الاثنين، 11 نوفمبر 2013

وسأل سائل فقال: ما هي سدرة المنتهى فى قولة تعالى: {سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ؟وما هي الشجرة في قوله تعالى: {مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}؟

 
وسأل سائل فقال:
ما هي سدرة المنتهى فى قولة تعالى:
{سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ؟
وما هي الشجرة في قوله تعالى:
{مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة للمخلوقات فأصغر شيء أجده في الكتاب هي الذرة وما حوت
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ
إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }صدق الله العظيم
وتصديقاً لقول الله تعالى :

{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ 
وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ }
صدق الله العظيم

بمعنى أنهم لم يخلقوا مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض

وتصديقاً لقول الله تعالى:
{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }
 صدق الله العظيم
فتلك الذرة وماحوت هي أصغر شيء خلقه الله في السماوات والأرض وهي تُسبح بحمدُ لله وتقدس له
تصديقاً لقول الله تعالى:

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ْ} 
صدق الله العظيم
وكل شيء يسبح بحمد ربه من الذرة وما حوت أصغر شيء إلى أكبر شيء في خلقه وهي الشجرة وتلك سدرة المُنتهى حجاب الرب وعرشه أكبر من ملكوت السماوات والأرض بل سدرة المُنتهى هي أكبر من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض ولذلك قال الله تعالى: 
{ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} 
 صدق الله العظيم
وذلك حجاب الرب وعرشه فهي منتهى خلقه إلى ذاته وهي الفاصل بين العباد والمعبود فما دونها الخلائق وما عليها الرحمن على العرش استوى:
{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)} صدق الله العظيم
ونادى الله نبيه موسى عليه الصلاة والسلام من الشجرة وهو في البقعة المُباركة فأسمعه صوته وقربه نجياً وقال الله تعالى :
{نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم
فأما موقع نبي الله فهو: 
 في الأرض في البقعة المُباركة من شاطئ الوداي الأيمن بالوادي المقدس طوى
وأما مصدر نداء الرب فهو: 
{ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
صدق الله العظيم
وتلك الشجرة هي سدرة المنتهى وإنما قرب الله نبيه موسى نجياً بالصوت فأسمعه صوته بقدرته ولم تسمع نداء الله زوجته وهي على مقربة من المكان و كلمه الله تكليما وقربه نجياً وأما محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد بعث الله إليه بدعوة عن طريق رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام ليحضره إلى ربه فيكلمه تكليماً من وراء السدرة ليلة المعراج إلى ربه فمر به في الملكوت الكوني ليريه النار التي وعد بها الكُفار ويريه الجنة التي وعد بها الأبرار
تصديقاً لقول الله تعالى:
 
{وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95)} 
صدق الله العظيم
ولم يرى الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً بل رأى من آيات ربه الكُبرى في الكتاب ومن آياته الكبرى ما يغشى سدرة المُنتهى من نور وجهه سبحانه وتعالى علواً كبيراً ومن آياته الكُبرى السدرة التي هي أكبر شيء خلقه الله في الكتاب التي عندها الجنة برغم أن الجنة عرضها السماوات والأرض ولكنها عند سدرة المُنتهى ثم أكبر ملائكة في الكتاب وهم الثمانية حملة عرشه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.