الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

في القرآن الكريم آيات محكمات وآيات متشابهات فكيف نستطيع أن نميز بينهما؟

         
وسأل سائل فقال:  
 في القرآن الكريم آيات محكمات وآيات متشابهات فكيف 
نستطيع أن نميز بينهما؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:

بسم الله الرحمن الرحيم
فأما الآية المُحكمة من آيات أم الكتاب فإذا أرجعتموها للعقل والمنطق فحتما ستجدون العقل والمنطق يُسَّلم لها تسليماً، لأنها منطقية وتلك هي الآية المُحكمة في الكتاب. مثال قول الله تعالى:
{وَلاَ تَقْتُلُواْأَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)}
  صدق الله العظيم [النساء]
ولكن حين تتدبروا الآية المُتشابهة مثال قول الله تعالى:
{فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}
  صدق الله العظيم [البقرة:54]
فإذا هي أولاً تضاد تظاهرها مع الآية المُحكمة التي تشابهت معها تشابه لفظياً فتخالف الأمر في الآية المحكمة بعدم قتل النفس فإن ذلك يأس من رحمة الله ومن يئِس من رحمة الله وقتل نفسه:
 {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا(30)}
  صدق الله العظيم
ولكن المُتشابهة تُخالف الأمر في ظاهرها للأمر في الآية المحكمة فما هو السبيل؟
 فكيف تميزوا بين الآية المحكمة والآية المُتشابهة؟
 والجواب أنه رفع طلب الفتوى إلى العقل والمنطق الذي ميز الله به الإنسان عن الحيوان. وحتما يأتيكم بالنتيجة فيقول إن إحداهنَّ الأمر فيها منطقي يقبله العقل والمنطق  وهو قول الله تعالى:
{وَلاَ تَقْتُلُواْأَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)} صدق الله العظيم
وأما الأمر الآخر في قول الله تعالى:
 {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} 
 صدق الله العظيم.
 فهذا يخالف العقل والمنطق فكيف يأمر الله عباده بقتل أنفسهم فلا بد أن لها تأويل غير ظاهرها وإنما تشابهت لفظياً مع الآية المحكمة، ولكن بيانها علمها عند الله فهي تحتاج إلى سلطان العلم من ذات القرآن فإن العقل وحده لا يستطيع أن يأتيكم بتفسيرها وإنما يفهم العقل الآيات المحكمات فقط ولكنهنَّ أم الكتاب لو تمسك المؤمنين بهنَّ لنجوا واهتدوا إلى صراط الحميد. ولكن كثيرا من علماء الأمة لم يميزوا بين الآية المُحكمة والآية المُتشابهة برغم أنهم لو حكَّموا العقل والمنطق لأفتاهم بالحق وعلمهم العقل أيها الآية المُحكمة لأنها حتماً تجدونها لا تخالف العقل 
والمنطق أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29)}
  صدق الله العظيم [ص]
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار 
والله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه إنه لن ولن يصدقني الإمعات الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاً بحجة أنهم ليسوا بعلماء. ونقول لهم كلا ثم كلا أم أنكم ترون الكفار الذين صدَّقوا بالقرآن العظيم في عصر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا عُلماء كأمثال الأنصار السابقين من المهاجرين والأنصار؟ 
بل كانوا كافرين وليسوا بعلماء في الدين بل استخدموا عقولهم فاستمعوا إلى منطق الداعي إلى سبيل ربه مُحمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم
 إذ يقول لهم:
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ 
وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} 
صدق الله العظيم [يوسف:108]
وجاهدهم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً فأما الذين استمعوا إلى آيات الله في مُحكم كتابه فحكموا العقل والمنطق فقد أنار الله قلوبهم فبصرهم بالحق. وأما الذين لم يعطوا لأنفسهم فرصة الاستماع بفكر العقل أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
وهل تدرون لماذا صاروا كالأنعام؟ 
لأنهم لا يتفكرون والأنعام لا تتفكر ولكن الطير يتفكرون! يا سبحان الله فكم الفرق بين الطير والبقرة فلا يساوي ربع إذنها أصغر الطيور ولكنهُ أذكى منها، وسوف يصنع عُشه بشكل عجيب وغريب فيصنعه مُتقنٌ صُنْعَهُ، فيقيه من الحر ويدفئه في البرد. ولكن البقرة مع كِبر حَجمها ستموت بردا ولن تصنع لها جُحرا لأنها لا تتفكر. فأما الطير فيتفكر فانظروا كيف أنه احتقر البشر الذين لم يعبدوا الله الواحد القهار الخالق الذي خلق الشمس والقمر وجاء بأخبار لم يحيط بها سليمان علماً. فلم يعلم أن ملكة سبأ وقومها يعبدون الشمس من دون الله في سبأ مأرب بل لا يحيط بهم علماً فخاطب الهدهد سُليمان وألقى بخُطبته الشهيرة
 في القرآن العظيم قال:
{أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)} [ النمل] انتهت خُطبة الهُدهد.
ثم نأتي لرد سليمان عليه السلام سامحه الله.. 
ولماذا القساوة يا سليمان عليك الصلاة والسلام على صاحب هذه الخطبة البديعة؟
 وقال له سليمان:
{قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)} [النمل] 
انتهى رد سليمان.
ومن ثم نأتي لرد الملكة الحكيمة حين استخدمت العقل والمنطق وقالت:
{قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ(32)} 
صدق الله العظيم. [النمل]
فتدبرا الآيات جيداً. قال الله تعالى:
{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَأباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ(21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)}
وأشكر أخي طلال من صناديد الرجال المُقترح للتدبر والتفكر فيما قد ألقاه إليكم الإمام ناصر محمد اليماني من البيان الحق للقرآن فلا نضيع الوقت حتى يأتينا منه الجديد بإذن الله فعلينا أن نتدبر البيانات الحق للكتاب ونفهمها جيداً ونفهم علومه وأسراره ونعم الفكرة يا طلال جزاك الله عنى خير الجزاء وشكر الله لابن عمر صانع طاولة الحوار الذي آوى المهدي المنتظر يوم كانوا يزجره أصحاب المواقع حتى أعز الله المهدي المُنتظر بالحسين ابن عُمر فوالله لا ولن أنسى فضله أبداً وإنه لمن المُقربين وإنه لمن الأنصار السابقين الأخيار المُكرمين فلا يسعني أن أذكر جميع الأنصار بالاسم وإنما أريد أن أعلمهم بالدعاء الحق الذي علمهم الله إياه في الكتاب.
 وقال الله تعالى:
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ(9)} 
 صدق الله العظيم [آل عمران]
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..