الأربعاء، 10 أبريل 2013

توجد لنا نشأة قبل أن نكون في بطون أمهاتنا..

توجد لنا نشأة قبل أن نكون في بطون أمهاتنا..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وألهم الطيبين الطاهرين وجميع المُسلمين التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ولا أُفرقُ بين أحدا من رُسله وأنا من المُسلمين ثم أما بعد:
يامعشر الأنصار هل أعلمكم كيف تتدبرون القُرأن العظيم لتعلموا تأويله علم اليقين فعليكم أن تلتزموا بشرط واحد وهو أن لا تأولون كلام الله بالظن إجتهاداً منكم فتعلمون به الناس وأنتم لا تزالون مجتدين فذلك قول بالظن وليس الحق تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }
صدق الله العظيم [يونس].
وقول التأويل بالظن من عمل الشيطان وذلك لأن الظن هو أن تقول على الله مالا تعلم علم اليقين بل تظن إن تأويلك قد يكن صحيح ويحتمل الخطاء وبعد فتواك تقول والله أعلم لربما أخطأت ولربما أصبت إذاً فقد قلت على الله مالا تعلم فأرجع إلى القرأن لتنظر هل يجوز لك أن تقول على الله ما لا تعلم إجتهاداً منك فهل ذلك من أمر الشيطان من عند غير الله أن تقول على الله ما لا تعلم أم أنه أمر من الرحمان ولسوف تجد الفتوى قد جعلها الله من الأيات المُحكمات الواضحات البينات بمعنى أنها لا تحتاج إلى تأويل 
وهي قول الله تعالى:
{ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (169) }
صدق الله العظيم [البقرة].
إذاً قد تبين لنا بأن الله قد حرم علينا أن نقول عليه ما لم نعلم علم اليقين 
وقال الله تعالى:
{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (33) }
صدق الله العظيم [الأعراف].
ويامعشر الأنصار إتبعوا خطواتي في تأويل القرأن 
وعلى سبيل المثال:
 فلنبحث سويا عن الإجابة من الكتاب عن قول الله تعالى:
{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) }
صدق الله العظيم [الأعراف].
فنحن نفهم من خلال هذه الأية بأن الإنسان كان بصير بربه قبل أن يشرك به شيئا
 وقال الله تعالى:
{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) }
صدق الله العظيم [طه].
فهل يقصد الإنسان بأنه كان بصيرا بربه في الحياة الدنيا وعند بلوغ سن رشده؟
ونقول كلا ليس كذلك وقال الله تعالى:
{ وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) }
صدق الله العظيم [الإسراء].
إذاَ قد تبين لنا بأن الأعمى في الدنيا يأتي يوم القيامة كذلك أعمى وأضل سبيلا
 ولكن ما يقصد الإنسان بقوله:{ وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً }
فلابُد أن للإنسان حياة سابقة قبل أن تلده أمه ونقول بلا وتلك هي الحياة الأزلية 
وقال الله تعالى:
{ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ }
صدق الله الله العظيم [32:النجم].
إذاً توجد لنا نشأة قبل أن نكون في بطون أمهاتنا وهي يوم خلق الله أبونا أدم عليه الصلاة والسلام خلقنا معه جميعا فكان عالم البشرية جميعا في ذُرية آدم وأنشأنا معه وهو بما يسمونه بالحيوانات المنوية في علم الطب وتلك أول الخليقة للإنسان المنوي في ظهر أبوه والعجيب والذي لم يكتشفه الطب بعد وهو بأن لكل حيوان منوي ذرية في ظهره ولكنها أصغر في الحجم لذلك نجد الأولون أشد منا قوة وطولا وأطول عمرا إلى أكثر من ألف سنة أعمار الأمم الأولى ولكن الأمم التي تليها أصغر حجما وعمرا.
إذاً لنا وجود يوم خلق الله أبونا أدم ولكننا حيوانات منوية كما يعلم بذلك الطب وفي ذلك الزمن أخذ الله الميثاق منا فأنطقنا الله الذي أنطق المسيح عيسى بن مريم وهو في المهد صبيا وقال:{ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ }
صدق الله العظيم [30:مريم].
وإنما نطقنا بقدرة الله فأشهدنا على أنفسنا ألست بربكم قالوا بلى وقال الله تعالى:
{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) }
صدق الله العظيم [الأعراف].
وذلك العهد والميثاق أعطيناه لربنا يوم خلقنا مع أبونا آدم وتلك هي النشأة الأزلية ولكن الإنسان لا يذكر هذا العهد في الدنيا ولكنه يوم القيامة يوم يلين له الذكرى فيتذكر ماسعى في حياته كلها بل حتى العهد الأزلي يتذكره الإنسان الكافر ومن ثم يقول:
{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) }
صدق الله العظيم [طه].
ولكننا قد علمنا أنه لا يقصد بصيرا في الدنيا بل يوم خلقه الله مع أبوه آدم في حياته الأزلية وأما الدنيا فهو أعمى وقال الله تعالى:
{ وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) }
صدق الله العظيم [الإسراء].
إذاً علمنا بأن الإنسان كان بصيراً في حياته الأزلية وتلك الحياة لا يعلمها الإنسان
 ولا يتذكرها في الحياةالدنيا الأولى بل يتذكرها في الحياة الأخرى فيقول:
{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) }
صدق الله العظيم [طه].
ولكن الحجة أقيمت عليه من بعد إرسال الرسل بأيات ربهم وقال الله تعالى:
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) }
صدق الله العظيم [طه].
اللهم كما كنت بصيراً في حياتي الأزلية كذلك إجعلني بصيرا في الحياة الدنيا وكذلك في الحياة الآخرة وجميع أوليائي و وزرائي و نوابي المُكرمين الذين يبلغون عني الأمة وبعلمي يهتدون ويهدون إليه على بصيرة من ربهم إنك أنت السميع العليم برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم وأره من أراد الحق حقاً وأرزقه إتباعه وكذلك أرهم الباطل باطلاً وأرزقهم إجتنابه إنك أنت السميع العليم وأرحمني وجميع المسلمين وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين الله وأغفر للمسلمين الذين لو يعلمون بأني حقاً المهدي المنتظر لكانوا من السابقين إنك أعلم بعبادك في الأزل وإذ هم أجنة في بطون أمهاتهم وأعلم بهم من بعد ميلادهم في الحياة الدنيا فاهدهم أجمعين إلى صراطك المُستقيم 
إنك أنت السميع العليم 
وسلام على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
أخوكم وحبيبكم وإمامكم الذليل عليكم العزيز على أعدائكم الناصر لدينكم 
الإمام ناصر محمد اليماني