السبت، 30 مارس 2013

بُرهان الخلافة والإمامة في كُل زمان ومكان..


 بُرهان الخلافة والإمامة في كُل زمان ومكان..
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:

 { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } 
 [الأحزاب:56].
اللهم صلي على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار من الشرك وسلم 

وعلى التابعين بإحسان وأمنن وأكرم ثم، أما بعد..
ولسوف نبدأ موضوعنا الأول وهو البحث في محكم كتاب الله عمن
يختص

 باصطفاء خليفة الله:فهل يحق لعباد الله أجمعين التدخل في شأن اصطفاء خليفة الله،
 أم أن ليس لهم من الأمر شيئاً؟ بل الله أعلم من يصطفي ويختار وعباده لا يعلمون
 فلا علم لهم إلا بما علمهم الحكيم العليم 
وقال الله تعالى:
{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿
٧٢﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ }
صدق الله العظيم [ص]
إذاً اصطفاء خليفة الله شأن يختص به الله من دون عباده أجمعين، وأمرهم الله أن يطيعوا خليفة ربهم سجوداً لأمر الله.

 وقال الله تعالى:
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }
صدق الله العظيم [الكهف:50]
إذاً الله لم يأخذ رأي ملائكته المُقربين في شأن اصطفاء خليفته لأن ليس لهم من الأمر شيء بل الله من يصطفي خليفته فيأمرهم أن يقعوا له ساجدين. 

 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴿
٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ 

فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ }
صدق الله العظيم [ص]
ولكن الملائكة بادئ الأمر ومن قبل أن يخلق الله آدم أخذتهم الغيرة على أنفسهم بغير الحق ويرون أنهم أحق أن يصطفي الله خليفته منهم فهم يسبّحون بحمد ربهم ويقدّسون له، ولذلك يرون أنهم هم الأحق بأن يكون خليفة الله منهم الذي سوف يجعله خليفته على الملائكة والجن والإنس، فيرون أنهم أحق بالخلافة من عبيده الآخرين، وأنهم أحق بهذا الشرف العظيم أن يصطفي الله خليفته منهم، واحتجوا

 ولذلك قالوا:{ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }
وقال الله تعالى:
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
صدق الله العظيم [البقرة:30]
ولم يرضى الله بقول ملائكته نظراً لجهلهم بحقيقة اسم الله الأعظم فجعلوا العبادة للرب بالمُقابل أن يُكرمهم فيصطفي خليفته على الملكوت منهم ويرون أنهم الأحق بذلك من بين أجناس خلقه، وقالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم أن الخليفة من غيرهم سوف يفسد في الأرض ويسفك الدماء:

 { قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ
 وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون } 
صدق الله العظيم
فلم يرضي الله قولهم، وأسرّ الله ذلك في نفسه، 

واكتفى بالرد عليهم بقوله تعالى: { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } 
 صدق الله العظيم.
بمعنى: أنهم ليسوا بأعلم من ربهم، فقد تجاوزوا حدودهم فيما لا يحق لهم وليس لهم من الأمر شيء. وأسرّ الله ذلك في نفسه ولم يبديه لهم حتى خلق الله خليفته آدم فاصطفاه ثم زاده بسطة في العلم على ملائكته ليجعل الله البسطة في العلم هو بُرهان الخلافة والإمامة في كُل زمان ومكان، فليس عبيده أعلم من الله حتى يصطفوا خليفته من دونه سبحانه وتعالى علواً كبيراً.

 وقال الله تعالى:
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿
٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾ }
صدق الله العظيم [البقرة]
ولم يتبين للملائكة أنهم تجاوزوا حدّهم فيما لا يحق لهم وليس لهم من الأمر شيء بل الأمر لله يصطفي خليفته من بين عباده، فلا ينبغي لعبيده أن يصطفوا خليفة الله من دونه، فليسوا هم من يقسّمون رحمة الله، وليسوا هم أعلمُ من الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً! ولم يعلم ملائكة الرحمن المُقرّبون أنهم تجاوزوا حدودهم في حق ربهم إلا حين خلق الله آدم ثم زاده بسطة في العلم عليهم جميعاً. وقال الله تعالى لملائكته:
 

{ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
  صدق الله العظيم
لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي لا يخطئ وعبيده جميعهم خطّاؤون، فكيف أن ملائكة الرحمن بسبب خطئهم في التدخل فيما لا يحق لهم التدخل فيه واعتراضهم على قرار ربهم وكأنهم أعلم من الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! ولذلك لم يعودوا من الصادقين حتى يتوبوا إلى الله متاباً فيسبّحوه بالحق وأنهُ هو العليم الحكيم وأن لا علم لهم إلا ما علمهم الله سبحانه، ولذلك تجدون رب العالمين قال لملائكته إنكم لكاذبون أنكم أعلم من الله ربكم العليم الحكيم، 

ولذلك قال الله لملائكته: { أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }  
صدق الله العظيم.
وهُنا أدرك الملائكة أنهم تجاوزوا حدودهم في حق ربهم سبحانه، وأدركوا أن ربهم لم يعد راضٍ في نفسه عليهم، وعلموا بخطئهم وأنهم لم يكونوا أعلم من الله سبحانه، ولذلك أنابوا إلى ربهم فسبحوا وقالوا: 

 { قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }
  صدق الله العظيم.
ومن ثم أراد الله أن يعلّم ملائكته المُقربين والجنَّ والإنسَ ما هو البرهان من الرحمن لمن اصطفاه الله خليفته عليهم: أنه يزيده بسطة في العلم عليهم ليجعل الله ذلك برهان الخلافة في الأرض في كُل زمان ومكان إلى يوم الدين، وقال الله تعالى:
{ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾ }
صدق الله العظيم

قال تعالى:

{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }

صدق الله العظيم [الأعراف:12]
فانظروا لأمر الله إلى عباده بالسجود لخليفته. 

ولذلك قال الله تعالى:
 { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } 
 صدق الله العظيم.
وبما أن إبليس أبى أن يطيع خليفة الله الذي اصطفاه الله خليفته

 في الأرض لعنه الله بكفره وقال:
{ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿
٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾ قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿٤١﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢﴾ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾ }
صدق الله العظيم [الحجر]
فانظروا لقول إبليس:
{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي}.
ومن ثم نأتي لقول الله تعالى:
{ وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }
صدق الله العظيم [الكهف:49]
والسؤال فلماذا أغوى الله إبليس؟ 

والجواب: لأنه يرى أنه أحق بالخلافة من آدم عليه الصلاة والسلام، وغضب من ربه لماذا يُكرِّم آدمَ فيجعله خليفته على الجن والملائكة، ويرى أنه أحقُّ بالخلافة منه كونه مخلوق من نار و آدم مخلوق من طين، ولكنه ليس بأعلم من ربه. وبسبب تكبره بغير الحق أغوى الله قلبه، فانظر لسبب إغواء قلب إبليس من غير ظلم.
 وقال الله تعالى:
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا ﴿٦٣﴾ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴿٦٥﴾ }
صدق الله العظيم [الإسراء]
والسؤال الذي يوجهه المهدي المُنتظر إلى معشر الشيعة الاثني عشر

 ومعشر السنة والجماعة: 
فإذا كان لا يحق لملائكة الرحمن المُقربين ولا الجن التدخل في شأن اصطفاء خليفة الله في الأرض من دونه فكيف يحق للشيعة الاثني عشر وأهل السنة والجماعة أن يصطفوا خليفة الله المهدي المنتظر من دونه؟ أفلا تتقون؟
وها هو قد جاء عصر المهدي المنتظر وقدره المقدور في الكتاب المسطور فاصطفاه الله خليفته في الأرض فأيّده ببرهان الخلافة والقيادة، فزاده عليهم بسطة في العلم، فجعله هو المُهيمن عليهم بسلطان العلم من محكم الكتاب القرآن العظيم، فإذا الشيعة الاثنا عشر يقولون: "بل أنت كذاب أشر ما لم تكن الإمام محمد بن الحسن العسكري خليفة الله المهدي المنتظر". 
ثم يرد عليهم المهدي المنتظر فينطق بقول الله:
{ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ }
صدق الله العظيم [يونس]
قال تعالى:
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ }
صدق الله العظيم [البقرة:111]
أم تظنون البرهان هو من عند أنفسكم بخزعبلاتكم ورواياتكم من عند أنفسكم؟

 هيهات هيهات... بل شرط البرهان أن يأتي من عند الرحمن.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

 الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ }
صدق الله العظيم [الأنبياء:24]
أفلا تعلمون أن القرآن العظيم هو البرهان الحق من رب العالمين إلى الناس أجمعين؟ حبل الله ذي العروة الوثقى من اعتصم به فقد اهتدى إلى الصراط المُستقيم.

