سلسة حوار الإمام المهدي ومحمود المصري المُكنى أبوحمزة /
ونذكر بالقرآن من يخافُ وعيد
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
سلام الله عليك وآل بيتك أيها الليث الغضنفر الحُسين ابن عُمر وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار وسلامُ الله على جميع المُسلمين في الأولين وفي الآخرين
وفي الملإ الأعلى إلى يوم الدين.
ويا حبيبي في الله الحُسين ابن عُمر إنما ابتعثنا الله رحمة للأمة ووعدنا الله
أننا سوف نجد أذى كثيراً واستوصانا بالصبر ولن يضرنا كيدهم شيئاً،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }
صدق الله العظيم. [آلعمران:120]
وبالنسبة لمحمود المصري فلن يستطيع المهدي المنتظر أن يحكم عليه الآن أنهُ من شياطين البشر حتى أجده يعرض عن الذكر بعد دحض حُجته بالحق فإن اهتدى وأراد الهدى زاده الله هُدىَ إلى هُداه وإن زاده البيان الحق للقُرآن رجساَ إلى رجسه فعند ذلك يتبين لنا حقيقة محمود المصري ويتبين للباحثين عن الحق أن ناصر محمد اليماني حقاَ ينطق بالحق ويهدي إلى صراط مُستقيم،
ويا حبيبي في الله الحُسين ابن عُمر إن إمامك هو المهدي المنتظر خليفة الله على البشر يحكم عدلاً ويقول فصلاً يدركه من كان له عقل يتفكر ويتدبر البيان الحق للذكر الذي يحاج به المهدي المنتظر ضيوف طاولة الحوار فوجب علينا التحمل والصبر على الأذى من أجل الله فما أجمل الصبر من أجل الله فصبراً جميلاً أيها الحُسين ابن عُمر ولا تدعو على هذا الرجل الذي أرى قلبك قد أصابه منه غُلباً عظيماً ولكن حُبك لله هو أعظم، أفلا يستحق الله أن نعفو عن عباده من أجله حتى يتحقق الهدف من خلق عباده ويتم الله بعبده نوره فيهدي به الأمة أجمعين حتى يتحقق الهدف من خلقهم فيرضى الله في نفسه فيتحقق لنا النعيم الأعظم من نعيم الملكوت أجمعين؟
ويا حبيبي في الله الحُسين ابن عُمر أفرأيت لو أن الله أجاب دُعاءك على هذا الرجل فقبض على قلبه حتى يرى العذاب الأليم فيدخله الله ناره الموقدة ويدخل الحُسين ابن عُمر جنات النعيم فهل سوف تستمتع بالنعيم والحور العين وربك حزين في نفسه ومُتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟
ويا حبيبي الحُسين إبن عُمر سألتك بالله العظيم لو أن ولدك فلذة كبدك كان يعصيك في الدُنيا ولا يطع لك أمراً وينهرك ولا قدر الله ذلك ومن ثم يلقي به الله في نار جهنم أمام عينيك فتسمع صُراخ ولدك ولا قدر الله في عذاب الحريق فتصور فهل أنت سوف تكون فرحاً مسروراً برغم أنه كان عاقاً لك؟ بل سوف تجد في نفسك حسرة كُبرى لو يحدث ذلك، فما بالك بحسرة ربك الذي هو أرحم منك الله أرحم الراحمين؟ ويا أحباب الله الحُسين ابن عمر وكافة الأنصار السابقين الأخيار يامن يحبهم الله ويحبونه فماذا تريدون من نعيم الجنة وحورها إذا كان ربكم الذي أحببتموه بالحُب الأعظم ليس سعيداً في نفسه ومُتحسراً على عباده برغم أنه لم يظلمهم شيئاً بل ظلموا أنفسهم ولكن صفة الرحمة في نفس الله كانت سبب تحسر الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فهو لا يزال مُتحسراً على جميع الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فدعى أنبياء الله على أقوامهم فأجابهم الله ولن يخلف وعده لرسله لا في الدُنيا ولا في الآخرة ولكن للأسف لم تكن الإجابة سارة لرب العالمين بل يزداد حزناً وتحسراً على عباده وقد آتيناكم بالبُرهان المُبين لكُل ذي لسان عربي مُبين وضربنا لكم مثلاً بالحق في ذلك الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن يستجيبوا لدعوة رسل ربهم وأعلن إيمانه بالله بين أيديهم وما كان منهم إلا أن قاموا بقتله ومن ثم أمر الله
أن يدخل جنته ومن ثم تجدون الرجل فرحاً مسروراً بتكريم الله له وقال:
{ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿26﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿27﴾ }
