السبت، 30 مارس 2013

الإمام المهدي المنتظر يفتي بأن التماثيل إن نصبت للعبادة فهي مُحرمة، وأما نصبها للزينة فالله أحل تماثيل الزينة..

[ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
  الإمام المهدي المنتظر يفتي بأن التماثيل إن نصبت للعبادة
 فهي مُحرمة، وأما نصبها للزينة فالله أحل تماثيل الزينة..
بسم الله الرحمن الرحيم
 وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
إلى ( قومٍ آخرين )، ما كان للحق أن يتبع أهواءكم و إني لا أستطيع ولا أجرؤ 
أن أقول على الله مثلكم حسب مزاجي:
 هذا حلال وهذا حرام! ما لم أعلم أنهُ حلال أو أعلمُ أنه حرام مما علمني ربي 
في محكم كتابه عن الحلال والحرام، وحين تجدونني أفتيت في التماثيل فإني أفتيت بفتوى الله من محكم كتابه وليس ذلك اجتهاداً مني. وأعوذُ بالله أن أقول على الله
 مالم أعلمُ علم اليقين إنهُ حلال أو غنه حرام.
ســؤال:
 يا أيها الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ما هو المقصود بالتماثيل بالضبط في محكم القرآن العظيم في قصة سليمان، فما يُدريك فلعله لا يقصد بالتماثيل أي الأصنام؟ وأرجو أن تفتيني مُباشرة من محكم القرآن دونما أي تعليق منك لبيان كلام الله بل كلام الله من آياته المحكمات مُباشرة بالمقصود بالتماثيل بالضبط ،فربما أنه لا يقصد بالتماثيل
 أنها الأصنام.
الجــــواب :
 قال الله تعالى:
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَ‌اهِيمَ رُ‌شْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّ‌بُّكُمْ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ الَّذِي فَطَرَ‌هُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِ‌ينَ ﴿٥٧}
صدق الله العظيم [الأنبياء]
وفي هذا الموضع تبين للإمام المهدي أن التماثيل هي الأصنام ولا ينبغي لي أن أتبع أهواءكم وأقول هذا حرام وهذا حلال بغير علم من الله، وإذا نُصبت التماثيل للعبادة فالإمام المهدي أول من ينكرها وسوف أدمّرها تدميراً حتى يعلم الذين يعبدونها أن لو كانت آلهه حقاً لدافعت عن نفسها، ثم أقيم الحجة عليهم كما أقامها إبراهيم على قومه حتى علموا في أنفسهم أنهم هم الظالمون وإبراهيم على الحق المُبين. 
وقال الله تعالى:
{فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرً‌ا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْ‌جِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُ‌هُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَ‌اهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَ‌اهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُ‌هُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَ‌جَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُ‌ءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّ‌كُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧}
صدق الله العظيم [الأنبياء]
ومن خلال هذه الفتوى أفتي بتدمير الأصنام وتحريمها إذا نُصبت للعبادة حتى يعلم الذين يعبدونها أنهم على ضلال مبين، 
فانظروا لاعتراف من يعبدونها من بعد تدميرها فاعترفوا في داخل أنفسهم أنهم هم الظالمين لولا أنها أخذتهم العزة بالإثم فقد اعترفوا في أنفسهم  دون أن يظهروا على بعضهم اعترافهم في أنفسهم:
{ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُ‌هُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَ‌جَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾}
صدق الله العظيم.
إذاً وجدنا سبب تحريمها وهو إذا نصبت للعبادة فهي مُحرمة، وأما إذا تم صنع التماثيل ونصبها للزينة فأجد الله أحل التماثيل للزينة. 
وقال الله تعالى:
{ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
صدق الله العظيم [سبأ:13]
فكيف تُريدني يا (قوماً آخرين)
 أن أحرّم شيئاً أحله الله في محكم كتابه للزينة، وإنما حرّم صنعه للعبادة؟ويا أخي الكريم إن الإمام المهدي ليس كعلمائكم الذين يقولون هذا حرام وهذا حلال بغير سلطان من الله أتاهم بل اجتهاد من أنفسهم وأعوذُ بالله أن أكون من الذين يقولون على الله بالاجتهاد وهم لا يعلمون هل قولهم هو الحق أم على ضلال مبين وأعوذُ بالله أن أقول على الله إلا الحق والحق أحق أن يُتبع..ولربما (قوم آخرون) يود أن يقول: 
"ولكني أرى إن إزالتها سوف يمنع الناس من الشرك بالله" .
