الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

أنا لم أنكر احاديث رسول الله بل أنكر ما خالف القرآن جملةً وتفصيلاً،


    
أنا لم أنكر احاديث رسول الله بل أنكر ما خالف القرآن 
جملةً وتفصيلاً،
بسم الله الرحمن الرحيم
 {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}
  صدق الله العظيم [الفرقان:63]، 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أجمعين، أما بعد..
لقد كنت في البلاد وليست لدينا في البادية انترنت لذلك تأخر ردي على الذي وصف خطاباتي بالخزعبلات، فأقول: عفى الله عنك أخي العزيز فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ إنما يتذكر أُولو الألباب، فمن تدبر خطابي وهو يريد أن يفهم قال: ربّ زدني علماً، كان حقاً على الله أن يجعل له فرقاناً، وذلك نورُ روحٍ من الله تهبط إلى القلب ذلك عقل مطّور ومجهر مكبر يرى به مثاقيل الذرة من الذنوب كأعظم الجبال، وصار له قلب يعقل ويُميّز الحقّ من الباطل، وذلك هو معنى قوله تعالى:
 

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً} 
صدق الله العظيم [الأنفال: 29].
ذلك هو نور البصيرة في قلوب المؤمنين ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور:

  {فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَبْصَارُ ولَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} 
 [الحج: 46].
هل يستوي الأعمى والبصير والظلمات والنور والظل والحرور؟ وما أنت بمسمع من في القبور. فما خطبك يا رجل هل تريد أن تدحض الحقّ بالباطل وتجادل في الله بغير علم ولا هُدًى ولا كتاب منير؟ 

وأنا لم أنكر احاديث رسول الله بل أنكر ما خالف القرآن جملةً وتفصيلاً، فأقول هذا ليس عن رسول الله فلا ينبغي لأحاديث رسول الله أن تخالف حقائق هذا القرآن العظيم بل تزيده بياناً وتوضيحاً لتبين لناس مانُزل إليهم، بل وجدت تناقضاً بين الأحاديث نفسها وما كان لرسول الله أن يقول حديثين متناقضين، بل وجدت تناقض في أحاديث مشهورة لدى المسلمين، وأذكر اثنين منها من أحاديث الشفاعة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 [يافاطمة بنت محمد اعملي فلا أُغني عنك من الله شيء]
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكني وجدت له نقيضاً حديثاً آخراً في الشفاعة طويلاً قال:
[أنا لها أنا لها] !!
 فكيف لنا أخي العزيز أن نعرف أيُّهم حق وأيّهم باطل مفترًى؟ هلّم الي لأعلمك الحق منهم إن كنت تريد الحق ولاينبغي لي أن أقول هذا حق وهذا باطل بالظن فالظن لايغني من الحق شيئاً بل احتضن الحديث إليّ مع راويه، وإذا كان من عندغير الله فسوف أجد بينة وبين القرآن اختلافاً كثيراً، ولأني من أولي الأمر منكم تعال لأستنبط لك من القرآن أيّهم الحق من هذين الحديثين المتواترين تقريباً، فما وجدته زاد القرآن توضيحاً فهو عن رسول الله ثم عليك أن تعلم أني لا أحكم بالقياس بل سوف أستنبط لك آية في نفس الموضوع لا تحيد عنهُ قيد شعرة. قال تعالى:
{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}

صدق الله العظيم [الأنعام:51]
وقال تعالى:

{لِيَقْطَعَ طَرَ‌فًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿
١٢٧﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ‌ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٢٨﴾ وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ‌ضِ ۚ يَغْفِرُ‌ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١٢٩﴾}

صدق الله العظيم [آل عمران]
وحين نزل جبريل بهذه الآية على رسول الله وهو في مجلسه الموقر بين صحابته ثم نادى محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على مسمع من صحابته المكرمين فقال:
[يافاطمة بنت محمد] 
فقالت من وراء الحجاب: "لبيك أبتي" قال:
 [اعملي فلا أُغني عنك من الله شيء] 
صدق مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فهو يريد أن يسمع الصحابة أنه لايستطيع أن يشفع لابنته فكيف يشفع لأمته؟ بل يريد اليهود ان نبالغ في رسول الله بغيرالحق كما بالغت النصارى في المسيح ابن مريم، بل الشفاعة لله جميعاً، وسرها عظيم لا يعلم بسر الشفاعة إلا عبد واحد فقط من عباد الله تحل له الشفاعة وهو الذي يحيطه الله بالوسيله، وإنما رسول الله قال: وأرجوا ان يكون أنا، فهذا العبد لايعرفه حتى رسول الله لذلك قال: أرجو أن يكون أنا، فهذا العبد مجهول لايعلم بسره إلا الحي القيوم. وقال تعالى:

{يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّ‌حْمَـٰنُ وَرَ‌ضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿
١٠٩﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿١١٠﴾ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴿١١١﴾}

صدق الله العظيم [طه]
وأن الله لا يقصد نفسه بقوله ولا يحيطون به علما بل هذا العبد الذي أذن له الرحمن ورضي لهُ قولاً، فهذا شأن الله يأذن لمن يشاء وما كان لعبد أن يتجرأ بين يدي الله فيقول شفعني، بل خشعت الأصوات للحي القيوم لا تسمعُ إلا همساً، فهنا وجدنا الحديث الحق قد توافق مع ما جاء في القرآن، أما الباطل فقد وجدناه اختلف مع القرآن ومع الحديث الحق عن رسول الله في أمر الشفاعة، فيا عجبي لأمة تروي أحاديثاً متناقضةً، ولوتدبروا القرآن لاستطاعوا أن يميزوا بين الحق والباطل، وسوف يجدون بين القرآن وبين الحديث الذي من عند غير الله اختلافاً كثيراً، ومعنى قوله من عند غير الله أي اليهود وأوليائهم الشياطين الذين جاؤوا إلى رسول الله، قاله تعالى:

{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَ‌سُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَ‌سُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿
١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾}

صدق الله العظيم [المنافقون]
وقد أضلوا المسلمين عن طريق الحديث حتى ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين
 أولئك هم الفريق الذي حذّر الله منهم المسلمين، وقال:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِ‌يقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُ‌دُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِ‌ينَ ﴿
١٠٠﴾وَكَيْفَ تَكْفُرُ‌ونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَ‌سُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٠١﴾}

صدق الله العظيم [آل عمرن]
وقال تعالى:

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾}
صدق الله العظيم [النساء]
ومعنى قوله :
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ} أي حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فمن أطاع الله ورسوله يأتي يوم القيامة آمناً من عذاب الله.
ومعنى قوله :
{أَوِ الْخَوْفِ} وهو من أطاع اليهود الشياطين يأتي خائفاً يوم القيامة بل أفئدتهم هواء من الخوف.
ومعنى قوله
:
{أَذَاعُوا بِهِ} وهو اختلاف المسلمين في هذا الحديث الوارد عن رسول الله، فطائفة تقول إنهُ عن رسول الله والأخرى تنكره وأنه ليس من رسول الله.
ومعنى قوله:
{وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ} 
أي إلى أحاديث رسول الله هل يختلف هذا الحديث معها في شيء.
ومعنى قوله:
{وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ} وهم الراسخون في العلم الذين يأتيهم الله علم الكتاب فيستطيعون أن يستنبطون الحكم من آيات القرآن الحكيم فيجدون في القرآن ما يخالف هذا الحديث إن كان من عند غير الله ورسوله، أو يستنبطون آيات تتفق مع هذا الحديث فتصبح برهاناً بأن هذا الحديث من عند الله ورسوله.ومعنى قوله :
 {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} 
 فهنا البشرى الكبرى بالمنقذ للناس أجمعين من الشيطان الرجيم فلا يتبعة إلا أولياءه الذين يعلمون أنهُ الشيطان الرجيم ويكفرون بالحق وهم يعلمون أنه الحق وهم للحق كارهون أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، وقدجاء الحق ولكن أكثركم لايعلمون يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق وهم لايعلمون، ومن أصدق من الله قيلاً؟
 فبأي حديث بعده يؤمنون؟
--- 
 والسلام على من اتّبع الهُدى..
أخوكم في الله المحب لأولياء الله وخاتم خلفاء الله أجمعين الناصر لخاتم النَّبيّين؛

 ناصر محمد اليماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.