة واحدة على صراطٍ مستقيم يعبدون الله لا يشركون به شيئاً فيرضى. 
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.. فكوكب العذاب على الأبواب، فليتبع البشر البيان الحق للذكر الذي يحاجهم به المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني خليفة الله على البشر
 وإن أعرضوا وقالوا: 
"يا ناصر محمد إنك كذاب أشر" فسوف يعلمون ليلة مرور كوكب سقر اللواحة للبشر من عصر إلى آخر أيّنا الكذاب الأشر. ليلةٌ يسبق الليل النهار.. ليلةُ اكتمال البدر في أحد الأشهر.. ليلةٌ يُظهر الله المهدي المنتظر على كافة البشر في ليلة وهم صاغرون المعرضون عن البيان الحق للقرآن العظيم. 
 وسلامٌ على المرسلين على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
 خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.