 ومن ثم يرد عليها الإمام المهدي:
 كلا وربي إن المشركين بالله لن يمنعهم عدم وجود التماثيل بل سوف يعبدون أي شيء آخر من خلق الله سواء يعبدون الشمس أو القمر أوالبقر أو الثعابين الحية التي يعبدونها في الهند اليوم، ولكن تدمير الشمس والقمر سوف يكون صعباً علينا حتى نقيم عليهم الحجة بالإقناع كما أقامها إبراهيم عليه السلام على قومه، إذاً الأصنام أهون لتدميرها للإقناع من عبادة الشمس والقمر، إذاً المشركين بالله لن يمنعهم من الشرك بالله عدم صنع التماثيل بل سيعبدون شيئاً آخر.
وأحل الله صُنع التماثيل للزينة وحرّم عبادتها من دون الله، وإن عبدوها فَفْعَلوا كما فعل إبراهيم مع قومه ومن ثم تقيمون عليهم الحجة وسوف يعلمون أنهم حقاً كانوا ظالمين إلا أن تأخذهم العزة بالإثم بعدما تبين لهم في أنفسهم إنهم كانوا ظالمين، وسوف يقولوا لكم كما قال قوم إبراهيم:
{ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَ‌اهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُ‌هُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَ‌جَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ }
صدق الله العظيم
وذلك لأن إبراهيم أقام عليم الحجة بتدميرها، ومن ثم فكروا كيف نعبد آلهةً لم تستطع أن تحمي نفسها!؟ ولذلك رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير في أنفسهم.
 وقال الله تعالى: 
{ فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ }
  صدق الله العظيم.
وسبق وأن علمناكم بحقيقة التماثيل في بادئ الأمر لدعوة المهدي المنتظر،  وبيّن لكم إنها تماثيل تم نحتها لصور صالحين من البشر كانوا من أولياء الله المُقربين وأراد الذين يعبدونهم من دون الله ليقربونهم إلى الله زُلفاً ثم يبالغوا في شأنهم من بعد موتهم حتى قاموا بصنع تماثيل لهم مُشابهة لصورهم ثم قاموا بعبادتها. وهذا هو سر عبادة الأصنام في الكتاب كما سبق تفصيله في بيان قديم سوف نقوم بنسخه لكم لتعلموا عن سبب عبادة الإنسان لتماثيل الأصنام ليس إنها كانت زينة ثم تم عبادتها كلا.. فتعالوا لأعلمكم عن سبب تجدونه في هذا البيان.

اليماني المُنتظر يدعو المؤمنين إلى الخروج من عبادة العباد
 إلى عبادة رب العباد
بسم الله الرحمن الرحيم،
 وقال الله تعالى:
{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُ‌هُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِ‌كُونَ ﴿١٠٦}
صدق الله العظيم [يوسف]
من الناصر لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الإمام ناصر محمد اليماني إلى جميع المُسلمين والناس أجمعين، والسلام على من اتبع الهادي 
إلى الصراط ــــــــــــــــ المُستقيم..
يا معشر المُسلمين 
 لا تدعوا مع الله أحداً، وإني لآمركم بالكُفر بالتوسل بعباد الله المُقربين فذلك شركٌ بالله فلا تدعوهم ليشفعوا لكم عند ربكم فذلك شركٌ بالله، وتعالوا لننظر في القرآن العظيم نتيجة الذين يدعون من دون الله عباده المُكرمين فهل يستطيعون أن ينفعونهم شيئاً أم أنهم سوف يتبرؤون ممن دعاهم من دون الله؟ وكما بيّنا لكم من قبل بأن سبب عبادة الأصنام هي المُبالغة في عباد الله المُقربين والغلو فيهم بغير الحق حتى إذا مات أحدهم من الذين عُرِفوا بالكرامات والدُعاء المُستجاب بالغ فيهم الذين من بعدهم وبالغوا فيهم بغير الحق ثم يصنعون لكُلٍ منهم صنماً تمثالاً لصورته فيدعونه من دون الله، وهذا العبد الصالح المُكرم قد مات ولو لم يزل موجود لنهاهم عن ذلك ولكن الشرك يحدث من بعد موته، فهلمُّوا لننظر إلى حوار المُشركين المؤمنين بالله ويشركون به عباده المُكرمين وكذلك حوار الكفار الذين عبدوا الأصنام دون أن يعلموا بسرِّ عبادتها إلا أنهم وجدوا آبائهم كابراً عن كابر كذلك يفعلون فهم على أثارهم يهرعون. 
