السبت، 21 أبريل 2012

ردُّ الإمام المهدي إلى خالد (هلخ) الذي أنكر حزن الله وتحسره على الذين ظلموا أنفسهم من عبادة الضالين.. الجزء الاول

الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 05 - 1433 هـ

17 - 04 - 2012 مـ

 [ لمتابعة رابط المشاركــــــــــــة الأصليّة للبيـــــــــــــان ]

 ردُّ الإمام المهدي إلى خالد (هلخ) الذي أنكر حزن الله 
وتحسره على الذين ظلموا أنفسهم من عبادة الضالين.1.
بسم الله الرحمن الرحيم
 والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار، وجميع أنصار الله 
إلى اليوم الآخر، وبعد..
سلام الله عليكم معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور

فصبر جميل على الذين لا يؤمنون أن الله هو أرحم الراحمين،
 والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
لماذا يصف الله نفسه أنه أرحم الراحمين؟ 
والجواب:
 كون صفة الرحمة مشتركة في نفس الله وأنفس الرحماء من عباده ولكنه 
وصف نفسه أنه أعظم منهم رحمة 
فكيف تجعل صفة الرحمة في نفس الله غير صفة الرحمة
 في أنفس عباده؟ 
ولا نتكلم عن صفات الله الظاهرية سبحانه فليس كمثله شيء بل عن صفات خفيّة في نفس الله سبحانه ومنها صفات مشتركة بين الرب المعبود وعبيده، ولكن الفرق عظيم بين الرحمة في نفس الله والرحمة في أنفس الرحماء من عبيده، ولذلك يصف الله نفسه أنه أرحم الراحمين، وكذلك صفة الكرم ولكنه أكرم الأكرمين، وكذلك صفة الغفران ولكنه خير الغافرين، وهذه الصفات الحميدة هو الذي يهبها الله لمن هداه الله من عباده ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور.
وأراك يا حبيبي في الله تنكر تحسر أرحم الراحمين على عباده الضالين، ولا أقصد أن ربي يتحسر على المغضوب عليهم من شياطين الجن والإنس بل على عباده الضالين الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم مهتدون، ويارجل فما دمت أنكرت حزن الله في نفسه على عباده فقد أنكرت عظيم رحمة الله، غفر الله لك أخي الكريم. ولسوف آتيك بآية محكمة في كتاب الله وهي قول الله تعالى:

{إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ } 
صدق الله العظيم [الزخرف:54-55]
ونستنبط من ذلك
 أن الله حين ينتقم من الظالمين لأنفسهم فهو في نفس الوقت حزين عليهم 
  كون الله لا يرضى لعبادة الكفر بل يرضى لهم الشكر، ومن ثم تاتي الحسرة في نفس الله من بعد أن تحلّ الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم فيقول كلٌ منهم:
{يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}
صدق الله العظيم [الزمر:56]
وإنما الحسرة في أنفسهم على مافرّطوا في جنب ربهم لم تحدث إلا بعد وقوع الصيحة عليهم حتى إذا حلت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم ومن ثم تحسر عليهم ربهم وهو أرحم الراحمين.

 وقال الله تعالى:
{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿
٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾}
صدق الله العظيم [يس]

ويارجل،فهل حسب فتواك أن غضب الله غير غضب الناس؟ 
 بل إن الغضب والمقت في نفس الله هو ذاته الذي في أنفس عباده.
 وقال الله تعالى:
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار}

صدق الله العظيم [غافر:35]
وإنما مقت الله أكبر من مقت الناس لبعضهم بعضاً. 

وقال الله تعالى:
{لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ}

صدق الله العظيم [غافر:10]
ويقصد الله تعالى بقوله:
{أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ}

 أي: بعضكم بعضاً، ويقصد مقت المؤمنين للكافرين بربهم فيكفرون بدعوتهم، 
 ولذلك قال الله تعالى:
 {لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ}
  صدق الله العظيم.
فلا تكن من الذين لا يعقلون ولا يتفكرون من الذين قالوا أن البيان الحق 

لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}
 صدق الله العظيم [النساء:66]
 فقالوا أن الله يقصد أن يقتل كل واحدٍ نفسه، فوقعوا في المتشابه من القرآن.

