الجمعة، 18 أكتوبر 2013

فأين الإخوة في الدين وأنتم تقتلون بعضكم بعضاً

 
 فأين الإخوة في الدين وأنتم تقتلون بعضكم بعضاً
 قال الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ
 مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ}
صدق الله العظيم
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظنّ 
وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:116]
وتصديقا لقول الله تعالى:
{ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنّ وَإِنَّ الظنّ لَا يُغْنِي مِنَ الحقّ شَيْئاً }
صدق الله العظيم
فكم كنتم تستعجلون ببعث المهدي المنتظر يا معشر الشيعة الاثني عشر وها هو قد بعثه الله في عصره وقدره المقدور في الكتاب المسطور، وأنتم تعلمون يا معشر الشيعة الاثني عشر أن المهدي الحقّ من ربّكم يدعو البشر إلى اتباع الذكر ويدعو علماء الدين المختلفين إلى الاحتكام حصرياً إلى كتاب الله القرآن العظيم. فلا تكونوا كمثل الذين قال الله عنهم:
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚفَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٨٩بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠}

  صدق الله العظيم [البقرة]
ولم يجعل الله المهدي المنتظر من الشيعة الاثني عشر ولم يجعل الله المهدي المنتظر من أهل السّنة والجماعة ولم يجعل الله المهدي المنتظر ينتمي إلى أيّ حزبٍ من أحزاب المسلمين الذين فرقوا دينهم شيعاً وكل حزب بما لديهم فرحون، وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني لستُ منكم في شيء يا من فرقتم دينكم شيعاً لا أنا ولا جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{انَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ

 ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}
صدق الله العظيم [الأنعام]
ولكن علماء الأمّة الذين يقولون على الله مالا يعلمون نبذوا أمر الله وراء ظهورهم واختلفوا في دينهم فصدوا عن اتباع دين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى النّاس كافة فكيف يتبعونكم وهم يرونكم مختلفين في دينكم ويلعن بعضكم بعضاً ويكفر بعضكم بعضاً؟ ألا والله لو تركتم ما اختلفتم فيه واستمسكتم بالأساس حتى لا تصدوا النّاس عن اتباع دين الله الذي يدعوهم إلى كلمة سواء بينهم جميعاً أن لا يعبدوا إلا الله وحده لا شريك له لفزتم فوزاً عظيما حتى ولو تركتم شيئاً من السُنن الحقّ في سبيل عدم الاختلاف لغفر الله لكم ذلك وأدخلكم مدخلاً كريماً.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً}
صدق الله العظيم [النساء:31]
وذلك لأنكم إذا اختلفتم سوف تضرون دين الله ضرراً عظيماً ثم لا يتبع النّاس رسالة الإسلام الحقّ للناس كافة فيقولوا وكيف نتبع دين المسلمين وهم في دينهم مختلفين؟ فما يُدرينا أيهم على الحقّ! ثم يتركوكم ودينكم، ولذلك نهاكم الله عن الاختلاف ولكنكم خالفتم أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖكُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢}
صدق الله العظيم [الروم]
وخالفتم أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى المشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)}
صدق الله العظيم [الشورى]
وخالفتم أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ المنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المفْلِحُونَ (104)وَلاتَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيِّنات وَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(105)}
صدق الله العظيم [آل عمران]
فانظروا لقول الله تعالى:
{وَلاتَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيِّنات
 وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
صدق الله العظيم [آل عمران:105]
ولذلك فإني المهدي المنتظر أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني لستُ منكم في شيء وأتبرأ منكم أنا وجدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. 
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{انَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ 
إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:159]
وهل سبب فشلكم يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم فلم يُتمّ الله بكم نوره على العالمين إلا لأنكم اختلفتم فتفرقتم ثم فشلتم ثم ذهبت ريحكم كما هو حالكم اليوم أذلة مهانين مستضعفين، ودليل ضعفكم ذلك أن يهود تلّ أبيب يقتلون إخوانكم الليل والنّهار وأنتم تشهدون فلم تنصروهم برغم كثرتكم وخالفتم أمر الله ورسوله.
 وقال الله تعالى:
{وإنِ اسْتَنْصَروُكُمْ فِي الدّين فَعَلَيْكُمْ النَّصْـر}
صدق الله العظيم [الأنفال:72]
تصديقاً لقول محمد رسول الله الحق:
[ومثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، و كونوا عباد الله إخوانا]
فأين الإخوة في الدين وأنتم تقتلون بعضكم بعضاً وتؤيدون الحوثي وأمثاله على قتل إخواني المسلمين اليمانيين يا معشر الشيعة الاثني عشر أفلا تتقون؟ فإذا كان الله حرّم عليكم قتل الكفار الذين لم يعتدوا عليكم وأمركم الله أن تحسنوا إليهم وتقسطوا إليهم وهم كافرون وبرغم كفرهم تجدون أن الله لم يأمركم أن تكرهوهم في الدخول في دينكم وأمركم أن تعاملوهم بمُعاملة الدين الإسلامي الحنيف فيجدون فيكم الرحمة والشفقة والقسط والكرم والعدل والإخوة ومن ثم تقنعوا قلوبهم فلا يجدوا إلا أن يسلموا لهذا الدين الإسلامي الحنيف الذي يأمر بالقسط وعدم قتل النّاس ونهبهم وسفك دمائهم. وقال الله تعالى:
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المقْسِطِينَ}
صدق الله العظيم [الممتحنه:8]
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إذا كنتم وجدتم في محكم كتاب اللهِ أمرَ اللهِ الصريح والفصيح إلى المسلمين فتجدوا أنه أوصاهم في الكافرين:
{أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المقْسِطِينَ}
صدق الله العظيم
فما بالكم بإخوانكم المسلمين؟
فما هو موقفكم بين يدي الله يا من تُخالفون كافة أوامر الله في محكم كتابه فتتبعون روايات الخُزعبلات التي أكثرها ما أنزل الله بها من سلطان؟ فكم تسببت رواياتكم في قتل كثير من المسلمين ألا لعنة الله على من لم ينتهي من قتل إخواني المسلمين كما لعنه الله في محكم كتابه العزيز:
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً }
صدق الله العظيم [النساء:92]
وقال الله تعالى:
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ له عَذَابًا عَظِيمًا}
صدق الله العظيم [النساء:93]
مقتبس من بيان الإمام المهدي المنتظر ناصرمحمد اليماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.