 وقال الله تعالى:
{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَ‌كَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَ‌بَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّ‌أْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾ }
صدق الله العظيم [القصص]
وإليكم التأويل بالحق حقيق لا أقول على الله بالتأويل غير الحق وليس بالظن
 فالظن لا يغني من الحق شيئاً والتأويل الحق لقوله:
 { ‏وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ } 
 ويقصد الله: أين عبادي المُقربين الذين كنتم تدعون من دوني؟ وقال الذين كانوا يعبدون الأصنام: ربنا هؤلاء أغوينا. ويقصدون آباءهم الأولين بأنهم وجدوهم يعبدون الأصنام ولم يكونوا يعلمون ما سرّ عبادتهم لها فهرعوا على آثارهم دون أن يعلموا بسرّ ذلك وآباؤهم يعلمون بالسر في عبادتها.
ثم ننظر إلى رد آبائهم الأولين فقالوا: { أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا }. 
 ويقصدون بذلك بأنهم أغووا الأمم الذين من بعدهم بسبب عبادتهم لعباد الله المُقربين ليقربوهم إلى الله زُلفا، ومن ثم زيّل الله بينهم وبين عباده المُقربين فرأَوْهم وعرفوهم كما كانوا يعرفونهم في الحياة الدُنيا من الذين كانوا يُُغالون فيهم من بعد موتهم. 
وقال تعالى:
{ وَإِذَا رَءَا الَّذِيْن أَشْرَكُوَا شُرَكَاءَهُم قَالُوْا رَبَّنَا هَؤُلَاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِيْن كُنَّا نَدْعُوَا مِن دُوْنِك فَأَلْقَوْا إِلَيْهِم الْقَوْل إِنَّكُم لَكْذِبُوْن }
صدق الله العظيم [النحل:86]
وإنما أزال الله الحجاب الذي يحول بينهم وبين رؤيتهم لبعضهم بعضاً فأراهم إياهم، ولذلك قال الله تعالى:
 { وَإِذَا رَءَا الَّذِيْن أَشْرَكُوَا شُرَكَاءَهُم قَالُوْا رَبَّنَا هَؤُلَاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِيْن كُنَّا نَدْعُوَا مِن دُوْنِك فَأَلْقَوْا إِلَيْهِم الْقَوْل إِنَّكُم لَكْذِبُوْن}
  وذلك هو التزييل المقصود في الآية.
 وقال الله تعالى:
{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ }
صدق الله العظيم [يونس:28]
ومن ثم قال عباد الله المُقربون:{ تَبَرَّأْنَا إِلَيْك مَا كَانُوْا إِيَّانَا يَعْبُدُوْن }
صدق الله العظيم [القصص:63]
وهذا هو التأويل الحق لقوله تعالى:
{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَ‌كَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَ‌بَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّ‌أْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾ }
صدق الله العظيم [القصص]
إذاً يا معشر المسلمين، قد كفر عباد الله المُقربون بعبادة الذين يعبدونهم من دون الله كما رأيتم سياق الآيات وكانوا عليهم ضداً. تصديقاً لقوله تعالى:
{ اتَّخَذُوا مِن دُوْن الْلَّه آَلِهَة لِّيَكُونُوَا لَهُم عِزا كَلَّا سَيَكْفُرُوْن بِعِبَادَتِهِم ويَكُوْنُوْن عَلَيْهِم ضِدا }
صدق الله العظيم [مريم:82]
إذاً يا معشر الشيعة من الذين يدعون أئمة أهل البيت أن يشفعوا لهم فقد  أشركتم بالله أنتم وجميع الذين يدعون عباد الله المقربين ليشفعوا لهم من جميع المذاهب وإنما هم عباد لله أمثالكم. وقال الله تعالى:
{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ‌ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَ‌بِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَ‌بُ وَيَرْ‌جُونَ رَ‌حْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَ‌بِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾ }
صدق الله العظيم [الإسراء]
وهذا بالنسبة للمؤمنين المُشركين بالله عباده المُقربين. ولكنه يوجد هناك أقوام يعبدون الشياطين من دون الله بل ويظهر لهم الشياطين ويقولون بأنهم ملائكة الله المُقربون فيخرّون لهم ساجدين حتى إذا سألهم: ما كنتم تعبدون من دون الله؟
 فقالوا: الملائكة المُقربين. 
