الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

أفتني في كلمة الظالمين في قوله تعالى : { وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} هل هوظلم الخطيئة ام ظلم الشرك ؟

         
وسأل سائل فقال:
  أفتني في كلمة الظالمين في قوله تعالى :
{ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}هل هوظلم الخطيئة 
ام ظلم الشرك ؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ
 وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صق الله العظيم
وكلمة التشابه في هذه الآية جاءت في قول الله التعالى:
{قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
والتشابه بالضبط هو في كلمة:{ الظَّالِمِين} فظن الشيعة أن يقصد الظالمين بالخطيئة وعلى ذلك تأسست عقيدتهم في عصمة الرسل والأئمة من الخطيئة وقالوا انه لا ينبغي لمن اصطفاه الله رسولاً أو إمام كريم أن يخطئ أبداً ومن ثم ترى الشيعة يُحاجوا بهذا البرهان في مُتشابه القرآنفي قول الله تعالى:
{قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
 صدق الله العظيم
ومن قالت الشيعة إذا الأئمة والرسل معصومين من الخطاء في الحياة الدُنيا إلى يوم الدين ويا سُبحان ربي الذي هو الوحيد الذي لم يخطئ ابداً ولكن ياابو فراس لو تنظروا إلى برهان الشيعة على عصمة الأنبياء والأئمة
بقول الله تعالى:
{قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
فهنا يكون الباحث عن الحق في حيره ولكن الإمام المهدي سيذهب حيرته ثم يفصل له الحق من ربه تفصيلاً ويا ابوا فراس تعالوا لأعلمكم كيف تستطيعوا أن تُميزوا بين الآية المحكمة والآية المتشابة حتى تعلموا علم اليقين هل في هذه الآية تشابه أم إنها من الآيات المحكمات فالامر بسيط جداً يا ابوا فراس لمن علمه الله فألهمه بالحق فحتى تعلموا هل برهان الشيعة في هذه الآية هو من المتشابه أم إنها محكمة فعليك أن ترجع إلى الأيات المحكمات البينات في كتاب الله فإن وجدت رسول أوإمام ظلم نفسه ظُلم واضح وبين في محكم الكتاب لا شك ولا ريب فعند ذلك تعلم
أنه يوجد هُناك تشابه في قول الله تعالى:
{قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
والتشابه هو في قول الله تعالى:{الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
فتعالوا لتطبيق لتصديق ونقوم بالبحث سوياً في القرآن العظيم هل قط اخطاء أحد الأنبياء والمُرسيلين فظلم نفسه ومن ثم تجدوا الفتوى من رب العالمين على لسان نبي الله يونس:
{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ(87)}
 صدق الله العظيم
وكذلك تجدوا الفتوى في قول الله نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام فتعلموا 
 خطيئته وإعترافه بظلمه لنفسه بقتل نفس بغير الحق ولكن نبي الله موسى تاب وأناب غلى ربه وقال الله تعالى:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم}
صدق الله العظيم
ومن تخرجون بنتيجة أن المُرسلين ليسوا بمعصومين من ظلم الخطيئة
تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ
 فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ(11)}
صدق الله العظيم
وهذه أيات محكمات بينات لعالمكم وجاهلكم ولم يجعلهن الله بحاجة للتاويل نظراً لأن ظاهرهن كباطنهن يفتيكم الله
أن عباد الله المُصطفين من الأنبياء والمرسلين والائمة المُكرمين لم يجعلهم الله معصومين من ظلم الخطيئة
وربي غفار لمن تاب وأناب ولكنكم يا أبو فراس حين ترجعوا لقول الله تعالى:
{قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
ستجدون وكأن في كلام تناقض سبحانه وتعالى علواً كبيراً أن يتناقض في كلمة واحدة بل ذلك هو الكلام المُتشابه تجدوه يخالف لمحكم فتجدوا منه العكس تماماً حين تضعوا أية محكمة وآخرى متشابه كما يلي:
{إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ 
سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ(11)}
وقال الله تعالى:
{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ}
صدق الله العظيم
حتى إذا جئتم لظاهر المُتشابه فسوف تجدوا ظاهره اختلف عن فتوى الله في الآيات المحكمات وكانه قال انه لن يصطفي من ظلم نفسه قط وقال الله تعالى:
{قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
 صدق الله العظيم
والتشابه بالضبط وقع في قول الله تعالى:{الظَّالِمِينَ}
فظنوا الشيعة انه يقصد ظُلم الخطيئة وإنهم لخاطئون بقولهم على الله
مالا يعلمون بل يقصد ظُلم الشرك بقول الله تعالى
{قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } 
صدق الله العظيم
فمن يزعم أنه يقصد ظلم الخطيئة فسوف تكون له آيات الكتاب المحكمات البينات للمرصاد في قول تعالى:
{إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ(10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ 
فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11)} صدق الله العظيم
وفعلاً تجدوا ان من المرسلين أخطاء وظلم نفسه برتكاب الخطيئة:
{ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11)}
  صدق الله العظيم
إذا ياقوم أنه لا يقصد ظلم الخطيئة بل يقصد ظلم الشرك في قول الله تعالى:
{قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
 صدق الله العظيم
ولا بد لكم ان تفرقوا بين ظلم الشرك وظلم الخطيئة فليس من اخطاء أنه اشرك بالله فهل تجدون نبي الله موسى كان مشركاً يقتله نفس بغير الحق كلا بل ذلك هو ظلم الخطيئة ومن ناب وأناب فسيجد ربي غفورا رحيم واما الشرك فمحله القلب والإخلاص لله محله في القلب وقال الله تعالى:
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} 
صدق الله العظيم
أي قلب سليم من الشرك بالله تصديقاً لقول الله تعالى:
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}
صدق الله العظيم
فأولئك يصطفي منهم الأنبياء والرسل والأئمة لكي يحذورا الناس من الشرك بالله تصديقاً لقول الله تعالى:
 {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} 
صدق الله العظيم
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني