الاثنين، 25 نوفمبر 2013

مامعنى هذه الآية من سورة البقرة: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ}؟

مامعنى هذه الآية من سورة البقرة:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ}؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
 والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله 
الواحد القهار أما (بعد).. 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار المكرمين الأبرار، وسلام الله على عبد القهار وجميع الباحثين عن الحق في طاولة الحوار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، أما بعد.. 
قال الله تعالى: 
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَ‌ضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَ‌ضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿١٢﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَ‌وُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَ‌بِحَت تِّجَارَ‌تُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارً‌ا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّـهُ بِنُورِ‌هِمْ وَتَرَ‌كَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُ‌ونَ ﴿١٧﴾ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿١٨﴾ أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَ‌عْدٌ وَبَرْ‌قٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ‌ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّـهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِ‌ينَ ﴿١٩﴾ يَكَادُ الْبَرْ‌قُ يَخْطَفُ أَبْصَارَ‌هُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِ‌هِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ ﴿٢٠﴾} 
صدق الله العظيم [البقرة] 
ويا حبيبي في الله عبد القهار، إن هذه الآيات تحدثكم عن حال المؤمنين الكافرين وهم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر عن صد البشر عن اتباع الذكر في كل زمان ومكان، وهم شياطين البشر من اليهود في كل زمان ومكان، فهم الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم أزدادوا كفراً ومكراً عن الصد عن اتباع الذكر. 
وإنما المقصود من قول الله تعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارً‌ا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّـهُ بِنُورِ‌هِمْ 
وَتَرَ‌كَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُ‌ونَ ﴿١٧﴾}  
صدق الله العظيم،
 إنما ذلك ضربُ مثلٍ أن مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فأنارت ما حوله وأبصر ما حوله بسبب وجود ضياء النار، ويقصد بذلك المثل إيمانهم بادئ الأمر بالحق من ربهم، ومن ثم أخذتهم العزة بالإثم فكفروا حسداً من عند أنفسهم، وأذهب الله نوره من قلوبهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. وكذلك ضرب بحالهم مثل آخر
 في قول الله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَ‌عْدٌ وَبَرْ‌قٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ‌ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّـهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِ‌ينَ ﴿١٩﴾ يَكَادُ الْبَرْ‌قُ يَخْطَفُ أَبْصَارَ‌هُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا}
 صدق الله العظيم
 فانظر إلى ضياء البرق حين يبرق يضيئ ما حولك ثم يذهب، وكذلك النار حين يستوقدها أحدكم في ظلمات فيجدها تضيئ ما حوله وإذا انطفأت حلت الظلمات مباشرة، وإنما ذلك ضربُ مثلٍ لقلوبهم حين يذهب الله نوره من قلوبهم بسببٍ من
 عند أنفسهم، فيجعلهم إن يروا سبيل الحق لا يتخذونه سبيلاً، وإن يروا سبيل الباطل يتخذونه سبيلاً ويتخذون من افترى على الله خليلاً، ويجعلهم الله من المؤمنين الكافرين! كمثل الشيطان يؤمن بأن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له ويؤمن بالبعث والجنة والنار، ولكن كفر بأمر الله وكره رضوانه، ويتبع ما يسخطه ويغضبه ويسعى لحرب الله وأولياءه، ويريد أن يطفئ نور الله. وكذلك على شاكلته شياطين الجن والإنس كمثل المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ليصدوا البشر عن اتباع الذكر بأحاديث وروايات تخالف لمحكم كتاب الله، وكانوا يجيدون التمثيل بالإيمان والصلاح حتى حيروا شياطين الجن المسوس بأجسادهم من دقة تمثيلهم حين يجدون المؤمنين الحق فيقولون لهم أنهم مؤمنون موقنون بهذا القرآن العظيم، وينطقون عن محمد رسول الله وعلماء المسلمين بالمنطق الحق حتى حيروا الشياطين من دقة تمثيلهم بالإيمان حين يجدوا الذين آمنوا، ولكن شياطين الإنس المنافقين يطمئنوا شياطين الجن حين يخلون بهم وقالوا لهم: إنما نريد أن نجيد التمثيل
 بالإيمان والصلاح حتى لا يَشُك المسلمين في أمرنا. 
وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم 
برغم أن الشياطين قرناءهم موجودون بأجسادهم حين يجدون المؤمنين الحق، 
وإنما أصابت شياطين الجن الحيرة من دقة تمثيل شياطين الإنس بالإيمان والصلاح حين يجدون الذين آمنوا ولكنهم طمئنوهم حين خلى شياطين الإنس بشياطين الجن، 
وقال شياطين الإنس لشياطين الجن:{إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}
صدق الله العظيم 
وفي أولئك القوم ومن على شاكلتهم تم ضرب المثل أن الله ذهب بنورهم برغم أنهم مؤمنين وسبب ذهاب النور من قلوبهم هو الحسد من عند أنفسهم. 
وقال الله تعالى: 
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ 
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ 
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
  صدق الله العظيم [البقرة:109]
 وقد جاء أمر الله ببعث المهدي المنتظر الذي يكشف كافة أسرار مكرهم
 للعالمين ولكن أكثر الناس لا يشكرون. 
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
 أخو المؤمنين الصادقين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.