 وقال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿
١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾ }
صدق الله العظيم [النساء]
فكيف بك يا أرض الحُسين تُريد من المهدي المنتظر أن يضع كتاب الله القرآن العظيم جانباً فأتخذهُ مهجوراً فأحاجّكم بخزعبلاتكم وإفككم المُبين في جميع ما خالف لناموس البرهان من الرحمن القرآن العظيم ؟! أفلا تعلمون أن الله هو من يصطفي خليفته ولا يحق للأنبياء التدخل في شأن اصطفاء خليفة الرب سبحانه؟ بل الله هو من يصطفي خليفته عليكم فيزيده بسطة في العلم عليكم ليكون برهاناً من الرحمن أنه خليفة الله عليكم واصطفاه الله إماماً لكم، فلا ينبغي للأنبياء أن يصطفوا الأئمة من دون الله بل الأمر لله وحده لا شريك له، فانظروا إلى إمام بني إسرائيل طالوت عليه الصلاة والسلام فهل اصطفاه نبيه عليهم من دون الله؟

 وقال الله تعالى:
{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

صدق الله العظيم [البقرة:247]
إذاً الأنبياء لا يحق لهم أن يصطفوا الأئمة للناس من دون الله، فكيف يحق لكم يا معشر الشيعة والسنة والجماعة أن تصطفوا خليفة الله من دونه وأنتم تعتقدون جميعاً أن المهدي المنتظر حقاً خليفة الله في الأرض؟ 

فكيف يحق لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه ما لم يصطفيه الله عليكم فيزيده بسطة في العلم عليكم أجمعين بكتاب الله وليس بخزعبلاتكم التي أنتم بها معتصمون وهي مُخالفة لناموس الخلافة في كتاب الله، ومن ثم تزعمون أنكم بهذا القرآن العظيم مؤمنون! وإنكم لكاذبون.. وهو الحق من ربكم ولكنكم للحق كارهون يا معشر الشيعة والسنة والجماعة.وأقسمُ بالله الواحد القهّار الذي يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار إن لم تتبعوا كتاب الله الذكر من قبل أن يسبق الليل النهار ليظهرني الله عليكم بعذاب شديد يبيض من هوله الشعر وتبلغ من فزعه القلوب الحناجر في ليلة وأنتم صاغرون يا معشر المُعرضين عن الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فإني أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني المهدي المُنتظر المُعتصم بكتاب الله القرآن العظيم حبل الله ذي العروة الوثقى لا انفصام لها ولا تبديل لكلمات الله ولا تحريف وأنتم مُعتصمون بروايات الطاغوت التي تأتي مُخالفة لمحكم كتاب الله، فمثلكم كمثل المعتصِم بخيط من بيوت العنكبوت يا من يعتصمون بروايات الطاغوت التي جاءت من عند غير الله، ولذلك تجدون بينها وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً.وأنا المهدي المنتظر أعلن التحدي بالاحتكام إلى كتاب الله الذكر المحفوظ من تحريف شياطين البشر لكافة الشيعة الاثني عشر وأهل السنة والجماعة وكافة الذين فرقوا دينهم شيعاً وكُل حزب بما لديهم فرحون أدعوهم جميعاً للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فأحكم بينهم في جميع ما كانوا فيه يختلفون فأستنبط لهم حكم الله بالحق بينهم من محكم كتاب القرآن العظيم، وما خالف لمحكم كتاب الله من رواياتكم وخُزعبلاتكم فسوف أفركها فركاً بنعل قدمي وأنسفها بمحكم كتاب الله القرآن العظيم نسفاً، فنجعلها بإذن الله كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصف. أفغير الله أبتغي حكماً وهو أنزل إليكم الكتاب مُفصلاً؟ هيهات هيهات... 
أيها الجاهلون.
و يا معشر المسلمين والنصارى واليهود 

