الخميس، 14 نوفمبر 2013

هل الإمام المهدي وانصاره سيطلبون الشفاعة للعبيد بين يدي الله ؟

         
 وسأل سائل فقال:
هل الإمام المهدي وانصاره سيطلبون الشفاعة 
للعبيد بين يدي الله ؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال :

 أعوذ بالله أن نكون من الجاهلين، ألا والله الذي لا إله غيره لو أن ناصر محمد اليماني وأنصاره يطلبون الشفاعة لأحد بين يدي الله لألقى الله بناصر محمد اليماني وأنصاره في سواء الجحيم، ثم لا نجد لنا من دون الله ولياً ولا نصيراً. ونشهد الله وكفى بالله شهيداً أننا ننكر شفاعة العبيد على الإطلاق بين يدي الرب المعبود سبحانه وتعالى علواً كبيراً فلسنا أرحم من الله بعباده، ووعده الحق وهو أرحم الراحمين. بل علِمنا أن الله متحسر في نفسه وحزين على عباده الضالين فإن أبينا الدخول لجنات النعيم فإنما نريد من الله أن يحقق لنا النعيم الأعظم فيرضى في نفسه تعالى، فإذا رضي الله في نفسه فهذا يعني أنها تحققت الشفاعة فشفعتْ لعباده الضالين رحمتُه من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:{{ قُل لله الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا }}
صدق الله العظيم [الزمر:44]
وما يقصد الله تعالى بقول: { قُل لله الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا } 
ولكن الله لا يشفع لعباده عند أحد سبحانه لا إله غيره! 
والسؤال الذي يطرح نفسه فما يقصد الله بقوله:
{{ قُل لله الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا }}؟ 
والجواب: 
 أنه يقصد أنها تشفعُ لعباده رحمتُه من عذابه فيرضى، فإذا تحقق رضوان الله 
في نفسه فهنا تتحقق الشفاعة لعباده. ولذلك قال الله تعالى:
{وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ 
أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى}
صدق الله العظيم [النجم:26]
كون سرّ الشفاعة لعباده الضالين متعلق بتحقيق رضوان الله في نفسه تعالى، ألا وإن رضوان الله في نفسه هو النعيم الأعظم من جنته في نظر قوم اتخذوا عند الله عهداً أن لا يرضوا حتى يرضى، أولئك هم الوفد المكرمون لم يتم حشرهم إلى النار ولا إلى الجنة بل إلى الرحمن وفداً، فيعرض عليهم درجات النعيم في جنات النعيم إلى الدرجة العالية الرفيعة في الجنة فإذا هم لا يزالون مصرين على قسمهم وعهدهم عند ربهم أن لا يرضوا حتى يرضى. ولذلك قال الله تعالى:
{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥﴾ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴿٨٦﴾ لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا ﴿٨٧﴾}
صدق الله العظيم [مريم]
ألا وإن العهد الذي اتخذوه عند ربهم هو أنهم أقسموا بالله جهد أيمانهم أن لا يرضوا حتى يرضى، فهم لا يزالون مصرين على ذلك في الدنيا والآخرة كون رضوان الله هو النعيم الأعظم بالنسبة لهم فلا قبول للمساومة فيه بأي ثمن مهما كان ومهما يكون، وعهدهم هو القسم الذي أقسموه على أنفسهم أن لا يرضوا حتى يرضى ربهم أحبّ شيء إلى أنفسهم، فإذا حقق الله لهم هدفهم فيرضى فهنا تحققت الشفاعة في نفس الله فتشفع لعباده الضالين رحمتُه من عذابه. ولذلك قال الله تعالى:
{وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ 
لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى}
صدق الله العظيم
فانظروا لقول الله تعالى: {وَيَرْضَى} صدق الله العظيم، ألا والله الذي لا إله غيره أنها لتعرض على كل واحد فيهم الدرجة العالية الرفيعة في جنات النعيم فأباها الوفد المكرمون فأنفقها كلٌ منهم وسيلةً إلى ربهم لمن يشاء مقابل أن يحقق لهم النعيم الأعظم منها {وَيَرْضَى} صدق الله العظيم.
ألا والله الذي لا إله غيره لو أن ربهم يخاطبهم فيقول:
 ما دمتم مصرين على تحقيق رضوان الله في نفسه فاقذفوا بأنفسكم في سواء الجحيم أو ادخلوا جنّة النعيم كمثل غيركم الذين رضوا بجنات النعيم. وهنا لن يردّوا على ربهم بالجواب ولا بكلمة بل فوراً انطلقوا وهم يتسابقون إلى أبواب جهنم السبعة أيّهم يلقي بنفسه الأول ليحقق رضوان الله في نفسه، وكأني أراهم وكلٌ منهم يحاول جرّ الذي يسبقه إلى الوراء لكي يسبقهم فيلقي بنفسه الأول في سواء الجحيم لو كان في ذلك سبب لتحقيق رضوان الله {وَيَرْضَى}.
ولربما يود أن يقاطع الإمام المهدي أحد علماء الأمة فيقول:
 "يا ناصر محمد، كيف يصدق العقل والمنطق أنّ أحداً سوف يقذف بنفسه في نار الجحيم لكي يرضى الله في نفسه! وهل يعبدون اللهَ ربهم إلا لكي يقيهم من ناره ويدخلهم جنته ؟" . 
ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي وأقول: هذا لو أن ثمن تحقيق رضوان الله في نفسه 
أن يقذفوا بأنفسهم في نار الجحيم لما يترددون شيئاً، وذلك من شدة إصرارهم على تحقيق رضوان الله في نفسه فذلك هو النعيم الأعظم، فلا يعلم بمدى إصرارهم على تحقيق ذلك إلا الله ، وهم على ما في أنفسهم الآن لمن الشاهدين.
ولربما يود أن يسألني أحد السائلين فيقول: "يا ناصر محمد اليماني فلماذا هذا الإصرار اللا محدود في تحقيق رضوان الله في نفسه؟ ألم يرضى عنهم وعرض على كل واحد فيهم الدرجة العالية الرفيعة في جنة النعيم ؟ فلماذا أبَوْها واتخذوها وسيلةً لتحقيق النعيم الأعظم منها؟ وأي نعيم هو أعظم وأكبر من الدرجة العالية الرفيعة في جنات النعيم ؟" . 
ومن ثم يرد على السائلين الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى:
{ وَعَدَ اللَّهُ الْـمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا 
وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
صدق الله العظيم [التوبة:72]
وبما أن نعيم رضوان الله في نفسه هو أكبر من جنات النعيم فلم يتخذوا رضوان الله وسيلة لتحقيق النعيم الأصغر ، جنات النعيم ، بل اتخذوا الدرجة العالية الرفيعة وسيلة لتحقيق النعيم الأعظم منها وهو نعيم رضوان الله على عباده .. 
نعيماً أكبر من نعيم جنته. ولذلك تسمى الدرجة العالية بالوسيلة ، فابتغوا الوسيلة وفازوا بها جميعاً فعرضت على كل عبد فيهم كونها لا تنبغي إلا أن تكون لعبد من 
عبيد الله ، وكلما أباها أحدهم عرضت على الذي يليه فيأباها وينفقها إلى من يشاء الله
 قربة إلى ربه ليحقق له النعيم الأعظم منها.
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.