صدق الله العظيم. [يس]
فيما أن الرجل صار سعيداً فرحاً مسروراً بتكريم الله له فأدخله جنته فهل ياترى ربه الذي أدخله جنته وأهلك قومه من بعده وأدخلهم ناره فهل هو كذلك فرح مسرور ؟
والجواب يجده أولو الألباب الذين يتدبرون آيات الكتاب يجدون الجواب
في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
{ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) ءأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ(27)وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزءُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
صدق الله العظيم. [يس]
إذاً يا أمة الإسلام إن ربي ليس مُتحسراً فقط على قوم ذلك الرجل بل على جميع عباده الذين كذبوا برسل ربهم و ظلموا أنفسهم في جميع الأمم الذين أهلكهم الله بسبب تكذيب رسل ربهم ومن ثم يهلكهم وينصر رسله وأولياءه
وقال الله تعالى:
{ إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزءُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
صدق الله العظيم.
إذاً يا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار فما نبغي بجنة النعيم والحور العين وحبيبنا الرحمن حزين ومُتحسر على عباده المُكذبين بالحق من ربهم من الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنهم مهتدون فذلك هو ملف القضية لدى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الذي يسعى إلى جعل الناس أمة واحدة على صراط مُستقيم يعبدون الله لا يشركون به شيئاً فيتحقق الهدف من خلقهم وليس رحمة مني بعباد الله فلستُ أرحم بهم من ربهم حتى أذهب نفسي عليهم حسرات بل لأني علمت علم اليقين أن ربي هو أرحم بعباده من عبده ووعده الحق وهو أرحم الراحمين وعلمت أن ربي ليس سعيداً في نفسه بل مُتحسرٌ على جميع الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله وظلموا أنفسهم فإذا كان الإمام المهدي يعبد رضوان ربه كغاية لي و كوسيلة فكيف يتحقق رضوان الله في نفسه ما لم يدخل عباده في رحمته جميعاً فيجعلهم أمة واحدة لا يختلفون في ربهم فيعبدونه وحده لا شريك له ويستمتعون بنعيم رضوان نفسه عليهم ولذلك خلقهم ألا والله الذي لا إله غيره أن البشرى من الله ببعث الإمام المهدي الذي يهدي به الأمة جميعاً تجدوه في قول الله تعالى:
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ }
صدق الله العظيم. [هود:118]
فأما البيان الحق لقول الله تعالى:
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً }
فسوف تجدونه في قول الله تعالى:
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً }
صدق الله العظيم.
وأما البيان لقول الله تعالى:
{ وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ }
وذلك في عصر بعث الأنبياء والمرسلين وتجدون البيان لذلك في قول الله تعالى:
{ فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ }
صدق الله العظيم. [الأعراف:30]
وأما البيان الحق لقول الله تعالى:
{ إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }
صدق الله العظيم.
فذلك هو عبد الله الإمام المهدي الذي رحمه الله فهدى عباده من أجله فجعلهم أمة واحدة فحقق الهدف من خلقهم فتحقق لعبده النعيم الأعظم من نعيم جنته ولذلك خلقهم ليعبدوا نعيم رضوان نفسه على عباده ومن باء بسخطه فقد باء بجهنم وساءت مصيراً.
ولربما يود أن يقاطعني الذين لا يعلمون ويقول:
إنما يقصد الله تعالى بقوله:
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ }
صدق الله العظيم. [هود:118]
أي: أنه خلقهم ليختلفوا في ربهم فيدخل فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير
ومن ثم يجد الرد عليه من الحي القيوم في محكم كتابه
في قول الله تعالى:
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
صدق الله العظيم.