ومن ثم سأل ملائكته المُقربين: هل يعبدونكم هؤلاء؟
 وقال الله تعالى:
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾  قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُ‌هُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ﴿٤١﴾}
صدق الله العظيم [سبأ]
وهؤلاء من الذين تصدهم الشياطين عن السبيل ويحسبون أنهم مُهتدون، وكُل هذه الفرق ضالة عن الطريق الحق ويحسبون بأنهم مُهتدون، 
ويُطلق عليهم الضالين عن الطريق الحق، 
وهم لا يعلمون بأنهم على ضلال مُبين بل ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون بأنهم يحسنون صُنعاً.وأما فرقة أخرى فليسوا ضالين عن الطريق وبصرهم فيها حديد ولكنهم إن يروا سبيل الحق لا يتخذونه سبيلاً لأنهم يعلمون بأنهُ سبيل الحق وإن يروا سبيل الغي يتخذونها سبيلاً وهم يعلمون بأنها سبيل الباطل؛ أولئك شياطين البشر 
 أولئك ليسوا الضالين بل هم المغضوب عليهم؛
 باءوا بغضبٍ على غضب. كيف وهم يعلمون سبيل الحق فلا يتخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغي يتخذونه سبيلاً! كيف وهم يعرفون بأن محمداً رسول الله حقاً كما يعرفون أبنائهم ثم يصدون عن دعوة الحق صدوداً!أولئك هم أشد على الرحمان عِتياً؛ أولئك هم أولى بنار جهنم صلياَ، ويحاربون الله وأولياءه وهم يعلمون أنه الحق فيكيدون لأوليائه كيداً عظيماً ويعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون أنه الشيطان الرجيم عدو الله وعدو من والاه لذلك اتحذوا الشياطين أولياء من دون الله وغيروا خلق الله ويجامعون إناث الشياطين لتغيير خلق الله فاستكثروا من ذُريات بني البشر عالم الجن الشياطين. وقال الله تعالى:
{ وَيَوْم يَحْشُرُهُم جَمِيْعَا يَا مَعْشَر الْجِن قَد اسْتَكْثَرْتُم مِّن الْإِنْس وَقَال أَوْلِيَاؤُهُم مِن الْإِنْس رَبَّنَا اسْتَمْتَع بَعْضُنَا بِبَعْض وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْت لَنَا قَال الْنَّار مَثْوَاكُم خَالِدِيْن فِيْهَا إِلَا مَا شَاء الْلَّه إِن رَبَّك حَكِيْم عَلِيِّم }
صدق الله العظيم [الأنعام:128]
أولئك لا يدخلون النار بحساب،
 بمعنى: أنهم لا يؤخرون إلى يوم القيامة بل يدخلون في النار مُباشرة من بعد موتهم، أولائك شياطين البشر في كُل زمان ومكان يدخلون النار من بعد موتهم مُباشرةً، وعكسهم عباد الله المُقربون لا يدخلون الجنة بحساب، 
بمعنى: أنهم لا يؤخرون إلى يوم القيامة لمحاسبتهم بل يدخلون الجنة فور موتهم ويمكثون في الجنة ما دامت السماوات والأرض، وكذلك شياطين البشر يمكثون في النار ما دامت السماوات والأرض، وأما أصحاب اليمين فيؤخر دخولهم الجنة إلى يوم البعث والحساب 
بمعنى: أنهم يتأخرون عن دخول الجنة إلى يوم القيامة فيدخلون الجنة بحساب ويرزقون فيها بغير حساب، وكذلك الضالين يؤخر دخولهم النار إلى يوم القيامة فيدخلون النار بحساب ويأكلون من شجرة الزقوم بغير حساب طعام الأثيم كالمُهل يغلي في البطون كغلي الحميم. 