 أني أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كُنتم فيه تختلفون، أفلا تعلمون أن الله قد جعل القرآن العظيم هو المُرجع والمُهيمن على التوراة والإنجيل والسنة النبوية؟ ولذلك أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينكم الله فيما كُنتم فيه تختلفون، وما على المهدي المنتظر إلا أن يأتيكم بحكم الله من محكم القرآن العظيم كما آتيناكم بالحكم في شأن خليفة الله أنه يختص باختياره من بين العبيد الرب المعبود وأمركم أن تطيعوا خليفته المهدي المنتظر إذا وجدتم أن الله حقاً قد زاده بسطة في العلم عليكم جميعاً وهيمن عليكم بحكم الله من القرآن العظيم، أفلا تخشون يا معشر الشيعة والسنة والجماعة الذين رفضوا طاعة المهدي المنتظر خليفة الله المصطفى أن يلعنكم الله كما لعن إبليس الذي أبى و استكبر عن أمر ربه؟ فقد جاء أمر الله بالحق وجاء عصر المهدي المنتظر، ولعنة الله على ناصر محمد اليماني إن لم يكن المهدي المنتظر قد اصطفاه الله رب العالمين أو اللعنة على من أبى واستكبر وأعرض عن داعي الاحتكام إلى الذكر القرآن العظيم. وهيهات هيهات... أن أعتصم بغير حبل الله فأخالف
 أمر الله في محكم كتابه العظيم في قول الله تعالى:
 { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
صدق الله العظيم [آل عمران:103]
أفلا تعلمون ما هو حبل الله الذي أمركم الله بالاعتصام به وبالكُفر بما خالفه؟ ألا وإنه نور الله القرآن العظيم من اعتصم بمحكمه نجا واهتدى إلى صراط مُستقيم.

 وقال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾ }
صدق الله العظيم [النساء]

ويا أرض الحسين لقد أغضبني منك كثيراً قولك بما يلي:

(أما بعد هذه الصفحة لمن يريد النقاش البناء وأرجو أن لا نذكر أي سوره قرآنية تستشهد بها وذلك إلا من بعد الإيمان بقضيتكم يكون الاستشهاد بهذه الآيات لكون أن كلا منا سيؤول القرآن إلى ما تشتهيه نفسه ، أولاً إثبات أحقيتكم ومن ثم الاستشهاد بآيات القرآن الكريم)


انتهى
فأي نقاش بنّاء وأنت تريد أن يخلو من سلطان العلم من كتاب الله القرآن العظيم؟! فقرارك مردود عليك، فكيف يستطيع المهدي المنتظر أن يقيم الحجة عليكم بالحق فيخرس ألسنتكم بمنطق كتاب الله القرآن العظيم ما لم يحاجّكم بذات بصيرة جده بالقرآن العظيم.. بآيات الكتاب البيّنات المحكمات هُنّ أم الكتاب.. آيات بيّنات لعالمكم وجاهلكم.. لا يزغُ عمّا جاء فيهنّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحق في محكم كتاب الله القرآن العظيم؟ أم تريد المهدي المنتظر أن يتبع خزعبلاتكم، ولذلك لا يعجبك الاحتكام إلى كتاب الله؟ إذاً لأشركتُ بالله ثم تجعلونني أخرُّ ساجداً على تراب الحُسين!!

 فلستم على شيء يا معشر الشيعة والسنة حتى تقيموا كتاب الله القرآن العظيم،
 فما أشبهكم بالنصارى واليهود يا معشر الشيعة والسنة والجماعة.
 وقال الله تعالى:
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ

 عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ }
صدق الله العظيم [البقرة:113]
فهل تدرون ما يقصد الله بقوله تعالى:
{ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ }؟

 أي وهم يؤمنون بكتاب الله التوراة والإنجيل ويتلونها ويؤمنون بها ولكنهم لا يقيمون لا التوراة ولا الإنجيل ولذلك فهم ليسوا على شيء لا اليهود ولا النصارى. 
وقال الله تعالى:
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ 

وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ }
صدق الله العظيم [المائدة:68]
وكذلك أنتم يا معشر الشيعة والسنة والجماعة لستم على شيء كلكم حتى تقيموا هذا القرآن العظيم الذي أدعوكم إلى الاحتكام إلى محكمه إن كنتم به مؤمنين.

 وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين ..
خليفة الله المُصطفى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.