فقد بين الله لكم الحكمة من خلق عباده ولم يخلقهم لكي يحرقهم في نار جهنم
فاتقوا الله يامن تقولون على الله مالا تعلمون.
ويا أمة الإسلام
والله الذي لا إله غيره الواحد القهار الذي خلق الجان من مارج من نار وخلق الإنسان من صلصال كالفخار أني الإمام المهدي المنتظر أُمرت أن أُحاجكم بالبيان الحق للذكر فأهديكم بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وما ينبغي لي أن أتبع أهواءكم فتضلوني عن صراط العزيز الحميد بعد إذ هداني الله:
{ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿11﴾ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿12﴾ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿13﴾ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿14﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿15﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿16﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿17﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴿18﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿19﴾ }
صدق الله العظيم. [الزمر]
ولربما يود أن يقاطعني محمود المصري فيقول:
ما خطبك يا ناصر محمد تخاطبنا وكأننا لا نعبد الله وحده لا شريك له بل نحن
كذلك نعبد الله وحده لا شريك له
ومن ثم يرد عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول :
فهل يحق لك أن تنافس محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حُب الله وقربه ولو لم تفز بذلك فإذا كان جواب محمود:
كيف ينبغي لنا نحن المُسلمون أن نبتغي الوسيلة إلى الله التي نرجوها أن تكون لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبما أن الوسيلة الدرجة العالية الرفيعة إلى عرش الرحمن بأعلى الجنة فلا ينبغي أن تكون إلا لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن ثم يرد عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول:
فهل أفتاكم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنها لا تنبغي إلا أن تكون لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم إنكم أنتم من تقسمون رحمة الله ومعروف جواب محمود وسيقول:
بل قال عليه الصلاة والسلام أنها لا تنبغي إلا أن تكون لعبد من عبيد الله
ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي وأقول:
فهل يامحمود أنت عبد من عبيد الله فإن كان الجواب: اللهم نعم
ثم أقول: ولماذا تحرمون الوسيلة إلى ربكم على أنفسكم ما دُمتم من تعبدون الله أليست الوسيلة هي إلى الله لكافة عبيده أم إنها إلى رسوله أو إلى المهدي المنتظر
بل قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
صدق الله العظيم. [المائدة:35]
فتدبروا وتفكروا في قول الله تعالى:
{ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }
صدق الله العظيم.
فما دامت الوسيلة هي إلى الله فهل تركتم الله لمحمد رسول الله يعبده وحده عليه الصلاة والسلام ألم تجدوا الذين هداهم الله لم يفضلوا بعضهم بعضاً إلى الله بل يتنافسون إلى ربهم أيهم أقرب أولئك الذين هدى الله من عباده كما أفتاكم الله في حقيقة عبادتهم في قول الله تعالى:
{ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا }
صدق الله العظيم. [الإسراء:57]
وبما أن محمداً رسول الله اقتدى بهديهم تنفيذاً لأمر الله إليه في محكم كتابه
في قول الله تعالى:
{ أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }
صدق الله العظيم. [الأنعام:90]
ولذلك تجدونه ينافسهم إلى ربهم ويريد أن يكون هو العبد الأحب والأقرب إلى الله فلماذا لم تقتدوا بهديه عليه الصلاة والسلام فتعبدوا الله كما يعبده رسوله فتُنافسوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حب الله وقربه كما كان يفعل الذين اتبعوه في عصر بعثه قلباً وقالباً حتى استوصى الله رسوله أن يصبر نفسه معهم برغم أنه نبيهم ولكنهم لم يعظموا نبيهم بغير الحق إلى ربهم بل استجابوا لدعوته وشمروا لعبادة ربهم ونافسوا نبيهم إلى ربهم حتى استوصى الله نبيه أن يصبر نفسه معهم
وقال الله تعالى:
{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }
صدق الله العظيم. [الكهف:28]
وذلك لأنهم أطاعوا أمر ربهم إليهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
صدق الله العظيم. [المائدة:35]
وأما أنتم فأطعتم أمر الشيطان فحصرتم الوسيلة لرسوله من دون المُسلمين وترجون أن يشفع لكم يوم الدين فكيف تظنون أنكم لا تزالون مهتدين؟
وتالله لو كنتم لا تزالون على الهدى الحق لما ابتعث الله الإمام المهدي إليكم ليهديكم ببصيرة القرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد ونذكر بالقرآن من يخافُ وعيد.
ويامحمود سبق وأن اخترنا هذا الموضوع للحوار بيني وبينك وذلك لأن هذا
الموضوع هو مضمون دعوة الإمام المهدي ومضمون دعوة كافة الأنبياء
والمُرسلين تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }
صدق الله العظيم. [الأنبياء:25]
{ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ
مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ }
صدق الله العظيم. [الزمر]
غير أن الإمام المهدي لم يأمركم أن تحبوه أكثر من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل عليه الصلاة والسلام هو أولى بكم من الإمام المهدي وذلك لأنه هو الذي صبر على أذى الكفار حتى تم تنزيل هذا القرآن العظيم وبلغه للعالمين وجميعنا مقتدون بهديه عليه الصلاة والسلام وإنما ابتعث الله الإمام المهدي ليعيدكم
إلى منهاج النبوة الأولى:
{ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا }
صدق الله العظيم. [الإسراء:57]
ولكنكم تعظمون محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله فتحصرون له الوسيلة وحده إلى الله وكأنه ولد الله سُبحانه برغم أن ليس له من الحق في ذات الله إلا مالكم ولا فرق بين عبيد الله أجمعين وليس للإنسان إلا ما سعى إلى ربه بحسب درجاته إلى ربه في الحياة الدُنيا من غير تفريق ولا مُجاملة لعبد بين يدي الله ولو كان الله مجاملاً لنبيه كونه خاتم الأنبياء والمرسلين إذاً لما أمره بقوله تعالى:
{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }
صدق الله العظيم. [الكهف:28]
فاتقوا الله يا أولي الألباب فإلى متى ونحن ندعوكم لتخرجوا من الظُلمات إلى النور فتكونوا ربانيين من العبيد المُتنافسين إلى الرب المعبود وما ينبغي للإمام المهدي أن يأمر أنصاره بتعظيمه بغير الحق ولا ينبغي لي أن أحصر لي الوسيلة إلى الله من دونهم ولا ينبغي لجميع الذين آتاهم الله علم الكتاب من الأنبياء والمرسلين أن يأمروا أتباعهم بحصر الوسيلة لهم إلى ربهم من دونهم سبحانه وتعالى علوا كبيراً
وقال الله تعالى:
{ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ }
صدق الله العظيم. [آلعمران:79]
ولذلك تجدونهم ينافسون نبيهم إلى ربهم حتى استوصى الله نبيهم أن يثبت معهم في عبادة ربهم والتنافس في حبه وقربه،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }
صدق الله العظيم. [الكهف:28]
فصبراً جميلاً معشر الأنصار مع المهدي المنتظر لهدى البشر ولن يضيع الله أجر صبركم على الناس وما صبركم إلا بالله ولله ومن أجل الله واكظموا غيظكم من أجل الله تفوزوا بالمزيد من حُب الله وقربه إن ذلك لمن عزم الأمور ولا تزالون في عصر الحوار من قبل الظهور و اشتد الحر بسبب اقتراب الكوكب العاشر فأين المفر يامعشر البشر المُعرضين عن دعوة المهدي المنتظر الذي يدعوكم إلى اتباع الذكر ولا تزالون عن النور مُعرضين فمن يُجيركم ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه تُرجع الأمور ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور فاعبدوا الله ربي وربكم وإليه النشور ولا تملوا كثرة تكرار بيان التوحيد والإخلاص للرب المعبود بل هي من أشدُ البيانات وطأة على القلوب لمن أراد أن يتوب واعلموا أن الله ليغفر جميع الذنوب
واعلموا أن الله يحب التوابين ويحب المُتطهرين
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.