السبت، 16 نوفمبر 2013

ما هو تأويل قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }وهل للقران الكريم أسم غير ذلك ؟

          
 وسأل سائل فقال: 
 ما هو تأويل قوله تعالى:
{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }وهل للقران الكريم 
أسم غير ذلك ؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال :

بسم الله الرحمن الرحيم
 وسلامٌ على المُرسلين وآلهم الطيبين والتابعين للحق في كُل زمانٍ ومكانٍ 
إلى يوم الدين، ولا أفُرّق بين أحدٍ من رُسُله وأنا من المُسلمين، وبعد..
ويا ايها العالم الجليل من المملكة العربية السعودية إني مُضطر أن اقوم بتنزيل
 بيانك إلينا على الخاص مع الرد منى عليك بالحق وأما سوآلك الذي تسئل فيه
 عن بيان ما يلي:

 {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(3)وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}
صدق الله العظيم
فهذه الآية من الآيات المحكمات يتكلم الله فيها عن القُرآن ا لعظيم أنه يوجدُ في اصل الكتاب في اللوح المحفوظ وذلك هو المقصود من 
قول الله تعالى:{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ}
 ويقصد أنه في كتاب الله الاصل الذي كتب الله فيه ما كان وما سيكون إلى يوم
 الدين ومن ضمن الأحداث الغيبية القرآن العظيم كتبه الله في اللوح المحفوظ 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}صدق الله العظيم
ويُسمى ذلك الكتاب بالكتاب المكنون وهو الأصل لكافة الكُتب السماوية 
ويتم نسخها منه تصديقاً لقول الله تعالى 
{فَلَاأُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)‏
 إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78)}
صدق الله العظيم
والكتاب المكنون هو ذات اللوح المحفوظ تصديقاً لقول الله تعالى:
{بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}
صدق الله العظيم
ومكان ذلك الكتاب في مكان علياً عند رب العالمين 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}
صدق الله العظيم
وأما وصف الكتاب بالحكيم فتجدُ الجواب في مُحكم الكتاب أنهُ من أوصاف

 القُرآن وقال الله تعالى:
{يس(1)وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ(2)إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3)عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)}
 صدق الله العظيم
فذلك مما وصف الله به كتابه الحكيم وكذلك وصفه بالعظمة 
وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} صدق الله العظيم
وكذلك وصفه الله بالعزة وقال الله تعالى:
{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ(41)لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ
 مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} صدق الله العظيم
وكذلك وصفه الله بالنور كونه نور تحيي به القلوب المُبصرة 
ولذلك قال الله تعالى
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(157)قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم
وإنما يخرجهم به من الظُلمات إلى النور بآيات الكتاب البينات 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{هُوَالَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}
صدق الله العظيم
وكذلك يسميه الله سُبحانه بالفُرقان كونكم إذا أحتكمتوا إلى محكم القرآن تستطيعوا

 أن تُفرقوا بين الحق والباطل تصديقاً لقول الله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}
 صدق الله العظيم
وكذلك يوصف الله القُرآن العظيم أنهُ (حبل الله) وأمركم أن تعتصموا بحبل الله

 ولا تتفرقوا وإنما الإعتصام هو أن تتبعوه وتكفروا بما خالف لمحكمه سواء يكون
 في التوراة أو في الإنجيل أو في السنة النبوية فذروا ما يخالف القرآن وراء ظهوركم واعتصموا بحبل الله القُرآنا لعظيم البُرهان للحق من رب العالمين المحفوظ من التحريف إلى يوم الدين ليكون حُجة الله على الناس يوم الدين كونه رسالة الله الشاملة للإنس والجن وجعله الله حبله الممدود من السماء إلى الأرض من أعتصم به
 هُدي حين يجد ما يخالفه فقد هُدي إلى صراطاً مُستقيم كونه البُرهان للحق
 من رب العالمين وقال الله تعالى:
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا(174)فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}
 صدق الله العظيم
فانظروا لقول الله تعالى: 
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا(174)فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم
وذلك هو حبل الله الذي أمركم الله أن تعتصموا به حين تجدوا ما يخالفه سواء 

 يكون في التورات أو في الإنجيل او في السنة النبوية فلا تتفرقوا فذروا ما خالف لمحكم كتاب الله وراء ظهوركم وأعتصموا بحبل الله القُرآن العظيم إن كنتم به 
مؤمنين تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}
 صدق الله العظيم
وقد علمتم بالمقصود من حبل الله الذي أمركم بالإعتصام به أنه القُرآن العظيم الذي أمركم الله أن تعتصموا به وتكفروا بما خالف لمحكمه كونه هو البُرهان الحق
فيما كنتم فيه تختلفون تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا(174)فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ
 فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}
 صدق الله العظيم
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.