الأحد، 24 نوفمبر 2013

ماالبيان الحق في قوله تعالى: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}؟

 
  وسأل سائل فقال:
قال الله تعالى: 
{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}
أفتنا ياإمام من يكون هارون المذكور في هذه الاية؟
وأجاب الذي عنده عِلم الكتاب فقال:
ما بالكم يا معشر عُلماء الأُمة تقولون بأن معنى قوله:
{يَا أُخْتَ هَارُونَ}
[مريم:28],
 بأنه يقصد هارون أخو موسى، فأين مريم من موسى وبينهما مِئات السنين!! حتى جعلتم للذين يُجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق جعلتم لهم عليكم سُلطاناً فانظروا
 إلى ما يقولون:
كيف يخطأ القُرآن بنسب مريم عليها السلام لهارون وبينهم مئات السنين؟
ومن ثُمّ نردُ عليهم ونُثبت بأنهُ نبياً وقد مات من قبل ميلاد مريم ابنة عمران، فأصبحت يتيمة الأبوين والأخ، وكفلها زكريا ابن يعقوب أخو عمران ابن يعقوب. فما خطبكم يا معشر الذين لا يعلمون لا تجدون إسم في القُرآن إلّا وزعمتم أنه يقصد به إسم بينه وبين ذلك الاسم مئات السنين إن لم تكن ألاف؟! وكذلك ظنّكم في قوله تعالى:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿163﴾}
صدق الله العظيم, [النساء]
فكيف تظنون بأنهُ يقصد هارون أخو موسى؟!! فإذا ذكر موسى فهو يذكر هارون لأن رسالتهم واحدة فقط أنزلت على موسى. وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ}
صدق الله العظيم, [الأنبياء:48]
وهُنا تعلمون بأنه يقصد هارون أخو موسى، وأما في هذه الآية التالية في قوله تعالى:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿163﴾}
صدق الله العظيم, [النساء]
فإنه يقصد هارون ابن عمران أخو مريم، وقبل تحريف الكُتب المُقدسة لم يكن على هارون غبار وأنه نبيٌ كريم ولا يحتاج إلى تعريف لذلك اكتفوا بذكر:
{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿28﴾}
صدق الله العظيم, [مريم]
فقد بيّنا لكم كذلك إثبات نبوّة هارون حتى في الأحرف السرية في أوائل سورة مريم
{كهيعص}
ولا تزال لدينا أدلة وبراهين على إثبات نبوّة هارون ابن عمران ابن يعقوب للمُمترين من الذين يُجادلون بغير علمٍ ولا هُدىً ولا كتابٍ مُنير، بل العجيب كُل العجب بأن بعض العُلماء يقول:موسى ابن عمران
ظناً منهم حين قال:{يَا أُخْتَ هَارُونَ}
وبما أن هارون أخو موسى إذاً موسى ابن عمران! وهم من الذين 
يُجادلون بما لا يعلمون.
وكذلك لدينا البراهين الكافية على نبوّة عُزير، وكذلك عُزير حدث له ما حدث لجميع الأنبياء، وهو أن الشيطان ألقى في أمنيته شك حين مرّ على القرية الخاوية على عروشها فقال في نفسه ما جاء في قوله تعالى:
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿259﴾}
صدق الله العظيم, [البقرة]
وهُنا بيّن الله لعُزير آياته وحكمها بعد أن ألقى الشيطانُ في أمنيته شك، وهذا يحدث لجميع الأنبياء والرُسل، ومن ثُمّ بعث الله إليه جبريل ليسأله كم لبثت، ومن ثُمّ علّمه كم لبث وبيّن له قُدرة الله. إذاً عُزير نبياً ولكنه ليس ولد الله كما يزعم اليهود، وهم يعلمون بأنه ليس ولد الله، بل يريدُ أن يُعاندوهم النصارى فيقولون بل المسيح ابن الله، وذلك قولهم بأفواههم قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
ولا تزال لدينا البراهين على إثبات نبوّة الثمانية والعشرون فهل من مُمتر مجادل فليتفضل للحوار مشكوراً.
أخو المُسلمين في الله المهدي المُنتظر الإمام(ن)ناصر مُحمد اليماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.