الاثنين، 11 نوفمبر 2013

افتنى عن صفات الله الازلية وعن صفات الله النفسية ؟ وهل هناك فرق بينهما ؟

وسأل سائل فقال :
 افتنى عن صفات الله الازلية وعن صفات الله النفسية ؟ 
وهل هناك فرق بينهما ؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:

تعالَ لأعلِّمك ما هي صفات الله الأزليّة وهي: 
 صفات ذاتِ الله سبحانه .
ومن صفات ذات الله أنّه الأحدُ ليس كمثله شيء في الخلق، وأنه لم يلد ولم يولد ولا تدركه الأبصار، فهذه من الصّفات الأزليّة لا تتبدل، فهو الله أكبر من كل شيء فلا يساويه شيء في حجم ذاته سبحانه؛ بل هو الله أكبر من كل شيء في خلقه أجمعين، ولذلك يصف الله ذاته بالأكبر أي أكبر كبيرٍ أي الأكبر من كل كبيرٍ سبحانه! وصفة الأكبر من صفات ذات الله.
وأمّا الصّفات النفسيّة فهي: 
فضلٌ من الله عظيم ولو لم تتغير في نفس الله لكانت الطّامّة الكبرى على عباده؛ بل صفات الله النفسيّة رحمة بالعباد.
ومن صفات الله النفسيّة هو أن يرضى من بعد أن كان غاضباً فيَحِلُّ الرضوان بدل الغضب فذلك خيرٌ لعباده، ولكن لو لا تبديلَ لصفة الغضب بالرضى لكانت طامّةً كبرى على العباد، فمن غضِب الله عليه فعليه أن يستيئِسَ من رحمة الله أن يرضى الله عنه أبداً لكون الغضب من صفة ذات الله الأزليّة التي لا تتبدل بحسب فتوى الدكتور أحمد عمرو.ويا رجل، إني الإمام المهدي المنتظر أدعو البشر إلى التفكّر في صفات الله... روح الله النفسيّة، مثل صفة الرحمة وصفة الكرم وصفة الغفران، وإنّ من صفات الله النفسيّة لله ما تشترك مع عبيده التي نفخ فيهم من روحه بكلمات قدرته، مثال صفة الرحمة فيشاركه فيها من عباده الرحماء ولذلك يسمي نفسه  
{أَرْ‌حَمُ الرَّ‌احِمِينَ ﴿٨٣﴾} [الأنبياء]، 
بمعنى: أن صفة الرحمة لا يتفرّد بها الله وحده من دون عباده غير أنه أرحمُ الراحمين، وكذلك صفة الكرم لم يتفرّد بها وحده بل جعلها في بعضٍ من عباده وهم عباده الكرماء ولذلك يسمي نفسه أكرم الأكرمين، وكذلك صفة الغفور يتصف بها الغافرين ولم يفتِ الله أنّه تفرّد بصفة الغفران وحده ولذلك يصف نفسه
 {خَيْرُ‌ الْغَافِرِ‌ينَ ﴿١٥٥﴾} [الأعراف] 
أي خير الغافرين من عباده، ولذلك تجد الله يسمي نفسه خير الغافرين.
ألا وإن صفة الرضى هي من أسماء الله الحسنى جعلها من أسماء صفاته النفسيّة وليست من صفات الله الأزليّة لذاته التي لا تبديل لها؛ بل صفة الغضب والرضوان من صفات الله النفسيّة قابلة للتحول فتتحول صفة الغضب في نفسه إلى رضوانٍ، ونجد في الكتاب أنّ صفات الله النفسيّة قابلة للارتفاع والانخفاض.مثال قول الله تعالى:
{ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّـهِ }
صدق الله العظيم [البقرة:61]
ولكن عندما يزداد كفرهم وتعنتهم فيزداد غضب الله في نفسه عليهم.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ بِئْسَمَا اشْتَرَ‌وْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُ‌وا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِ‌ينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠﴾}
صدق الله العظيم [البقرة]
وغضب الله في نفسه على عباده يرتفع بحسب ازدياد الإثم من عبده، فلا يستوي الغضب في نفس الله على العبد الذي ذنوبه قليلة مع الغضب في نفس الله على العباد المجرمين الأكثر فساداً في الأرض، وكلٌّ له نصيبه من العذاب على قدر الغضب عليه في نفس الله. ألا وإن مقدار الغضب عليه في نفس الله هو بقدر ذنوبه من غير ظلمٍ ولا يظلم ربّك أحداً.
وبالنسبة لصفة رضوان الله نفس الله 
فإن الذين يتّخذون رضوان الله وسيلةً تجدهم لا يهتمّون إلا أن يكون الله راضٍ عليهم وحسبهم ذلك! ولكنّ الإمام المهدي يفتي بالحقّ أنّ ذلك ليس إلا جزءٌ من رضوان نفس الله أي رِضى الله على عبده فلان، وأمّا رضوان نفس الله فلن يكون الله راضٍ في نفسه أبداً حتى يدخل عباده في رحمته (فيرضى)، ووعده الحق وهو أرحم الراحمين.
ولكن مشكلة كثيرٍ من عباد الله أنّهم مبلسون من روح رحمة الله سبحانه، ألا وإنّ من أكبر ظلم النّفس هو اليأس من رحمة الله أرحم الراحمين.
 وقال الله تعالى:
{إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّ‌وْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُ‌ونَ ﴿٨٧﴾}
صدق الله العظيم [يوسف]
أي لا ييأس من روح رحمة الله أرحم الراحمين إلا القوم الكافرون لكون الرحمة صفة روحيّة في نفس الله ويجهل تلك الصّفة الذين لم يقدّروا ربّهم حقّ قدره فلم يعرفوه حقّ معرفته، ولو كانوا يعرفون الله حقّ معرفته لما وجدتهم يلتمسون الرحمة في أنفس الملائكة خزنة جهنم. وقال الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾}
صدق الله العظيم [غافر]
أي وما دعاء الكافرين بصفة الرحمة في نفس الله أنه هو أرحم الراحمين فيذرونه فيدعون عباده من دونه ويلتمسون الرحمة في أنفسهم بأن يشفعوا لهم عند الله أن يخفف عنهم يوماً من العذاب؛ ولكن الله وصف دعاءهم أنّه في ضلال، وكذلك يسمّيهم بالكافرين برغم أن هؤلاء الكافرون لم يعودوا كافرين بذات ربّهم بل أصبحوا يؤمنون بالله أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له ولكنّ الله لا يزال يسمّيهم بالكافرين برغم أنّهم لم يعودوا كافرين بذات الله، ولا يقصد الله أنهم كافرون بذات الله بل قد أدركوا حقيقة ذات الله أنّه هو الله الواحد القهّار لا إله غيره ولا معبود سواه ولكن الله لا يزال يسمّيهم بالكافرين لكونهم لا يزالون يجهلون صفات الله الروحيّة في نفسه وهي صفاته الجوهريّة سبحانه فهم لا يزالون عميان عن معرفة ربّهم كما كانوا في الدنيا. ولذلك قال الله تعالى:
{وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً}
صدق الله العظيم [الإسراء:72]
أي أعمى عن معرفة صفات الله نفس الله سبحانه، ومن صفات الله في نفسه هي صفة الرحمة ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وبما أنهم لم يقدروا ربّهم حقّ قدره في الدنيا كذلك نجدهم لم يقدروا ربّهم حقّ قدره في الآخرة، ولذلك نجدهم يدعون عبيدَه من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم! فكيف يشفعون لهم عند من هو أرحم بهم من آباءهم وأمّهاتهم وأبنائهم وعشيرتهم وأرحم بهم من ملائكته المقربين وأرحم بهم من الإنس والجنّ أجمعين ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟
وذلك ما يدعونا الله إلى معرفته هو أن نتعرف على روح صفات نفس الله سبحانه وتعالى، وهي صفاته الباطنية كونها الجوهر لصفات الله، سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً ألا وإن من صفات روح نفس الله الرحمة والغضب والرضى، ألا وإن رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من جنّته، ولا أرى الأنصاري الذي يسمي نفسه خادم رسول الله فلا أراه من الأنصار السابقين الأخيار كونه ينكر صفة رضوان نفس الله أنّه النّعيم الأعظم من جنّته، ولذلك أمرنا أن يتمّ نزع صفته من