الاثنين، 11 نوفمبر 2013

وسأل سائل فقال: هل يتحسر الله في قوله: { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} ؟

 
 وسأل سائل فقال:
هل يتحسر الله في قوله: { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} ؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
فمن ذى الذي هو ارحم بكم من الله أرحم الراحمين ويا قوم افلا تعلمون أنه يتحسر على عباده الذين ظلموا انفسهم برغم انه لم يظلمهم شيئاً ولا نزال نُذكركم بتحسر الله على عباده فيقول الله تعالى:
{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} 
وأما الذين ظلموا انفسهم فيقول كل منهم :
{يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَالسَّاخِرِينَ(56)}
 صدق الله العظيم
فهل يجتمع الحسرة والغضب بمعنى فهل يمكن أن يغضب الله 
على قوم وفي نفس الوقت يتحسر عليهم
والجواب: كلا إنما الحسرة تحدث في نفس الرب من بعد
 أن يتحسر و عباده على أنفسهم فيقول الظالم لنفسه :
{يا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)} 
صدق الله العظيم
وإنما الحسرة تحدث في نفس الرب من بعد ان يهلكهم الله بسبب دُعاء أنبياءهم عليهم فيصدقهم الله ما وعدهم فيدمر عدوهم تدميراً ولكن عباده لم يهنوا عليه ولو لم يظلمهم شيئاً وذلك بسبب صفته التي جعلها في نفسه وهي الرحمة وليس كرحمة الأم بولدها العاصي لو نظرت إليه يصرخ في نار جهنم بل أشد واعظم تكون حسرته على عباده الذين ظلموا أنفسهم وذلك لأن الله هو أرحم الراحمين فبعد ان يدمر عباده المُكذبين برسل ربهم ورفضوا أن يجيبوا دعوة الله ليغفر لهم

وقال الله تعالى:
{وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ. قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ } 
صدق الله العظيم
حتى إذا أعتقدوا المرسلين ان قومهم قد كذبوهم فأستيئسوا من هداهم 
ومن ثم يقولون:
{رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}
 صدق الله العظيم
ومن ثم يأتيهم نصر الله ولن يخلف الله وعده رسله واولياءه فينصرهم 
على عدوهم فيصبحوا ظاهرين فيورثهم الأرض من بعدهم
 وقال الله تعالى:
{وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}
صدق الله العظيم
وقال الله تعالى:
{وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }
وقال الله تعالى:{وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُوأْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} 
صدق الله العظيم
ولكن يا احباب الله يامعشر الآباء والإمهات فتصوروا لو أن احد ابناءكم عصام طيلة حياته لم يطيع لكم أمراً ومن بعد موته أطلعتم عليه فإذا هو يصرخ من شدة عذاب الحريق في نار جهنم فتصورا الآن كم سوف تكون عظيم حسرتكم على اولادكم
فما بالكم بحسرة ربهم الذي هو ارحم من الله ارحم الراحمين أم غنكم لم تجدوا 
في محكم كتابه أنه يتحسر على عباده
وقال الله تعالى:
{إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ 
مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }
صدق الله العظيم
وأما الظالمون لأنفسهم فيقول كل منهم:

{يَا حَسْرَتَي علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}
 صدق الله العظيم
وأما آخرين: 
{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } 
صدق الله العظيم
وأما القوم الذين قال الله عنهم :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }
صدق الله العظيم
فكيف يرضون بجنة النعيم وقد علمهم إمامهم أن من يحبونه يتحسر في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم ولذلك فهم يريدون تحقيق النعيم الأعظم من جنته وكل عباد الله الصالحين يبحبون ربهم لأنه احسن إليهم فأنقذهم من ناره وأدخلهم جنته ولن القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه تنزه حُبهم لربهم عن المادة ولذلك لم تجدوا الله ذكر ناره أو ذكر جنته بل قال الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
صدق الله العظيم
وهُنا يستوقف أولوا الألباب للتفكير فيقول إذا كنت حقاً أحب الله بالحب الأعظم من النعيم والحور العين فما الفائدة من الإستمتاع بنعيم الجنة وحورها وقد علمنا الإمام المهدي أن حبيبنا الأعظم مُتحسر وحزين على عباده الذين ظلموا انفسهم أولئك لن يرضيهم الله بالنعيم والحور العين بل ينظمون إلى جانب الإمام المهدي فيُناظلوا في تحقيق النعيم الأعظم حتى يذهب التحسر من نفسه على عباده
{وَيَرْضَى}
فذلك هو أملهم ومنتهى غايتهم وكُل أمنيتهم وجميع هدفهم فهل تدرون لماذا لأنهم قوم:{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }فمن كان منهم فوالله لا يجد إلا ان يتبع الإمام المهدي فيُحرم على نفسه جنة ربه ويقول وكيف أرضى بجنة النعيم وحورها وقصورها وأحب شئ إلى نفسي يقول:{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}فلا نزال نذكركم بتحسر الله في نفسه حتى لا تدعون على عباده فتصبروا على عباده حتى يهديهم وأقصد الصبر على الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون انهم مهتدون وذلك لانهم لم يبصروا بعد ما ابصرتموه
يا معشر الأنصار 
فصبراً جميلاً عسى الله أن يهديهم برحمته التي كتب على نفسه 
وسع ربنا كل شئ رحمة وعلماً
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.