الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

ماهو البيان الحق لقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَ} قد علمنا النفع من الميسرولكن أين المنفعة من الخمر؟

         
    وسأل سائل فقال:
ماهو البيان الحق لقول الله تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ 
لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَ}
قد علمنا النفع من الميسرولكن أين المنفعة من الخمر؟ 
 وأجاب الذي عنده عِلم الكتاب فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار شريعة الله الحق في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أما بعد.. 
يا عابد الله إن كنت تريد الحق فاعلم أنّ الخمر لم يأتي بشأنه حكم من الله من قَبْلُ أنَّه حلال للمسلمين وإنما تدّرج في تحريمه ، فأولاً وضّح للناس مضاره ونفعه وبيّن لهم أن ضررة على المجتمع أكبر من نفعه.
 وقال الله تعالى:
 {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ 
وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} 
 صدق الله العظيم [البقرة:219] 
ولا أعلم أن في الخمر أي نفعٍ لمن يتعاطوه بل هو من الخبائث، وهل حرّم الله 
عليكم إلا الخبائث؟
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} صدق الله العظيم [الأعراف:157] 
والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
 فما هو النفع المقصود من قول الله تعالى:
 {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} صدق الله العظيم ؟ 
 والجواب بالحق: 
ويقصد منافع أرباح التجارة للذين يتاجرون في بيع الخمر فيربحون الأموال أو الذين يربحون الأموال في الميسر وهو ذاته القمار، ولكن الله بيّن لكم نسبة النفع والضرر على المجتمع، فالمستفيدون قليل وهم فقط الذين يجنون الأموال بسبب التجارة في الخمر، ولكن المتضررون هم المستهلكون وهم الأكثر في عددهم من عدد تجار الخمر والميسر، كوني أجد النسبة في الكتاب بالضبط 1% بمعنى 99 % متضررين والرابحون بنسبة 1 % وهم تجار الخمر.
 ولربما يودُّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول:"وكيف علمت هذه النسبة بالضبط؟"
 ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: علمت ذلك من خلال أصحاب ربح الميسر وهو القمار، فلو أن مائة من الناس اشتركوا بأموالهم فوضعوها على طاولة القمار فوضع كل منهم عشرة آلاف دولار فأصبح إجمالي أموال أصحاب طاولة القمار هو مائة ألف دولار، ومن ثم بدأوا لعبة القمار وفاز رجل واحد في لعبة القمار فأخذ أموال تسعة وتسعون رجلٍ، فكم نسبة المستفيدون في المائة؟
 وتجدونه 1% واحد فقط وأما تسعة وتسعون فكل منهم سوف يذهب ليحضر عشرة آلاف دولار أخرى وهو يطمع أن يسترد ماله وفوقه أضعافاً مضاعفةً، وقد يخسر العشرة تلو العشرة، ومن ثم يبيع ما تبقى لديه من أراضي وسيارات لكي يحاول أن يسترد ماله جميعاً وفوقه أضعاف مضاعفة، وقد يخسر أمواله جميعاً حتى يصبح لا يملك من بعد ملك شيئاً، ومن ثم أما أن يموت قهراً أو يشتعل بركان العداوة بينه وبين الفائز، ثم يريد قتل الفائز لكي يقتل بعده كونه كره الاستمرار في الحياة فقيراً من بعد أن كان غنياً يتفاخر بأمواله، وبما أن المتضررين في المجتمع هم الأكثر بسبب تجارة الميسر الذي هو ذاته القمار، ولذلك حرم الله تجارة القمار وكذلك الخمر، فحتماً سوف يكون المستهلكين المتضررين هم الأكثر عدداً من تجار الخمر المستفيدين ولذلك حرّم الله التجارة في الخمر أو شراءه فأصبح محرماً على المستفيد والمستهلك، وهذه بالنسبة لضرر الخمر والميسر على المجتمع الإنساني.
 وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
 {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ 
وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} صدق الله العظيم 
ومن ثم بين الله الضرر على العقل البشري بسبب تعاطي الخمر.
 وقال الله تعالى:
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ}
 صدق الله العظيم [النساء:43] 
وبما أن الخمر يُذهب العقل فقد يرتكب السكران الفاحشة ليس فقط مع أحد نساء العالمين بل قد يغتصب أمه أو أخته والعياذ بالله وهو لا يدرك الجريمة التي يفعلها حين يفعل من قبل أن يصحو فيعقل أفعاله وقوله، والسكران قد يتعدى فيقتل وهو لا يعقل فعله، وكذلك فالخمر يؤزالإنسان إلى ارتكاب الفاحشة برغم أنه يضعف الانتصاب الجنسي ولكنه يثير الرغبة للجنس مما يسبب انتشار الفاحشة في المجتمع،
 وأما الميسر الذي هو القمار فهو: 
 كذلك يسبب انتشار العداوة والبغضاء في المجتمع، وذلك ما يبغية الشيطان 
من وسيلة الخمر والميسر. وقال الله تعالى:
 {إِنَّمَا يُرِيد الشَّيْطَان أَنْ يُوقِع بَيْنكُمْ الْعَدَاوَة وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْر وَالْمَيْسِر 
وَيَصُدّكُمْ عَنْ ذِكْر اللَّه وَعَنْ الصَّلَاة فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}
 صدق الله العظيم [المائدة:91] 
ومن ثم أنزل الله تحريمه فأمركم باجتنابه قلباً وقالباً كما أمركم باجتناب
 عبادة الطاغوت. وقال الله تعالى: 
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ
 عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} 
صدق الله العظيم [المائدة:90]
 فاتقِ الله يا عابد الله وكن مع الصادقين .... وإني أرى أحد الوافدين للحوار يفتي أن القرآن لا توجد به آية بدل آية، ويقول: إنما القرآن جاء بدلاً لكتب الله من قبل. ومن ثم يرد عليه المهدي المنتظر الحق من ربه وأقول: إنك تقول على الله مالا تعلم، فاتقِ الله حبيبي في الله، فلم يأتي القرآن بدلاً للكتب السماوية إذاً لتبدلت دعوة كافة الأنبياء والمرسلين، ويا سبحان الله العظيم! وقال الله تعالى:
 {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا
 بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى} [الشورى:13] 
وقال الله تعالى:  
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} [النساء:163] 
وأما تبديل الأحكام فتاتي في الكتاب نفسه يبدل الله آيةً مكان آيةٍ فيبقى لفظها ويأخذون بحكمها الجديد البدل، وفي ذلك حكمة ورحمة ولكن الجاهلون سوف يقولون:
 إنما أنت مفترٍ فكيف أنك تقول لنا من قبل أن الله أنزل إليك الحكم في الحدّ الفلاني أن حكم الله فيه كذا وكذا، واليوم تأتي لنا بحكم جديد وتقول أن الله أنزل إليك حكماً آخر بدلاً عن الحكم الأول؟
 ويقولون ذلك القوم الذين لا يتفكرون في الحكمة من ذلك،
 ولذلك قال الله تعالى:
 {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [النحل:101] 
وعلى سبيل المثال:
 كان حكم الله في حد الفاحشة بشكل عام على النساء المتزوجات والعازبات هو حبسهن في البيوت حبساً مؤبداً حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً 
بتبديل حكم الحبس المؤبد. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَالَّلاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً}
 صدق الله العظيم [النساء:15] 
ومن ثم جاء السبيل للخروج من الحبس المؤبد فاستبدله الله بحكم الجلْدِ. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
 {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}
 صدق الله العظيم [النور:2] 
ويا أحبتي في الله الباحثين عن الحق لا تقولوا على الله مالا تعلمون، واعلموا أن الشيطان ليأمركم بالمجازفة بالقول على الله في دينه بالظن الذي لا يغني من الحق شيئاً، فاتقوا الله يا علماء المسلمين ولا تطيعوا أمر الشيطان وأطيعوا أمر الرحمن الذي حرّم عليكم أن تقولوا على الله مالا تعلمون أنه الحق من ربكم لا شك ولا ريب، فلا قول بالنسبية في دين الله فهل أنتم منتهون.
 وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. 
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.