الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

يا ناصرمحمد اليماني دلنا على أعظم طرق الشيطان في صد الناس عن إتباع الرسل والانبياء ؟

         
 وسأل سائل فقال:
يا ناصرمحمد اليماني دلنا على أعظم طرق الشيطان 
في صد الناس عن إتباع الرسل والانبياء ؟
فاجاب الذي عنده علم الكتاب فقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ بقول الله تعالى:
 {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ}
  صدق الله العظيم
ومن ثم نأتي لتفصيل بعض من مكرهم المُضاد لأنبياء الله حتى لا تتبع الأمم أنبياء الله فيجعلوا بعض الذين يتخبطهم الشيطان من المس أن يوسوس له في صدره أنه نبي حتى يبدأ ذلك الممسوس بالتكلم فيدعي أنه نبي حتى إذا بدأ يشتهر خبره في من حوله ومن ثم يبدأ الشيطان بجعل ذلك الرجل يتصرف تصرفات المجانين ومن ثم يتفاجأوا من حوله بتصرفات منه تصرفات المجانين ومن ثم يحكموا عليه بالجنون ويتبين لهم أنه أصابه مس من الشياطين وما هي الحكمة الشيطانية من هذا المكر الذي فعله مس الشيطان عن طريق الإنسان وذلك حتى إذا ابتعث الله نبي بالحق من رب العالمين فأول ما يحكم عليه قومه أنه مجنون كونهم تعودوا على هذه الدعوة من مجانين
 ويتبين لهم أن الذين يدّعون النبوة أصابهم مس من الشياطين 
ولذلك يقولوا لنبيهم الحق من رب العالمين:
{إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} 
 أي أصابك بمس من الجن ولم تدافع عنك الآلهة كونك تذكرهم بسوء فيطلقوا على النبي الحق من ربهم أنه مجنون وسبب هذا القول لأمم الأنبياء لأنبيائهم هو بسبب مكر الشياطين بالوسوسة إلى الذين يدعون النبوة بالحق ثم يجعلوه مجنون ولا يقبل قوله العقل والمنطق, ولكنها بقيت لدى الشياطين مُعضله وهي لو أن الله يؤيد نبيه بآية يرونها رأي العين فعلموا الشياطين أن قومه سوف يصدقوه ومن ثم اخترعوا الشياطين سحر التخييل ليعلموه إلى بعض أوليائهم الجاهلين فيقولوا له إسحر أعين الناس واجلب لك مال منهم من وراء سحر التخييل وهؤلاء النوع من السحرة لم يكونوا يعلمون أصلاً ماهي الحكمة الشيطانية من إختراع سحر التخييل لأعين الناس, ومن ثم نبين لكم الحكمة الشيطانية من سحر التخييل هو حتى إذا بعث الله نبي ومن ثم يؤيده بآية معجزة خارقة من رب العالمين بالحق على الواقع الحقيقي ومن ثم يقولوا له قومه قد تبين لنا أنك ليس بمجنون بل ساحراً عليم, ونأتي الآن للبحث عن هذا البيان على الواقع الحقيقي ونتابع قصة نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام حين أرسله الله إلى فرعون وقومه
 وقال نبي الله موسى:
{وَقَالَ مُوسَى يَافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(104)حَقِيقٌ عَلَى 
أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ}
ومن ثم د عليه فرعون:
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}
ومن ثم رد عليه نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام وقال:
{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ}
ومن ثم رد عليه فرعون وقال:
{قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ 
فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ}
ومن ثم غير فرعون فتواه الأولى عن جنون موسى عليه الصلاة والسلام 
وقال فرعون:
{قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)}
سورة الشعراء
وقال الله تعالى:
{فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}
ويقصد بوصفه "عظيم" أي عظيم في الإثم كونهم يصدون بذلك عن التصديق بالآيات الحق من رب العالمين التي يؤيد بها رسله, ولكن نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ليس لديه خلفية عن السحر فخشي أن يكون سحرهم حق على الواقع الحقيقي كمثل آية التصديق التي أيده الله بها وخشي أن تكون ليس إلا كمثل آياتهم السحرية
 ولذلك قال الله تعالى:
{فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ 
فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى}
وهنا ألقى الشيطان في أمنية موسى الشك في الحق الذي جاء به 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي 
أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
  صدق الله العظيم
ولكن الله أوحى إليه بوحي التفهيم وطمأن قلبه أنه سوف يدمغ الباطل بالحق على الواقع الحقيقي فإذا هو زاهق وقال الله تعالى:
{قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ 
مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}
صدق الله العظيم
ومن ثم أحكم الله لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام آياته بالحق على الواقع الحقيقي بعد أن ألقى الشيطان في قلبه الشك في الحق
وقال الله تعالى:
{فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} 
صدق الله العظيم
وتبين لكم يا قوم كيف استطاع الشياطين أعداء الأنبياء أن يصدوا الأمم عن إتباع أنبياء الله ولذلك لم يستطيعوا أن يجعلوا الناس أمة واحدة على صراطٍ مستقيم وذلك بسبب مكر الشياطين على مر العصور عن طريق شياطين الإنس والذين لا يعلمون, وبسبب هاتين الطريقتين من مكر الشياطين توصّى الشياطين بعضهم بعضاً بهاتين الطريقتين من المكر الخبيث ضد أنبياء الله ولذلك نجح الشياطين نجاح كبير في صد كثيرٍ من الأمم عن إتباع رسل ربهم بسبب ذلك المكر الخبيث وبسبب ذلك المكر المُستمر عبر العصور من الشياطين نجحوا في صد البشر عن إتباع أنبياء الله 
وقال الله تعالى:
{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ}
  صدق الله العظيم
والحق أقول أن الأمم لم يوصي بعضهم بعض أن يكون ذلك هو ردهم على أنبياء الله
{سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ}
بل تواصوا بالمكر المسبب لهذا القول شياطين الجن والإنس حتى نجحوا في صد الأمم, ولكنه بقي لديهم لو أن الله يؤيد أحد رسله بوحي غيبي فوجب عليهم أن يغامروا في إستراق السمع من الملأ الأعلى عن علم الغيب, يتكلمون الملائكة فيما بينهم بما علمهم رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام يخبرهم بما علمه به الله ولكن هذا صعب على الشياطين بسبب الحرس الشديد والشهب ولكن لا بد لهم أن يغامروا إصراراً منهم على إطفاء نور الله كمثل إصرار أبو حمزة محمود المصري حتى ولو يَصدُقوا في خطفة واحدة تحدث بالحق فيوحوا بها إلى أوليائهم من شياطين الإنس ليتكلم بها عن علم الغيب فتحدث, وقالوا للكهنة العرافون المشعوذون قال لهم الشياطين لا تقولوا أن الشياطين من علمكم بتلك الخطفة بل قولوا إنما علمنا ذلك بسبب رصدنا لحركات النجوم 
ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
 [كذب المنجمون ولو صدقوا]
أي كذب المنجمون أنهم علموا بتلك الخطفة الغيبية نتيجة رصدهم لحركات النجوم ولو صدقوا في تلك الخطفة بل علمهم بتلك الخطفة الحق الشياطين الذين يسترقون السمع من الملأ الأعلى عن علم الغيب 
وقال الله تعالى:
{
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) 
إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} 
 صدق الله العظيم
ولكن الشيطان المارد حين يفر بالخطفة الغيبية عما سوف يحدث في الأرض فإنه يوحي بها إلى وليه من شياطين الإنس ليخبر بها الناس 
وقال الله تعالى:
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ(221)تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ(222)
يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} صدق الله العظيم
وأولئك هم العرافون و كذلك منهم من يسمّون بالكهنة الذين يزعمون أن لديهم من علم الغيب وهم أولياء الشياطين, وإنما الحكمة من ذلك المكر الخبيث حتى إذا أيد الله أنبياءه بما يشاء من علم الغيب ومن ثم يقولوا له الناس إنما هو كاهن فقد سبق وأن أخبرنا كهنة وعرافون بأحداث غيبية وحدثت بالفعل.
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.