تحتاسمه (من الأنصار السابقين الأخيار) حتى يكون من الموقنين، وعليه أن يعود إلى باحث عن الحقّ فيجادل الإمام المهدي ناصر محمد اليماني حتى يقيم الحجّة علينا أو نقيم عليه الحجّة بالحقّ ولو كان ينكر علينا أي شيء آخر غير النّعيم الأعظم لما أمرنا بنزع صفته، ويحقّ له أن يجادلنا ولكنّه ينكر علينا الأساس الذي بُنيَتْ عليه الدعوة المهدية نعيم رضوان نفس الله بأنّه النّعيم الأعظم من جنّته، وينكر علينا فتوى تحسّر الله في نفسه ويريد أن يحصر التحسّر في أنفس عباده، وكذلك يزعم أن الله آتاه علم الكتاب أو علمٌ من الكتاب.ولذلك يا من يسمي نفسه خادم رسول الله فعليك أخي الكريم أن ترجع إلى الطائفة الذين يجادلون الإمام المهدي عبد النعيم الأعظم، فمثلك كمثل الدكتور أحمد عمرو الذي يجادلنا في الدعوة إلى تحقيق رضوان الله النّعيم الأعظم من جنّته على عباده.ويا سبحان الله يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو فكيف تفتي أنّ رضوان الله ليس  إلا جزء من النّعيم! ويا رجل، فلولا رضوان الله عليهم لما اشتمّوا رائحة جنّات النّعيم على مسافة ألف عامٍ؛ بل رضوان الله هو الأساس وما خلق الله الخلق إلا ليعبدوه وحده لا شريك له فيتبعون رضوان الله، وإنّما جعل الجنّة جزء لمن يتبع رضوانه والنّار جزء لمن يتّبع ما يسخط الله، فلا تكن من الجاهلين.
ونحن قوم يحبّهم الله ويحبّونه اتّخذنا رضوان الله غايةً فلن نرضى حتى يرضى كون ذلك هو النّعيم الأعظم بالنسبة لنا، وليس معنى ذلك أننا لا نريد جنّة الله ومن الذي يرفض جنّات النّعيم؟! ولكن يا رجل، كيف نهنأ بجنّات النّعيم والحور العين وأحبّ شيء إلى أنفسنا متحسرٌ وحزينٌ على عباده الضالين الذي يسمعهم يقولون حين تتقلب وجوههم في النّار. وقال الله تعالى:
{ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ‌ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّـهَ وَأَطَعْنَا الرَّ‌سُولَا ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا رَ‌بَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَ‌اءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَ‌بَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرً‌ا ﴿٦٨﴾}
صدق الله العظيم [الأحزاب]
ويا خادم رسول الله لا تحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة. 
في قول الله تعالى:
{ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ}
صدق الله العظيم [يس]
ويا رجل، إنكم لتنكرون تحسر الله في نفسه لكونكم تجهلون تعريف صفات روح الله النفسيّة ولا تميّزون بين صفات روحه النفسيّة والصّفات الذاتيّة، ألا وأنّ الصّفات الذاتيّة هي الصّفات الأزليّة لا تتبدل ولا تتغير لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولكن الإمام المهدي يدعوكم ليعرّفكم على صفات الربّ الروحيّة وهي صفاتٌ في نفسه تعالى، ومنها صفة رضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم لدى قوم يحبّهم الله ويحبّونه، ولذلك لن يرضوا حتى يرضى وهم على ذلك من الشاهدين وأن الإمام المهدي هو حقاً العبد الخبير بالرحمن. وذلكم تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ ۚ الرَّ‌حْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرً‌ا ﴿٥٩﴾}
صدق الله العظيم [الفرقان]
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.