ومعنى القول بحساب: 
 أي يُحاسبوا حتى يتبين لهم بأن الله ما ظلمهم شيئاً بل أنفسهم كانوا يظلمون، أما شياطين البشر فهم يعلمون وهم في الحياة الدُنيا بأنهم على ضلال مُبين أولئك يدخلون النار مرتين المرة الأولى من بعد موتهم في الحياة البرزخية والأخرى يوم يقوم الناس لله رب العالمين.
ويا معشر المُسلمين، 
 تعالوا لأبيّن لكم الفرق بين أصحاب اليمين والمُقربين والفارق بين الدرجات، وأن الفرق بين عمل الفرض وعمل النافلة تقرب إلى الله بأن الفرق بينهم ستمائة وتُسعون درجة، ولا ينال محبة الله أصحاب اليمين بل ينالون رضوانه
 بمعنى: أنه ليس غاضب عليهم بل راضٍ عنهم وذلك لأنهم أدّوا ما فرضه الله عليهم ولم يقربوا الأعمال التي جعلها الله طوعاً وليس فرضاً بل إن شاءوا أن يتقربوا بها إلى ربهم ولكنهم لم يفعلوها بل أدّوا صدقة فرض الزكاة ولم يقربوا صدقات النافلة ولكن الفرق عظيم في الميزان يا معشر المؤمنين فتعالوا ننظر الفرق:
فأما المُقربين:
 فأدوا صدقة الفرض فكُتبت لهم كحسنات أصحاب اليمين عشرة أمثالها ومن ثم عمدوا إلى صدقات النافلة فأنفقوا في سبيل الله ابتغاء مرضات الله وقربةُ إليه تثبيتاً من أنفسهم ولم يكن عليهم فرض أمر جبري كفرض الزكاة بل من أنفسهم وكان الله أكرم منهم فجعل الفرق بين درجة الفرض ودرجة النافلة ستمائة وتُسعون درجة وأحبهم وقربهم. وقال الله تعالى: 
{ مَن جَاء بِالْحَسَنَة فَلَه عَشْر أَمْثَالِهَا }
[الأنعام:160]
وتلك هي حسنة الفرض والأمر الجبري، ولا يقبل النافلة إلا بعد إتيان العمل الجبري ومن ثم الأعمال الطوعية، وذكر الله الفرق بينهما بنص القرآن العظيم بأن الحسنة الجبرية هي في الميزان بعشرة أمثالها وأما الحسنة الطوعية قربة إلى الله فهي بسبعمائة حسنة، وبيّن الفرق بينهما إنه ستمائة وتُسعون درجة، وكذلك يُضاعف الله فوق ذلك لمن يشاء فلم يحصر كرمه سبحانه، ولكنها توجد هُناك حسنة وسيئة قد جعلهم الله سواء في الميزان في الأجر أو الوزر وهو قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً وكذلك من أحياها وعفا أو دفع ديّة مُغرية لأولياء الدم حتى عَفوا فكأنما أحيا الناس جميعاً.فتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تُفلحون، ولينظر أحدكم هل هو من المُقربين أو من أصحاب اليمين أو من أصحاب الجحيم، فهل يعلم بحقيقة عمل الإنسان ونيته غير الإنسان وخالق الإنسان، فانظروا إلى قلوبكم تعلمون هل أديّتم ما أمركم الله به أم لا، وإذا أديّتموه أنظروا هل عملكم خالص لوجه الله أم لكم غاية أخرى رياء الناس أو حاجة دنيوية في أنفسكم، فأنتم تعلمون ما في أنفسكم وكذلك ربكم، فانظروا إلى نوايا أعمالكم وسوف تعلمون هل أنتم من المُقربين أم من أصحاب اليمين أم من أصحاب الشمال. وذلك تصديق لقول الله تعالى:
 { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ  إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
صدق الله العظيم [الحشر:18]
أخو المُسلمين خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر
اليماني المُنتظر الإمام ناصر محمد اليماني.