السبت، 16 نوفمبر 2013

ماهو حق الله في الأموال المكتسبة وما هو حق الله في الغنائم وهل الزكاة على المال الواحد في كُل مرة ؟

          
 وسأل سائل فقال:
 ماهو حق الله في الأموال المكتسبة وما هو حق الله في الغنائم 
وهل الزكاة على المال الواحد في كُل مرة ؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال
:
 

يا عُلماء الإسلام وأمتهم آن الآوان أن نُبين لكم ركن الزكاة التي فرض الله عليكم فتؤدوها إلى من استخلفه الله عليكم. 
وقال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿
٣٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ‌ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُ‌هُمْ ۖ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿٣٥﴾}
صدق الله العظيم [التوبة]
والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
 فهل فرض الله عليكم أن تنفقوا أموالكم جميعاً في سبيل الله؟
 والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ﴿
٢٤﴾ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُ‌ومِ ﴿٢٥﴾}
صدق الله العظيم [المعارج]
ومن ثم سؤال آخر، فكم قدر هذا الحق المعلوم في الكتاب؟ 
ومن ثم تجدون الجواب في قول الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ‌ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُ‌هُمْ ۖ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿٣٥﴾}
صدق الله العظيم [التوبة]

ومن ثم تعلمون أن الله قد فرض عليكم العُشر من الذهب أو ما يعادله من الفضة، فمن أخرج منها العشر حق الله فكأنما أنفقها جميعاً في سبيل الله كون العُشر يكتبه الله بعشر أمثاله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}
صدق الله العظيم [الأنعام:160]
فلو أن لدى أحدكم مائة جرام من الذهب وحتى يعلم كم قدر العشر فيها في الحساب فيفعل ما يلي:
100÷10= 10 فذلك هو العُشر لمائة جرام من الذهب، فإذا أخرج العشرة الجرام حق الله منها لينفقها في سبيل الله فسوف يكتب الله له وكأنه أنفق المائة جرام جميعاً، وذلك لأن العشرة الجرام سوف تُكتب بعشر أمثالها. 
تصديقاً لقول الله تعالى:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}
  صدق الله العظيم،
 وذلك هو نصيب الله المفروض في مالكم المُكتسب.
وأما كنوز الغنيمة أو الغنائم فحق الله فيها ضعف العُشر. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

صدق الله العظيم [الأنفال:41]
ولكن زكاة الغنيمة التي رزقكم الله إياها غنيمة من لدنه يختلف حق الله المفروض
 فيها عن حقه في الأموال المُكتسبة كونكم ستجدون أن الزكاة من الغنيمة 
هي ضعف الزكاة من الأموال المكتسبة.
 تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ} 
 صدق الله العظيم
فإذا غنم أحدكم كنز مائة جرام من الذهب فحق الله فيها عشرون جرام. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
  {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ}
  صدق الله العظيم
وحتى تعلمون كم خُمس المائة الجرام من الذهب فجزئوا المائة 
جرام إلى خمسة أخماس، أو تقوموا بما يلي:
100÷5= 20 جرام فذلك هو الخُمس
وأما حق الله المفروض في أموالكم المُكتسبة فهو أقل من الخُمس، وذلك لأن الله فرض عليكم العُشر لله في اموالكم المُكتسبة وحتى تعلمون كم عُشر المائة الجرام من الذهب أو ما يعادلها من الفضة فهو كما يلي:
100÷10=10 جرام
فكيف تضلون عن آيات بينات محكمات هُن أم الكتاب؟ تصديقاً لقول الله تعالى:

{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُون}
صدق الله العظيم [البقرة:99]

ألم نعدكم أننا لقادرون بإذن الله على أن نفصل لكم كافة أركان الإسلام جميعاً
 من محكم كتاب الله القرآن العظيم فنبينه لكم كما كان يبينه لمن قبلكم 
محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
صدق الله العظيم [النحل:44]
حتى نعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى على كتاب الله وسنة رسوله الحق والحق أحق أن يُتبع، ولا يزال لدينا الكثير والكثير في تفصيل الركن الثالث من أركان الإسلام ألا وهو رُكن الزكاة، فويل للذين أعرضوا عن رُكن الزكاة فلا يتقبل الله منهم شهادتهم ولا صلاتهم ولا صومهم ولا حجهم ومن ثم يُحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم. تصديقاً لقول الله تعالى:

{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ‌ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُ‌هُمْ ۖ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿٣٥﴾}
صدق الله العظيم [التوبة]

وليست الزكاة على المال الواحد في كُل مرة كما يقول على الله الذين لا يعلمون أن زكاة المائة الجرام يتم إخراجها في كل مرة من ذات المال نفسه إذاً فسينفد وانتهى الأمر، ولكنه قال الله تعالى:
 
 {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}
  صدق الله العظيم
فأين المعلوم يامعشر الذين يقولون على الله مالا يعلمون ما دمتم أفتيتم أنه يتم إخراجها في كل مرة من ذات المال، فلنفرض أن لدى أحدكم مائة جرام من الذهب ادّخرها لأولاده الصغار من بعد موته فأمرتموه أن يخرج منها حق الله في كل عام، ومن ثم يخرج لكم عشرة جرامات وفي كل عام عشرة جرامات فبعد مضي عشر سنوات سوف تنفد ثم لا يجد في الوعاء شيء.. أفلا تتقون؟! وإنما حق الله معلوم فإذا تم استخراج حق العشر من ألف جرام من الذهب ثم يكنزه لعياله من بعده فأصبح طاهراً مُطهراً إلى يوم القيامة، فلم يفرض الله حقه فيه إلا مرة واحدة فقط فقط فقط... وليس في كل مرة بل حق الله هو في المال الجديد، فإذا كسبتم مالاً جديداً
فأخرجوا حق الله منه ومن ثم يصبح طاهراً مطهراً، واتقوا الله ويعلمكم الله، 
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخو المُسلمين في الدين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.