فانظر لتأويلهم الباطل المناقض لمحكم كتاب الله كما يلي:

الكتب "الجامع لأحكام القرآن" سورة النساء. قوله تعالى ولو أنا كتبنا عليهم 
أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم.فتاوى مقالات صوتيات
قوله تعالى :

 ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما)
[ ص: 233 ]

سبب نزولها ما روي أن ثابت بن قيس بن شماس تفاخر هو ويهودي ؛ فقال اليهودي : والله لقد كتب علينا أن نقتل أنفسنا فقتلنا ، وبلغت القتلى سبعين ألفا ؛ فقال ثابت : والله لو كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم لفعلنا . وقال أبو إسحاق السبيعي : لما نزلت ولو أنا كتبنا عليهم الآية ، قال رجل : لو أمرنا لفعلنا ، والحمد لله الذي عافانا . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن من أمتي رجالا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي . قال ابن وهب قال مالك : القائل ذلك هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ؛ وهكذا ذكر مكي أنه أبو بكر . وذكر النقاش أنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وذكر عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : لو كتب علينا ذلك لبدأت بنفسي وأهل بيتي . وذكر أبو الليث السمرقندي : أن القائل منهم عمار بن ياسر وابن مسعود وثابت بن قيس ، قالوا : لو أن الله أمرنا أن نقتل أنفسنا أو نخرج من ديارنا لفعلنا ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الإيمان أثبت في قلوب الرجال من الجبال الرواسي . ولو حرف يدل على امتناع الشيء لامتناع غيره ؛ فأخبر الله سبحانه أنه لم يكتب ذلك علينا رفقا بنا لئلا تظهر معصيتنا . فكم من أمر قصرنا عنه مع خفته فكيف بهذا الأمر مع ثقله ! لكن أما والله لقد ترك المهاجرون مساكنهم خاوية وخرجوا يطلبون بها عيشة راضية . ما فعلوه أي القتل والخروج إلا قليل منهم قليل بدل من الواو ، والتقدير ما فعله أحد 
إلا قليل . وأهل الكوفة يقولون : هو على التكرير ما فعلوه ما فعله إلا قليل منهم .
 وقرأ عبد الله بن عامر وعيسى بن عمر " إلا قليلا " على الاستثناء . 
وكذلك هو في مصاحف أهل الشام . الباقون بالرفع ، والرفع أجود عند جميع النحويين . وقيل : انتصب على إضمار فعل ، تقديره إلا أن يكون قليلا منهم . وإنما صار الرفع أجود لأن اللفظ أولى من المعنى ، وهو أيضا يشتمل على المعنى . وكان من القليل أبو بكر وعمر وثابت بن قيس كما ذكرنا . وزاد الحسن ومقاتل عمارا وابن مسعود وقد ذكرناهما . ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم أي في الدنيا والآخرة . وأشد تثبيتا أي على الحق . وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما أي ثوابا في الآخرة . وقيل : اللام لام الجواب ، وإذا دالة على الجزاء ، والمعنى لو فعلوا ما يوعظون به لآتيناهم) .

 انتهى التأويل الباطل 
وإنما غرّهم كلمة من متشابه القرآن وهي كلمة {أَنفُسَكُمْ}،
 وسبقت فتوانا أنه يقصد بعضهم بعضاً. 
تصديقاً لقول الله تعالى: 
{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:251]
ولكنهم عكسوا الآية بالتأويل الباطل رأساً على عقب، وأفتوا أن الله يقصد لو أن كل واحد يقتل نفسه من اليهود لأتاه الله من لدنه أجراً عظيماً وهداه صراطاً مستقيماً!! 

ويا عجبي فكيف يهديه الله بعد أن قتل نفسه؟!
 ويا سبحان الله!
 بل من قتل نفسه فسوف يصليه الله ناراً وقال الله تعالى:
{ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾ }
 صدق الله العظيم [النساء] 
ولكنها سبقت فتوانا
 أن كلمة أنفسكم من المتشابهات ويختلف بيانها حسب موضعها في الكتاب، ففي مواضع تخصُّ الذات، وفي مواضع أخرى يقصد بقوله أنفسكم أي بعضكم بعضاً.
 مثال قال الله تعالى:
{لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ}

صدق الله العظيم [غافر:10]
فهل المؤمن بالله يمقت نفسه؟ 

 بل المؤمن يمقت الكافر بربه، أي لمقت الله أكبر من مقتكم لبعضكم بعضاً إذ تدعون للإيمان فتكفرون. فاتقوا الله يارجل ولا تجادلوا في آيات الله بغير سلطان آتاكم من ربكم، وإنما أردنا أن نبيّن لكم كم تفاسير كثير من علماءكم بعكس الحق المقصود من كلام الله، فلا تكن من الذين يقولون على الله بالتفسير ما لا يعلمون إني لك ناصح أمين أخي الكريم خالد (هلخ).. بل كأن إسمك من المسهزئين! والله أعلم بما في نفسك، 
 فهل جئتنا لتبحث عن الحق أم لتصدّ عنه صدودا؟ 
 فاتق الله يارجل فقد أنكرت الأساس لدعوة المهدي المنتظر الذي يدعوكم لتتخذوا رضوان الله غاية 
وذلك لتحقيق الحكمة من خلقكم، فكن من الشاكرين إذا جعلك الله 
في أمة عصر بعث المهدي المنتظر إن ذلك فضل من الله عظيم على الشاكرين 
في هذه الأمة وحسرة على المعرضين، 
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
اخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.